ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: اللقطاء بين نبذ الوالدين وفرص الإحتضان! الثلاثاء 25 فبراير 2014, 9:42 pm | |
| اللقطاء بين نبذ الوالدين وفرص الإحتضان! قبل عامين عثر على طفل يبلغ من العمر سبعة شهور في حديقة عامة وكان مظهره العام لا يدل على انه طفل مهمل فثيابه جيدة وبجانبه زجاجة حليب ، لم يتم العثور على اسرته بالرغم من الاعلان عنه من قبل الجهات المعنية وتم تحويله انذاك الى احدى مؤسسات التنمية الاجتماعية التي ترعى الاطفال . وفي سنوات سابقة ايضا تم العثور على طفل يبلغ من العمر ستة شهور ومرفق معه ورقة مكتوب عليها ان اسرته لا تستطيع اعالته فتم التخلص منه . وقد عادت قضية الاطفال اللقطاء تظهر من جديد خلال الاونة الاخيرة ، فقد تم العثور على اكثر من طفل خلال الشهرين الماضيين اما في الحدائق العامة او على ابواب المساجد وحولوا الى مؤسسة الحسين الاجتماعية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية . هؤلاء الاطفال حديثي الولادة ظاهرة تستمر بالظهور ، قد تتوقف لفترات لكنها تعود من جديد دون معرفة الاسباب الحقيقية لها ، وعلى الاغلب يكون الاطفال غير شرعيين وترغب امهاتهم بالتخلص منهم كونهن غير قادرات على مواجهة المجتمع واسرهن . ولكن الملفت للانتباه هو ترك الاطفال الذين مضى على ولادتهم شهور في امكان عامة بعد ان اعتادوا على وجوه امهاتهم فان يترك طفل او طفلة بعد فترات من ولادتهم سلوك غير مقبول تحت اي سبب كان . وزارة التنمية الاجتماعية التي تحضن سنويا ما يقارب 55 طفلا من الاطفال الذين تسمح ظروفهم بالاحتضان بدات بتنفيذ تعليمات جديدة اهمها التريث بالموافقة على الاحتضان خاصة لاطفال اللقطاء – غير المعروفة امهاتهم وابائهم – الا بعد انقضاء ثلاثة شهور . الناطق الاعلامي في الوزارة الدكتور فواز الرطروط اشار الى ان هذا القرار ينصب في مصلحة الطفل للتاكد من وضعه الصحي ولاعطاء فرصة لاسرته للمطالبة به من جديد ، في حين كانت التعليمات السابقة تتيح احتضان الاطفال بعد وصولهم للمؤسسة بفترة قليلة . وأشار الى وجود 11 طفلا في المؤسسة ممن تنطبق عليهم تعليمات الاحتضان ، بينما لا تزال هناك اسر على قوائم الانتظار وترغب بالاحتضان تبعا للتعليمات المعمول بها بالوزارة . وتشير مصادر في مؤسسة الحسين الاجتماعية ان اغلب الاطفال الذين يتم العثور عليهم وهم حديثو الولادة لا يظهر امهاتهم او ابائهم للمطالبة بهم من جديد ، اضافة الى الاطفال الاكبر عمرا الذين يتم العثور عليهم لا يعود احدا للمطالبة بهم . وبينت المصادر ان هذا الامر ينطبق على اطفال مجهولي النسب « معروفة الامهات ومجهولي الاباء « فنسبة قليلة من هؤلاء الاطفال تم استلامهم من قبل امهاتهم او ابائهم بعد اثبات النسب وبقرار من المحكمة ، والغالبية منهم يبقون بالمؤسسات لان امهاتهم يكن بالسجون او غير راغبات وغير قادرات على تربيتهم وتحمل نتائج ذلك . والتنمية الاجتماعية بدأت منذ عامين بتحضين اطفال مجهولي النسب من خلال برنامج الاسر البديلة الذي يسمح لاسر لها اطفال باحتضان اطفال وتربيتهم مع اطفالهم ، لكن الوزارة تشترط على هذه الاسر ان تعيد الاطفال في حال مطالبة اسرهم البيولوجية بهم من جديد واثبات نسبهم . وترى المصادر ان انتقال الاطفال للعيش بالاسر البديلة فرصة حقيقية لهم بدلا من بقائهم في المؤسسات يتنقلون من مؤسسة لاخرى ، خاصة وان اغلب اسر هؤلاء الاطفال لا يعودون للمطالبة بهم من جديد بالرغم من معرفة امهاتهم . اطفال المؤسسات سواء كانوا لقطاء او مجهولي نسب او تفكك اسري فهم ضحايا لاخطاء الكبار الذين لا يتحملون مسؤولياتهم اتجاه اطفالهم فيتم التخلص منهم اما بتركهم في الحدائق او على ابواب المساجد ، ومنهم من يدعي ان الظروف المادية تحول بينهم وبين الاعتناء باطفالهم وهو سلوك غير مبرر ينذر بقضية على قدر كبير من الاهمية . ويبقى الاحتضان فرصة حقيقية لكل طفل يصل للمؤسسة ولا يتم العثور على اسرته او الاطفال المعروفة امهاتهم ومجهولي الاباء ، لكنهم بنهاية الامر يتساوون مع الاطفال اللقطاء فماذا يعني طفل معروفة والدته لكنها ترفضه ووالده لا يعترف به فهو بنهاية الام سيبقى اسير رغبة والديه بالاعتراف به واعادته واغلبهم لا ينتقلون من المؤسسة الا في حال الاحتضان ليبقوا طيلة حياتهم لا يعرفون وجوه امهاتهم وابائهم . استمرار العثور على اطفال لقطاء ليس بالظاهرة القديمة بل هي متجددة دوما ليدفع هؤلاء الاطفال ثمن اخطاء امهاتهم وابائهم ، ويعيشون اقدارا مؤلمة ان لم يحظوا بفرصة الاحتضان سيبقون في المؤسسات الاجتماعية بما تحمله من حياة لا يمكن ان تقارن بحياة الاسرة . |
|