ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: لحظات صامته ؟! الثلاثاء 11 مارس 2014, 9:56 pm | |
| لحظات صامته ؟! قيل لبعض الحكماء: ما الأشياء الناطقة الصامتة قال : الدلائل المخبرة والعبر الواعظة ؟؟ في ثنايا هذه الحياة وفي جنباتها تستوقفك لحظات صامته من التأمل والتفكر والاستغراب إما لموقف أو لمشهد أو لحدث أو لقصة أو لشيء ما حرك وجدانك ومشاعرك ومن ثم تنهال عليك الخواطر أو الهموم أو العواطف والشجون وركب الليالي والأيام صفوها وكدرها . وفي حاضرنا اليوم يمر بنا شريط الأخبار والأحداث بشكل يومي لما تعانيه البشرية من الجور والظلم والاضطهاد والتدمير المريع للحياة وخاصة ما يحدث للمسلمين في سوريا وبورما وغيرها من الأماكن المنكوبة والمقهورة والمغلوبة على أمرها . حتى اعتدنا على أرقام القتلى والجثث بمعدل يومي مئات الأبرياء ركام من الموتى ؟! يؤشر على انحطاط خطير في المستوى الأخلاقي والإنساني ؟! لحظات ربما من شدة صمتها ووقعها على النفس استرعت انتباه من حولك حينما ارتسمت الدهشة على محياك فحانت منك تصرفات لا شعورية وأنت تنظر إلى فظاعة المشهد ، بل ربما فقدت بوصلة الزمان والمكان وجنحت بتفكيرك في عمق الصورة والمأساة ؟! ومن هؤلاء الناس المنكوبين من يتمنى أن لو يرجع الزمان إلى الوراء ففي ذاكرة التاريخ له بيت صغير وأسرة سعيدة وحسناء لبيبة وروضة جميلة وذكريات خالدة .. ومن هؤلاء الناس من يتمنى ألا يعود الزمن أبدا ففي مخيلته صورا من المأساة والمعاناة كان شريدا في الطرقات يسأل الناس كسرة خبز كان يلتحف السماء ويفترش الأرض ، برد قارص وبيت متهالك وأرض جدباء ومن حوله خراب ودمار ، ألوان من القهر والتعذيب والانتهاكات .. لحظات صامتة تمر بالإنسان وهي كالبركان تترك أثرا قويا في نفس الإنسان فلا تراه إلا باكيا أو متباكيا يطلق الصرخات والزفرات وينسج الآهات من وهج الحنين أو من ركام المعاناة . تمر الدلائل والعبر كل لحظة في إيماءات وإشارات إما صريحة وإما مبهمة غامضة . وقد ندرك ونبصر النتائج والمترتبات والأسباب والمسببات وقد لا ندرك وهذا أمر في غاية الخطورة ؟ اقرأ التاريخ إذ فيه العبر ... ضل قوم ليس يدرون الخبر وكلما تعمق الإنسان في رؤية الماضي من خلال السنن الكونية والشرعية والإنسانية كان أكثر قدرة على وضوح الرؤية في المستقبل . قد رأينا دياركم وعليها ... أثر من عفائكم مهجور وسألنا أطلالكم فأجابت ... ومن الصمت واعظ ونذير وكلما تأمل الواقع الحاضر استشرف المستقبل من زوايا الدلائل والعبر فمرة يصاب بالإحباط واليأس ومرة يعانق الأمل على بوابات الجراح والمآسي . فكم سيطيق الإنسان المضطهد المظلوم صبراً بتلك الدلائل الناطقة الصامتة ؟! إن الأمور إذا اشتدت مسالكها ... فالصبر يفتح منها كل ما رتجا لا تيأسن وإن طالت مطالبه ... إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا وبالمقابل هل كل هؤلاء الطواغيت والجبابرة المجرمين – كطاغية .... – لا يعتبروا بمصير من قبلهم من العتاة وكيف انتهى بهم الأمر في أحط أنواع الذلة والمهانة وأن الجزاء من جنس العمل ؟ حيث فقدوا كل شيء الكرسي والشعب والوطن وأضحوا إما في عداد الغابرين الهالكين أو الفارين اللاجئين . {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }الحج11. فهل كانوا أغبياء بدرجة كافية ؟! هذا ما قد يتصوره البعض ولكن ربما الواقع عكس ذلك . فهؤلاء الطغاة يرون أنفسهم أفهم وأعقل وأدهى الناس ألم تسمع كبيرهم ما يقول : { قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ }غافر29 . والحقيقة الأمر لا يتعلق بقمة الغباء بل قمة الاستدراج من الله ذي العزة والجبروت . قال تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } الأنعام123 . إنه عمى البصيرة والغفلة المركبة وحلول النقمة عليهم من الله . يقول تعالى :{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } الأعراف146. وما تغني عنهم الدلائل والعبر وهم في غيهم يترددون . {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }يونس101. ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين .. |
|