|
| سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:14 am | |
| سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم
صفية بنت عبدالمطلب
أم هانئ بنت أبى طالب
الخنساء بنت عمرو
أم الدرداء الكبرى
أم ذر الغفارى
حليمة السعدية
أسماء بنت أبى بكر
أسماء بنت عميس
أسماء بنت يزيد
النوار بنت مالك
الشفاء بنت عبدالله العدوية
أم حارثة الربيع بنت النضر
أم عمارة نسيبة بنت كعب
حمنة بنت جحش
بريرة مولاة السيدة عائشة
أم رومان بنت عامر
خولة بنت ثعلبة
أم أيمن بركة بنت ثعلبة
الحولاء بنت تويت
أم سليمان بنت ملحان
أم حرام بنت ملحان الربيع بنت معوذ النجارية
أم معبد الخزاعية
هند بنت عتبة
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأحد 22 ديسمبر 2013, 1:01 am عدل 1 مرات |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:17 am | |
| هي صفية بنت عبد المطلب، الهاشمية. وهي عمة الرسول وشقيقة سيدنا حمزة. وأم حواري النبي : الزبير وأمها من بني زهرة.
تزوجها الحارث، أخو أبي سفيان بن حرب فتوفي عنها.
وتزوجها العوام. أخو سيدة النساء خديجة بنت خويلد فولدت له: الزبير والسائب وعبد الكعبة. قصة إسلام صفية بنت عبد المطلب:هي من المهاجرات الأول، ولا يُعلم هل أسلمت مع حمزة أخيها، أو مع الزبير ولده؟ ملامح من شخصية صفية بنت عبد المطلب:شجاعتها:تظهر شجاعة السيدة صفية بنت عبد المطلب لما كانت في حصن فارع ورأت يهودي يطوف حول الحصن فنزلت إليه بعمود خيمتها وقتلته. بعض المواقف من حياتها مع الرسول :لقد بايع الرسول الصحابيات على الإسلام وما مسّت يدُهُ يد امرأة منهنّ، وكانت عمّته صفية رضي الله عنها معهن، فكان لبيعتها أثرٌ واضح في حياته، بإيمانها بالله ورسوله، ومعروفها لزوجها، وحفاظها على نفسها،والأمانة والإخلاص في القول والعمل.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة:12].
- لم تكن صفية رضي الله عنها لتنسى قول رسول الله في أول أيام إسلامها، لمّا نزل قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِين} [الشعراء: 214].
قام رسول الله وقال: "يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئًا، سلوني من مالي ما شئْتُم", فخصّها بالذكر كما خصّ ابنته فاطمة أحب الناس إليه.
- زعم هشام بن عروة أن الزبير بن العوام خرج إلى ياسر أخو مرحب, فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: يقتل ابني يا رسول الله, قال: "بل ابنك يقتله إن شاء الله", فخرج الزبير فالتقيا، فقتله الزبير. المواقف من حياتها مع الصحابة:أقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى أخيها حمزة فلقيها الزبير, فقال: أي أمة, إن رسول الله يأمرك أن ترجعي, قالت: ولِمَ, وقد بلغني أنه مثل بأخي وذلك في الله فما أرضانا بما كان من ذلك لأصبرن وأحتسبن إن شاء الله, فجاء الزبير فأخبره, فقال: "خل سبيلها", فأتت إليه واستغفرت له ثم أمر به ودفن.
من كلمات صفية بنت عبد المطلب- قال ابن إسحاق: وقالت صفية بنت عبد المطلب، تبكي أخاها حمزة بن عبد المطلب:
أسائلة أصحاب أحد مخافة *** بنات أبي من أعجـم وخـبير
فقال الخبير إن حمزة قد ثوى *** وزير رسول الله خيـر وزير
دعاه إله الحق ذو العرش دعوة *** إلى جنة يحيا بهـا وسـرور
فذلك ما كنا نرجي ونرتجي *** لحمزة يوم الحشر خيـر مصير
فوالله لا أنساك ما هبت الصبا *** بكاء وحزنًا محضري ومسيري
على أسد الله الذي كان مدرها *** يذود عن الإسلام كل كفور
فيا ليت شلوي عند ذاك وأعظمي *** لدى أضبع تعتادني ونسور
أقول وقد أعلى النعي عشيرتي *** جزى الله خيرًا من أخ ونصير
- فقالت صفية ابنة عبد المطلب تبكي أباها:
أرقت لصوت نائحة بليل *** على رجل بقارعة الصعيد
ففاضت عند ذلكم دموعي *** على خدي كمنحدر الفريد
على رجل كريم غير وغل *** له الفضل المبين على العبـيد
على الفياض شيبة ذي المعالي *** أبيك الخير وارث كل جود
صدوق في المواطن غير نكس *** ولا شخت المقام ولا سنيد
طويل البـاع أروع شيظمي *** مطاع في عشيرته حمـيد رثائها للرسول : ألا يا رسول الله كنت رجاءنا *** وكنت بنا بَرًّا ولم تك جافيا
وكنت رحيمًا هاديًا معلمًا *** ليبك عليك اليوم من كان باكيا
لعمرك ما أبكى النبي لفقده *** ولكن لما أخشى من الهرج آتيا
كأن على قلبي لذكر محمد *** وما خفت من بعد النبي المكاويا
أفاطم رب محمد *** على جدث أمسى بيثرب ثاويا
فدى لرسول الله أمي وخالتي *** وعمي وآبائي ونفسي وماليا
صدقت وبلغت الرسالة صادقا *** ومت صليب العود أبلج صافيا
فلو أن رب الناس أبقى نبينا *** سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحية *** وأدخلت جنات من العدن راضيا
أرى حسنًا أيتمته وتركته *** يبكي ويدعو جده اليوم نائيا وفاة صقية بنت عبد المطلب:توفيت صفية بنت عبد المطلب رضي الله تعالى عنها في خلافة عمر سنة عشرين, ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة, ودفنت في البقيع.
المراجع:- سير أعلام النبلاء. - الإصابة في تمييز الصحابة. - سيرة ابن هشام. - سيرة ابن كثير. - الاستيعاب. - الطبقات الكبرى. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:19 am | |
| نسب أم هانئ :هي فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم.وأم هانئ بنت أبي طالب أخت علي وعقيل وجعفر وطالب وشقيقتهم. وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف واختلف في اسمها فقيل: هند, وقيل: فاختة وهو الأكثر[1].وكان إسلام أم هانئ يوم الفتح.من مواقف أم هانئ مع الرسول عليه الصلاة والسلام:كان لأم هانئ مواقف مع الرسول منها ما رواه أبو هريرة أن النبي خطب أم هانئ بنت أبي طالب, فقالت: يا رسول الله, إني قد كبرت ولي عيال, فقال النبي : "خير نساء ركبن نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده"[2].ولها موقف يوم فتح مكة مع النبي تقول أم هانئ: ذهبت إلى رسول الله عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه فقال: "من هذه". فقلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب, فقال: "مرحبًا بأم هانئ". فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفًا في ثوب واحد, فلما انصرف, قلت: يا رسول الله, زعم ابن أمي أنه قاتل رجلاً قد أجرته فلان بن هبيرة, فقال رسول الله : "قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ". قالت أم هانئ: وذاك ضحى[3].وعن أم هانئ قالت: كنت قاعدة عند النبي فأتي بشراب فشرب منه ثم ناولني فشربت منه فقلت: إني أذنبت فاستغفر لي، فقال: "وما ذاك؟" قالت: كنت صائمة فأفطرت, فقال: "أمن قضاء كنت تقضينه؟" قالت: لا, قال: "فلا يضرك"[4].وفي أحد الأيام قال الرسول الله لأم هانئ: "هل عندك طعام آكله", وكان جائعًا فقلت: إن عندي لكسر يابسة وإني لأستحي أن أقربها إليك, فقال: "هلميها", فكسرتها ونثرت عليها الملح, فقال: "هل من إدام؟" فقالت: يا رسول الله, ما عندي إلا شيء من خل, قال: "هلميه", فلما جئته به صبه على طعامه فأكل منه ثم حمد الله تعالى ثم قال: "نعم الإدام الخل, يا أم هانئ لا يفقر بيت فيه خل"[5].من الأحاديث التي روتها أم هانئ عن الرسول :عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ما أخبرني أحد أنه رأى النبي يصلي الضحى إلا أم هانئ فإنها حدثت أن رسول الله دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل فسبح ثمان ركعات ما رأيته صلى صلاة قط أخف منها غير أنه كان يتم الركوع والسجود[6].وعن أم هانئ رضي الله عنها أنها ذهبت إلى النبي يوم الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة تستره بثوب فسلمت فقال: "من هذه؟" قلت: أم هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات في ثوب ملتحفًا به.وعن أم هانئ: أن رسول الله اغتسل هو وميمونة من إناء واحد في قصعة فيها أثر العجين[7].وعن أم هانئ قال لها النبي : "اتخذي غنمًا يا أم هانئ فإنها تروح بخير وتغدو بخير".وعن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: قال رسول الله : "إن الله تعالى فضل قريشًا بسبع خصال لم يعطها أحدًا قبلهم, ولا يعطيها أحدًا بعدهم, فيهم النبوة وفيهم الحجابة وفيهم السقاية, ونصرهم على الفيل, وهم لا يعبدون إلا الله, وعبدوا الله عشر سنين لم يعبده غيرهم, ونزلت فيهم سورة لم يشرك فيها غيرهم (لإيلاف قريش)"[8].وفاة أم هانئ :لم تذكر المصادر تاريخ وفاة أم هانئ ولكن المتفق عليه أن أم هانئ عاشت إلى بعد سنة خمسين.[1] الاستيعاب: جزء 1 - صفحة 611.[2] مسند أحمد بن حنبل: جزء 2 - صفحة 269.[3] صحيح البخاري: جزء 5 - صفحة 2280.[4] سنن الترمذي: جزء 3 - صفحة 109.[5] المستدرك: جزء 4 - صفحة 59.[6] سنن الترمذي: جزء 2 - صفحة 338.[7] سنن النسائي: جزء 1 - صفحة 131.[8] المستدرك: جزء 4 - صفحة 60. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:21 am | |
| نسب الخنساء:هي تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية ولقبها الخنساء، وسبب تلقيبها بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه[1].
حال الخنساء في الجاهلية:عرفت الخنساء رضي الله عنها بحرية الرأي وقوة الشخصية, ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلاً معه؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله، لكنها أنجبت منه ولدًا، ثم تزوجت بعده من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي، وأنجبت منه أربعة أولاد. وأكثر ما اشتهرت به الخنساء في الجاهلية هو شعرها وخاصة رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية والذين ما فتأت تبكيهما حتى خلافة عمر, ومما يذكر في ذلك ما كان بين الخنساء وهند بنت عتبة قبل إسلامها, نذكره لنعرف إلى أي درجة اشتهرت الخنساء بين العرب في الجاهلية بسبب رثائها أخويها. عندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء: من أنت يا أختاه؟ فأجابتها: أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد، وأخي صخر ومعاوية. فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟ ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول: أبكي عميد الأبطحين كليهما *** ومانعها من كل باغ يريدهـا أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي *** وشيبة والحامي الذمار وليدها أولئك آل المجد من آل غالب *** وفي العز منها حين ينمي عديدها فقالت الخنساء: أبكي أبي عمرًا بعين غزيـرة *** قليل إذا نام الخلـي هجودهـا وصنوي لا أنسى معاوية الذي *** له من سراة الحرتيـن وفـودهـا وصخرًا ومن ذا مثل صخر إذا *** غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها فذلك يا هند الرزية فاعلمي *** ونيران حرب حين شب وقـودهـا
قصة إسلام الخنساء :قال ابن عبد البر في الاستيعاب: "قدمت على رسول الله r مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم". وتعد الخنساء من المخضرمين؛ لأنها عاشت في عصرين: عصر الجاهلية وعصر الإسلام، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها[2].
من أهم ملامح شخصية الخنساء :1- قوة الشخصية :عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها.
2- الخنساء شاعرة :يغلب عند علماء الشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. كان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال: تلك التي غلبت الرجال. أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها: قذى بعينيك أم بالعين عوار *** أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء، قيل: فيم فضل شعرها عنك؟ قال: بقولها: إن الزمان ومـا يفنى له عجـب *** أبقى لنا ذنبًا واستؤصل الــرأس
3- البلاغة وحسن المنطق والبيان :في يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: إن صخرًا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر؟ فأجابتهم: بأن صخر حر الشتاء، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد، وأما معاوية فسقام الجسد.
4- الشجاعة والتضحية :ويتضح ذلك في موقفها يوم القادسية واستشهاد أولادها. فقالت: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم. ولها موقف مع الرسول r فقد كان يستنشدها فيعجبه شعرها, وكانت تنشده وهو يقول: "هيه يا خناس". أو يومي بيده[3].
أثر الرسول في تربية الخنساء :تلك المرأة العربية التي سميت بالخنساء، واسمها تماضر بنت عمرو، ونسبها ينتهي إلى مضر. مرت بحالتين متشابهتين لكن تصرفها تجاه كل حالة كان مختلفًا مع سابقتها أشد الاختلاف, متنافرًا أكبر التنافر, أولاهما في الجاهلية, وثانيهما في الإسلام. وإن الذي لا يعرف السبب يستغرب من تصرف هذه المرأة. - أما الحالة الأولى فقد كانت في الجاهلية يوم سمعت نبأ مقتل أخيها صخر, فوقع الخبر على قلبها كالصاعقة في الهشيم, فلبت النار به, وتوقدت جمرات قلبها حزنًا عليه, ونطق لسانها بمرثيات له بلغت عشرات القصائد, وكان مما قالته: قذى بعينك أم بالعين عوار *** أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار كأن عيني لذكراه إذا خطرت *** فيض يسيل على الخدين مدرار وإن صخرا لوالينا وسيدنا *** وإن صخرًا إذا نشتـوا لنـحـار وإن صخرا لمقدام إذا ركبوا *** وإن صخرًا إذا جاعـوا لعقـار وإن صخرا لتأتم الهداة به *** كــأنه عـلم في رأسـه نـار حمال ألوية هباط أودية *** شهاد أنـديـة للجـيـش جـرار ومما فعلته حزنًا على أخويها "صخر ومعاوية" ما روي عن عمر أنه شاهدها تطوف حول البيت وهي محلوقة الرأس, تلطم خديها, وقد علقت نعل صخر في خمارها. - أما الحالة الثانية التي مرت بها هذه المرأة والتي هي بعيدة كل البعد عن الحالة الأولى: فيوم نادى المنادي أن هبي جيوش الإسلام للدفاع عن الدين والعقيدة ونشر الإسلام، فجمعت أولادها الأربعة وحثتهم على القتال والجهاد في سبيل الله، لكن الغريب في الأمر يوم بلغها نبأ استشهادهم, فما نطق لسانها برثائهم وهم فلذات أكبادها, ولا لطمت الخدود ولا شقت الجيوب, وإنما قالت برباطة جأش وعزيمة وثقة: "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم, وإني أسأل الله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته"! ومن لا يعرف السبب الذي حول هذه المرأة من حال إلى حال يظل مستغربًا, ويبقى في حيرة من أمره فهذه المرأة تسلل إلى قلبها أمر غــير حياتها, وقلب أفكارها, ورأب صدع قلبها, إنها باختصار دخلت في الإسلام, نعم دخلت في الإسلام الذي أعطى مفاهيم جديدة لكل شيء, مفاهيم جديدة عن الموت والحياة والصبر والخلود. فانتقلت من حال اليأس والقنوط إلى حال التفاؤل والأمل، وانتقلت من حال القلق والاضطراب إلى حال الطمأنينة والاستقرار، وانتقلت من حالة الشرود والضياع إلى حالة الوضوح في الأهداف, وتوجيه الجهود إلى مرضاة رب العالمين. نعم هذا هو الإسلام الذي ينقل الإنسان من حال إلى حال, ويرقى به إلى مصاف الكمال, فيتخلى عن كل الرذائل, ويتحلى بكل الشمائل, ليقف ثابتًا في وجه الزمن, ويتخطى آلام المحن, وليحقق الخلافة الحقيقية التي أرادها الله للإنسان خليفة على وجه الأرض[4].
من مواقف الخنساء مع الصحابة :لها موقف يدل على وفائها ونبلها مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فلم تزل الخنساء تبكي على أخويها صخرًا ومعاوية حتى أدركت الإسلام فأقبل بها بنو عمها إلى عمر بن الخطاب t وهي عجوز كبيرة فقالوا: يا أمير المؤمنين هذه الخنساء قد قرحت مآقيها من البكاء في الجاهلية والإسلام فلو نهيتها لرجونا أن تنتهي. فقال لها عمر: اتقي الله وأيقني بالموت فقالت: أنا أبكي أبي وخيري مضر: صخرًا ومعاوية, وإني لموقنة بالموت, فقال عمر: أتبكين عليهم وقد صاروا جمرة في النار؟ فقالت: ذاك أشد لبكائي عليهم؛ فكأن عمر رق لها فقال: خلوا عجوزكم لا أبا لكم, فكل امرئ يبكي شجوه ونام الخلي عن بكاء الشجي[5].
من كلمات الخنساء :كانت لها موعظة لأولادها قبيل معركة القادسية قالت فيها: "يا بني إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين, والله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد, كما أنكم بنو امرأة واحدة, ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم, ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم. وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله U: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]. فإذا أصبحتم غدًا إن شاء الله سالمين, فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين, وبالله على أعدائه مستنصرين. وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت نارًا على أوراقها, فتيمموا وطيسها, وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة"[6]. فلما وصل إليها نبأ استشهادهم جميعًا قالت: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته".
وفاة الخنساء :توفيت بالبادية في أول خلافة عثمان t سنة 24هـ.
[1] الوافي في الوفيات: جزء 1 - صفحة 1459.
[2] جواهر الأدب: الجزء الأول، ص127-128.
[3] الاستيعاب: جزء 1 - صفحة 590.
[4] موقع لها أون لاين.
[5] الوافي في الوفيات: جزء 1 - صفحة 1461.
[6] أسد الغابة: جزء 1 - صفحة 1342 |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:22 am | |
| أم الدرداء
هي خيرة بنت أبي حدرد الأسلمي, وهي أم الدرداء الكبرى، لها صحبة، وكانت من فضلاء النساء وعقلائهن، وذوات الرأي منهن مع العبادة والنسك.
من مواقف أم الدرداء مع الرسول :يروي سهل بن معاذ عن أبيه عن أم الدرداء أنه سمعها تقول: لقيني رسول الله وقد خرجت من الحمام فقال: "من أين يا أم الدرداء؟" فقالت: من الحمام, فقال: "والذي نفسي بيده, ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت أحد من أمهاتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن ".
حال أم الدرداء مع زوجها :يقول عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: آخى النبي بين سلمان وأبي الدرداء, فزار سلمان أبا الدرداء, فرأى أم الدرداء متبذلة, فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا فقال: كُلْ، قال: فإني صائم, قال: ما أنا بآكل حتى تأكل, قال: فأكل, فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم, قال: نم, فنام ثم ذهب يقوم, فقال: نم, فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا فقال له سلمان: "إن لربك عليك حقًّا, ولنفسك عليك حقًّا, ولأهلك عليك حقًّا, فأعط كل ذي حق حقه, فأتى النبي فذكر ذلك له, فقال النبي : "صدق سلمان".
بعض ما روته أم الدرداء عن النبي :عن أم الدرداء عن النبي قال: "ما من ميت يقرأ عنده سورة يس إلا هون عليه الموت". وعن أم الدرداء عن النبي قال: "إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث: عن الخطأ والنسيان والاستكراه".
وفاة أم الدرداء :توفيت قبل أبي الدرداء بسنتين, وكانت وفاتها بالشام في خلافة عثمان بن عفان, وكانت قد حفظت عن النبي وعن زوجها أبي الدرداء عويمر الأنصاري.
المصادر:- الاستيعاب. - صحيح البخاري. - تفسير القرطبي. - الدر المنثور. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:24 am | |
| أم ذر هي امرأة أبي ذر الغفاري رضي الله عنهما. قصة إسلام أم ذر :أسلمت مع أبي ذر في أول الإسلام. فعن أبي الصباح الكوفي بإسناد له يصل به إلى النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا أراد أن يتبسم قال لأبي ذر: "يا أبا ذر حدثني بيدء إسلامك", قال: كان لنا صنم يقال له: نهم, فأتيته فصببت له لبنًا ووليت, فحانت مني التفاتة فإذا كلب يشرب ذلك اللبن, فلما فرغ رفع رجله فبال على الصنم فأنشأت أقول: ألا يا نهم إني قد بدا لـي *** مدى شرفٍ يبعد منـك قربـا رأيت الكلب سامك خط خسفٍ *** فلم يمنع قفاك اليوم كلبا فسمعتني أم ذر فقالت: لقد أتيت جرمًا, وأصبت عظمًا حين هجوت نهمًا. فخبرتها الخبر فقالت: ألا فابغـنا ربـًّا كريمـًا *** جوادًا في الفضائل يابن وهب فما من سامه كلب حقير *** فلم يمنـع يداه لنـا برب فما عبد الحجارة غير غاوٍ *** ركيك العقل ليس بذي لب قال فقال r: "صدقت أم ذر فما عبد الحجارة غير غاو".
موقف أم ذر مع السيدة عائشة :عن أيوب أن أم ذر دخلت على عائشة تسلم عليها وذلك في رمضان فقالت لها عائشة: أتسافرين في رمضان، ما أحب أن أسافر في رمضان، ولو أدركني وأنا مسافرة لأقمت. عن محمد بن واسع أن رجلاً من البصرة ركب إلى أم ذر بعد وفاة أبي ذر يسألها عن عبادة أبي ذر، فأتاها فقال: جئتك لتخبريني عن عبادة أبي ذر ، قالت: كان النهار أجمع خاليًا يتفكر.
من كلمات أم ذر :قالت أم ذر: والله ما سير عثمان أبا ذر, ولكن رسول الله r قال: "إذا بلغ البناء سلعًا فاخرج منها"، فلما بلغ البناء سلعًا وجاوز خرج أبو ذر إلى الشام.
موقف أم ذر يوم وفاة زوجها :روى الإمام أحمد بسنده عن أم ذر قالت: لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت، فقال: ما يبكيك؟ قالت: وما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض ولا يد لي بدفنك، وليس عندي ثوب يسعك فأكفنك فيه؟ قال: فلا تبكي وأبشري، فإني سمعت رسول الله r يقول: "لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبران أو يحتسبان فيردان النار أبدًا"، وإني سمعت رسول الله r يقول: "ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين"، وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية أو جماعة، وإني أنا الذي أموت بفلاة والله ما كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ. قال أبو نعيم في الحلية: فقال لها: فانظري الطريق. فقالت: أنّى وقد انقطع الحاج، فكانت تشتد إلى كثيب تقوم عليه تنظر ثم ترجع إليه فتمرضه، ثم ترجع إلى الكثيب، فبينما هي كذلك إذا بنفر تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم على رحالهم، فألاحت بثوبها فأقبلوا حتى وقفوا عليها، قالوا: ما لك؟ قالت: امرؤ من المسلمين تكفنونه يموت. قالوا: من هو؟ قالت: أبو ذر فغدوه بإبلهم ووضعوا السياط في نحورها يستبقون إليه حتى جاءُوه. وقال: أبشروا فحدثهم، وقال: إني سمعت رسول الله r يقول: "لنفر أنا فيهم ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض فتشهده عصابة من المؤمنين"، وليس منهم أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة، وأنا الذي أموت بالفلاة، أنتم تسمعون إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنًا لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب لي أو لها، أنتم تسمعون إني أنشدكم الله والإسلام أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرًا أو عريفًا أو نقيبًا أو بريدًا، فليس أحد من القوم إلا قارف بعض ما قال، إلا فتى من الأنصار، قال: يا عم أنا أكفنك لم أصب مما ذكرت شيئًا أكفنك في ردائي هذا الذي علي, وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي. قال: أنت فكَفني، فكفنه الأنصاري في النفر الذي شهدوه منهم حجر بن الأدبر ومالك بن الأشتر في نفر كلهم يمان.
المراجع :الإصابة في تمييز الصحابة ابن حجر. حلية الأولياء أبو نعيم. تاريخ دمشق ابن عساكر. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:25 am | |
| نسب حليمة السعدية :هي حليمة بنت أبي ذؤيب واسم أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة، أم النبي من الرضاعة فهي التي أرضعت رسول الله حتى أكملت رضاعه، واسم أبي رسول الله من الرضاع يعني زوج حليمة الحارث بن عبد العزى..أخذها للنبي وإرضاعه :وعن حليمة رضي الله عنها قالت: قدمت مكة في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضعاء في سنة شهباء فقدمت على أتان قمراء كانت أذمت بالركب ومعي صبي لنا وشارف لنا والله ما ننام ليلنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك ما يجد في ثديي ما يغنيه ولا في شارفنا ما يغذيه..فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله فإذا قيل: يتيم تركناه وقلنا: ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه!إنما نرجو المعروف من أب الولد فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا، فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعًا غيري فلم أجد غيره قلت لزوجي الحارث بن عبد العزى: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه. فقال: لا عليك..فذهبت فأخذته فما هو إلا أن أخذته فجئت به رحلي فأقبل على ثدياي بما شاء من لبن وشرب أخوه حتى روى وقام صاحبي إلى شارفي تلك فإذا بها حافل فحلب ما شرب وشربت حتى روينا فبتنا بخير ليلة فقال لي صاحبي: يا حليمة والله إني لأراك أخذت نسمة مباركة.وكانت رضي الله عنها عندما وقفت على عبد المطلب تسأله رضاع رسول الله قال لها: من أنت؟ قالت: امرأة من بني سعد قال: فما اسمك؟ قالت: حليمة فقال: بخ بخ سعد وحلم, هاتان خلتان فيهما غناء الدهر.بعض ما حدث للنبي في بيتها :عن ابن عباس قال: خرجت حليمة تطلب النبي وقد وجدت البهم تقيل، فوجدته مع أخته فقالت: في هذا الحر؟ فقالت أخته: يا أمه ما وجد أخي حرًّا، رأيت غمامة تظلل عليه، إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت، حتى انتهى إلى هذا الموضع..وبينما هو يلعب وأخوه يومًا خلف البيوت يرعيان بَهْمًا لنا، إذ جاءنا أخوه يشتد فقال لي ولأبيه: أدركا أخي القرشي قد جاءه رجلان فأضجعاه وشقا بطنه, فخرجنا نشتد فانتهينا إليه وهو قائم منتقع لونه فاعتنقه أبوه واعتنقته، ثم قلنا: مالك أي بني؟ قال: أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فاضجعاني ثم شقا بطني, فوالله ما أدري ما صنعا قالت: فاحتملناه ورجعنا به قالت: يقول أبوه: يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف..قالت: فرجعنا به, فقالت: ما يردكما به فقد كنتما حريصين عليه؟ قالت: فقلت: لا والله أن كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا ثم تخوفنا الأحداث عليه، فقلنا: يكون في أهله فقالت أمه: والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره, فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره قالت: فتخوفتما عليه، كلا والله إن لابني هذا شأنًا ألا أخبركما عنه؟ إني حملت به فلم أحمل حملاً قط كان أخف عليَّ ولا أعظم بركة منه, ثم رأيت نورًا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى, ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان، وقع واضعًا يده بالأرض رافعًا رأسه إلى السماء، دعاه والحقا بشأنكما..من مواقف حليمة السعدية مع الرسول :عن أبي الطفيل أن النبي كان بالجعرانة يقسم لحمًا فأقبلت امرأة بدوية, فلما دنت من النبي بسط لها رداءه فجلست عليه, فقلت: من هذه؟ قالوا: هذه أمه التي أرضعته.وقال ابن سعد في الطبقات: قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله مكة وقد تزوج خديجة, فتشكت جدب البلاد وهلاك الماشية فكلم رسول الله خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة.وقد رأت حليمة السعدية من النبي الخير والبركة وأسعدها الله بالإسلام هي وزوجها وبنيها.وفاة حليمة السعدية رضي الله عنها :عمّرت رضي الله عنها دهرًا ولم يعرف تحديدًا سنة وفاتها.المراجع :الاستيعاب ابن عبد البر.أسد الغابة ابن الأثير.الإصابة ابن حجر.البداية والنهاية ابن كثير. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| | | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:30 am | |
| |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:31 am | |
| هي أسماء بنت يزيد الأنصارية الأشهلية[1].
أهم ملامح شخصية أسماء بنت يزيد : 1- الجرأة في الحق :
فقد كانت تسأل رسول الله عن الحلال والحرام، وهو يتعجب من حسن بيانها وشجاعتها.
2- حسن المنطق والبيان :
فقد كان يطلق عليها خطيبة النساء.
3- الشجاعة :
وقد شهدت اليرموك وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطِها وعاشت بعد ذلك دهرًا[2].
من مواقف أسماء بنت يزيد مع الرسول : أتت أسماء النبي وهو بين أصحابه فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله, أنا وافدة النساء إليك, إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك. وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم, وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج, وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله , وإن الرجل إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير..
فالتفت النبي إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: "هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟" فقالوا: يا رسول الله, ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي إليها فقال: "افهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله". فانصرفت المرأة وهي تهلل[3].
بعض ما روت أسماء بنت يزيد عن رسول الله : قالت أسماء بنت يزيد: مر بنا رسول الله ونحن في نسوة فسلم علينا وقال: "إياكن وكفر المنعمين", فقلنا: يا رسول الله, وما كفر المنعمين؟ قال: "لعل إحداكن أن تطول أيمتها بين أبويها وتعنس, فيرزقها الله زوجًا ويرزقها منه مالاً وولدًا فتغضب الغضبة, فراحت تقول: ما رأيت منه يومًا خيرًا قط, وقال مرة: خيرًا قط"[4].
وروي الإمام أحمد عدة أحاديث لها منها: عن أسماء بنت يزيد عن النبي قال: "العقيقة عن الغلام شاتان مكافأتان, وعن الجارية شاة".
وعن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله : "إني لست أصافح النساء".
وعن أسماء بنت يزيد أن النبي قال: "ألا أخبركم بخياركم؟", قالوا: بلى يا رسول الله, قال: "الذين إذا رءوا ذكر الله تعالى", ثم قال: "ألا أخبركم بشراركم؟ المشاءون بالنميمة, المفسدون بين الأحبة, الباغون للبرآء العنت".
وعن أسماء بنت يزيد أن رسول الله قال: "من بنى لله مسجدًا فإن الله يبني له بيتًا أوسع منه في الجنة".
وعن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية رضي الله عنها قال: لما مات سعد بن معاذ صاحت أمه, فقال لها رسول الله : "ألا يرقأ دمعك ويذهب حزنك, فإن ابنك أول من ضحك الله إليه واهتز له العرش"[5].
وعن أسماء بنت يزيد قالت: دعي رسول الله إلى جنازة رجل من الأنصار, فلما وضع السرير تقدم نبي الله ليصلي عليه ثم التفت فقال: "على صاحبكم دين؟", قالوا: نعم يا رسول الله, ديناران. قال: "صلوا على صاحبكم". فقال أبو قتادة: أنا بدينه يا نبي الله, فصلى عليه.
وعن أسماء بنت يزيد عن النبي قال: "العقيقة حق على الغلام شاتان مكافأتان, وعن الجارية شاة"[6].
وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله والرجال والنساء قعود عنده فقال: "لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله, ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها", فأزم القوم فقلت: أي والله يا رسول الله, إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن. قال: "فلا تفعلوا, فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون".
وفاة أسماء بنت يزيد : توفيت أسماء في حدود السبعين هجرية. وقبرها في دمشق بالباب الصغير. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:32 am | |
| |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:33 am | |
| |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:40 am | |
| |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:43 am | |
| نسب أم عمارة :هي أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن النجار وهي أم حبيب وعبد الله ابني زيد بن عاصم.شهدت نسيبة بنت كعب أم عمارة وزوجها زيد بن عاصم بن كعب وابناها: حبيب وعبد الله ابنا زيد العقبة, وشهدت هي وزوجها وابناها أُحدًا.عن محمد بن إسحاق قال: وحضر البيعة بالعقبة امرأتان قد بايعتا إحداهما نسيبة بنت كعب بن عمرو وهي أم عمارة, وكانت تشهد الحرب مع رسول الله , شهدت معه أحدًا هي وزوجها زيد بن عاصم وابناها حبيب بن زيد وعبد الله بن زيد.من ملامح شخصية أم عمارة :حبها للنبي :ويظهر ذلك في القتال دونه يوم أحد, وأيضًا لما سألته مرافقته في الجنة. يقول النبي في غزوة أحد لزيد بن عاصم: "بارك الله عليكم من أهل البيت, مقام أمك خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت, ومقام ربيبك يعني زوج أمه خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت", قالت: ادع الله أن نرافقك في الجنة, فقال: "اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة", فقالت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا.صبرها :وذلك عندما قتل مسيلمة ابنها قالت: "لمثل هذا أعددته وعند الله احتسبته".وابنها حبيب هو الذي أرسله رسول الله إلى مسيلمة الكذاب الحنفي صاحب اليمامة فكان مسيلمة إذا قال له: أتشهد أن محمدًا رسول الله قال: نعم, وإذا قال: أتشهد أني رسول الله, قال: أنا أصم لا أسمع ففعل ذلك مرارًا, فقطعه مسيلمة عضوًا عضوًا فمات شهيدًا .جهادها :وشهدت العقبة وبايعت ليلتئذ ثم شهدت أحدًا والحديبية وخيبر وعمرة القضية والفتح وحنينًا واليمامة.وكانت تشهد المشاهد مع رسول الله . وشهدت بيعة العقبة وشهدت أحدًا مع زوجها زيد بن عاصم ومع ابنها حبيب وعبد الله في قول ابن إسحاق.وشهدت بيعة الرضوان وشهدت يوم اليمامة فقاتلت حتى أصيبت يدها وجرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة.وعن أم سعد بنت سعد بن الربيع قالت: رأيت نسيبة بنت كعب ويدها مقطوعة فقلت لها: متى قطعت يدك؟ قالت: يوم اليمامة, كنت مع الأنصار فانتهينا إلى حديقة فاقتتلوا عليها ساعة, حتى قال أبو دجانة الأنصاري واسمه: سماك بن خرشة: احملوني على الترسة حتى تطرحوني عليهم فأشغلهم, فحملوه على الترسة وألقوه فيهم فقاتلهم حتى قتلوه رحمه الله, قالت: فدخلت وأنا أريد عدو الله مسيلمة الكذاب فعرض إلي رجل منهم فضربني فقطع يدي, فوالله ما عرجت عليها ولم أزل حتى وقعت على الخبيث مقتولاً وابني يمسح سيفه بثيابه فقلت له: أقتلته يا بني؟ قال: نعم يا أماه, فسجدت لله شكرًا قال: وابنها هو: عبد الله بن زيد بن عاصم.من مواقف أم عمارة مع النبي :موقف أم عمارة في غزوة أحد :شهدت أم عمارة بنت كعب أحدًا مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها وخرجت معهم بشن لها في أول النهار تريد أن تسقي الجرحى فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنًا, وجرحت اثني عشر جرحًا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف, فكانت أم سعيد بنت سعد بن ربيع تقول: دخلت عليها فقلت: حدثيني خبرك يوم أحد, قالت: خرجت أول النهار إلى أحد وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء, فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين..فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله بالسيف وأرمي بالقوس حتى خلصت إلي الجراح قالت: فرأيت على عاتقها جرحًا له غور أجوف، فقلت: يا أم عمارة من أصابك هذا؟ قالت: أقبل ابن قميئة وقد ولى الناس عن رسول الله يصيح دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا, فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه فكنت فيهم فضربني هذه الضربة, ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان..فكان ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته وكانت قد شهدت أحدًا تسقي الماء قالت: سمعت رسول الله يقول: "لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان", وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال, وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحًا, وكانت تقول: إني لأنظر إلى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقها وكان أعظم جراحها فداوته سنة ثم نادى منادي رسول الله إلى حمراء الأسد, فشدت عليها ثيابها, فما استطاعت من نزف الدم, ولقد مكثنا ليلتنا نكمد الجراح حتى أصبحنا, فلما رجع رسول الله من الحمراء ما وصل رسول الله إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها فرجع إليه يخبره بسلامتها فسر بذلك النبي..أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الجبار بن عمارة عن عمارة بن غزية قال: قالت أم عمارة: قد رأيتني وانكشف الناس عن رسول الله فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه, والناس يمرون به منهزمين ورآني لا ترس معي, فرأى رجلاً موليًا معه ترس, فقال لصاحب الترس: "ألق ترسك إلى من يقاتل", فألقى ترسه, فأخذته فجعلت أتترس به عن رسول الله, وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم إن شاء الله, فيقبل رجل على فرس فضربني وتترست له فلم يصنع سيفه شيئًا وولى وأضرب عرقوب فرسه, فوقع على ظهره فجعل النبي يصيح: "يا ابن أم عمارة أمك أمك", قالت: فعاونني عليه حتى أوردته شعوب..أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عمرو بن يحيى عن أمه عن عبد الله بن زيد قال: جرحت يومئذ جرحًا في عضدي اليسرى ضربني رجل كأنه الرقل ولم يعرج علي ومضى عني وجعل الدم لا يرقأ, فقال رسول الله: "اعصب جرحك", فتقبل أمي إليَّ ومعها عصائب في حقويها قد أعدتها للجراح, فربطت جرحي, والنبي واقف ينظر إلي ثم قالت: انهض بني فضارب القوم, فجعل النبي يقول: "ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة", قالت: وأقبل الرجل الذي ضرب ابني, فقال رسول الله: "هذا ضارب ابنك", قالت: فأعترض له فأضرب ساقه فبرك، قالت: فرأيت رسول الله يتبسم حتى رأيت نواجذه, وقال: "استقدت يا أم عمارة", ثم أقبلنا نُعِلُّه بالسلاح حتى أتينا على نفسه, فقال النبي : "الحمد لله الذي ظفرك وأقر عينك من عدوك وأراك ثأرك بعينك".أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن الحارث بن عبد الله قال: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: شهدت أحدًا مع رسول الله, فلما تفرق الناس عنه دنوت منه أنا وأمي نذب عنه, فقال: "ابن أم عمارة", قلت: نعم, قال: "ارم", فرميت بين يديه رجلاً من المشركين بحجر وهو على فرس, فأصبت عين الفرس فاضطرب الفرس حتى وقع هو وصاحبه, وجعلت أعلوه بالحجارة حتى نضدت عليه منها وقرًا, والنبي ينظر يتبسم, ونظر جرح أمي على عاتقها, فقال: "أمك أمك, اعصب جرحها, بارك الله عليكم من أهل البيت, مقام أمك خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت, ومقام ربيبك يعني زوج أمه خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت", قالت: ادع الله أن نرافقك في الجنة, فقال: "اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة", فقالت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا.وعن موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيه قال: أُتي عمر بن الخطاب بمروط فكان فيها مرط جيد واسع, فقال بعضهم: إن هذا المرط لثمن كذا وكذا, فلو أرسلت به إلى زوجةعبد الله بن عمر صفية بنت أبي عبيد, قال: وذلك حدثان ما دخلت على ابن عمر, فقال: أبعث به إلى من هو أحق به منها, أم عمارة نسيبة بنت كعب, سمعت رسول الله يقول يوم أحد: "ما التفت يمينًا ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني".وعن أم عمارة بنت كعب الأنصارية أن النبي دخل عليها فقدمت إليه طعامًا فقال: "كلي", فقالت: إني صائمة, فقال رسول الله : "إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا", وربما قال: "حتى يشبعوا".وقالت أم عمارة الأنصارية أنها أتت النبي فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال, وما أرى النساء يذكرن بشيء؟ فنزلت هذه الآية: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: 35] الآية.وفاة أم عمارة :توفيت أم عمارة في خلافة عمر رضي الله عنهما عام 13هـ.المراجع :- الاستيعاب.- أسد الغابة.- حلية الأولياء.- الطبقات الكبرى.- الإصابة في تمييز الصحابة.- نصب الراية.- سنن الترمذي.- مسند الحارث.- زوائد الهيثمي.- البداية والنهاية. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:45 am | |
| نسب حمنة بنت جحش: هي حمنة بنت جحش بن رياب الأسدية من بني أسد بن خزيمة أخت زينب بنت جحش.
وكانت عند مصعب بن عمير وقتل عنها يوم أحد, فتزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له محمدًا وعمران ابني طلحة بن عبيد الله, وكانت من المبايعات, وشهدت أحدًا فكانت تسقي العطشى وتحمل الجرحى وتداويهم.
من أهم ملامح شخصية حمنة بنت جحش: اجتهادها في العبادة:
روى الإمام أحمد في مسنده عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رأى رسول الله حبلاً ممدودًا بين ساريتين فقال: "لمن هذا؟", قالوا: لحمنة بنت جحش, فإذا عجزت تعلقت به, فقال: "لتصل ما طاقت فإذا عجزت فلتقعد".
من مواقف حمنة بنت جحش مع الرسول : يروي محمد بن عبد الله بن جحش قال: قام النساء حين رجع رسول الله من أحد يسألن الناس عن أهليهن فلم يخبرن حتى أتين النبي فلا تسأله امرأة إلا أخبرها, فجاءته حمنة بنت جحش, فقال: "يا حمنة احتسبي أخاك عبد الله بن جحش", قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون رحمه الله وغفر له, ثم قال: "يا حمنة احتسبي خالك حمزة بن عبد المطلب", قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون رحمه الله وغفر له, ثم قال: "يا حمنة احتسبي زوجك مصعب بن عمير", فقالت: يا حرباه, فقال النبي : "إن للرجل لشعبة من المرأة ما هي له شيء", قال محمد بن عمر في حديثه: وقال لها النبي : "كيف قلت على مصعب ما لم تقولي على غيره؟", قالت: يا رسول الله ذكرت يتم ولده.
ولما ولدت حمنة بنت جحش محمد بن طلحة بن عبيد الله جاءت به إلى رسول الله فسماه محمدًا وكناه أبا سليمان.
وعن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عمه عمران بن طلحة عن أمه حمنة بنت جحش قالت: أتيت رسول الله فقلت: إني قد استحضت حيضة منكرة شديدة, فقال: "احتشي كرسفًا", قلت: إنه أشد من ذاك, إنى أثجه ثجًّا, قال: "تلجمي, وتحيضي في كل شهر في علم الله ستة أيام أو سبعة أيام, ثم اغتسلي غسلاً وصومي وصل ثلاثًا وعشرين أو أربعًا وعشرين, واغتسلي للفجر غسلاً وأخري الظهر وعجلي العصر, واغتسلي غسلاً وأخري المغرب وعجلي العشاء, واغتسلي غسلاً وهذا أحب الأمرين إلي", ولم يقل: يزيد مرة واغتسلي للفجر غسلاً.
ومما روته حمنة بنت جحش عن رسول الله : "ألا إن الدنيا حلوة خضرة, فرب متخوض في الدنيا ليس له يوم القيامة إلا النار". |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:46 am | |
| نسبها بريرة مولاة عائشة بنت أبي بكر الصديق، كانت مولاة لبعض بني هلال فكاتبوها، ثم باعوها من عائشة[1].
أهم ملامح شخصيتها فضائل الصحابية الجليلة بريرة كثيرة، ذكرتها كتب السيرة والسنة في مواضع كثيرة لا تحصى، وكان لها نصيب وافر في خدمة السيدة عائشة ورسول الله ، وكذلك في الجهاد في سبيل الله، حيث كانت تخرج مع السيدة عائشة تؤدي دورها مع الصحابيات الأخريات من سقاية المجاهدين، وتطبيب الجرحى.
والثابت أن الصحابية الجليلة بريرة كانت دائمًا في خدمة السيدة عائشة -رضي الله عنها- وكذلك الرسول ، وكانت ذات شجاعة نادرة وبطولة. وليس عجبًا أن تكون كذلك، فهي تعيش مع السيدة عائشة أم المؤمنين، وابنة الصديق، وزوجة الرسول .
وكانت بريرة مثالاً في الكرم والجود والعطاء، وعاشت صابرة مؤمنة تحافظ على دينها وإسلامها، وكانت حياتها مثال الزهد والتقوى والخوف من الله.
من مواقفها مع الرسول موقف مشرف
تحكي لنا كتب السيرة أن لهذه الصحابية موقفًا مشرفًا مع السيدة عائشة، وكذلك مع رسول الله في حادثة الإفك قبل نزول البراءة من الله، حيث إن الرسول سأل واستشار من حوله من الأصحاب والأقارب فيما يقال عن عائشة -رضي الله عنها- قبل نزول القرآن بالبراءة، فسأل أسامة بن زيد وعليًّا بن أبي طالب، فأشار أسامة بن زيد على رسول الله بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود، فقال: يا رسول الله، أهلك ولا نعلم إلا خيرًا. أما علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله، لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وأن تسأل الجارية تصدق الخبر.
وأراد الإمام علي بن أبي طالب أن يهون الأمر على رسول الله فهو لم يصدق ما يزعمه المنافقون، وأيضًا أشار عليه أن يسأل الجارية عن أخلاق وأحوال السيدة عائشة، والجارية هي الخادمة الملازمة لسيدتها بالبيت. فدعا رسول الله بالجارية بريرة، فقال لها: "أي بريرة، هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟" فقالت بريرة: والذي بعثك بالحق، إن ما رأيت عليها أمرًا قط أغمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن (الدواجن) فتأكله.
وعن عائشة زوج النبي قالت: كان في بريرة ثلاث سنن: إحدى السنن أنها أعتقت فخيرت في زوجها وقال رسول الله : "الولاء لمن أعتق". ودخل رسول الله والبرمة تفور بلحم فقرب إليه خبز وأدم من أدم البيت، فقال: "ألم أر البرمة فيها لحم". قالوا: بلى، ولكن ذلك اللحم تصدق به على بريرة، وأنت لا تأكل الصدقة. قال: "عليها صدقة ولنا هدية"[2].
من مواقفها مع الصحابة مع السيدة عائشة
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: جاءتني بريرة فقالت: كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية، فأعينيني. فقلت: إن أحب أهلك أن أعدها لهم، ويكون ولاؤك لي فعلت. فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم، فأبوا عليها، فجاءت من عندهم ورسول الله جالس فقالت: إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم. فسمع النبي ، فأخبرت عائشة النبي فقال: "خذيها واشترطي لهم الولاء، فإنما الولاء لمن أعتق"[3].
مع مغيث زوجها
عن ابن عباس: أن زوج بريرة عبد أسود يقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي لعباس بن عبد المطلب: "يا عباس، ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثًا". فقال النبي : "لو راجعته". قالت: يا رسول الله، تأمرني؟ قال: "إنما أنا أشفع". قالت: لا حاجة لي فيه[4].
من مواقفها مع التابعين عن عبد الملك بن مروان قال: كنت أجالس بريرة بالمدينة قبل أن ألي هذا الأمر، فكانت تقول: يا عبد الملك، إني لأرى فيك خصالاً، وخليق أن تلي أمر هذه الأمة، فإن وليته فاحذر الدماء؛ فإني سمعت رسول الله يقول: "إن الرجل ليدفع عن باب الجنة أن ينظر إليها على محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حق"[5].
وفاتها توفيت الصحابية الجليلة بريرة -رضي الله عنها- في زمن خلافة يزيد بن معاوية، كما جاء ذكر ذلك في الطبقات لابن سعد والمستدرك والاستيعاب وأسد الغابة وأعلام النساء. فرضي الله عن بريرة، وأدخلها فسيح جناته. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:47 am | |
| نسب أم رومان : هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب.
والخلاف في نسبها كبير جدًّا وأجمعوا أنها من بني غنم بن مالك بن كنانة[1].
قصة إسلام أم رومان : وأسلمت أم رومان بمكة قديمًا[2].
ونشأت أم رومان في منطقة بجزيرة العرب اسمها السراة، وكانت ذات أدب وفصاحة، وتزوجها قبل أبي بكر أحد شباب عصرها البارزين في قومه واسمه الحارث بن سخيرة الأزدي، فولدت له الطفيل، وكان زوجها الحارث يرغب في الإقامة في مكة، فدخل في حلف أبي بكر الصديق، وذلك قبل الإسلام، وتوفي الحارث بعد فترة بسيطة فتزوجها أبو بكر إكرامًا لصاحبه بعد مماته.
وشاءت الإرادة الإلهية أن يكون أبو بكر الصديق سابق الرجال إلى الإسلام وسابقهم إلى الجنة بعد الأنبياء عليهم السلام, وبالطبع رجعت ثمرة هذا الفوز العظيم إلى زوجة أبي بكر أم رومان، التي سارعت إلى نطق شهادة التوحيد بعد أن أعلن أبو بكر إسلامه، ثم بايعت النبي وهاجرت إلى المدينة مع أهل النبي وأهل أبي بكر حين قدم بهم في الهجرة.
ولدت أم رومان لأبي بكر الصديق عائشة وعبد الرحمن.
وكان النبي يتردد على دار أبي بكر، فتتلقاه السيدة أم رومان بالسعادة الغامرة والبشر والترحاب.
من مواقفها مع الرسول r والسيدة عائشة : وقفت أم رومان وهي أم عائشة رضي الله عنها بجوار ابنتها في محنتها العصيبة في حديث الإفك وتروي لنا هذه المحنة فتقول: بينما أنا مع عائشة جالستان إذ ولجت علينا امرأة من الأنصار وهي تقول فعل الله بفلان وفعل قالت: فقلت: لم؟ قالت: إنه نما ذكر الحديث, فقالت عائشة: أي حديث؟ فأخبرتها, قالت: فسمعه أبو بكر ورسول الله ؟ قالت: نعم, فخرت مغشيًّا عليها, فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض, فجاء النبي فقال: ما لهذه؟ قلت: حمى أخذتها من أجل حديث تحدث به فقعدت, فقالت: والله لئن حلفت لا تصدقونني ولئن اعتذرت لا تعذرونني, فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه فالله المستعان على ما تصفون.
فانصرف النبي فأنزل الله ما أنزل فأخبرها, فقالت: بحمد الله لا بحمد أحد[3].
وهكذا تقف الأم الحنون في محنة ابنتها، تواسيها وتقدم لها النصح والإرشاد، وتذكرها برحمة الله وبفرجه القريب، حتى تنكشف الغمة، ويأتي الفرج من السماء.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني النبي وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة.
فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي, فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي, ثم أخذت شيئًا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي, ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت, فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن, فأصلحن من شأني, فلم يرعني إلا رسول الله ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين[4].
وفاة أم رومان رضي الله عنها : اختلف في وفاتها فقيل توفيت سنة ست من الهجرة ودفنها النبي واستغفر لها وقال: "من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان".
والرأي الآخر أنها عاشت بعد ذلك بكثير وحجتهم في ذلك أقوى وقد أخذ البخاري بهذا الرأي بعد أن توفرت لديه الأدلة على رجحانه ومن هذه الأدلة:
1- حديث مسروق وفيه: عن مسروق سألتُ أم رومان.
2- حديث تخيير نساء النبي وفيه أن النبي طلب من عائشة أن تستشير أباها أبا بكر وأمها أم رومان وكان ذلك عام تسعة هجرية. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:47 am | |
| نسبها وقبيلته خولة بنت ثعلبة، ويقال خويلة، وخولة أكثر. وقيل: خولة بنت حكيم، وقيل خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة.
أهم ملامح شخصيتها 1- التقوى والخوف من الله وتحري الأحكام الشرعية
ويظهر ذلك من موقفها مع زوجها عندما أراد أن يجامعها؛ ففي ذات يوم حدث حادث بين الزوجين السعيدين شجار بينهما، لم يستطع أي أحد منهما تداركه، فقال لها أوس: أنت عليَّ كظهر أمي. فقالت: والله لقد تكلمت بكلام عظيم، ما أدري مبلغه. ومظاهرة الزوج لزوجته تعني أن يحرمها على نفسه، وبذلك القسم يكون قد تهدم البيت الذي جمعهما سنين طويلة، وتشتت الحب والرضا اللذين كانا ينعمان بهما.
وسلم كل منهما للواقع بالقسم الجاهلي الذي تلفظ به الزوج لزوجته، ولكن بعد التفكير العميق الذي دار في رأس خولة، قررت أن تذهب إلى رسول الله ، وكيف لا وهي تعيش في مدينته، وهي قريبة منه وبجواره. وعندما ذهبت إليه وروت المأساة التي حلت بعش الزوجية السعيد، طلبت منه أن يفتيها كي ترجع إلى زوجها، ويعود البيت الهانئ لما كان عليه دومًا في السابق، ويلتم شمل الأسرة السعيدة.
2- الجرأة في الحق
ونرى ذلك في حوارها مع عمر بن الخطاب ، فقد خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي، فإذا بامرأة برزت على ظهر الطريق، فسلم عليها عمر فردت عليه السلام، وقالت: هيهات يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميرًا في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي عليه الفوت.
فقال الجارود: قد أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين. فقال عمر: دعها، أما تعرفها، فهذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت، التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات، فعمر والله أحق أن يسمع لها[1].
3- بلاغة خولة بنت ثعلبة وفصاحة لسانها
تبين ذلك من خلال موقفها مع رسول الله عندما جادلته بعد أن ظنت أنها ستفترق عن زوجها، وتبيينها سلبيات هذا التفريق على الأولاد والبيت.
من مواقفها مع الرسول لخولة بنت ثعلبة -رضي الله عنها- حوار قد تجلى فيه قمة التأدب مع الرسول والمراقبة والخوف من الله ؛ وهو ما كان يهدف الوصول إليه رسول الله ؛ وهو حوار الظهار.
عن خولة بنت ثعلبة قالت: فيَّ والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة. قالت: كنت عنده وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه. قالت: فدخل عليَّ يومًا، فراجعته بشيء فغضب فقال: أنت عليَّ كظهر أمي. قالت: ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثم دخل عليَّ فإذا هو يريدني عن نفسي. قالت: قلت: كلا والذي نفس خولة بيده، لا تخلص إليَّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه. قالت: فواثبني فامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف، فألقيته عني. قالت: ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابًا، ثم خرجت حتى جئت إلى رسول الله ، فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه، وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه.
قالت: فجعل رسول الله يقول: "يا خويلة، ابن عمك شيخ كبير، فاتقي الله فيه". قالت: فوالله ما برحت حتى نزل فيَّ قرآن، فتغشى رسول الله ما كان يتغشاه ثم سري عنه، فقال لي: "يا خويلة، قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآنًا. ثم قرأ عليَّ {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المجادلة: 1-4].
قالت: فقال لي رسول الله : "مريه فليعتق رقبة". قالت: فقلت يا رسول الله، ما عنده ما يعتق. قال: "فليصم شهرين متتابعين". قالت: فقلت: والله إنه لشيخ كبير، ما به من صيام. قال: "فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تمر". قالت: فقلت: والله يا رسول الله، ما ذاك عنده. قالت: فقال رسول الله : "فإنا سنعينه بعرق من تمر". قالت: فقلت يا رسول الله، وأنا سأعينه بعرق آخر. قال: "قد أصبت وأحسنت، فاذهبي فتصدقي به عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرًا". قالت: ففعلت[2].
ونخرج من قصة تلك الصحابية المباركة بعدة فوائد، منها:
أولاً: رأيها السديد في الامتناع عن معاشرة زوجها بعد أن قال: أنتِ عليَّ كظهر أمي؛ وضرورة معرفة حكم الدين في هذه القضية.
ثانيًا: رأيها السديد في الحرص على مستقبل وتماسك أسرتها، يتجلى ذلك في قولها: "إن أوْسًا ظَاهَرَ مني، وإنا إن افترقنا هلكنا، وقد نثرت بطني منه، وقدمت صحبته".
ثالثًا: رأيها السديد في رفع الأمر إلى النبي والذي بيده الأمر، ولولا رجاحة عقل خولة، وحكمة تصرفها، وقوة رأيها لقعدت في بيتها تجتر الهموم حتى تهلك هي وأسرتها، ولما كانت سببًا في نزول تشريع عظيم يشملها ويشمل المسلمين والمسلمات جميعًا إلى يوم القيامة. وهذا التشريع العظيم هو: حل مشكلة الظهار.
من كلماتها يوم اليرموك استقبل النساء من انهزم من سرعان الناس يضربنهم بالخشب والحجارة، وجعلت خولة بنت ثعلبة تقول: يا هاربًا عن نسوة تقيات.. فعن قليل ما ترى سبيات.. ولا حصيات ولا رضيات[3]. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:51 am | |
| نسبها بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن، وهي أم أيمن، غلبت عليها كنيتها، كنيت بابنها أيمن بن عبيد، وهي بعد أم أسامة بن زيد[1].
وقد أسلمت قديمًا أول الإسلام، وهاجرت إلى الحبشة وإلى المدينة، وبايعت رسول الله [2].
من مواقفها مع الرسول من المواقف الرائعة التي حدثت بين أم أيمن والرسول أنه لما حضرت بنت رسول الله صغيرة، فأخذها رسول الله فضمها إلى صدره ثم وضع يده عليها فقضت، وهي بين يدي رسول الله ، فبكت أم أيمن فقال لها رسول الله : "يا أم أيمن، أتبكين ورسول الله عندك؟" فقالت: ما لي لا أبكي ورسول الله يبكي. فقال رسول الله: "إني لست أبكي ولكنها رحمة"، ثم قال رسول الله : "المؤمن بخير على كل حال تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله "[3].
وقالت أم أيمن رضي الله عنها: قام النبي من الليل إلى فخارة من جانب البيت فبال فيها، فقمت من الليل وأنا عطشى فشربت ما في الفخارة وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبي قال: "يا أم أيمن، قومي إلى تلك الفخارة فاهريقي ما فيها". قلت: قد والله شربت ما فيها. قال: فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه، ثم قال: "أما أنك لا يفجع بطنك بعده أبدًا"[4].
وكان رسول الله يقول لأم أيمن: "يا أمه"، وكان إذا نظر إليها قال: "هذه بقية أهلي بيتي".
وقد روت عن النبي العديد من الأحاديث، منها "عن أم أيمن -رضي الله عنها- أن النبي أوصى بعض أهل بيته، فقال: "لا تشرك بالله وإن عذبت وإن حرقت، وأطع ربك ووالديك وإن أمراك أن تخرج من كل شيء فاخرج، ولا تترك الصلاة متعمدًا؛ فإنه من ترك الصلاة متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله، إياك والخمر فإنها مفتاح كل شر، وإياك والمعصية فإنها تسخط الله، لا تنازعن الأمر أهله، وإن رأيت أنه لك لا تفر من الزحف، وإن أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت، أنفق على أهلك من طولك ولا ترفع عصاك عنهم، وأخفهم في الله ".
وعن أم أيمن قالت: قال رسول الله : "لا يقطع السارق إلا في حجفة". وقومت على عهد رسول الله دينارًا أو عشرة دراهم.
من مواقفها مع الصحابة مع أنس بن مالك
يقول أنس: كان الرجل يجعل للنبي النخلات حتى افتتح قريظة والنضير، وإن أهلي أمروني أن آتي النبي فأسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه، وكان النبي قد أعطاه أم أيمن، فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي تقول: كلا والذي لا إله إلا هو، لا يعطيكم وقد أعطانيها، أو كما قالت. والنبي يقول: "لَكِ كَذَا". وتقول: كلا والله حتى أعطاها -حسبت أنه قال- عشرة أمثاله، أو كما قال[5].
قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها، كما كان رسول الله يزورها. فلما انتهينا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله . فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله ، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء. فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها[6].
كلماتها عن أم أيمن -رضي الله عنهما- قالت: "ما رأيت رسول الله شكا صغيرًا ولا كبيرًا جوعًا ولا عطشًا، كان يغدو فيشرب من ماء زمزم، فأعرض عليه الغداء فيقول: لا أريده أنا شبع".
وقالت أم أيمن يوم قتل عمر: اليوم وهي الإسلام[7].
وقالت أم أيمن ترثي النبي :
عين جودي فإن بذلك للدمـع *** شفـاء فأكثـري م البكـاء
حين قالوا الرسول أمسى فقيـدا *** ميتـا كان ذاك كل البـلاء
وابكيا خير من رزئناه في الدنيـا *** ومن خصه بوحــي السماء
بدموع غزيـرة منـك حتـى *** يقضي الله فيك خيـر القضـاء
فلقد كان ما علمت وصـولا *** ولقد جاء رحمة بالضيـاء
ولقد كان بعد ذلك نــورا *** وسراجا يضيء في الظلماء
طيب العود والضريبة والمعدن *** والخيـم خاتـم الأنبيـاء[8]
وفاتها اختلف في وفاتها، قال ابن كثير: "توفيت بعد النبي بخمسة أشهر، وقيل ستة أشهر، وقيل إنها بقيت بعد قتل عمر بن الخطاب".
وجاء في مستدرك الحاكم: "توفيت أم أيمن مولاة رسول الله وحاضنته في أول خلافة عثمان بن عفان "[9]. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:52 am | |
| هي الحولاء بنت تُوَيْت -بمثناتين مصغرًا- بن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية.
أسلمت وبايعت رسول الله بعد الهجرة.
بعض مواقف الحولاء مع الرسول : يقول عروة بن الزبير، أن عائشة زوج النبي أخبرته أن الحولاء بنت تويت مرت بها، وعندها رسول الله فقالت: هذه الحولاء بنت تويت، وزعموا أنها لا تنام الليل! فقال رسول الله : "خذوا من العمل ما تطيقون، فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا"[1].
ويروي ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: استأذنت الحولاء على رسول الله فأذن لها وأقبل عليها وقال: "كيف أنت؟", فقلت: يا رسول الله أتقبل على هذه هذا الإقبال, فقال: "إنها كانت تأتينا في زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان"[2].
من ملامح شخصية الحولاء : اجتهادها في العبادة :
يقول ابن عبد البر: كانت الحولاء من المجتهدات في العبادة وفيها جاء الحديث: أنها كانت لا تنام الليل. فقال رسول الله : "إن الله لا يمل حتى تملوا, اكلفوا من العمل ما لكم به طاقة"[3]. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:53 am | |
| |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:57 am | |
| هي أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن النجار الأنصارية الخزرجية.
قصة إسلام أم حرام بنت ملحان : في مكة وبالتحديد في موسم الحج، عرض الرسول نفسه على القبائل القادمة من أنحاء الجزيرة العربية. وكان من بين الذين لقيهم من أهل يثرب، ومن بني أخواله بني النجار حرام بن ملحان أخو أم حرام، وعبادة بن الصامت، زوجها.
فشرح الله صدورهم له وتشبعوا بروح القرآن، وآمنوا بالله ربًّا وبمحمد نبيًّا، وكلما قرأ عليهم رسول الله آية أو سورة، صادفت في نفوسهم هوى وفي أفئدتهم تجاوبًا، وصاروا يرددونه في مجالسهم، وينشرونه في أهل المدينة بعد عودتهم إلى ديارهم. وصادفت آيات القرآن وسوره من أم حرام وأختها أم سليم تجاوبًا، فكانتا من أوائل المسلمات في المدينة.
وفي العام المقبل وافى إلى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلاً فلقوا رسول الله في العقبة وهي العقبة الأولى.
كان من بين النقباء الاثني عشر عبادة بن الصامت، الذي عاد مع بقية صحبه ينشرون الدين في كل أنحاء المدينة، حتى لم يبق بيت فيها إلا وفيه من يقرأ القرآن. واعتنقت الأختان أم حرام وأم سليم الدين الإسلامي، لأنه صادف ما فطرتا عليه من فضائل، فاستجابتا بسرعة وشرعتا بتطبيق مبادئه وتعاليمه.
أهم ملامح شخصية أم حرام بنت ملحان : 1- الشجاعة وحب الجهاد :
طلبُها من النبي أن يدعو لها أن تكون من الغازين في البحر برغم عدم خبرة العرب في حروب البحار.
ساهمت في معارك أحد وحنين والخندق والفتح والطائف مع زوجها عبادة .
2- العلم والفقه ورجاحة العقل :
قال عنها صاحب السير: كانت من علية النساء حدث عنها أنس بن مالك وغيره.
من مواقف أم حرام بنت ملحان مع الرسول r : كان رسول الله يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه, وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله فأطعمته وجعلت تفلي رأسه, فنام رسول الله ثم استيقظ وهو يضحك, قالت: فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكًا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة". شك إسحاق, قالت: فقلت: يا رسول الله, ادع الله أن يجعلني منهم, فدعا لها رسول الله ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك, فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله". كما قال في الأول قالت: فقلت: يا رسول الله, ادع الله أن يجعلني منهم قال: "أنت من الأولين". فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنَا وَأُمِّي وَخَالَتِي أُمُّ حَرَامٍ، فَقَالَ: "قُوْمُوا فَلأُصَلِّ بِكُمْ". فَصَلَّى بِنَا فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ.
من الأحاديث التي روتها أم حرام بنت ملحان عن الرسول : "أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا, وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم"[1].
وفاة أم حرام بنت ملحان : لما خرجت مع زوجها عبادة غازية في البحر, فلما وصلوا إلى جزيرة قبرص خرجت من البحر, فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت ودفنت في موضعها, وذلك في إمارة معاوية وخلافة عثمان.
ويقال: إن معاوية غزا تلك الغزاة بنفسه ومعه أيضًا امرأته فاختة بنت قرظة من بني نوفل بن عبد مناف.
قربت لها (لأم حرام) بغلة لتركبها فصرعتها فاندقت عنقها فماتت، وذلك بقبرس سنة 27 ودفنت بها. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 12:59 am | |
| نسب أم معبد: هي أم معبد الخزاعية عاتكة بنت خويلد بن خالد، قال عبد الملك: إن أم معبد هاجرت إلى النبي وأسلمت.
موقف أم معبد مع الرسول ووصفها له : يقول حبيش بن خالد صاحب رسول الله أن رسول الله حين خرج من مكة إلى المدينة مهاجرًا هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن الأريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية, وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحمًا وتمرًا ليشتروه منها, فلم يصيبوا عندها شيئًا من ذلك, وكان القوم مرملين مسنتين, فنظر رسول الله إلى شاة في كسر الخيمة فقال: "ما هذه الشاة يا أم معبد".
قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. قال: "هل بها من لبن". قالت: هي أجهد من ذلك, قال: "أتأذنين لي أن أحلبها". قالت: نعم بأبي أنت وأمي, إن رأيت بها حلبًا فاحلبها, فدعا بها رسول الله فمسح بيده ضرعها وسمى الله ودعا لها في شاتها, فتفاجت عليه ودرت واجترت, ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجًّا حتى علاه البهاء, ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا, وشرب آخرهم, ثم أراحوا ثم حلب ثانيًا فيها بعد ذلك حتى ملأ الإناء, ثم غادره عندها وبايعها وارتحلوا عنها.
فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزًا عجافًا يتساوكن هزالاً، مخهن قليل, فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب حيال ولا حلوب في البيت؟ قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. قال: صفيه لي يا أم معبد.
قالت: "رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، مبتلج (مشرق) الوجه حسن الخلق، لم تعبه ثجلة (ضخامة البطن) ولم تزر به صعلة (لم يشنه صغر الرأس) وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف (طويل شعر الأجفان)، وفي صوته صحل (رخيم الصوت) أحور أكحل أرج أقرن شديد سواد الشعر، في عنقه سطح (ارتفاع وطول) وفي لحيته كثافة، إذا صمت فعليه الوقار, وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، وكأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، حلو المنطق فصل لا نذر ولا هذر (لا عي فيه ولا ثرثرة في كلامه)..
أجهر الناس وأجملهم من بعيد، وأحلاهم وأحسنهم من قريب، ربعة (وسط مابين الطول والقصر) لا تشنؤه (تبغضه) من طول ولا تقتحمه عين (تحتقره) من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا له رفقاء يخصون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود (يسرع أصحابه في طاعته)، محشود (يحتشد الناس حوله) لا عابث ولا منفذ (غير مخزف في الكلام).
قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة, ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً.
لرؤية موقع خيمة أم معبد في طريق هجرة الرسول طالع هذا الرابط.
موقف أم معبد مع ابنها : أتت أم معبد المدينة بعد ذلك بما شاء الله ومعها ابن صغير قد بلغ السعي, فمر بالمدينة على مسجد رسول الله وهو يكلم الناس على المنبر, فانطلق إلى أمه يشتد فقال لها: يا أمتاه إني رأيت اليوم الرجل المبارك, فقالت له: يا بني ويحك هو رسول الله .
ما روته أم معبد عن النبي : تقول أم معبد أن النبي كان يدعو: "اللهم طهر قلبي من النفاق, وعملي من الرياء, ولساني من الكذب, وعيني من الخيانة, فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور". |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم الأحد 22 ديسمبر 2013, 1:00 am | |
| اسم هند بنت عتبة هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف أم معاوية.
حال هند بنت عتبة في الجاهلية
كانت هند بنت عتبة عند الفاكه بن المغيرة المخزومي، وكان الفاكه من فتيان قريش، فاتهمها بالفاحشة خطأً فطلقها، فأخبرت هند أباها أنه كاذب عليها، فحاكمه أبوها عتبة بن ربيعة إلى بعض كُهّان اليمن، فبرَّأها مما رماها به زوجها، وبشَّرها بأنها ستلد ملكًا يقال له معاوية. فوثب إليها الفاكه فأخذ بيدها، فنترت يدها من يده، وقالت له: إليك عنِّي، والله لا يجمع رأسي ورأسك وسادة، والله لأحرصَنَّ أن يكون هذا الملك من غيرك. فتزوجها أبو سفيان بن حرب، فجاءت منه بمعاوية.
موقف هند بنت عتبة في غزوة أحد لما التقى الناس في غزوة أُحد ودنا بعضهم من بعض، قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال، ويحرضن على القتال، فقالت هند فيما تقول:
إن تقبلوا نعـانق *** ونفرش النمـارق
أو تدبـروا نفارق *** فراق غير وامـق
وفي يوم أُحد جعلت هند بنت عتبة النساء معها يجدعن أنوف المسلمين ويبقرن بطونهم ويقطعن الآذان إلا حنظلة؛ فإن أباه كان من المشركين، وبقرت هند عن بطن حمزة فلاكتها، فلم تستطع أن تسيغها، فلفظتها. ثم علت على صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها:
نحن جزيناكم بيوم بـدر *** والحرب بعد الحرب ذات سعـر
ما كان عن عتبة لي مـن *** صبر ولا أخي وعمـه وبكـري
إسلام هند بنت عتبة أسلمت هند بنت عتبة -رضي الله عنها- يوم الفتح وحسن إسلامها، فلما بايع رسول الله النساء وقال في البيعة: "ولا يسرقن ولا يزنين". قالت هند رضي الله عنها: وهل تزني الحرة وتسرق؟! فلما قال: "ولا يقتلن أولادهن". قالت: ربيناهم صغارًا وقتلتهم كبارًا. وشكت إلى رسول الله زوجها أبا سفيان أنه شحيح لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها، فقال لها رسول الله : "خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك وولدك".
ولما أسلمت هند -رضي الله عنها- جعلت تضرب صنمًا لها في بيتها بالقَدُوم حتى فلذته فلذة فلذة، وتقول: كنا معك في غرور.
مواقف هند بنت عتبة مع النبي يقول عروة بن الزبير أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت: يا رسول الله، ما كان مما على ظهر الأرض أهل أخباء أحب إليَّ أن يذلوا من أهل أخبائك، ثم ما أصبح اليوم أهل أخباء أحب إليَّ من أن يَعِزُّوا من أهل أخبائك. قال رسول الله : "وأيضًا، والذي نفس محمد بيده".
وكان رسول الله أمر بقتل هند بنت عتبة لما فعلت بحمزة، ولما كانت تؤذي رسول الله بمكة، فجاءت إليه النساء متخفية فأسلمت وكسرت كل صنم في بيتها، وقالت: لقد كنا منكم في غرور. وأهدت إلى رسول الله جديين، واعتذرت من قلة ولادة غنمها، فدعا لها بالبركة في غنمها فكثرت، فكانت تهب وتقول: هذا من بركة رسول الله ، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام.
من مواقف هند بنت عتبة مع الصحابة موقف هند بنت عتبة مع زينب بنت رسول الله
تقول السيدة زينب بنت رسول الله : لما قدم أبو العاص مكة، قال لي: تجهزي فالحقي بأبيك. فخرجت أتجهز، فلقيتني هند بنت عتبة فقالت: يا بنت محمد، ألم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك؟ فقلت لها: ما أردت ذلك. فقالت: أيْ بنت عم، لا تفعلي، إني امرأة موسرة وعندي سلع من حاجتك، فإن أردت سلعة بعتكها، أو قرضًا من نفقة أقرضتك؛ فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال. قالت: فوالله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل، فخفتها فكتمتها، وقلت: ما أريد ذلك.
موقف هند بنت عتبة مع هند بنت أثاثة في غزوة أحد
قالت هند بنت عتبة تفتخر بقتل حمزة وغيره ممن أصيب من المسلمين، إذ علت على صخرة مشرفة فنادت بأعلى صوتها:
نحن جزيناكـم بيوم بـدر *** والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر *** أبي وعمـي وشقيق بكـري
شفيت وحشي غليل صدري *** شفيت نفسي وقضيت نذري
وأجابتها هند بنت أثاثة بن المطلب فقالت:
خزيت في بدر وغير بدر *** يا بنت وقاع عظيـم الكفر
صبحك الله غداة الفجر *** بالهاشميين الطـوال الزهـر
بكل قطاع حسام يفري *** حمزة ليثي وعلـي صقـري
موقف هند بنت عتبة مع أبي سفيان يوم فتح مكة
خرج أبو سفيان حتى إذا دخل مكة صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قِبل لكم به؛ فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقامت إليه هند بنت عتبة فأخذت بشاربه وقالت: اقتلوا الحَمِيت[1] الدَّسِم الأَحْمَس[2]. فقال أبو سفيان: لا يغرَنَّكم هذه من أنفسكم؛ فإنه قد جاءكم بما لا قِبل لكم به، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. قالوا: قبحك الله! وما تغني دارك؟ قال: ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن. فتفرَّق الناس إلى دورهم وإلى المسجد.
موقف هند بنت عتبة مع معاوية
قال معاوية بن أبي سفيان: لما كان عام الحديبية وصدت قريش رسول الله عن البيت، ودافعوه بالراح، وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي فذكرت ذلك لأمِّي هند بنت عتبة، فقالت: إياك أن تخالف أباك، وأن تقطع أمرًا دونه فيقطع عنك القوت. وكان أبي يومئذٍ غائبًا في سوق حباشة.
موقف هند بنت عتبة مع عمر
جاء عمر بن الخطاب إلى أبي سفيان، فإذا هند بنت عتبة -رضي الله عنها- امرأته تهيئ أُهُبه لها في المدينة، فقال: أين أبو سفيان؟ فقالت هند رضي الله عنها: ها هو ذا. وكان في ناحية من البيت، فقال: احتسبا واصبرا. فقالا: مَن يا أمير المؤمنين؟ قال: يزيد بن أبي سفيان. فقالا: من استعملت على عمله؟ قال: معاوية بن أبي سفيان. قالا: وصلتك رحم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وفاة هند بنت عتبة شهدت اليرموك مع زوجها، وماتت يوم مات أبو قحافة في سنة أربع عشرة. |
| | | | سيرة صحابيات الرسول صل الله عليه وسلم | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |