ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الجهاد والنفــس اللحوحـة ؟.؟؟؟؟؟؟ الثلاثاء 24 ديسمبر 2013, 10:45 pm | |
|
الجهاد والنفــس اللحوحـة ؟.؟؟؟؟؟؟ ( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
النفس كدولاب عربة تواجه الصعود .. إذا أرخيت لها الذمام لحظةً ترتد بسرعة إلى هاوية المهالك .. وهي كذلك منذ أن تتذوق نزوة شهوة أو منذ أن يلتقي الشيطان بها في ساعة وفاق .. لحوحة شغوفة منجذبة لعمق تلك الهاوية .. وتحتاج دوماً إلى سند يمنع الارتداد .. وتحتاج إلى عقيدة وأخلاق تراقبها لحظة بلحظة .. وتحتاج إلى روح تتنزه بالعبـادة .. ولا يجوز لحظة أن تنام عين في غفلة والنفس متروك لها العنان .. فهي بطبعها تنفـر من التذاكي والتنزه وتتجاذب إلى الشهوات .. وكانت الحرب للمؤمنين دوماً جهاد النفس وصدها عن الفساد .. وتلك هي ما نادت بها الرسل وتكاملت بها الرسالات .. والماضي في الزمان كان أخف وطأة في بديهيات الهوى والضلال .. فما بال عصر الموبقات فيه تجتاز الديار عبر الأثير وعبر الفضائيات .. تدخل عنوة إلى غرف المتعففين رغم أن أبواب الحذر تكون مغلقة ومحكمة !! .. وكل خطوة في عالم اليوم هي خطوة فوق ألغام المعاصي والمذلات .. العين لا ترى غير الهوى .. فكيف للعين أن تغض فهي لا ترى في ساحاتها غير تلك التي تملأ الرؤية من علامات المفاسد .. وكيف يمنع المؤمن سمعه والآذان لا تسمع غير تلك الألحان التي تمتلك الأجواء بمزامير الشيطان .. والألسن جبلت على الانفلات .. وجبلت على قول الزور والجور والكذب ثم الرمية بعواهن الكلام .. وتلك حصادها يوم القيامة الكب في أتــون النار .. ونعم الأرزاق تلوثت بشبهات الحرام وتشوهت بمس الربا والرشاوى .. وحتى شربة ما لا تخلو من أصل كان النبع فيه حرام .. وهناك جشع الأنفس وأكل مال الغير متى ما كان متاحاً وفي سلطة الكف .. وتناول الرشوة وأكل المال العام وتظنه النفس حلالاً وهو في الذمة يوم القيامة دين عن خلق وليس عن فرد .. فكيف يقضي ديناً عن أمة وهو عن قضاء دين عن الفرد أعجز .. والنفس أبداً ترغب في تجنب واجبات فرضت عليها من السماء ثم ترغب بشدة في تناول منهيات حذرت منها الآيات . تتجادل دائماً بالمعاصي وتتكاسل دائماً عن العبادات ثم تريد أبداً القمص في الشهوات والملذات .
|
|