الرعاية الصحية في إمارة الأردن (1921)
في عام (1918) وبعد انتهاء الحكم العثماني كان في الأردن طبيب واحد لكل لواء (اربد، عمان، السلط، والكرك) وكان الأطباء يتنقلون على ظهور الدواب وكان الراتب الشهري17 دينارا ووسائل العلاج ضئيلة حيث لا يوجد مستشفيات ولكن عيادات بسيطة. ومع قيام أول حكومة أردنية (نيسان 1921) تم تعيين مظهر ارسلان مشاوراً للصحة بمعنى (وزير صحة) والدكتور رضا توفيق وكان أديباً تركياً، مديراً للصحة، ثم أوفدت حكومة فلسطين الدكتور حليم أبو رحمة فقام بتأسيس أول دائرة منظمة للصحة في الأردن. وعام 1939 عين الدكتور جميل فائق التوتونجي (بعد أن أمضى 17 عاماً طبيباً خاصاً للمغفور له الملك عبدالله)، في مركز مدير صحة ثم اختير كأول وزير صحة عام 1950 حيث تحولت مديرية الصحة الأردنية إلى وزارة صحة وكانت الحكومة قد قامت باستقدام الأطباء من سوريا وفلسطين ولبنان لملء الفراغ الموجود. ثم تطور الوضع الصحي للأحسن. وبعد وحدة الضفتين تم إعداد الكوادر الطبية حيث بلغ عدد الأطباء البشريين (213)، والأسنان (37) والبيطريين (13)، والصيادلة (102) والقابلات والممرضات (136). وتم تقسيم المملكة إلى ست مناطق كبرى: (3) في الضفة الشرقية (اللواء الشمالى، اللواء الجنوبي، ومحافظة العاصمة). و(3) في الضفة الغربية (لواء نابلس، لواء القدس، ولواء الخليل). أما عدد المستشفيات 1958 اللواء الشمالى (10) سرير، والجنوبي (50)، والطفيلة (25). ثم تبعه مستشفي صغير في كل من معان والطفيلة. أما عمان فقد بدأ أول مستشفي في الأشرفية وكان مركزاً لمكافحة السل عام 1945 وتمكنت لجنة برئاسة الدكتور جميل التوتونجي جمع تبرعات (22) ألف دينار وشراء (168) دونماً (25) دينارا للدونم وبدأ البناء وامر جلالة المغفور له الملك عبد الله بإتمام البناء الذي كلف (100) ألف دينار. وساهمت منظمة الصحة العالمية والىونيسيف بتجهيز المستشفي وتم العمل به بسعة (94) سريرا. وعام 1957 تم افتتاح بنك الدم كأول بنك ينشأ في بلد عربي. وعام 1953 انشأت مدرسة التمريض وتخرجت (10)ممرضات أول دفعة عام 1956. وعام 1958 تم افتتاح مستشفي الأطفال (36) سريرا. وقسم الأمراض الباطنية والعيون عام 1959 ومركز عمان للأمومة والطفولة. أما في الضفة الغربية فكان مستشفي نابلس القديم (150) سريرا ومستشفي السل (100) ومستشفي طولكرم (15) وجنين (50) وكلها أنجزت عام 1959. وفي القدس أنشأ مستشفي (80) سريرا وبيت لحم للامراض العقلية (300) سرير وأريحا (40)، وبيت جالا ورام الله (50) سريرا لكل منهما. والخليل (15). أما أهم الأمراض التي كانت تواجه الأردن في تلك الفترة ( السل والملاريا)، وقد استطاع الأردن القضاء على الملاريا والإعلان عن ذلك رسمياً عام 1965وكذلك تقليل نسبة الاصابة بالسل خاصة بين البدو بارسال فريق مجهز بتصوير شعاعي داخل سيارات اسعاف. كانت موازنة الصحة قبل 1950 (11) ألف دينار واصبحت عام 1959 (750) ألف دينار. وفي القرن الحادي والعشرين حدث تطور هائل في الصحة الأردنية ببناء الخدمات الطبية الملكية للقوات المسلحة على اسس حديثة وكوادر جيدة حيث بنيت المستشفيات وكلية التمريض ومدينة الحسين الطبية وبدأت عمليات زراعة الكلى في أواخر السيتينات، وزراعة القلب في التسعينات والكبد في أوائل الألفين كما ساهمت الجامعة الاردنية والقطاع الخاص في التطور الصحي. وصاحب ذلك تحسن الرعاية الصحية الأولية والتطعيم ضد الأمراض وانخفاض نسبة وفيات الأطفال الرضع وارتفاع معدل عمر الانسان وكل المؤشرات الصحية التي تعكس تطور الأردن كدولة ذات مؤسسات، وكل ذلك بفضل الإدارة الصحيحة ودعم ورعاية القيادة الهاشمية الحكيمة. أود أن أقدم هذا المقال كإهداء لروح المرحوم الدكتور حنا باشا القسوس كأول طبيب أردني تخرج عام 1910 من الجامعة الىسوعية في بيروت.