ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: فيحاء العلـم ورمضاء الجهل !.! الثلاثاء 24 ديسمبر 2013, 10:58 pm | |
|
فيحاء العلـم ورمضاء الجهل !.! ( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
سبحان الله .. ما تواجدت في إنسان محاسن الأخلاق ورقـة المعاملة وصحبة المعاني الراقية السامية إلا كان هو ذلك الإنسان في معيـة العلم والمعرفة والثقافة .. وما تواجدت في إنسان العيوب والمكدرات وما تجلب المنقصة لأنفس الآخرين إلا وهو ذاك الإنسان الجاهل الذي يدعي كمال العلم بغير علم .. فالأول كلما ازداد علماَ ازداد تواضعاَ وحلماَ .. والثاني كلما تعمق في جهالته كلما تعاظم في مقدار الفظاظة والغلظة والتكبر والتجبر .. فهو ذلكالإنسان المنساق بالفطرة وراء الأنـا .. وهو يظن أنه يدري وهو لا يدري .. وعنوان سره يعرف من حصيلة تصرفاته وسلوكه .. فالعجيبة أنه يتفاعل عكسياَ في معادلة حسابية محيرة .. فكلما تعاظم في مقدار الفظاظة والغلاظة والتكبر والتجبر كلما تناقص علمياَ وثقافياَ وأخلاقياَ وسلوكياَ .. ومن السهل جداَ الحكم على مثل ذلك الإنسان ومدى ثقافته المعرفية والأخلاقية فقط من حصيلة تصرفاته وسلوكياته .. فالعلم والمعرفة والثقافة تسمو بالإنسان ثم تشير لمواضع التواضع والجمال في السلوكيات .. والجهل والغرور وقلة الفهم وقلة الحكمة تهبط بالإنسان فيرتاد مرديات الأخلاق ثم يتوهم في ذاته بِأنه صاحب شأن .. وشتان بين ذلك الإنسان وبين ذلك الإنسان .. فالأول في مقام الملائكة يدرك أن الكمال والعظمة لله وحده .. ومهما كانت حصيلة العلم لديه فإنها لا تمثل مثقال ذرة من علم الله .. وصاحب العلم والمعرفة حقاَ هو معيار يحير ويعجب .. حيث فيض من العطاء المقرون بالتواضع والسماحة .. والثاني هو ذلك الجاهل المغرور بمعية الشيطان الذي يوسوس له ويوهمه بأنه صاحب شأن وعلم وفهم .. وأنه صاحب مقدار كبير وعظيم .. ثم المضي بالتيه في دهاليز الجهل والظلام .. وعند المحك الذي يلزم المعرفة فإنه يفقد عدة المعرفة ثم يعجز فتشتكي نفسه من الفشل .. فيحس بذلك الداء الذي يعرف بمركب النقص .. فيجتهد ليكمل ذلك النقص بالغلظة والفظاظة .. وكلما أنتفخ ليكون في صورة عالية فإنه يشوه الذات دون أن يدري .. فهو مجرد بالونه منتفخة بالهواء خالية من جواهر المحتويات .. ويمكن إسقاطها وإنهائها بأطراف دبوسه صغيرة .. والأمثلة على ذلك كثيرة ومتوفرة للغاية .. فجماعات التطرف الفكري أو المذهبي أو الطائفي أو العنصري أو التصوفي أو الإلحادي نجد أفرادها تعاني من قلة المعرفة والثقافة والعلم .. وعادةَ يوجدون حولهم جدراَ وسياجاَ تمنع عنهم أنوار المعرفة الحقيقية .. ويفضلون التقوقع في حلزونه التطرف .. ولا يحيدون عن تلك المواقف والتطرف .. ولذلك فإن الاجتهاد في معالجة أفراد تلك الجماعات المتعصبة لا يجدي في الغالب الأعم .. وفي المحصلة هم يرتحلون للآخرة بمعية الجهل والانغلاق والمعتقدات الخاطئة .
|
|