منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 بر الأم.. عيد دائم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75858
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

بر الأم.. عيد دائم Empty
مُساهمةموضوع: بر الأم.. عيد دائم   بر الأم.. عيد دائم Emptyالجمعة 21 مارس 2014, 7:41 am



بر الأم.. عيد دائم


}.. وصاحبهما في الدنيا معروفاً..{

يجد من يتأمّل مقولة المحبّة في القرآن الكريم وما يتفرّع من معانيها كالخِليّة والمودّة وغيرها، أنّها تقف على قمّة المعاني الفرعيّة في العلاقة ما بين العبد أو القوم وما بين الله الواحد الأحد (قل إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) (آل عمران، 32). واتفق حديث الرسول النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم مع هذه المقولة فقال: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحبّ إليه من نفسه» (صحيح البخاري باب الإيمان). فإذا كانت هذه المحبّة هي أعلى وأغلى من محبّة الإنسان لنفسه فإنّ كلّ علاقة دونها لا توصف بالمحبّة وإنّما بما يتفرع عن المحبّة أو ما يُشتقّ منها.

لقد جاء تعبير الولاية والخِلّية والود في آيات كثيرة في العلاقة ما بين العبد وربه. لقد أكدت الآية الكريمة منزلة خليل الله ابراهيم عليه السلام فجاء فيها (واتخذ الله إبراهيم خليلا) (النساء 125)، وكان للولايّة والخليّة نصيب في العلاقة الإنسانيّة بعضها مع بعض (إن الله ولىّ الذين أمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) (البقرة 257)، وفي الولاية ما ورد في الآية الكريمة (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض..) (التوبة 71)، وفي الخليّة بين النّاس (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلاّ المتقين) (الزخرف 67). وفي الود ما جاء في الآية الكريمة بين الزوج وزوجه (وجعلنا بينهم مودة ورحمة..) (الروم 21).

بناء على ما تقدّم ؛ فإنّ سياق الآيات القرآنية الكريمة تبيّن أن اختصاص المحبّة في علاقة العبيد بربهم هي فريدة، حتى عندما وردت الوصيّة بالوالدين فلم يكره الله الولد على محبّة والديه أو يفرضها عليه وما فرضه هو الإحسان والتعامل بالمعروف ؛ بخاصة أن الله سبحانه وتعالى ربط منّة الحمل والتربية وشكر الوالدين بالشكر للحنان المنان (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) (لقمان 14) ؛ قد يحدث شقاق بين الولد وبين والديه ؛ ومن المحتمل أن يؤدي إلى كراهيّة عابرة أو دائمة لكنّ هذه الكراهيّة يجب أن لا تؤثر على علاقة الولد بوالديه فتقف حاجزاً دون الإحسان إليهما أو رعايتهما أو معاملتهما بالمعروف أو طاعتهما فيما يقولون ويريدون إلاّ إذا أمرا بشرك بالله أو معصية في الله (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إليّ ثم إليّ مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون) (لقمان 15)، وكاد كره الوالدين لفلّذة أكبادهم أن يكون غريباً عجيباً، والأفضل أن يجاهد الأبناء في أن يكونوا قرّة أعين لوالديهم بغض النظر عمّا في قلوبهم من حقد وكراهيّة لهما لأسباب كثيرة وظروف خارجيّة وداخليّة قد لا يعلمها الأبناء ذاتهم ؛ لذلك لم يجعل الله العلاقة بين الأولاد وأوليائهم قائمة على العاطفة الإنسانيّة وإنّما على المبدأ الأخلاقي المنبثق من المبادئ الدينيّة وهذا رحمة الله بعباده ؛ ومن العدل ألاّ يقف كره الوالدين حاجزاً دون برّهما ؛ فالبرّ من تقوى الله، ولقد أكدت الآيات الكريمة مقولة العدل وما يتفرع عنها من معاني تشمل العام والخاص (ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى) (المائده Cool.

ليس للإيمان فترة زمنيّة محدّده ولا وقت مؤقت، وإنّما الإيمان مفتوح وهو خارج الزمان بمعنى أنّه يتخطى كل زمان في الوجود وخارج الوجود ؛ وإذا لم يكن كذلك فإنه يفتقد عنصره الأساسيّ، ذلك أنّ الإيمان هو إيمان بإله واحد أحد أزليّ أبديّ، وشرط الإيمان القويّ أن يؤمن العبد بالغيب ذلك أن هذا الواحد الأحد هو عالم الغيب والشهادة لا إله إلاّ هو.

فعندما أمر الله ألاّ نعبد سواه وبالوالدين إحسانا معنى ذلك أن العلاقة بين الإيمان والإحسان والمعروف والطاعة للوالدين هي أساسيّة مستمرّة في كل وقت، فلا وقت محددا لها وهي على مرّ الزمان تتبع الإيمان وتستمر بإستمرار حياة الأبناء ؛ لذلك لم يحدد وقت الإحسان والمعروف والطاعة بساعه واحده أو يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة. وإنّما الإيمان والإحسان للوالديّن ما دام العبد حيّاً فهو مفتوح إلى يوم الدين ؛ عيد الأم ليس يوماً واحداً في كل سنة وإنما هو برٌ وطاعة الوالدين على مدار العام بله على مدار الحياة.

تعلمنا الآيات الكريمة أحسن الدعاء فيما يقرّ أعيننا ويفرحنا (..ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين واجعلنا للمتقين إماماً) (الفرقان 74). ويبين الله العليم الحكيم ضرورة قرب الأبناء من الوالداين من أجل أن يتمتع الوالدان بالإطمئنان عليهما، ورؤيتهما بإستمرار ؛ فإذا ابتعدوا عنهما تتحول اللهفة إلى حسرة ؛ ومن هنا جاء الظلم بتعيين عيد الأم في يوم واحد في السنة ليحتفل بها أولادها كما حدث في مجتمعات كثيرة فلا يرى الولد والديه أو أحدهما إلاّ في السنة أو في السنتين، إن رغبة الوالدين في بقاء أولادهم بجانبهم أمام أعينهم هو غريزة فطريّة لا تقاوم، وكان في ردّ موسى لأمّه الملهوفة إعجاز يتحدىّ الإحتمالات العلميّة وآفاق العقل البشري كما قال الله سبحانه وتعالى: (..فرجعناك إلى أمك كي تقرّ عينها ولا تحزن..) (طه آية 40).

لقد جاء الرسل والأنبياء إلى النّاس برسالة التوحيد وآخرهم كان الرسول النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم الذي أُنزل عليه القرآن الكريم فجاء برسالة التوحيد. فسبحان من أوصى بالوالدين وجعل لهما هذه المنزلة الكريمة الغالية حين ربط الإحسان إليهما بوحدانيّة الله.

}وقضى ربك ألا تعبدو إلاّ إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً{ (الإسراء 23).






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75858
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

بر الأم.. عيد دائم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بر الأم.. عيد دائم   بر الأم.. عيد دائم Emptyالجمعة 21 مارس 2014, 7:43 am

الأم .. بحر من الحنان








بر الأم.. عيد دائم 2ed38b1bde6ed27324c537f68282ee25




وليد سليمان



ان تكون الأنثى أماً ..إنه لأمر عظيم جداً .. لأنها سوف تخوض آلاف المعارك الحياتية من عناء وتعب وصبر وتحديات هائلة .. إنه قدرها الصعب والجميل .. فهذا الكائن والمجاهد الأكبر « الأم « هي المربي والمعلم الأول للإنسان ولكل الأجيال لتنمية الأسر والمجتمعات والحضارة الإنسانية .

ومن أجل هذا، كانت الأم وما زالت، في مقدمة الموضوعات التي عالجها الإبداع العالمي المتعدد الأشكال، منذ امتلك الإنسان وسيلة التعبير الأولى عن عواطفه وهواجسه ، وما زال يُكرّس مساحة واسعة من إبداعاته لها، وهذه الحالة باقية ومستمرة، في كل أجناس التعبير الراقي، طالما بقيت الحياة، وبقيت المرأة محركها الأول.

وتظل الأم من أعظم الرموز الانسانية التي تناولتها كل أنواع الفنون والثقافات والاديان في حياتنا الممتدة عبر تاريخ وجود الانسان وحتى يومنا هذا ولآخر الزمان .



القرآن والسنة 

لقد جعل القرآن الإحسان الى الأم من أعلى مراتب الطاعة والعبادة. فهل فوق هذا التكريم الإلهي من تكريم؟ فالإحسان إلى الوالدين قرين عبادة الله عز وجل. ثم في التعامل الحياتي معهما.. ويحرم على الأولاد أي نوع من الإهمال وعدم القيام بالواجب نحوهما. فلا بد من خفض الجناح، وحفظ اللسان، والتحكم بتعبيرات الوجه من أن يوحي بشيء من عدم الرضا في أي موقف من المواقف معهما . 

وجعل النبي صلى الله عليه وسلم حق الأم مقدماَ على الحقوق كافة، « بُّرها مقدم على الجهاد» .

وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الذهاب مع المجاهدين في سبيل الله ، فكان أول ما سأله النبي صلى الله عليه وسلم: «هل لك أم ؟» قال الرجل: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: إلزمها.

وقال لآخر - وقد جاء مستأذناً النبي في الجهاد - أحيٌّ والداك؟ قال: نعم. قال النبي: ففيهما جاهد.

الجنة تحت قدميها

وهذا معناه أن برها وطاعتها والإحسان إليها تسلك بصاحبها - دون شك - في عداد المتقين الذين وعدهم ربهم جنات النعيم.

بروا آباءكم تبُّركم أبناؤكم: سنة إلهية ثابته. لأن الجزاء من جنس العمل، يوفَّى للبارِّ أجره، وينال العاق جزاء عقوقه.

فمن برّ أمه وأباه رزقه الله ذرية طيبة صالحة تبرُّه وترعاه. ومن عق وجد أثر ذلك في أخلاق ذريته. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «كل الذنوب يؤجل الله ما شاء منها إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات » .

في الشعر العربي

الشاعر حافظ ابراهيم ألقى قديماً في حفل افتتاح مدرسة للبنات في مصر عام 1910؛ قصيدة منها 

الأم مدرسة إذا أعددتَها

أعددتَ شعبًا طيِّبَ الأعراقِ

الأم روضٌ إن تعهَّده الحيا

بالرِّيِّ أورق أيَّما إيراقِ

وقد حفظ لنا تراثنا الشعري كثيرا من القصائد والمقطوعات والأبيات حيث رصد شعراء عديدون مشاعر الأمومة وعبَّر بعضهم عن ألمه وحزنه لفراق الأم سواء بالاغتراب عنها أو برحيلها.

في طليعة هؤلاء يأتي أبو الطيب المتنبي الذي قال :

أحنُّ إلى الكأس التي شربتْ بها 

وأهوى لمثواها التراب وما ضمَّا

بكيت عليها خيفة في حياتها

وذاق كلانا ثكل صاحبهِ قدما

و قلب الشاعر نزار قباني يتشوق لأمه وهو يعمل في اسبانيا ليقول آنذاك:

صباح الخير.. يا حلوة 

مضى عامان يا أمي 

على الولد الذي أبحر 

برحلته الخرافية 

مضى عامان يا أمي..

ولم أعثر

على امرأةٍ تمشط

شعري الأشقر 

وتكسوني إذا أعرى..

وتنشلني إذا أعثر

وعلى وتر الحنين العذب يأتي صوت محمود درويش في قصيدته الرائعة «إلى أمي» :

أحن إلى خبز أمي 

وقهوة أمي 

ولمسة أمي 

وتكبر فيّ الطفولة

يوما على صدر يومِ

وأعشق عمري لأني 

إذا متُّ 

أخجل من دمع أمي.

.. وهاهي شاعرتنا الاردنية أمينة العدوان نقرأ لها في ديوانها الشعري والمسمى بِ ( أمي ) عشرات القصائد القصيرة من مثل: 

العالم بكل حدائقه الجميلة

من دون أمي

لا يعني لي شيئاً 

أمي هي الحديقة .

إنها الأمينة دائماً في هذا العشق الأمومي .. ولماذا هذا الوله العظيم للأم !!و لا ندري سوى إننا نحب أمهاتنا كأكثر إنسان في هذه الدنيا .. إنها فطرة المحبة .. لأن أرواحنا مُزجت من روح الأم التي أبصرت وسمعت وابتسمت ولثغت بحروف الحياة الأولى .



أمهات السينما 

وفي معظم الافلام السينمائية المصرية لا بد من وجود الأم الحنونة عل أبنائها.. ومن أشهر الممثلات اللواتي قمن بهذه الأدوار لا زلت أذكر و بتأثر الممثلة فردوس محمد التي قامت بدور زبيبة أم عنتر بن شداد ، حيث كانت كلماتها التي تمزق أنياط القلب ( قتلوك يا ولدي .. قتلوك يا ولدي )عندما وصلها الخبر الكاذب بأن ابنها عنتر قد مات في الصحاري المهلكة . وفردوس محمد تُعتبر أهم و أشهر أم في السينما المصرية والعربية ، وهناك الممثلة أمينة رزق الشهيرة بأدوار الأم كذلك في أفلام كثيرة منها « كلهم أولادي « و « بداية ونهاية «والتي التصقت بها أدوار الأم نحو «70 « سنة .

وهناك أيضاً من الفنانات اللواتي عُرفن وأبدعن بتمثيل أدوار الأم ومنهن مثلاً : عزيزة حلمي ، ناهد سمير ، ماري منيب، ثريا فخري ، زوزو ماضي ـ بأدوار الأم الارستقراطية - ، شريفة فاضل ، شادية ، وكريمة مختار ، وآمال زايد....الخ .

ومن بعد هاتين طابور طويل من الممثلات يقفن على درجات متقاربة من حيث عدد الأدوار ومن حيث طبيعة الدور أمثال «زوزو نبيل وميمي شكيب وعلوية جميل و.... و....» حتى نصل إلى فاتن حمامة التي كانت «ابنة» تحيا في كنف أمينة رزق أو فردوس محمد، ثم أصبحت عبر التطور الطبيعي للزمن «أماً» في أفلام عدة منها «أمبراطورية ميم» و «يوم مر ويوم حلو» و«أرض الأحلام».. وغيرها. ثم سنصل بعد ذلك إلى يسرا التي كانت في بداياتها ابنة مدللة لأمهات كثيرات على رأسهن «أمينة رزق» لتكون الأم في عصر أحدث تعاني مما عانته أمهاتها السابقات من صراع بين رغباتها الشخصية كأنثى وبين دورها كأم، وهو ما تجلى مثلا في فيلم «العاصفة». وهكذا سيظل دور «الأم» عنوانا رئيسا في موضوعات الأفلام المصرية، بل وستظل الممثلات المصريات يرتقين إليه طالما بقيت كل منهن تحرص على التواجد في حلبة التمثيل. 



أحن إلى خبز أمي 

وقهوة أمي 

ولمسة أمي 

وتكبر فيّ الطفولة

يوما على صدر يومِ

وأعشق عمري لأني 

إذا متُّ 

أخجل من دمع أمي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75858
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

بر الأم.. عيد دائم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بر الأم.. عيد دائم   بر الأم.. عيد دائم Emptyالجمعة 21 مارس 2014, 7:43 am

إلى الأم في عيدها


ياسين الجيلاني

أيتها الأم الغالية.. أنتِ جوهر، كقطعة ألماس، لها وزن وثمن لا يقدر.. ربُ العرش العظيم، جعلك الرحم الأول في الوجود، بما هو موجود.. فأنتِ نور عيوني، والحب اللامتناهي في قلبي، لا بل الحب كله.. وأنتِ الوفاء والعطاء والتضحية.. عانقيني واهمسي في أذني بعض أسرارك، املئي حواسي وكياني من نفحاتكِ ونسماتك، إفتحي أمامي أعماق روحك الطاهرة، ضميني على صدر عواطفك، يسّري إلي بعض ما فيك من قوة وعز وعظمة وجلال.
أمي.. كان المضمون الوجداني للأمومة مصدر إلهام الكتّاب والشعراء والفنانين والقصاصين منذ القدم. وفي عصرنا يكرس أطباء النفس وعلماء الإجتماع والتربية، قدراً كبيراً من جهودهم العلمية لاستقصاء العلاقة بين الأم والطفل، وآثارها الدقيقة في بناء شخصية البالغ، وفي توجيه دوافعه وأفعاله.
لقد خصك الخالق -سبحانه- بعاطفة الأمومة والحنان، جعلك تباشرين مهمة مسؤولة، لعلها أكبر مسؤولية يتعهدها بشر، وجعلك تتقبلين الإنسان الذي أودعه الله أمانة في أحشائك - أن تنجبي كائناً حياً جديداً إلى هذا العالم.. طفلاً يحرك فيك وجداناً ينبعث من أعمق طبقات طبيعتك الأنثوية، مهما كانت صفاته أو معوقاته. يمثل الوعد بتجديد الحياة، بالخلود، بتواصل الخلق.. ومن حكمته - جلت قدرته - أن جعل حُبكِ للطفل لايرتبط بمرحلة الوضع والرضاعة فحسب، وإنما يظل مرتبطاً بكِ، حتى بعد أن يكبر ويشب ويستقل.
ما أروعك أيتها الأم.. فبعد الإنجاب، تصبحين المحور الذي يفهم، دون أن يدين، ودون أن يتسلط. القيادة التي تتيح لكل فرد في الأسرة، أن يحقق ذاته، متفاعلاً مع الآخرين، الحب المتجاوب الذي يوقظ أعمق معاني الحياة بين أفراد الأسرة المتجاوبين.
في عيد الأم.. قد يتساءلون: هل من حق الأم أن تتوقع من أبنائها حباً ومعروفاً نظير صنيعها في إنجابهم وتربيتهم فنقول نعم، أن الأم - كل أم - تفرح وتسعد حين يعود الأبناء، الذين كبروا واستقلوا في بيوتهم وتزوجوا.. يعودون إلى حضنها الدافئ، من شتى بقاع الأرض، ليستأنسوا بها أو يطمئنوا بوجودها وإرشاداتها ودعواتها، رغم ما يعانون من قسوة الحياة والغربة.. يحدوهم الحنين إلى بيتها، محملين بالهدايا والعطايا، عرفاناً ووفاءً وتقديراً، فتتسع دائرة الأسرة بهم، يتضاعف سرور الأم بعودتهم، وبنعمة اللقاء مع أطفالهم وأحفادهم.
لِمَ لا؛ وأنتِ أيتها الأم ترفعين يديك في كل صلاة إلى السماء، ضارعة، ملؤها الرجاء، أن يحفظ الله أولادك وبناتك، يصونهم من عثرات الزمن، ويخفف عنهم غمرات اللوعة والشوق.. تتوسلين إليه بأن يستجيب لدعائك.
أيتها الأم الحبيبة.. ما أحوجنا على الدوام إليكِ، لما يشد أزرنا، ويصلب عودنا، ويجعلنا أكثر قدرة على مواجهة أعباء الحياة الصعبة.. وأنه مهما أجزلتِ لي من خير، أو أنزلتِ عليّ من عقاب، فما أزال أحبك، ومهما علوتُ في مدارج الحياة أو هبطتُ، فلا أزال أخلص لكِ، أطيعك لأنال رضاكِ، وأخدمكِ ما حييت.
وأخيراً وليس بآخر.. فإن قدسية قيمنا الروحية والخلقية، تفرضُ علينا أن لا يقتصر عيدك فقط على هذا اليوم، بل يمتد لنجعل أيامك كلها أعياد.. فأنت رمز لأعلى صورة من صور الحب الأسمى بمفهومه؛ فمن ذا -غير الأنبياء والعلماء- يهدينا إلى همزات الوصل الإلهية التي تجمع بيننا، فالجنةُ تحت أقدامكِ، كما قال رسولُ البشريةِ، محمدٌ عليه الصلاة والسلام: «الجنةُ تحت أقدامِ الأمهات»، وكل عام وأنت بألف خير.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75858
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

بر الأم.. عيد دائم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بر الأم.. عيد دائم   بر الأم.. عيد دائم Emptyالجمعة 21 مارس 2014, 7:45 am

ووصينا الإنسان بوالديه


سناء عاصم

يحظى الانسان في حياته القصيرة بمحطات يتزود منها..وفرص سانحة يغرف منها انواع الخير لدنياه وآخرته.. وقد تكون هذه الفرصة بين يديه لكنه لا يتنبه لها ولا يراها لغفلته أو نسيانه..ومن رحمة الله تعالى بالانسان ان يذكّره بهذه الفرص التي بين يديه
(فذكّر إن نفعت الذكرى)
بل ويدله على تفاصيل هذا الخير.. ويحذره من ضياع تلك الفرصة..
.فأبواب السعادة معلومة للناس، وسبل النجاة واضحة لبني البشر، اتفقت عليها الأديان، وأوصى بها الأنبياء ودعا لها المصلحون وأعظم هذه الأبواب، طاعة الله تعالى وبر الوالدين..قال تعالى:
(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)
علم الله تعالى أن الأبناء لن يدركوا عظمة حق الوالدين، فقرن عبادته سبحانه بالإحسان إليهما وبرهما
وعلم سبحانه أن الأبناء سيقصَرون في شكر آبائهم فقرن شكره سبحانه بشكر الوالدين:
(أن اشكر لي ولوالديك إليَ المصير)
بل واعتبرالله تعالى أن الوالدين هما وصية الله تعالى للانسانية كلها
(ووصينا الانسان بوالديه إحسانا)
فالاحسان للوالدين ليس متروكا لأهواء الانسان ورغبته..بل هو فرض ألزم الله البشرية كلها بالقيام به..واعتبر الاسلام عقوق الوالدين من أكبر الكبائر..ولكن الله سبحانه يحب منا أن نقوم بهذا الفرض بدافع المحبة ورد الجميل (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)
في هذا اليوم يعد الأبناء أنفسهم لزيارة أمهاتهم..وحمل الهدايا عند المساء..ليحظوا بشرف الرضا من أمهاتهم..بينما تقسو هذه المناسبة على من فقد أمه..او كان بلا أبناء
كما تقسو على من لا يملك ثمن الهدية في بعض المجتمعات التي تبالغ في ثمن الهدية وتفاخر بقيمتها وكأن بر الأمهات لا يكون الا بالهدية الثمينة..ونتساءل: هل يكفي الأم أو الأب ان يحس بتكريم أبنائه يوما واحدا في العام ؟، وهل اقتصر بر الوالدين على الهدايا فقط.؟
ان بعض الأسر في مجتمعنا تجتمع كل أسبوع ويلتئم شمل الآباء والأبناء والأحفاد فيكون اجتماعهم عيدا للأسرة كلها..انني أدعو أن يكون هذا اليوم هو يوم الاسرة بجميع أفرادها..لتعم معاني الاحترام والمودة بين جميع أفراد الأسرة مع تقديرنا واحترامنا لمكانة الأم..فليس يوفيها حقها كل أيام العمر.
فتوقير الكبير فرض علينا،وقد كنا نشهد قبل سنين أن الابن يقبّل يد الكبير، حتى لو لم يكن أباه أو أمه،وهذا يعتمد على النشأة التي نشأها هذا الطفل بين أسرته، والقيم التي تشربها من معلمه أو مدرسته..قال صلى الله عليه وآله وسلم (ليس منا من لم يوقر كبيرنا).
نفخر بأن الكثير من الشباب لا يخرج من بيته، حتى يقبَل يد امه وأبيه، لعلمه ان توفيقه ونجاحه مرتبط برضاهما..قال صلى الله عليه وآله وسلمبر الأم.. عيد دائم Frownبروا آباءكم تبركم أبناؤكم) وهذه سنة كونية (كما تدين تدان)أعجبني قول أحد الكتاب المعاصرين حين قالبر الأم.. عيد دائم Frownإن بر الوالدين أشبه بقصة تكتبها أنت، ويرويها لك أبناؤك، فأحسن كتابتها).
لقد وصلت العولمة الى كل القيم وبدأت تنهش من قيمة احترام الوالدين والأسرة وبدأنا نرى بعض الشباب يتكبر على تقبيل يد والديه أو احتضانهما.
.. فالشاب الذي يمضي سحابة يومه وجزءا من ليله على مواقع التواصل الاجتماعي يفخر بعدد اصدقائه، ويفرح بتعليقاتهم، واعجابهم، لا يعرف ان قلب أمه يعتصر ألما، حين تنادي عليه فلا يجيب، او حين تطلبه لحاجتها فلا يلبي..بينما يسارع الى الرد على رسائل أصدقائه، ويبالغ في تزيين نفسه أمامهم..بينما يصرخ في وجه أمه او أبيه.
علما بانهما أحق الناس بحسن صحبته،وأولى الناس برحمته وحبه.
جعلنا الله واياكم ممن يسارعون لنيل رضى الوالدين واغتنام هذه الفرصه الثمينه في حياتنا.
رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
بر الأم.. عيد دائم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الحياة الاسريه والامومة والطفولة :: تربية الابناء-
انتقل الى: