منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مواليد مخيم اليرموك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مواليد مخيم اليرموك Empty
مُساهمةموضوع: مواليد مخيم اليرموك   مواليد مخيم اليرموك Emptyالثلاثاء 14 يناير 2014, 10:32 am

حنان الشيخ - الغد 

المكان: أي عاصمة عربية غير دمشق 
الزمان: مؤخرا

صراخ ابنتها الجائعة من غرفة نومها، لم يمكنها من التركيز في تحضير الرضعة لها، خصوصا وأن صراخا آخر قادما من الصالة من زوجها، يستحث خطاها للإسراع في إطعام الطفلة، أربكها هو أيضا. لم يكن صراخا أبويا قلقا على الصغيرة، بقدر ما كان فرصة ولاحت له كي يصب على رأسها دلو الشتائم المعد سلفا، لتلك المناسبات التي أصبحت تتكرر في الآونة الأخيرة، المتعلقة بأدائها العام داخل بيتها من حيث النظافة والترتيب والرعاية والواجبات الزوجية.

في الحقيقة، ثمة صراخ أقوى كان يملأ المطبخ، حيث ما تزال تقف مكانها متسمرة، تحاول أن تتذكر لماذا جاءت هنا، ولماذا تقف أمام سخان الماء الكهربائي. كان ثمة صوت لم يغادر بعد حلمة أذنها وبقي معلقا كقرط يتدلى من فتحة مشروخة، سببها صيدلاني المخيم الذي قام بخرم أذنها، وهي في الرابعة عشرة من عمرها. الصوت الآن انتقل إلى دماغها مباشرة عبر قشعريرة موصلة للحرارة والصوت معا، وصار يفسر نفسه صورا متحركة وثابتة، ملونة ومعتمة، واضحة ومشوشة؛ نحن نموت من الجوع يا ابتسام، يقتلنا الجوع واحدا تلو الآخر. نحن لا نجد رغيف خبز اليوم، يغلق فم أخيك المفتوح دائما للبكاء، والبكاء فقط. أمك يا ابتسام صارت تصوم كل الأيام قضاء لأيام صباها، ولكنها للأسف تفوت صلاتي المغرب والعشاء معا، لأنها وقبل أن يؤذن المغرب، تنام! 

أبوك يا ابتسام، نعتقد أنه قضى على داء السكري بجدارة؛ لأنه الوحيد في المخيم الذي ما يزال قادرا على السير مسافة الكيلوميترين ذهابا، ومثلهما إيابا، إلى حيث لم يكشتف محاصرونا أنه ثمة ربوة خلف المسجد الكبير مباشرة، لم تزل تقبض على الجعدة وحصى البان بين عشبها اليابس، خوفا من أن يأتي أبوك وغنمة عمك أبي صالح، ولا يجدا غصنا يلتقطانه! 

تقف ابتسام في وسط المطبخ، تمسك بقنينة الحليب لا تعرف ماذا تفعل بها، بينما صور علب الحليب المتكدسة في دكان "حيفا" تتراقص أمامها، وأصوات المعركة التي نشبت يومها بين البائع أبو فتحي وأختها القوية، تجعلها اليوم تبتسم وهي متكئة على حافة المغسلة في المطبخ. "الله يرحمها، كانت قوية كتير". تقرأ على روحها الفاتحة وهي على نفس وضعها، لكن ضحكتها تنحسر حين تتذكر أنها فقدت أختها القوية، بسبب جلطة قلبية، قضت عليها في لحظة سماعها خبر غرق سفينة المهاجرين، أمام السواحل الايطالية. وبالرغم أن أبناء أختها نجوا من الغرق بأعجوبة، لكنهم جربوا ذنب اليتم مرتين؛ حين ماتت أمهم جزعا، ويوم قرروا أن لا يموتوا جوعا. 

الآن سكتت الطفلة في الغرفة، وتبع سكوتها حركة متسارعة من قدمي زوجها، إلى حيث ما تزال في مكانها واقفة، تسأل نفسها عن سبب مجيئها إلى المطبخ. حاصرها زوجها الغاضب في الزاوية، وأمسك بشعرها بقوة، وهو يهز رأسها يمينا ويسارا وفي كل الاتجاهات، يسمعها كلمات وعبارات تحاول أن تلتقط منها شيئا فلا تقدر. تدرك أنه غاضب لسبب ما، وتحاول أن تستيقظ لتعرف ما الذي يزعجه. إنما كل محاولاتها باءت بالفشل، ولا شيء يمكن أن يعيدها إلى الوعي من جديد. هي لا تريد أن تعود إلى الوعي. لا تريد أن ترجع لإنسانيتها وطبيعتها البشرية المتصنعة الكاذبة المنافقة. لا تريد أن تقف أمام الفرن ثانية لصنع المعجنات والحلويات بعد اليوم. لا تريد أن تنظف زجاج غرفة الضيوف، ولا أن تعتني بالأزهار على الشرفة.

لا تريد أن تجامل حماتها وأهل زوجها في أعياد ميلادهم التافهة الغبية. كل ما تتمناه اللحظة هو أن توقظ أمها من سباتها الطوعي، لتطلب منها أن تتنحى جانبا، لتدفن رأسها فوق أمعائها، وتنام. تريد أن ترعى غنمة عمها، وتسابق والدها إلى ربوة الجامع، لتكتشف أن نوار الأقحوان أزهر هو الآخر. تنظر إلى كفها وهي متدلية على طرف ذراعها التي يشد عليها زوجها، وهو يضربها بالحائط حتى تنظر إليه. تتخيل كفها قد استحال رغيفا ساخنا تلفه عروسة لبنة، تحنو بها على آخر العنقود.

ابتسام، ماذا كان يهيأ لأهلها حين سموها ابتسام، وهم اللاجئون طويلا، المهجرون كثيرا، الفلسطينيون دائما!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مواليد مخيم اليرموك Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواليد مخيم اليرموك   مواليد مخيم اليرموك Emptyالجمعة 17 يناير 2014, 1:17 am

لا تسمح لهم أن يقتلوا اليرموك فيك
1/16/2014 6:36:00 PM
"لك يوم يا مخيم اليرموك" قالها الهالك شارون ثم هلك ليقوم بدوره وتطبيق وعيده شارونات العرب الذين أثبتوا أن كل ما يلتصق بالصهاينة من إجرام و تجرد من الإنسانية ينسحب على كل من شابههم في أفعالهم و أقوالهم وما تجويع الناس حتى الموت و المعاقبة الجماعية للمدنيين العزل الا بلوغ قمة الانحطاط و الخيانة!
يعرف العالم جيدا تلك الصور التي ما انفك ينشرها للأسرى اليهود في معسكرات النازية لأناس نفرت عظامهم من شدة الجوع فقد حرص العالم وحرصت دولة الكيان الصهيوني أن لا تنسى البشرية ما يزعمون أنهم عانوه بل وعظموا مأستهم وأحاطوها بالهالة والتقديس لكيلا لا يجرؤ أيا كان أن يشكك في التفاصيل والأرقام وما زالوا للآن يجلدون ضمير العالم للتعاطف معهم والتكفير عن ذنبه بدعوى المحرقة وضحايا المحرقة!
ولكن العالم ذاته يصمت صمتا مريبا عندما يتعلق الأمر بضحايا العرب والمسلمين والفلسطينيين وضغوطهم الدولية والسياسية التي تنجح في جعلنا نخون ونفرط ونتنازل ونفعل كل ما يريدونه لا تنجح في إدخال علبة حليب لطفل أو علبة دواء لمريض ربما لأنها ليست موجود أصلا وكل تصريحاتهم ذر للرماد في العيون وتضييع للوقت واللا فأين هم من مواثيق حقوق الانسان واتفاقية جنيف التي تلزم دول العالم بحماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة لهم لوصول المساعدات و تحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال و تحظر كذلك مهاجمة وتدمير أونقل أو تعطيل المواد التي لا غنى لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة كالمواد الغذائية والدواء ومياه الشرب بل وتعتبر المحكمة الجنائية الدولية في المادة 6 من نظامها الأساسي أن فرض التجويع على مجموعة من البشر في الحرب و عرقلة الامدادات من الوصول اليهم من جرائم الإبادة الجماعية التي يحاسب عليها القانون، فالقانون موجود والجرمية ثابتة بالدلائل المادية الموثقة ولكن جدية المجتمع الدولي تتوقف عند حدودنا من العالم ولا تتحرك الا عندما يوافق الأمر مصلحتها و مصلحة الدول الكبرى وأنظمتنا العربية الباطشة لا تراعي في مواطنيها حقوق الانسان في حال الرخاء والسلم فكيف في حالة الحرب؟!
٤٤ شهيدا من الجوع و نقص المواد الطبية ضحايا حصار مخيم اليرموك حتى الان بحسب التقرير المنشور للرابطة الفلسطينية في سوريا اثنان واربعون منهم من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء واثنان فقط من العسكريين الذين ماتوا متأثرين بجراحهم أي أن ما يشاع من كون الحصار بستهدف تطويق المقاتلين أيا كانت انتماءاتهم والتضييق عليهم غير صحيح فالذين يدفعون الضريبة هم المدنييون العزل.
٤٤شهيدا وكأن الكعبة هدمت بذات الرقم فدم المسلم عند الله أقدس منها و زوال الدنيا كلها لا تقوم مقام حياة المسلم و لم يتحرك المسلمون بمستوى التحدي و الكارثة و الكل يلقي باللائمة على المسؤولين وكأن فيهم أمل و كأننا لم نجربهم سابقا و فشلوا في كل موقف وامتحان!!
إن مثل هذه الأحداث يجب أن تستفز في الشعوب ذات الكرامة عزيمة المقاومة في الوقت الذي يحاول العالم و الأنظمة العربية تركيع شعوبها و تدجينها و إسكات و إماتة خيارات المقاومة و الصمود و رفع الصوت و مواجهة الخوف و المطالبة بالحقوق و التمسك بالثوابت، فالأمر أبعد من الأشخاص و الأشخاص هم الضحايا الذين يمشي عليهم الطغاة لتحقيق أهدافهم بعيدة المدى و بالمقابل هم الوقود لأصحاب الحق اذا لم ينسوا و لم يفرطوا
إن هذه الأحداث الجلل ما لم تخرجنا من السلبية والأنا والدوران في دائرة الأسئلة المفرغة وانتظار الفتوحات العظيمة التي لا تأتي فنحن مهزمون بالفعل ولم تنجح سنوات الثورة في نفض غبار الخنوع عن قلوبنا وتغيير ثقافتنا عن الحقوق والعدالة ومعركة الحق والباطل
وفي الوقت الذي ينتظر فيه المنتظرون ويثبط فيه المثبطون ويستمرأ في القعود القاعدون لا تنفك تظهر لنا أمثلة وقدوات رفضت الجلوس في مقاعد الانتظار والخذلان فلا قليل في المعركة مع الطغيان ولا قليل في نصرة الانسان لاخيه الانسان فكيف لو زاد على الانسانية اواصر الدين و البلد و الهم و القضية؟! وها هم اهل غزة المحاصرين ايضا لا يكتفون بوضع اليد على الخد والقول لاهل اليرموك ( لا تشكيلي لأبكيلك) ولكنهم يسارعون بالتبرع لاغاثتهم يطبقون بذلك شيئا من سنة الأشعريين قوم الصحابي أبي موسى الاشعري الذين دعى لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحمة فقال" رحم الله الاشعريين كان اذا ارملوا جمعوا ما لديهم وتقاسموه بالسوية انا منهم وهم مني"
وها هم الأسرى الفلسطينيين في سجن جلبوع الذين يعرفون معنى الصمود وعدم الركوع مهما كانت القيود يتبرعون بدراهمهم القليلة التي ستسبق مئات والاف الدراهم وها هو الطفل الفلسطيني حسين المشارقة لا يملك سياسة ولا اقتصادا ولكنه يملك ان يتبرع بقوة جسده وجوع بطنه ليقول لأطفال اليرموك لستم وحدكم و ليقول لربه أنا لم أسكت بل طبقت حديث رسول الله في الجسد الواحد و تداعي أطرافه لبعضها بكل الوسائل، الطفل حسين المقيم في بريطانيا من حيث أتت نكبة فلسطين الاولى يؤكد ان الشتات و الاغتراب ليس مدعاة للنسيان و الذوبان و التفريط و ان الكبار قد يموتوا و لكن ليس بالضرورة ان ينسى الصغار و ان المعركة لم تحسم ما دام هناك من يؤمن و يتذكر و يعمل
نعم ان عودة هذه المعاني في نفوس الأمة هي بداية الانتصار،هي الخطوة الاولى في فك الحصار، المادي و المعنوي، هي التي تستجلب أقدار الله بالتغيير فنحن مطالبون بالخروج و العمل دون التساؤل عن النتائج فمجرد جهادك بالمال وهو قرين الروح معناه تحررك الشخصي من سلطان الشهوة والغريزة وهو منة من الله عليك تثبت ان قلبك حي ولم يمت مع الأموات وهي نعمة تستحق الشكر لا المن والاستكثار ثم إننا كبشر معنييون بتحري الثقات لايصال مساعداتنا ولكن حتى الثقات يبقون بشرا تحدهم الوسائل و الاوضاع المحيطة و هم يعملون جهدهم ضمنها و الاصل ان نكون عامل اسناد لهم لا عامل تثبيط و تشكيك، و عندما تصل الامة الى هذه الروحية و الدافعية و المبادرة ستجري علينا سنن الله التي جرت لغيرنا عندما أطعم الله خبيب بن عدي و هو في قيود الاسر عنبا و ليس في مكة كلها عنب ليعلمنا ان الله هو الذي يطعم من جوع و يؤمّن من خوف.
الصهاينة حول العالم يفرضون على انفسهم دولارا شهريا اقل شيء لاجل صهيون أفيكون زمننا هذا هو زمن جلد أهل الباطل وعجز اهل الحق؟
اليرموك فينا تاريخ اعداد و نصر و حتى عندما سمينا باسمه مخيمات لجؤنا كنا نستلهم تلك الذاكرة و نبذر بذور احياء المجد القديم الذي سلمه لنا الاوائل صفحة بيضاء وفتحا مبينا غير وجه التاريخ و المنطقة و موازين القوى فهل سيقتلون فينا هذا التاريخ او نقتله بايدينا؟ لم ينسوا هزيمتهم فيه وكان جنرالاتهم كلما عادوا الى اراضينا يدنسون قبور قادتنا و يتحدون خالدا و صلاحا بعودتهم! هم لم ينسوا التاريخ فكيف ننسى نحن؟!
كنا نتسائل كيف ستكون ردة فعل المسلمين لو هدمت مقدساتهم، الكعبة او الاقصى، و الرسول اراد ان يعلمنا مقاربة لقياس رد الفعل فقال في الحديث" لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق. وروي بلفظ: لهدم الكعبة حجراً حجرا أهون من قتل مسلم"وقال ايضا"ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك"فمن لم ينتصر للدماء لن يحرك ساكنا للمقدسات هذه هي الحقيقة المرة!!! اليوم تنتهي التساؤلات و كل يواجه مرآته و نفسه ان كانت بصيرة.
٤٤ شهيدا...
دمهم على أبوابنا، دمهم على أثوابنا، دمهم يلون خبزنا ، دمهم طلا أكوابنا
رابط حملة الوفاء الاوروبية لنصرة مخيم اليرموك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مواليد مخيم اليرموك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: