قصيدة { عبرتِ الشَّط على مودك } التي غناها أكثر من مطرب عراقي وأخيرا غناها كاظم السَّاهر ...
قصيدة من الأدب الشَّعبي العراقي فهمها المجتمع العربي أنها قصيدة غزلية والحقيقة هي على لسان أم أرملة عراقية ضحت بروحها وكل ما تملك من أجل طفلها الرَّضيع الوحيد ، كانت تسكن قرية تقع على شط نهر دجلة ، وعندما كان عمر الطِّفل سبعة أشهر حصل فيضان في النَّهر كما في بداية فصل الرَّبيع كل عام ، وذلك في بداية موسم ذوبان الثُّلوج عن قمم الجبال المحاذية لمنابع النَّهر ، وفي تلك السَّنة كان الفيضان كبير فأغرق كل ما بالقرية وأجهز على بيوتها ولم يكن أمام هذه الأم إلا أن تقطع النَّهر سباحة وهي لا تجيد السِّباحة فجعلت طفلها فوق رأسها وقطعت به النَّهر وكانت مرة تغمر المياه رأسها وتغطيه الأمواج فتصعد تاخذ نفس وتعود تغرق من جديد وهي ترفع طفلها بيديها فوق راسها كي لا يبتل .. وبقيت كذلك حتى وصلت بشق الأنفس ضفة النَّهر من الجهة الثانية الأكثر أمان لها ولطفلها وعاشت تعمل وتربي ولدها حتى بلغ أشده وأكمل دراسته ..
وما إن تزوج وكبرت هي في العمر حتى كان طلب زوجته الخلاص من والدته في وضعها بدار العجزة ولم يمانع بل وافق زوجته في طلبها ...
فقالتِ الأم تعاتبُ ابنها :
عبرتِ الشَّط على مودك
وخليتك على راسي
كل غطة أحس بالموت
وبقوة أشهق أنفاسي
كل هذا وقلت أمرك
أحلى من العسل مُرك
وين تروح أروح ويَّاك
بس لا تجرح إحساسي
عبرت شاطي أحلامك
بتضحيتي وسهر ليلي
ولا مرة قلت ممنون
واني المنهدم حيلي
قول .. إيش قصرت وياك
وِش.. تطلب بعد اكثر
على صدري تنام الليل
أقول ارتاح وآني أسهر
أمُرْ عيوني بعيونك
وأنت عيونك لغيري
فضَّلتك على روحي
وضاع ويَّاك تقدري !