ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: العناية بالطفل حديث الولادة الإثنين 17 مارس 2014, 9:40 pm | |
| - اقتباس :
العناية بالطفل حديث الولادة اعداد: د. جمال عبدالله باصهي
يحتاج الطفل المولود حديثا لمعاملة وعناية خاصة حتى ينمو بشكل طبيعي وسليم. ومهما قراء الإنسان عن هذه المعاملة فانه لن يستطيع إتقانها أو الإلمام بها إلا من عاش التجربة مرة ومرتين واعني بذلك ألام الخبيرة في تربية الأطفال والتي عادة ما تكون مرجع وسندا للمرأة حديث الأمومة. وفي هذا الموضوع المتواضع اقدم للام حديثة الأمومة بعض المعلومات الطبية المستوحاة من عدد من الكتب الطبية الإنجليزية المعتمدة في صحة الطفل.
كيف تتأكدي أن طفلك يرضع بشكل كافي وكامل؟
هناك عدة طرق تتأكدي بها أن طفلك قد انتهى من رضعته بشكل كامل ومن هذة الطرق.
1. عندما تشعر الأم والطفل بالارتياح الكامل بعد الانتهاء من الرضاعة أما إذا لازالت الأم تحس بوجود احتقان أو ثقل في الثدي فإن الألم مؤشر علي استمرارية الرضاعة.
2. إذا كانت الأم تتبع النظام الصحيح في رضاعة الطفل وذلك كل ساعتين أي حوالي 12 رضعه في اليوم وعلى الأم أن لا تسمح لطفلها بالنوم لفترة طويلة بدون رضاعة
3. إذا كان الطفل ينمو ويزداد وزنة بشكل طبيعي
4. مراقبة عدد مرات التغوط فعادة ما يتغوط الطفل الوليد 2-3 مرات في اليوم.
هل صحيح أن بعض الأمهات لا يوجد بثديهن حليب كافي لرضاعة أطفالهن؟ من النادر جدا أن لا يوجد حليب بثدي الأم كافي لرضاعة طفلها, إلا أنة في بعض الحالات قد يكون كمية الحليب غير كافية لإشباع الطفل وذلك لأسباب متعددة
1. قصر فترة وقلة عدد الرضعات التي يرضعها الطفل
2. الوضع الخاطئ للطفل أثناء الرضاعة
3. طريقة مص الطفل للحلمة أثناء الرضاعة
4. تعرض الأم لنزيف شديد أثناء الولادة
ويختلف الأطفال من حيث عدد مرات الرضاعة في اليوم إلا أن معظم الأطفال تزداد رغبتهم في الرضاعة في الأسابيع الأولى من الرضاعة وهذا يساعد علي منع احتقان اللبن في الثديين والمساعدة علي زيادة كمية اللبن في الثدي ولأن الطفل قد يزداد نومة في الأسابيع الأولى فعلى الأم أن تحرص علي إيقاظة كل ساعتين للرضاعة حيث أنة من الطبيعي أن يتناول الطفل في هذة الفترة 12 رضعة في اليوم تكون أكثر من هذا في الأسابيع الستة الأولى من عمر الطفل, ومن الأفضل أثناء رضاعة الطفل أن يترك الطفل أثناء الرضاعة في أحدى الثديين حتى يسترخى و يرضى ثم يتم تحويله إلي الثدي الأخر وبشكل عام فإن مدة الفترة التي يقضيها في رضاعتة في كل ثدي هي من ثلاثين وحتى أربعين دقيقة وتذكري أن حليب الأم يهضم في أقل من ساعتين لذلك فإن الطفل يحتاج للرضاعة كل ساعتين وهذا يساعد علي إدرار وزيادة اللبن ومنع أحتقانة وقد تقول بعض الأمهات أن حليبها لم يخرج من الثديين حتى اليوم السادس أو السابع من الولادة وهذا عادة ما يكون بسبب تحول اللبن من مرحلة اللباء وهو السائل الأصفر الذي يخرج من الثديين في الأيام الأولى من الولادة وحتى ظهور الحليب الكامل الأبيض الذي يتأخر عند النساء حتى اليوم السادس أو السابع من الولادة, ويعتبر اللباء طعام كامل للطفل رغم أن كميتة تكون قليلة جدا "ملئ معلقة شاي فقط" إلا أن هذا يكون كافيا للطفل.
العناية بجلد الطفل حديث الولادة
يكون جلد الطفل حديث الولادة رقيقا وهشا وتكون صبغة الميلاين قليلة وهي المادة التي تحمى الجلد من أشعة الشمس ويكون أقل مقاومة للبكتريا وعوامل البيئة الأخرى, ويكون جلد الطفل أقل تعرقا وقد يظهر علي جلد الطفل في الأسبوع الأول حالات طبيعية و أخرى مرضية يسهل التعامل معها مثل:
1. طفح الحرارة:
حيث يظهر علي الجلد حبيبات صغيرة ذات لون أحمر وردى وسبب هذة الحالة زيادة الحرارة والرطوبة ويتم علاجها بالإقلال من حرارة الغرفة ورطوبتها وذلك من خلال التهوية, كما يفضل عدم زيادة لبس الطفل
2. حب الشباب الوليدى:
وفية تظهر نقط وردية علي الوجة وسببة بعض هرمونات الأم التي تبقى في المولود فترة قصيرة بعد الولادة وعادة ما تختفي من نفسها بعد الأسبوعين الأولى من الولادة.
3. القبعة الوليدية:
وهي عبارة عن ظهور طبقة دهنية في الرأس نتيجة للإفراز النشط لغدد الطفل الدهنية في فروة الرأس ويتم تنظيفة بالمسح اللطيف باستخدام زيت الأطفال وتركة لعدة دقائق ثم غسله بواسطة شامبو الأطفال باستخدام فرشاة ناعمة للتنظيف.
4. طفح معاطف الوليد:
وهو الطفح الذي قد يظهر في المناطق التي تلتصق فيها الأعضاء مع بعضها مثل الإبط وبين الفخذين وفي الرقبة وخاصة إذا كان الوليد بدينا ويتم التخلص منة باستخدام بودرة الأطفال الناعم أو الكريم
5. الاكزيمات:
وهو مرض يظهر فية بثور حمراء ودهنية ويتم معالجتة بالذهاب إلي الطبيب المختص.
طفلي يبكي لا أدرى لماذا؟؟؟
بكاء الطفل هو الطريقة الوحيدة للتعبير عن حاجة الطفل وشكواه ويكون عادة له تأثير بالغ علي الآباء الذين يحاولون التفاعل بسرعة لمعرفة سبب هذا البكاء. ودعونا نذكركم ببعض الأسباب العامة لبكاء الطفل وإن كان في بعض الأحيان لا يكون هناك سبب سوى رغبة الطفل للفت وشد الانتباة إلية إلا أن هناك أسباب أخرى مثل:
1. الجوع من الأسباب الأولى لبكاء الطفل ولا ينتهي إلا عند أعطاؤة الحليب
2. بكاء الطفل بعد الرضاعة عادة ما يكون بسبب تقلصات البطن
3. قد يكون بكاء الطفل بسبب اتساخ الحفاظ حيث يتوقف البكاء بعد تبديل الحفاظ
4. حرارة الجو الشديدة أو البرودة الشديدة هي أحدى أسباب بكاء الطفل
5. عندما يكون الطفل متعب ويريد أن يترك لينام
6. وجود مشكلة صحية مثل أوجاع البطن "الماغص" حيث يفضل في هذه الحالة استشارة الطبيب
فطريات الفم عند الطفل حديث الولادة:
إذا اشتكت الأم من وجود حرقان وألم وحكة في حلمته الثدي أثناء وبعد الرضاعة وإذا كان يوجد علي لسان الطفل طبقة بيضاء يصعب أزالتها فإن تشخيص المشكلة يكون بسبب فطريات الفم عند الطفل ورغم أن هذة الأصابه بالفطريات ليست بالخطيرة إلا أنها تبقى إذا لم يتم معالجتها علما بأن العلاج يجب أن يكون للطفل والأم لفترة أسبوعين حتى لو اختفت الأعراض مباشرة بعد استخدام العلاج. ويتم وصف العلاج من قبل الطبيب والذي عادة ما يكون كريم النستاتين Nystatin أو الداكترين Daktarin ويتم وضعة علي لسان الطفل وقاع فمه وكذلك علي حلمتي الثدي بالطريقة التالية:
بعد الانتهاء من رضاعة الطفل اغسلي حلمة الثديين بالماء ثم اتركيهم حتى يجفوا ثم ضعي الدواء عليهما وعندما تحين موعد الرضعة الأخرى أغسلى حلمة الثديين بالماء وذلك للتخفيف من عدم امتصاص الطفل للدواء وإن كان ليس في ذلك خطر صحي علي الطفل, كما يجب أن تعتني الأم بنظافة يديها وثيابها وكذلك فراش الطفل وإذا كانت الأم تستعمل شفاط الحليبي يجب عليها تعقيمه "أي الشفاط" كل يوم بوضعه في ماء مغلي لمدة 20 دقيقة. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: العناية بالطفل حديث الولادة الإثنين 17 مارس 2014, 9:41 pm | |
| العناية بالطفل وتربيته عند ابن سينا خصص ابن سينا في الكتاب الأول من كتاب القانون في الطب فصلا خاصا للحديث عن تربية الأطفال وأمراضهم، وقد سماه التعليم الأول في التربية، وقسمه إلى أربعة مقالات. في المقالة الأولى تناول بالحديث عن تدبير المولود منذ أن يولد إلى أن ينهض. في حين أنه بحث في المقالة الثانية عن الإرضاع، وفي ذلك ألح على أن يرضع الطفل لبن أمه ما أمكن فإنه أشبه الأغذية بجوهر ما سلف من غذائه وهو في الرحم. ثم هو تحدث عن موضوع الفطام، وأكد على أن يكون تدريجيا. المقالة الثالثة تتحدث عن بعض أمراض الطفولة وضرورة الوقاية منها. المقالة الرابعة تتناول تدبير الطفل وتربيته حتى سن البلوغ، وفيه يستعرض ابن سينا فصول التربية النفسية للأطفال وفق أحسن الطرق التربوية المعروفة حاليا.
الفصل الأول في تدبير المولود كما يولد إلى أن ينهض:
يشير ابن سينا في هذا الفصل إلى أنه حالما يولد المولود يبادر إلى قطع سرته فوق أربع أصابع، ثم تربط بصوف نقي. ثم ينصح ابن سينا بغسل جسم المولود بماء فاتر. يقول في ذلك: "ثم تغسله بماء فاتر، وتنقي منخريه دائما بأصابع مقلمة الأظفار، وتقطر في عينيه شيئا من الزيت ويدغدغ دبره بالخنصر لينفتح، ويتوقى أن يصيبه برد". وفيما يتعلق بطريقة إلباس الطفل الوليد، يشير ابن سينا إلى نقطة هامة جدا في قضية التقميط Swaddling والتي تعتبر حاليا حجر الزاوية في مجال الوقاية من حدوث خلع الورك الولادي أو معالجته، حيث يجب أن لا يقمط الطفل على نحو مشدود خصوصا بالنسبة للطرفين السفليين إذ يجب أن يتركا بوضعية الثني، وعدم شدهما لأخذ وضعية الاستقامة والتي بدورها تؤهب أو تفاقم حدوث خلع الورك الولادي. يقول ابن سينا: "وإذا أردنا أن نقمطه فيجب أن تبدأ القابلة وتمس أعضاءه بالرفق فتعرّض ما يستعرض وتدق ما يستدق وتشكل كل عضو على أحسن شكله كل ذلك بغمز لطيف بأطراف الأصابع ويتوالى في ذلك معاودات متوالية… ثم تفرش يديه وتلصق ذراعيه بركبتيه". بعد ذلك يصف ابن سينا البيت الملائم للطفل الوليد فيشير إلى أنه يجب أن يكون معتدل الهواء ليس ببارد ولا حار، ويجب أن يكون البيت إلى الظل والظلمة ما هو لا يسطع فيه شعاع غالب، ويجب أن يكون رأس الطفل في مرقده أعلى من سائر جسده، ويحذر أن يلوي مرقده شيئا من عنقه وأطرافه وصلبه. كما يؤكد ابن سينا على إحمامه بالماء المعتدل صيفا وبالمائل إلى الحرارة الغير لاذعة شتاء، كما أن أصلح وقت يغسل ويستحم به هو بعد نومه الأطول، وقد يجوز أن يغسل في اليوم مرتين أو ثلاثة، وأن ينقل بالتدريج إلى ما هو أقرب إلى الفتور إن كان الوقت صيفا، وأما في الشتاء فلا يفارقن به الماء المعتدل الحرارة وإنما يحمم مقدار ما يسخن بدنه. ويجب أن ينشف بخرقة ناعمة ويمسح برفق ويضجع أولا على بطنه ثم على ظهره.
الفصل الثاني في تدبير الإرضاع والنقل:
في مجال إرضاع الطفل الوليد يشير ابن سينا إلى ما يعتبر اليوم أحد أهم أساسيات إرضاع الطفل الوليد، إذ يشير إلى أنه يجب بذل كل المحاولات لأن يرضع الوليد من لبن أمه، حيث أنه، وكما يعلل ابن سينا، أشبه الأغذية بجوهر ما سلف من غذائه وهو في الرحم. ويبين ابن سينا أنه قد صح بالتجربة أن إلقام الطفل حلمة أمه عظيم النفع جدا في دفع ما يؤذيه، كما أنه يفضل أن يلعق الوليد عسلا ثم يرضع. يقول ابن سينا: "من الواجب أن يلزم الطفل شيئين نافعين أيضا لتقوية مزاجه أحدهما التحريك اللطيف والآخر الموسيقى والتلحين الذي جرت به العادة لتنويم الأطفال وبمقدار قبوله". في حالة وجود ما يمنع من تلقي الوليد حليب والدته يبين ابن سينا إلى أنه ينبغي أن يختار له مرضعة تنطبق عليها شروط معينة، بعضها في السن وبعضها في السحنة وبعضها في الأخلاق وبعضها في هيئة ثديها وبعضها في كيفية لبنها وبعضها في مقدار مدة ما بينها وبين وضعها وبعضها من جنس مولودها. أما فيما يتعلق بشرط سنها فيشير ابن سينا أن أفضل سن هو ما بين خمس وعشرين سنة إلى خمس وثلاثين سنة فهو سن الشباب وسن الصحة والكمال. أما شروط سحنتها وتركيبها فيجب أن تكون حسنة اللون قوية العنق والصدر واسعته، عضلانية صلبة اللحم متوسطة في السمن والهزال، لحمانية لا شحمانية. وأما في أخلاقها فأن تكون حسنة الأخلاق محمودتها، بطيئة عن الانفعالات النفسانية الرديئة من الغضب والغم والجبن وغير ذلك فإن جميع ذلك يفسد المزاج. وأما في هيئة ثديها فأن يكون ثديها مكتنزا عظيما وليس مع عظمه بمسترخ، ولا ينبغي أيضا أن يكون فاحش العظم، ويجب أن يكون معتدلا في الصلابة واللين. وأما في كيفية لبنها فأن يكون قوامه معتدلا ومقداره معتدلا ولونه إلى البياض لا كمد ولا أخضر ولا أصفر ولا أحمر، ورائحته طيبة وطعمه إلى الحلاوة لا مرارة فيه ولا ملوحة ولا حموضة، ولا يكون رقيقا سيالا ولا غليظا جدا جبنيا، ولا كثير الرغوة. وقد يجرب قوامه بالتقطير على الظفر فإن سال فهو رقيق، وإن وقف عن الإسالة من الظفر فهو ثخين. بعد هذا يوضح ابن سينا حقيقة لا زال لها أهميته في مسألة إرضاع الوليد؛ وهي مسألة الفطام وهو ما تلح عليه كل المراجع الطبية الحديثة والتي تؤكد أنه لا شيء على الطفل أضر من الفطام المفاجئ، وقد ذكر ابن سينا هذه الحقيقة عندما قال أنه يجب أن يكون الفطام تدريجيا لا دفعة واحدة.
أما فيما يتعلق بنهوض الطفل وتحركه، يقول ابن سينا في ذلك: "فإذا أخذ ينهض ويتحرك فلا ينبغي أن يمكّن من الحركات العنيفة ولا يجوز أن يحمل على المشي أو القعود قبل انبعاثه إليه بالطبع فيصيب ساقيه وصلبه آفة … وينحّى عن وجهه الخشب والسكاكين وما أشبه ذلك مما ينخس أو يقطع".
الفصل الثالث في الأمراض التي تعرض للصبيان وعلاجاتها:
في هذا الفصل يتعرض ابن سينا بالحديث عن بعض الأمراض التي يصاب بها الطفل الوليد مع ذكر علاجاتها. من ذلك تحدث ابن سينا مثلا عن أورام تعرض للرضع في اللثة عند نبات الأسنان، وأورام تعرض لهم في ناحية اللحيين، وهي في الحقيقة ما يعرف اليوم بالتهاب العقد اللمفاوية والذي يحدث في العقد اللمفاوية تحت الفكية. ثم هو يشير إلى علاج ذلك باستخدام بعض الدهون والعسل. ثم يتعرض ابن سينا بالحديث عن إصابة الوليد بما كان يسمى وقتئذ باستطلاق البطن أو ما يسمى حديثا بالإسهال، فهو يبين أنه قد يحدث ذلك عند بزوغ الأسنان، وقد أوضح أن الإصابة الخفيفة لا تحتاج إلى علاج مطلقا، أما في الحالات الشديدة فلا بد من علاجها، وهذا الأمر هو قريب جدا لما يطبق اليوم. وقد وصف لعلاج الإسهال أدوية عديدة أكثرها نباتية مثل بزر الكرفس والكمون وأصل السوسن وغيرها من الأدوية النباتية والتي كانت شائعة الاستعمال قبل عصر الصادات Antibiotics. ثم ذكر أيضا حالات الإمساك التي قد يصاب بها الوليد وذكر له عدة علاجات. وفي حالة إصابة الوليد بالكزاز ينصح ابن سينا هنا باستخدام دهن البنفسج وحده أو مضروبا بشيء من الشمع المصفى، أما إذا ترافق الكزاز بسعال وزكام فيعالج بتلطيخ اللسان بالعسل ثم يغمز على أصل لسان الوليد ليتقيأ بلغما كثيرا فيتعافى.
ويشير ابن سينا إلى أنه قد يصاب الطفل الوليد بسوء التنفس وهو ما يسمى اليوم بمرض الربو أو متلازمة الكرب التنفسي Respiratory distress syndrome، ويصف لذلك علاجات مختلفة كبزر الكتان والعسل. أما إذا أصيب بالقلاع Aphthus، فيعالج بالبنفسج المسحوق وحده أو مخلوطا بورد وقليل زعفران أو بالخرنوب وحده. أما الإصابة بسيلان الأذن فينصح باستخدام صوفة مغموسة بشراب العفص مع الزعفران.
في هذا الفصل يذكر ابن سينا أيضا أنه قد يصاب الأطفال في هذا السن بالماء في الرأس وهو ما يعرف حاليا باستسقاء الرأس Hydrocephalus وسلاق الأجفان والحميات، ويذكر عدة علاجات لها. ثم يتعرض بالحديث لوصف حالة المغص والتي تعتبر حاليا من أكثر الشكايات شيوعا عند الأطفال الوليدين، يقول في ذلك: "وربما عرض لهم مغص فيلتوون ويبكون فيجب أن يكمد البطن بالماء الحار والدهن الكثير الحار بالشمع اليسير". بعد ذلك يتحدث ابن سينا عن إصابة الأطفال بمرض الجدري، إلا أنه لم يذكره بهذا الاسم، بل وصفه بأنه مرض يتظاهر بشكل بثور سوداء تظهر في البدن وقال عنه إنه مرض قتال. وقد أشار أيضا إلى أن كثرة البكاء عند الأطفال قد تسبب نتو السرة أو الفتوق، ونصح لعلاجها باستخدام المواد القابضة. أما الفواق فنصح باستخدام جوز الهند مع السكر، والقيء المبرح باستخدام القرنفل.
في نهاية هذا الفصل يشير ابن سينا إلى إمكانية أن يتعرض الصبي لأحلام تفزعه في نومه، ويعزوه لفساد الطعام في المعدة، ويعالجه بإلعاقه العسل. أما خروج المقعدة أو ما يسمى حاليا بهبوط الشرج Rectal prolapse فينصح لعلاجه باستخدام مغاطس مكونة من قشور الرمان والآس الرطب وجفت البلوط والورد اليابس والشب اليماني والعفص.
الفصل الرابع في تدبير الأطفال إذا انتقلوا إلى سن الصبا:
هذا الفصل يتعامل مع التكوين الخلقي والسلوكي للطفل، وفيه أيضا يستعرض فصول التربية النفسية للأطفال على أحسن الطرق التربوية. يؤكد ابن سينا في هذا الفصل على ضرورة مراعاة نفسية الطفل بحيث لا يصيبه غضب شديد أو خوف شديد أو غم أو سهر، ويبين أن في ذلك منفعتان؛ أولاهما في نفسه بأن ينشأ من الطفولة حسن الأخلاق ويصير ذلك له ملكة لازمة، والثانية لبدنه فإنه كما أن الأخلاق الرديئة تابعة لأنواع سوء المزاج فكذلك إذا انحرفت عن العادة استتبعت سوء المزاج المناسب لها، ففي تعديل الأخلاق حفظ الصحة للنفس والبدن جميعا. ثم يحدد ابن سينا أوقات حمام الطفل ولعبه فيقول: "وإذا انتبه الصبي من نومه فالأحرى أن يستحم ثم يخلى بينه وبين اللعب ساعة، ثم يطعم شيئا يسيرا ثم يطلق له اللعب الأطول ثم يستحم ثم يغذى، ويجتنبون ما أمكن شرب الماء على الطعام".
عندما يبلغ الطفل ست سنين يرى ابن سينا أن ذلك هو الوقت المناسب لتأديب الطفل وتعليمه، ويرى أيضا أنه يجب أن يدرّج في ذلك، ولا يحكم عليه بملازمة الكتاب كرة واحدة، وفي هذا السن أيضا ينقص من إحمامهم ويزاد في تعبهم قبل الطعام.
بالرغم من تخصيص ابن سينا هذه الفصول الأربعة للحديث عن تربية الأطفال وتدبيرهم، فإننا كثيرا ما نتلمس في باقي أجزاء كتاب القانون بعض النصائح النفيسة والإرشادات الهامة لعلاج بعض الحالات المستعصية كما هو الحال في حالة علاج التبوال الليلي في الفراش، حيث يركز فيه على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الحالة النفسية للطفل المصاب.
الأرجوزة في الطب:
ينسب لابن سينا عدة أراجيز في الطب، أشهرها الألفية، علما أن عدد أبياتها يتراوح بين 1326 – 1334. وتعتبر هذه الأرجوزة مختصرا لكتاب القانون في الطب، يسهل على طلاب الطب قراءتها وحفظها.
وقد وضعت عدة شروحات لهذه الأرجوزة، أشهرها التي وضعها العالم الفيلسوف ابن رشد والذي توفي سنة 595 هـ – 1198 م. وترجمت هذه الأرجوزة إلى اللغتين اللاتينية والعبرية.
قسّم ابن سينا أرجوزته إلى قسمين؛ الأول نظري، والثاني عملي. وابتدأ الأرجوزة بتعريفه للطب قائلا:
من ســبب في بدن منذ عرض الطـب حفظ صحة برء مرض
كما أن هناك أرجوزة ثانية يتراوح عدد أبياتها بين 118 – 146 بيتا، تحدث فيها عن حفظ الصحة في الفصول الأربعة، ومطلعها:
ولم يزل بالله مستــــــعينا اسمع صحيح الطب بالإســـناد
يقول راجي ربه ابن ســــينا يا ســائلي عن صحة الأجساد
في القسم العملي من الأرجوزة الأولى تحدث ابن سينا عن تدبير الطفل في مراحل نموه المختلفة:
أولا- في بطن أمه:
كي لا يُصيبَ آفةً في جسمه كي لا ترى الفسادَ في شهوتها ذاك الذي يكون منه الطفـــل بل بالبرود والتطافي اقصدهـــا بل بتلطف لـــه عامـلها
الطفـل يحفـظ ببطـن أمــــه فاحتط على الحامل في معدتها ويُصلَحُ الـــدمُ ويُنْقــَى الفضْلُ إن هاجها الدمُ فلا تَفْصِدْها أو هــاجها خلط فلا تُسهلها
ثانيا- في تدبير المخاض:
فشُب أمورَ وضْغِها بسهلها وما يلي الحملَ من الأقطار ولا يكون عند وضع تعبُ وأحسِها من مرق دهين أو روعةً أو صرخةً أو ضربهْ طبيخ تمر فيه ماء حُلبةِ تمد رجليها بغير حَنّهْ عاصرة لبطنها بحكمه فأسقها أقرِصةً من كهربا فأسقها أقرصةً من مرّ فاستعملِ التبخير بالمحلل ومثـلِ كبريت ومثـل حنظلِ
فإن دنا وقتٌ لوضع حملها الدلكُ في الحمام للأخصار بالدُهن كيما يستلين العصبُ واجعل غذاءها من السمين واحذر عليها صيحةً أو وثبهْ وأسقِها في وضعها من شِدةِ واجعل لها قابلةً ذي فطنهْ ثم إذا تُقيمها بمرّه إن سال منها زائد من الدما أو لم يَسِلْ منها دم من ضُرّ وإن مشيمةً بها لم تنزلِ كالمرّ والقطران أو كـــالأبهلِ
ثالثا- في اختيار الظئر (المرضع):
في سنّها من متوسطاتِ مزاجها يقرب من معتدل نقيةِ الرأس مع العينين صحيحةِ الأعضاء والمفاصل في رقة وليس بالكثيف لا منتنٌ متصلٌ إذْ يسكبُ والسـمكِ الرَطْب مع السمين
واختر له المرضع من فتاةِ لحمية ليس بها من رَهَلِ جسيمة عظيمةِ الثديين سالمة من كل ضرّ داخِلِ ذاتِ لِبان ليس باللطيف أبيضُ لون حلوُ طعم طيبُ وغـذّهـا بالحلو والدهين
رابعا- في تدبير الطفل في حضانته: حتى ترى صلابةً في جلده ووسّط الشدَّ على قماطه ولا تمانعه زمانا فيحمْ يمنعه المنام أو يؤرقهْ مهدا وطيئا يُرِه الظلاما إن منع الضُرّ من المنام كيما يرى النجوم والسماء لكي تُغريه على الإبصار كيما تغريه على التكليم وامسح به لسانه وادلكه وكَندر وخِلّة في فيه من سدّة في الأنف أو تُصفيه وصوتِه ومطلقٌ أنفاسه حتى تراه يفعةً قد اعتلا فــلا تُقابلـه لـه بجـذبِ
أُدهنه بالقابضِ عند شدّه وحمّهُ تُنْظِفْهُ من أخلاطه ولا تُرضّعه كثيرا يُتّخمْ ولا تعامله بشيء يقلقهْ ألزمه إن أردت أن يناما وامزج له الخشخاش بالطعام ألزمه في يقظته الضياء أكثر له الألوان بالنهار ناغيه بالأصوات في تعليم ألْعِقه من عسل أو حنّكه واجعل قليل ربَّ سوس فيه واسعطه من هذا لكي تشفيه لأن هذا مصلحٌ إحساسِه وامنعه أن يُفصد أو أن يُسهلا وما اعتــرى من ورم أو حَبّ
آراء ابن سينا في التربية:
لقد أسهم ابن سينا من خلال كتابه السياسة في وضع قواعد التربية الإسلامية، وله في ذلك آراء فلسفية وتربوية هامة يجب عدم إغفالها. يقول في ذلك: "ينبغي البدء بتعلم القرآن بمجرد تهيؤ الطفل للتلقين جسميا وعقليا، وفي الوقت نفسه يتعلم حروف الهجاء ويلقن معالم الدين، ثم يروي الصبي الشعر مبتدأ بالرجز ثم بالقصيدة، لأن رواية الرجز وحفظه أيسر إذ أن بيوته أصغر ووزنه أخف، على أن يختار من الشعر ما قيل في فضل الأدب ومدح العلم وذم الجهل وما حث على بر الوالدين واصطناع المعروف وإكرام الضيف. فإذا فرغ الصبي من حفظ القرآن وألمّ بأصول اللغة ينظر عند ذلك في توجبهه إلى ما يلائم طبيعته واستعداده". أي أنه بعد أن يفرغ الصبي من تعلم القرآن وحفظ أصول اللغة ينظر بعد ذلك إلى ما يراد أن تكون صناعته ويوجه إليها، على أن يعلم مربي الصبي أن ليس كل صناعة يرومها الصبي ممكنة له مواتية، بل ينظر إلى ما يشاكل طبعه وما يناسبه. فإن أراد الكتابة مثلا أضاف إلى دراسة اللغة دراسة الرسائل والخطب ومناقلات الناس ومحاوراتهم وما شابهها.
إن هذا المبدأ التخصصي والذي نصح به ابن سينا بعد الثقافة الخلقية والدينية هو نفس ما ينادى به اليوم في التربية الحديثة حيث يجب الأخذ بعين الاعتبار ميول الطفل وتوجهاته لكي يكون مبدعا في دراسته ومتوفقا في مهنته المستقبلية.
ومن جهة أخرى فقد وجه ابن سينا الأنظار إلى الصفات السلوكية والخلقية التي على المدرس أن يتمتع بها إذ أنه يجب أن يكون قدوة حسنة لمن يعلمهم. يقول ابن سينا: "ينبغي أن يكون مؤدب الصبي عاقلا ذا دين، بصيرا برياضة الأخلاق، حاذقا بتخريج الصبيان، وقورا رزينا غير كزّ ولا جامد، حلوا لبيبا ذا مروءة ونظافة ونزاهة". ولم ينس ابن سينا التنبيه إلى ضرورة النظر إلى أقران الصبي، إذ أنه كثيرا ما يتعلم منهم، لذلك فهو يرى أن يحاط الصبي مع من هم حسنة آدابهم، مرضية عاداتهم كما قال لأن الصبي عن الصبي ألقن، وهو عنه آخذ وبه آنس. ثم يقول: "والمحادثة تفيد انشراح العقل، وتحل منعقد الفهم، لأن كل واحد من أولئك إنما يتحدث بأعذب ما رأى وأغرب ما سمع فتكون غرابة الحديث سببا للتعجب منه وسببا لحفظه وداعيا إلى التحدث، ثم إنهم يتوافقون ويتعارضون ويتقارضون الحقوق، كل ذلك من أسباب المباراة والمباهاة والمساجلة والمحاكاة، وفي ذلك تهذيب لأخلاقهم وتحريك لهممهم وتمرين لعاداتهم".
أما فيما يتعلق بعقاب الطفل إذا ارتكب خطأ ما، فقد اعتبر ابن سينا العقاب ضرورة تربوية يلجأ إليها في بعض الحالات، وبهذا يكون ابن سينا قد سبق أحدث الآراء التربوية الحديثة والتي تقر مبدأ العقاب في بعض الحالات الملحة. يقول ابن سينا: "إنه من الضروري البدء بتهذيب الطفل وتعويده الخصال من النظام قبل أن ترسخ فيه العادات المذمومة التي يصعب إزالتها إذا ما تمكنت في نفس الطفل. أما إذا اقتضت الضرورة الالتجاء إلى العقاب، فإنه ينبغي مراعاة منتهى الحيطة والحذر، فلا يؤخذ الوليد أولا بالعنف، وإنما بالتلطف ثم تمزج الرغبة بالرهبة، وتارة يستخدم العبوس أو ما يستدعه التأنيب، وتارة يكون المديح والتشجيع أجدى من التأنيب وذلك وفق كل حالة. ولكن إذا أصبح من الضروري الالتجاء إلى الضرب، ينبغي أن لا يتردد المربي على أن تكون الضربات الأولى موجعة، فإن الصبي يعد الضربات كلها هينة، وينظر إلى العقاب نظرة استخفاف، ولكن الالتجاء إلى الضرب لا يكون إلا بعد التهديد والوعيد وتوسط الشفعاء لإحداث الأثر المطلوب".
الخاتمة:
لاشك أن تربية الطفل والعناية به صحيا ونفسيا كانت من المواضيع التي اهتم بها العلماء والمربون العرب المسلمون الأوائل، ولعل ابن سينا هو أحد أولئك الذين أفاضوا في الحديث عن العناية بالطفل في مراحل نموه المختلفة بدءا بالحياة الجنينية وحتى بلوغه سن الرشد، وهذا ما بدا واضحا وجليا سيما في كتابه القانون في الطب. ولقد حظيت آراؤه في هذا المجال عناية خاصة لدى الكثير من علماء الشرق والغرب ولقرون عديدة. فحري بنا ونحن نحتفل بدخول القرن الواحد والعشرين أن نقف على أهم إنجازات ومساهمات العلماء العرب المسلمين، وأن نعيد دراسة وتحقيق ما كتبوه في هذا المجال من أجل تقييمه وتحليله وفق المعطيات العلمية العصرية الحديثة.
المصادر والمراجع:
- ابن سينا، الحسين بن علي. القانون في الطب، دار صادر، بيروت، ثلاثة أجزاء.
- الأنطاكي، داود بن عمر. تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب، 1952م، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، جزآن.
- البابا، د. محمد زهير. من مؤلفات ابن سينا الطبية، منشورات جامعة حلب، 1984.
- الحاج قاسم محمد، د. محمود. تاريخ طب الأطفال عند العرب، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1978.
- حسين، د.محمد كامل. الطب عند العرب والمسلمين تاريخ ومساهمات، 1987، ط1، الدار السعودية للنشر والتوزيع، السعودية.
- خير الله، د.أمين أسعد، الطب العربي، 1946م، المطبعة الأميركانية، بيروت.
- الرازي، أبو بكر. الحاوي، 1962م، ط1، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، الدكن، الهند، ثلاثون جزءاً.
- الشطي، د.أحمد شوكت. تاريخ الطب وآدابه وأعلامه، 1982، مديرية الكتب والمطبوعات بجامعة حلب.
- عيسى، د.أحمد. معجم الأطباء، 1982م، ط2، دار الرائد العربي، بيروت. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: العناية بالطفل حديث الولادة الإثنين 17 مارس 2014, 9:42 pm | |
| |
|