ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: معهد معلمات عجلون ..قبس من سيرة التعليم العالي الأربعاء 02 أبريل 2014, 12:58 am | |
| معهد معلمات عجلون ..قبس من سيرة التعليم العالي
سامر العبادي حازم نشيوات
..و كأنها لا زالت تنشر علمها و تذكر أيامها , و تواصل رسم حكايتها في جوار قلعة الرباط و في كنف روح الشاعرة عائشة الباعونية , تلك الأديبة الأردنية التي أنجبتها عجلون قبل أربعة قرون و يزيد , لتعود تلك الروح في عهد الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه - وتلك الرؤيــة التي حملت لعصر اليوم تلك الهمم الحية من مرابض القلعة التي شهدت بأساً و مجداً عروبياً حمل الهاشميون نهضته الحديثة المستنذة إلى الإنسان و بنائه . إنها كلية عجلون الجامعية التي تزهو اليوم على ربوة من ربى عجلون الشماء , و التي تأسست عام 1964 . إنبرت لرسالتها الأولى حاملةً بدايتها بإسم « معهد معلمات عجلون « , و قد إفتتحتها جلالة المغفورة لها الملكة الوالدة زين الشرف – طيب الله ثراها - يوم الخميس الموافق 9 / 12 / 1965 , لتبدأ حكايتها بإسم معهد معلمات عجلون , و قد سجلت الملكة الوالدة طيب طيب الله ثراها : « سعدت لما لقيت من ترتيب و نظام , إذ أسجل هنا مفتخرة خطوة أخرى من نهضتنا العلمية في أردننا الحبيب لتنشئة الطلائع الواعية الخيرة من أسرتنا الطيبة , تلك الأسرة التي تكمن من خلاياها الإمكانية الفكرية , و في ضميرها الحي من وثبة و إقبال الخير و النور « و شكرت- طيب الله ثراها - القائمين على التأسيس و التوجيه , الأوائل في سيرة التعليم ... و واصل معهد المعلمات زهوه ليستقبل الملك الباني الحسين بن طلال – طيب الله ثراه - يوم الاثنين الموافق ( 13/12/1965 ) مسجلاً في سجل الشرف للمعهد : « يسرني أن أعرب عن إعجابي و تقديري لما لمسته و شاهدته في هذا المعهد الراقي من نظــام و إستعداد كامل بنتيجة إخلاص القائمين على شؤونه في السهر على واجباتهن التربوية لتخريج أجيال ممتازة من المعلمات إستكمالاً لنهضتنا العلمية النشطة التي يتميز بها هذا البلد المقدس ليس بين شقيقاته العربيات فحسب بل بين دول العالم المتحضر قاطبةً « , و بتلك الرؤية التي واصلت تحقيقاً و مسخرةً عطاءها لتخرج المعلمات حيث كان الوطن على موعد مع نهضة تعليمية تجتاح أبناءه و ربوعه لترعاها رؤية الحسين الباني , و ترسم لها دروب رسالتها التربوية . و تسلمت إدارة المعهد الأولى « نجاح الجمل « ليببدأ المعهد عامه الأول بثلاث معلمات هن أعضاء الهيئة التدريسية و سبعة موظفين و ثلاث و أربعين طالبة توزعن على سبعة تخصصات هي : الثقافة الإسلامية , و اللغة العربية , و اللغة الإنجليزية , و الإجتماعيات , و العلوم المنزلية , و التربية الفنية , و العلوم ليواصل المعهد نموه و كأنه يستقي تطورة من أيحاء سنديان عجلون الجميلة و هو يخرج أمهات المستقبل و صانعات الرجال . و يتكون المعهد إضافةً لمكاتب الإداريين من عشرين قاعة للتدريس , و مكتبة , و مختبرات , و سكن داخلي روعي في قبول الطالبات فيه بُعد مكان الإقامة و حصول الطالبة على منحة كاملة تشمل المبيت , و يتسع السكن لما مجموعه ( 300 ) طالبة , إضافةً لمسجد المعهد و الذي تؤدي فيه الطالبات الشعائر الدينية , و مقصف , و مكتب للبريد , و واصل المعهد توسعه حتى إحتوى قاعات للنشاطات و للوسائل و عيادة من وزارة الصحة , إضافةً لحضانة لأبناء المدرسين و المدرسات و الإداريات و العاملات , و الراغبات من المجتمع المحلي , و قد روعي في تصميم المعهد منح الطالبات خصوصية بدت ملامحها في إنشاء نفق الهدف منه تسهيل مهمة إنتقال الطالبات و العاملين في الكلية من مبنى الإدريين إلى مبنى التدريس حيث يفصل بينهما الشارع العام إضافة ً للقاعات الرياضية للمعهد , و التي هي مغلقة , و تشتمل على : ملاعب لكرة السلة , و كرة الطاولة , و كرة اليد , و الريشة , إستفاد منها بالإضافة للطالبات أبناء المجتمع المحلي كمديرية التربية و التعليم , و العديد من المراكز و النوادي الرياضية . و قد وفرت تلك البنية لمعهد دار المعلمات تميزاً يعبر عنه عدد خريجاته المتزايد حيث وصل عدد خريجاته للفوج الثاني 1966 / 1967 إلى ( 75 ) طالبة و هذا أكبر عدد في النصف الأخير من عقد الستينات الذي من بين أوراقه زيارة لدولة المرحوم رئيس الوزراء سعد جمعه بتاريخ 4/10/1967 الذي سجل إنطباعه عن المعهد بقوله : « لقد سعدت و صحبي بما لمسناه من تقدم حقيقي في هذا المعهد المبارك يدل دلالةً واضحه على إهتمام المسؤولين فيه « و يواصل جمعه الإشادة بإدارة المعهد و التي تسلمتها بتلك الفترة « نجوى أبو الهدى « و مستشهداً بالنظافة و النظام فيه و الي ما رأه دولة الزائر بأنه مبشر بأننا على الطريق الصحيح في معركتنا مع التثقيف و مع البناء و الإنشاء تحقيقاً لشعار جلالة الملك الأول و الإنسان الأول . و كدلالة على تلك الإستهلالات الطيبة لمسيرة المعهد في أوج بداياته , و في زمن الإنكسار العربي إثر النكسة , تأتي شهادة وزير التربية و التعليم بالجمهورية العربية المتحدة ( مصر أنذاك ) بالأردن و قيادته و شعبه , حيث يسجل و وفد مرافق له من وزارة التعليم العالي و وزارة التربية و التعليم المصرية شهادته في 27 / 2 / 1968 مبدياً فخره و إعجابه بما لمسه من جد و عمل في إداراك مسؤولية إعداد المعلمات بما يجعله يثق بالمستقبل و الأمل بإجتياز الأزمة شاكراً لمديرة المعهد و هي أنذاك « شفاء سعد الدين « و لأعضاء هيئة التدريس , حيث تخرج في ذلك العام ( 74 ) طالبة . و من بين أوراق معهد معلمات عجلون زيارة للأمير حسن بن طلال في ربيع 1968 يعتز فيها بما حققه المعهد ( باكراً ) بالأمل المرجو منه مؤدياً رسالته التربوية على أكمل وجه و لا زال معهد معلمات عجلون يواصل سعيه على خارطة التعليم العربية, ففي زيارة لرئيس وزراء ليبيا عبد الحميد البكوس , في 4 / 5 / 1968 يقول فيها عن المعهد : بأنه شاهدُ على جيل يبنى مستقبله بيد و يدافع عن بلاده باليد الأخرى إضافةً لزيارة لوفد بلغاري للبروفسور كيريل لازاروف رئيس الوفد البرلماني البلغاري في 24 / 5 / 1968 , و وفد أخر من جامعة شو في ولاية شمال كارولينا في الولايات المتحدة الأمريكية مكون من ثمانية عشر متخصصا و صفوها بأنها زيارة مثمرة جداً . و هذه الزيارات و غيرها في أول خمسة أعوام من عمر المعهد و الذي خرج لغاية1970 ما مجموعه ( 337 ) طالبة هي شهادات على التطور الكبير الذي شهدته الدار , و ما يستحق الإشارة إليه هي الزيارات الدورية لطبيب قضاء عجلون الدكتور مأمون معالي و الذي قام بالعديد من الزيارات الصحية للطالبات حيث يقول في إحدى تقاريره : « بأن الحالة الصحية العامة للطالبات جيدة كما أن المعهد ملاءم جداً من الناحية الصحية و يتمتع بميزات عديدة تجعله أنموذجاً يقتدى به «. و مع بداية عقد السبعينات بلغ عدد الطالبات ( 103 ) طالبات و بإدارة السيدة « رداح الخطيب « و بلغ مجموع أعضاء هيئته التدريسية و الإدارية ما مجموعه خمسين مدرسة و أدارية و غيرهم من سائقين و حرس و مستخدمات . هذا شيء مما تحكية أوراق عجلون , ليقف معهد حكمتها حيث يختزن المعلم في تلك الفترة الجوهر الذي نسج هذا الوطن برؤية هاشمية تتطلع اليوم جامعة البلقاء التطبيقية إلى تجسيدها , عبر تطوير الكليات التي أنضمت إليها لتتكامل الرؤية الأكاديمية التي تضطلع بها اليوم جامعة البلقاء التطبيقية عبر أنتشارها الجغرافي و المتوزع على معظم محافظات الوطن , و يقول الدكتور نبيل الشواقفة بأن الجامعة منذ تأسيسها تستأنس بما ورد بالإرادة الملكية لتأسيسها , و التي أناطت بها مهمة الاشراف على كليات المجتمع و برامج الدبلوم المتوسط مواصلةً مسيرة الانسان الأردني الذي يبني مستضيئاً بنور الفكر الهاشمي عبر مسيرة مباركة , نبني كما كانت أوائلنا تبني .
|
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: معهد معلمات عجلون ..قبس من سيرة التعليم العالي الأربعاء 02 أبريل 2014, 1:14 am | |
| |
|