كشفت القائمة الجديدة التي نشرتها مجلة "فوربس" أن عبد الله بن أحمد الغرير وعائلته حصدا المركز السابع كأغنى عائلة في الشرق الأوسط، بثروة صافية بلغت 5.1 مليار دولار، كما حصد ماجد الفطيم المركز العاشر بصافي ثروة 4.5 مليار دولار، علماً أن كلاهما من الامارات التي تحتضن 4 مليارديرات من المواطنين تبلغ ثروتهم المجمعة 14.6 مليار دولار، إضافة إلى 7 مليارديرات من المقيمين، لافتةً إلى أن دبي تضم 9 مليارديرات.
وأشارت "فوربس" في تقرير عن القائمة التي اقتصرت على أغنى الشخصيات في الشرق الأوسط الى أن منطقة الشرق الأوسط تضم 78 مليارديراً تبلغ ثرواتهم المجمعة 209 مليارات دولار.
وقد تصدر قائمة "فوربس" الوليد بن طلال برصيد ثروة قدره 20.4 مليار دولار، جاء بعده محمد العمودي برصيد 15.3 مليار، بينما جاء المصري نصيف ساويرس بالمركز الرابع بـ 6.7 مليار، ومحمد منصور في المركز 15 بـ 3.1 مليار، بالاشتراك مع الشقيقين اللبنانيين نجيب وطه ميقاتي 3.1 مليار دولار أميركي.أفادت مجلة فوربس ان العالم يعج حاليا بعدد قياسي لذوي الثراء الفاحش إذ بلغ عددهم 793 مليارديرا مرتفعا 15 في المئة عن العام الماضي مع ارتفاع عددهم في الهند وروسيا والبرازيل والشرق الاوسط وكذلك زيادة عدد النساء في القائمة.
ومع ارتفاع أسعار الأسهم والبترول والسلع الأولية تضخم صافي ثروات أغنى أغنياء العالم الى 2.6 تريليون دولار مع انضمام 114 شخصا الى النادي الخاص بينهم عشر نساء ليرتفع اجمالي عددهن الى 78 امرأة.
واحتفظ بيل جيتس الشريك المؤسس لشركة مايكروسوفت العملاقة لصناعة برمجيات الكومبيوتر بمكانه على رأس القائمة للسنة الثانية عشرة على التوالي بثروة قدرت بنحو 50 مليار دولار وتلاه في المركز الثاني المستثمر الاسطوري وارين بوفيه بثروة قدرت بنحو 42 مليار دولار.
وصعد رجل الصناعة المكسيكي كارلوس سليم الى المركز الثالث بثروة قدرت بنحو 30 مليار دولار يليه في المركز الرابع السويدي انجفار كامبراد مؤسس شركة اكيا بثروة قدرت بنحو 28 مليار دولار.
وانضم الى قائمة العشرة الأكثر ثراء في العالم قطب السلع الفاخرة الفرنسي برنار ارنول الذي احتل المركز السابع وقطب النشر الكندي كينيث طومسون وعائلته ولي كا شينج رئيس شركة هوتشيسون وامبوا في هونج كونج.
وتساءل ستيف فوربس الرئيس التنفيذي ورئيس تحرير مجلة فوربس "لماذا تتنامى هذه القائمة؟" ثم أجاب على نفسه بقوله ان الاقتصاد العالمي نما في العامين الماضيين بمعدلات لم يشهدها منذ الحرب العالمية الثانية بفضل انتعاش السلع الاولية وتضاؤل أثر التضخم."
وهذه القائمة مصدر لتكهنات هائلة وانتقادات كل عام مع سخرية بعض الذين تتضمنهم من تقديرات صافي ثرواتهم سواء بالخفض أو التضخيم.
وأقرت لويزا كرول المحرر المشارك لفوربس بصعوبة المهمة مع رفض كثير من المليارديرات التعاون الا انها دافعت عن المعلومات التي جمعها 30 صحفيا في سبع دول باعتبارها منقطعة النظير.
واضافت الهند عشرة أثرياء جدد الى القائمة لترفع اجمالي المليارديرات الهنود الذين تشملهم الى 23 تتركز أعمال ثلاثة فقط منهم في مجال برامج الكمبيوتر أو التكنولوجيا. ويقدر صافي ثروة هؤلاء الاثرياء الهنود مجتمعين بنحو 99 مليار دولار متجاوزة اجمال صافي ثروة 27 مليارديرا يابانيا تضمهم القائمة وقدرها 67 مليار دولار.
كما أضافت روسيا سبعة أسماء جديدة الى القائمة لترفع عدد أثريائها المسجلين بها الى 33 مليارديرا قدرت ثروتهم مجتمعة بنحو 172 مليار دولار صعودا من 91 مليار دولار العام الماضي.
وتضاعف عدد المليارديرات في البرازيل الذين تضمهم قائمة فوربس الى 16.
أما في الشرق الاوسط وافريقيا وتركيا فقد ارتفع عدد الاثرياء ثراء فاحشا الى 56 مليارديرا من 29 فقد العام الماضي بثروة قدرت مجتمعة بنحو 167 مليار دولار من 103 مليارات دولار العام الماضي.
وأضافت تركيا ثمانية أسماء جديدة الى القائمة ليرتفع عدد الاتراك بها الى 21 مليارديرا.
وتركز معظم الثروة بالمنطقة في المملكة العربية السعودية حيث ضمت القائمة 11 مليارديرا سعوديا بثروة قدرت مجتمعة بنحو 68 مليار دولار مقارنة مع 42 مليار دولار لسبعة مليارديرات العام الماضي.
وقدمت منطقة الشرق الاوسط أيضا الى قائمة فوربس اصغر مليارديرة عموما وهي هند الحريري (22 عاما) التي ورثت 1.4 مليار دولار من ثروة أبيها رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.
وتصل قيمة هذه الثروات مجتمعة الى 2600 مليار دولار اي اكثر قليلا من اجمالي الناتج الداخلي لالمانيا سابع اقتصاد عالمي.
وتعكس المراتب الخمس الاولى التوزيع العالمي للثروات حيث تضم الولايات المتحدة اكبر عدد من اصحاب المليارات تليها اوروبا في حين شهدت آسيا واميركا اللاتينية صعودا قويا.
اما القطب المكسيكي للاتصالات كارلوس سليم الذي حقق اكبر نمو لثروته عام 2004 فقد ويأتي في المرتبة الرابعة الهندي لاكشمي ميتال الذي ضاعف ثروته اربع مرات عام 2004 بفضل مجموعته لصناعة الحديد والصلب والذي حل خامسا.
ويملك ميتال الذي اصبح من الوجوه الاعلامية المعروفة خلال الاشهر الاخيرة بسبب الهجوم على منافسه الاوروبي اركيلور ثروة تقدر ب523 مليار دولار لياتي مباشرة خلف السويدي اينغفار كامبراد مؤسس مجلات ايكيا للأثاث.
والفرنسي الاول في التصنيف هو رئيس مجموعة ال.اتش.ام.اتش برنار ارنو الذي انضم الى قائمة العشرة واحتل فيها المرتبة السابعة متقدما على مواطنته ليليان بتنكور رئيسة شركة اوريال التي تحتل بثروتها البالغة 16 مليار دولار المرتبة الخامسة عشرة في التصنيف.
واذا كانت ليليان بتنكور اصبحت هذا العام الاغنى بين 78 مليارديرة في العالم فان اصغرهن هي هند الحريري ابنة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري البالغة من العمر 22 عاما والتي تبلغ ثروتها 1,4 مليار دولار.
اما الاميركية مارتا ستيوارت سيدة الاعمال الشهيرة التي دخلت السجن لفترة بسبب جريمة افشاء اسرار عمل قبل ان تتحول الى مقدمة برامج تلفزيونية فقد خرجت من هذا النادي الذي دخلته العام الماضي بعد سنة غير مثمرة.
كما خرج من هذا التصنيف اغنى رجل في روسيا سابقا ميخائيل خودوركوفسكي الرئيس السابق لمجموعة يوكوس النفطية الذي يمضى عقوبة السجن ثماني سنوات في احد سجون سيبيريا لادانته بجريمة تهرب ضريبي.
ويضم التصنيف 371 مليارديرا اميركيا. وتحتل اسرة والتون المساهم الاكبر في عملاق شبكة التوزيع وول مارت خمسة مراكز من ال17 الى ال21 مع ثروة تقدر بنحو 15,7 مليار دولار لكل من افرادها الخمسة الذين يملكون مجتمعين 79 مليار دولار.
وتضم قارة اوروبا 196 مليارديرا اكثرهم غنى الالمان مع 55 مليارديرا تليها روسيا مع 33 بينهم قطب النفط رومان ابراموفيتش في حين تضم فرنسا 14 من اصحاب المليارات.
وتضم آسيا-المحيط الهادىء 115 مليارديرا منهم 27 في اليابان. اما المفاجاة فكانت الهند التي انضم عشرة من ابنائها الى نادي الاثرياء هذا العام ليصبح لها اجمالا 23 مقابل مليارديرا متقدمة على الصين التي لا يوجد فيها سوى ثمانية في الترتيب.
وجاء 33 مليارديرا من اميركا اللاتينية منهم 16 من البرازيل و10 من المكسيك.
اما افريقيا افقر قارة في العالم فقد بقيت هذا العام ايضا خارج التصنيف. وبقيت نيويورك المدينة الاكثر جذبا لاصحاب المليارات مع 40 مقابل 25 في موسكو و23 في لندن.
من جهة اخرى نجح مؤسسا محرك "غوغل" للبحث على الانترنت سيرغي برين (32 سنة) ولاري بيدج (33 سنة) في زيادة ثروتيهما خلال عام من 7,2 مليارا الى 12,8 مليارا لكل منهما ليحتلا المركزين ال26 وال27.
وبلغ إجمالي الثروات الشخصية للأثرياء العرب حوالي 800 مليار دولار يملكها نحو 200 ألف شخص، وتتركز معظم هذه الثروات في دول الخليج العربي بنسبة تزيد عن %.90
وأوضحت دراسة اقتصادية حديثة أعدها اتحاد المصارف العربية أن نصف هذه الثروات يملكها سعوديون حيث يصل حجم الثروات الشخصية في السعودية إلى 241 مليار دولار يمتلكها نحو 78 ألف شخص .
وتأتي الإمارات في المرتبة الثانية بمجموع ثروات يصل إلى 160 مليار دولار يمتلكها نحو 59 ألف فرد.
وأشارت الدراسة إلى أن أثرياء الكويت جاؤوا في المرتبة الثالثة بين أثرياء الدول العربية بمجموع ثروات 98 مليار دولار يمتلكها نحو 36 ألفاً من أصحاب الثروات، في حين يصل إجمالي الثروات ببقية دول الخليج العربية إلى 29 مليار دولار يملكها 185 ألف ثري عربي.
وأضافت الدراسة أن عدد الأثرياء في الدول العربية الأخرى يصل إلى نحو 20 ألف ثري يبلغ مجموع ثرواتهم نحو 80 مليار دولار بمن فيهم أثرياء لبنان الذي دخل حديثاً في تقديرات مؤسسة ميريل لينش العالمية.
وأوضحت الدراسة أن الثروات الشخصية العربية في الخارج تتوزع بين استثمارات مالية في الأنشطة الاقتصادية المختلفة وإيداعات وتوظيفات مصرفية في البنوك.
وأشارت الدراسة إلى أن توزيع الثروات والأموال داخل العالم العربي لن يشهد تغييراً ملحوظاً في الفترة القادمة ولا سيما في ظل أسعار النفط المرتفعة مع الأخذ في الاعتبار أن النفط في الخليج هو النشاط الفعلي للجزء الأكثر ثراء في الوطن العربي.
وطالبت الدراسة بضرورة إعادة تدوير الثروات الشخصية داخل الوطن العربي عن طريق استخدام الأموال العائدة في تمويل مشاريع استثمارية كبرى وتنمية أسواق المال المحلية.