منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 طابون جدتي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

طابون جدتي Empty
مُساهمةموضوع: طابون جدتي   طابون جدتي Emptyالجمعة 14 مارس 2014, 7:13 am

طابون جدتي

طابون جدتي Index114

غدير سالم - الى رائحة الناس والطبيعة ، الى «عطرة»الطابون البلدي ورائحته التي تنبع من كل قرية وحارة وبيت .
..كل ذلك ارتبط بي مع زيارتي الأخيرة الى «فلسطين المحتلة»..والاراضي المقدسة.
..وهناك ، في افياء الشهداء .. جلست بجانب جدتي لأشاهدها وهي تقوم بعمل خبز الطابون ، فتقوم بخبزه بطابون صغير في القرية ، وشاهدت طريقتها الفنية الجميلة في وضع العجينة بالطابون فهي تقوم بشقلبة العجينة بالهواء بطريقة بهلوانية ثم تضعها في الطابون لتصبح خبزاً من الذ ما رأته العين وأشتهته الأنفس .
فخبز الطابون هو من تراث الأمهات والجدات ومن التراث الأصيل الذي طالما تلذذ الكبار والصغار بطعمه ومذاقه الأصيل ، وهو من المظاهر التي لا يزال يحافظ عليها قلة من الناس ، وخاصة من الجيل القديم ، وطريقة صناعته بدائية و طعم خبزه ألذ من الخبز الذي يصنع في الأفران والآلات الحديثة.
فما زالت جدتي تستيقظ في الصباح الباكر ،لتذهب الى الطابون لتجهيز الخبز لتفوح رائحته في الاجواء معلنة بداية نهار جديد .
فتقول جدتي الحاجة «ام اسماعيل»65 عاما ، وهي من القلائل في قرية خاراس بفلسطين ممن يعتمدون بشكل أساسي في حياتهم اليومية على خبز الطابون : «لا زلت أجهز طابوني واعده من أجل أن أخبز العجين فيه كل يوم، ولم أطفئ ناره يوما، ولن أقوم بتجربة غيره مادمت على قيد الحياة».
ورغم المشقة التي تقوم بها جدتي من تحضير الطابون في المساء، ولكن مازالت متعة تجهيزه بادية عليها.
وتضيف: « أقوم بـ»تزبيل» الطابون في كل مساء وذلك بإشعاله وتحضيره بروث الحيوانات والأغصان او الجفت ويبقى ساخنا حتى الصباح من اجل خبز العجين ،ويكون على استعداد دائم لاستقبال بعض نسوة القرية لتحضير العجينة الخاصة بهم في هذا الطابون «
وتكمل حديثها : « طعم خبز الطابون يختلف كثيرا عن أي خبز آخر وتناول الطعام باستخدامه له نكهة خاصة، فخسارة كبيرة أن نفقد هذا التراث «.
ومن جانبه بين جدي «ابو اسماعيل» انه لا يرغب بخبز الافران لانه اعتاد على خبز الطابون حيث يستيقظ باكراً كل يوم ليجد خبز الطابون مع صحن الزيت في انتظاره قبل انطلاقه الى الحقل ، فيجد متعة في تناول خبز الطابون فيقول « للاسف ابنائي وزوجاتهم اعتادواعلى خبز الافران ، على الرغم من انهم يجدون لذة اكبر في خبز الطابون .»
ويضيف ان الطابون يستعمل في شوي اللحم والدجاج والخضار وهذه جميعا لها طعم خاص ومذاق مختلف ونكهة لذيذة تختلف عند طهيه العادي بافران الغاز.

طابون جدتي Index212


وفي حديثي مع جدتي وجدي كانت بجانبهم جارتهم «ام خالد» 60 عاماً فأحبت أن تشاركنا الحديث فقالت اذكر في الماضي أن كل بيت في القرية كان لا يخلو من وجود الطابون به ، أما اليوم فقد اندثر وأصبح هناك قلة قليلة يحتفظون به ،عدا أن هناك من استغنى عنه مقابل الأفران الحديثة أو الخبز الجاهز، يا للخسارة فقد كان الطابون عنوان الجمعة والرفقة الحلوة التي تغيب في هذه الأيام «.
وتصف ام خالد طريقة صنع الطابون قائلة : « كان الطابون رمزا لتراثنا وهويتنا ولخبزه نكهة ومذاق مميز وأطيب من خبز اليوم ، كنت اصنع الطوابين لأهل القرية وكنا نجتمع حول الطابون ونسرد الحكايات ونتحدث عن أخبار الحارة والبلد ، وكنا نستخدمه لطهي الطعام مثل شوي البندورة والكوسا والبطاطا وغيرها».
وتتابع» كنت اصنع الطابون من طين خاص ويخلط مع القش والتبن ثم ينقع لعدة أيام وبعدها أقوم بصناعته تدريجيا وعلى مراحل لمدة ثلاثة أيام ويوضع بالشمس حتى يجف ، وكنا نغطيه بغطاء حديدي له مقبض ، ثم نحفر له حفرة في الأرض بحجمه ويتم دفنه وكنا نضع فيه الحجارة الصغيرة نسميها «الرظف» ليبقى الطابون ساخنا ويعطي منظرا جميلا للرغيف ويحاط بغرفة صغيرة تبنى من الحجارة والطين» .
وشاركتنا الجارة ام هشام ( 75 ) عاما الحديث وقال : «كنا نذهب مرتين في اليوم للطابون مرة في الصباح ومرة في المساء لتزبيله بروث الحيوانات ليبقى جاهزا لكل نساء الحارة لخبز العجين ، فقد كان الطابون مشتركا لاكثر من امرأة «.
عقب حديثي مع أجدادي وجيرانهم تمنيت بشدة أن يعود زمن الطوابين وزمن الجمعات الجميلة التي أخبروني عنها ، فأعتقد أنها كانت أياما رائعة وجميلة يتحسرون عليها ونتمنى أن تعود لنعيش هذه اللحظات الجميلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
طابون جدتي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: تاريخ وحضارة :: من التراث-
انتقل الى: