الأزياء الشَّعبيَّة الفلسطينيَّة
المقالة من موسوعة التّراث الشّعبي
الفلسطيني للصّغار من إصدار
مجلة الحياة للأطفال,
وبقلم الفنّانة ريتا غريّب.
التَّطريز
" قِلَّة الشُّغل بتعلم التِّطريز" هذا المثل يَدْرُجُ على ألسُنِ جدَّاتنا وأجدادنا.
ذلك أنََّ التطريزَ يعتبرُ جزءاً هامًا في حياةِ المرأة القرويََّة، ويعدُّ أحدُ الفنونِ الشَّعبيَّة التي ترِثها المرأة، وتنقلُها، بدورها إلى بناتِها، وإلى الأجيال القادمة من بعدها.
إنَّ عمليََّة تطريز القماشِ، عبارة عن عمليَّة غرز خيوط بوساطة الإبرة اليدويّة على القماش بأنواع مختلفة، وذلك بغرض إنتاج نماذج زخرفيَّة. وتوصف القطع، التي تحمل مثل هذه النَّماذج بأنَّها قطعٌ مطرَّزة، والتَّطريز، برسوماتِهِ المتنوعَة، تَأَثَّر وتغيَّرَ بمرور الزمن. ففي القرن التَّاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كانتِ الرسوماتُ التطريزيَّة هندسيَّة الشَّكل. أما في الثَّلاثينات، فقد ظهرت مؤثرات جديدة غيَّرت في التطريز التقليدي، ومن أهمِّها، الخيطان الصناعية التي استُورِدَت من أوروبا، بالإضافة إلى أشكال الزخارف الجديدة، التي انتقلت أيضاً من الغرب، وأهمها الزُّهور، والطُّيور، والحيوانات المختلفة.
لقد عَرَفت المرأة الرُّسومات، وَوَرِثَتْها عن اُمِّها وجدََّتها، فهي تبدأ، بتعلُّم فنِّ التطريز،في سنٍّ مبكرةٍ، حالما تتمكن من الإمساك بالإبرة. ومنذ طفولتها، تبدأ بتعلم الرُّسومات الخاصَّة التَّابعة لقريتِها، وتنقلها على أثوابها.
أمَّا الأسْبابُ، التي أدَّت إلى تَغيُّرِ الرُّسوماتِ، فهي كثيرة، وأهمُّ عامل أدَّى إلى هذا التَّغيُّر، هو الزَّواج بين أبناء مناطق فلسطينيَّة مختلفة، فأصبحتِ النساء، عند انْتقالِهِنَّ، مع أزواجِهِنَّ، من قرية إلى قرية، أو من منطقة إلى أُخرى ينقلْنَ بعض رسومات أماكن تواجدهنَّ الجديدة على أثوابهنَّ.
إن المرأة الفلسطينيَّة، مَثَلُها مَثَلُ باقي نساء العالم، ترغب دائماً بالتَّجديد، وخلق عالمٍ خاصِّ، وأسلوب خاصٍّ بلباسها وزينتها. وقد ساعدَ تطوُّر وسائل النقل، مثل القطارات، والباصات، أهالي فلسطين، على التجوُّلِ والسَّفر من منطقة إلى أُخرى، فشجَّع ذلك المرأة على اكتشاف التطريزات الجديدة الخاصَّة بمناطق أُخرى، فنقلت تلك التطريزات وقلَّدتها.
وهناك رسومات خاصَّة بمواقع جغرافية محدَّدة، وأهمها:
منطقة رام الله، وتستعمل رسمة النخلة.
منطقة الخليل وتستعمل رسمة خيمة الباشا.
منطقة يافاوتستعمل رسمة أُسودٍ مع قاعدة.
منطقة غزة وتستعمل رسمة المقصِّ.
منطقة بئر السبع وتستعمل رسمة الحجب.
فهذه الرسومات، تميِّزُ كلَّ منطقة من أُخرى، لكنَّها منتشرة في جميع أنحاء فلسطين، بأشكالٍ مختلفة ومتعدِّدة، مثل رسمة شجرة السِّرو، التي تختلف من منطقة يافا ورام الله مثلاً. أما ترتيب الرُّسومات التطريزيَّة على اللِّباس، هي القبَّة، والقسم الأمامي والزَّاف والكُم.
هل للعجائز ثياب مطرّزة أيضاً؟
تكون زخارف ثياب العجائز، في العادة، أقل زخرفة من ثياب الصَّبايا، كما تكون ثياب العجائز مصنوعة من قماش سميك ورخيص، وتميل ألوانه إلى الأنواع الداكنة، وغالباً ما تكون سوداء غير برّاقة، أو بنفسجيَّة، أو بيج، بحيث تعكس الحِشمة والهدوء. أما ثياب العمل، فتكون أقلَّ زخرفة من ثياب الأعياد والمناسبات، وهناك اللباس الاسود الذي يُلبس في أوقات الحِداد ومناسبات فقط؛ أي في المناسبات الحزينة.
نموذج لغرزة اللّف المعروفة باسم" المناجل"
وحدة زخرفية شعبية تسمى"عرق المكحلية"
نموذج للغرزة بالخيوط الحريرية
وحدة زخرفية شعبية تسمى"عرق الدرج"
وحدة زخرفية شعبية تسمى" عرق مفتاح الخليل"