ابراهيم الشنطي
Admin
عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن
 | | موضوع: هل ينصح الزواج من الأقارب؟ الأحد 30 مارس 2014, 9:33 pm | |
| [rtl]هل ينصح الزواج من الأقارب؟[/rtl] [rtl] 
[/rtl] [rtl]
مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
د. سميح خوري - ..» الحياة لا توجد خارج حدود الخلية» ، وهي حبيسة فيها، والمعلوم لدينا ان الفرد ينشأ من خلية واحدة اشترك في تكوينها الوالدان عن طريق التزاوج الذي ينتج عنه اندماج خلية جنسية من الاب مع نظيرتها من الأم، اذاً فحلقة الوصل بين ووالديه هي خلية نصفها من الاب والنصف الآخر من الأم، وبنية الفرد الوراثية المتأتية من الوالدين يمكن ان تكون ذات خصائص جيدة كالذكاء والجمال وطول القامة او سيئة كالاعاقة العقلية والتشوه الجسدي او كالامراض الايضية.
والحقيقة التي لا مناص منها، هي اننا نحمل عوامل وراثية غير طبيعية أي مرضية، لا يزيد عددها عن ثمانية عوامل، قد لا تؤثر على صحتنا، بل انها تنتقل الى اطفالنا.
ومن الضروري معرفة ان بين مئة طفل يولد طفلان وهم مصابون بأحد التشوهات الجينية، وحوالي اثنين او ثلاثة يولدون بتخلف عقلي اسبابه وراثية او جنينية، ولتفسير ظاهرة التخلف والتشوه، نقول ان الجينات المتواجدة في الكروموسومات تكوّن الوحدات الاساسية المحددة للصفات الفسيولوجية والمظهرية للكائن الحي.
وبالرغم من اننا نرث مختلف الصفات من كلا الابوين، الا اننا ننحو عادة نحو احدهما دون الآخر في التشابه، بحيث تكون بعض الجينات التي نرثها اقوى من الاخرى، أي تكون متغلبة قد تؤدي الى امراض خطيرة اذا كانت مختلة، بمعنى انها تختلف عن الطبيعي، فاذا ما حمل احد الابوين جينا منها، فسينتقل هذا الجين الى نصف اطفاله، وهذا يعني ان احتمال ظهور طفل مصاب هو 50%.. هذا اذا كان احد الابوين يحمل جينا مشوها والاخر يحمل زوجا طبيعياً من هذه الجينات، ولكن اذا كان الاب يحمل نفس الجين المشوه (المتنحي) الذي تحمله الام فسيكون احتمال ولادة طفل مصاب بنسبة 25%، وهذه الجينات المتنحية الضارة باستطاعتها الانتقال من جيل الى آخر وتبقى في الجهاز الوراثي للعائلة، واذا استمر انتقالها من فرد الى آخر في نفس العائلة فان ذلك سيؤدي بطبيعة الحال الى تجميع هذه الجينات المتنحية مما قد يشكل خطورة عظيمة على مستقبل الافراد بصفة خاصة واتساع رقعة النوع بصورة عامة.
لا يمكن تحاشي مساوئ العبء الوراثي الا بتزاوج الابعدين، الذي يقلل من احتمال تراكم تلك الصفات الرديئة، التي تؤدي في حال تفاوتها الى ظهور افراد في المجتمع متخلفين عقلياً وكذلك قليلو الذكاء او يعانون من امراض وراثية لا يمكن شفاؤها.
ان زيادة نسبة هؤلاء المتخلفين والمشوهين في المجتمع تشكل عبئاً ثقيلاً عليه بصورة لا تحتمل وتعيق تطوره الحضاري، لذلك نجد ان المجتمعات التي يكثر فيها زواج القربى تتميز بشكل عام بالتخلف الحضاري والعكس صحيح.
لكن احياناً يكون زواج الاقارب مفيداً في بعض الاحيان اذا وجدت صفات وراثية في العائلة كالذكاء والجمال وطول القامة وغيرها من الصفات الجيدة.
للوقاية من الامراض الوراثية، يجب ان يكون هناك ارشاد وراثي قبل الزواج، اما بدراسة شجرة العائلة او باجراء الفحوصات المخبرية، حسب توافر هذه الفحوصات التي تبين التشوهات الكروموزومية.
والامراض التي يمكن كشفها بالارشاد الوراثي هي: امراض الدم الوراثية كفقر دم حوض البحر المتوسط التلاسيما Thalassemia، امراض الصمم الوراثية وامراض العيون، امراض التخلف العقلي وامراض التشوه الخلقي.
صحيح ان الزواج مسألة شخصية، اذ لا يمكن للطبيب ان يمنع الشاب ان يتزوج ابنة العم او ابنة الخالة، لكن يفضل قبل الاقدام على الزواج التأكد من سلامة الطرفين من الناحية الوراثية، ولا اعتقد ان احداً منا يرغب في ان يكون له طفل مريض ومتخلف عقلي او مشوه جسدياً.[/rtl] |
|
الرئيسية 