نقاط ضعف الكنغر
اكتشف الباحثون الأستراليون أن حيوان الكنغر قد يملك نقطة ضعف مثيرة، إذ أنه يخاف من الصوت المزعج الذى يصدره.
وكان المزارعون فى أستراليا يبحثون، منذ سنوات طويلة، عن طريقة لحماية مزروعاتهم من هجمات الكنغر التى تأتي على حصادهم، ويبدو الآن أن الوسيلة الناجعة لذلك هى استعمال الأصوات نفسها التى يصدرها الحيوان أثناء غزواته.
وقد تبين للباحثين أن تسجيل الأصوات التى تحدثها حيوانات الكنغر وإعادة بثها قد نجحت فى إخافتهم وإبعادهم عن الحقول الزراعية.
ويوجد حوالى 60 مليون كنغر فى أستراليا، وغالباً ما تتنافس فيما بينها من أجل الطعام والمشرب.
وقد بدأ المزارعون بتركيب مكبرات للصوت وبث الأصوات التى يحدثها الكنغارو، حين يتعارك مع أبناء جنسه أثناء إغارتهم على الحقول الزراعية..
الحماية من الانقراض
وبالرغم من أن صغار الكنغر لها عدد من الأعداء الطبيعيين إلا أن الأفراد المكتملة النمو تلاقي متاعب من النسور الكبيرة.
وقد اصطاد سكان أستراليا الأصليون الكنغر للأكل، ولكن ذلك تم بنوع من التوازن قبل أن يصل الاستعمار البريطاني عام 1788م. عندما بدأ الفلاحون زراعة الأراضي وجلب الأغنام والحيوانات آكلة العشب، غيروا بذلك البيئة الطبيعية التي كان الكنغر يعيش فيها.
وفي بعض الحالات أدى ذلك إلى نقص كبير في أعداد الكنغر خاصة في بعض أنواع الولب الذي كان أحد أنواعه يعيش في جنوبي أستراليا وفكتوريا، ولكنها الآن انقرضت. وفي حالات أخرى، ساعدت التغيرات التي أحدثها الإنسان الكنغر بعض الشيء، إلا أن اصطياده بكثرة أدى إلى نقص أعداده بشكل واضح.
أما اليوم فإن كل ولايات أستراليا قد سنت قوانين خاصة لحماية مستقبل هذه الحيوانات.
ولا تتفق السلطات حول مدى التأثير الذي يمكن أن يحدثه الكنغر على توفير الحشائش للأغنام والأبقار.
وقد أوضحت الدلائل أن الكنغر أدى إلى حدوث اختلافات بسيطة في أعداد القطعان التي يمكن دعمها.
ويبدو أن الكنغر كبير الحجم أصبح في مأمن من الانقراض، خصوصًا بعد وضع سياسات خاصة لكل ولاية من ولايات أستراليا، تتعلق بصيد هذا الحيوان وزيادة أعداد الحدائق العامة. أما الكنغر صغير الحجم من الفصيلة نفسها فهو أكثر عرضة للاصطياد.
دور للكنغر في محاربة الاحتباس الحراري
معدة الكنغر تحتوي على أنواع معينة من البكتيريا المفيدة
يجري العلماء في استراليا تجارب حول بعض الفعاليات الحيوية عند حيوان الكنغر، وما إذا كان ممكنا أن يستفاد منها في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
والسر هنا هو أن الماشية في استراليا، من أبقار وأغنام، تنتج فضلات تحتوي على غاز الميثان، في حين أن الكنغر لا ينتجه في الجزء الأخير من عملية الهضم والتمثيل الغذائي.
ويعتقد الباحثون أنه من الممكن أن يستفاد من البكتيريا الموجودة في معدة الكنغر للمساعدة في الحد أو التقليص من إنتاج غاز الميثان في مزارع تربية الماشية.
يشار إلى أن الميثان الذي ينبعث من الجهاز الهضمي للماشية المرباة في استراليا يشكل نحو 15 في المئة مما يخرج من هذه القارة من غازات ضارة تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
إلا أن الكنغر، الذي يستهلك نفس المكونات الغذائية، من حشيش وغيره، لا ينتج الميثان أصلا.
بكتيريا غامضة
والسبب في عدم انتاج الميثان هو نوع من البكتيريا الغامضة التي تتواجد طبيعيا في معدة الكنغر تساعد هذا الحيوان، الذي تنفرد به تلك المنطقة، في هضم الطعام الذي يعيش عليه.
يذكر أنه من المعروف علميا أن المعدة تعتبر وعاء تحليل بيولوجي كبير للأطعمة، التي يعتبر الهيدروجين أحد عناصرها، والذي يتحول عند الماشية إلى ميثان، إلا أن الكنغر لديه تصريف آخر لهذا الغاز.
لكن العلماء لا يعرفون على وجه الدقة ماهية تلك البكتيريا أو طبيعة عملها أو فعاليتها الحيوية.
وقد نجح العلماء في مدينة كوينزلاند الاسترالية في عزل 40 نوعا من هذه البكتيريا في معدة الكنغر، وهم يحاولون الآن درسها ومعرفة أسرارها.
ويُعتقد أن هذا النوع من البكتيريا نشأ وتطور عبر ملايين السنين في استراليا.
ومن المتوقع، في حال حل العلماء مغاليقها، أن تكون لها فوائد كثيرة للمزارعين ومربي الماشية في استراليا وخارجها