ان من صور الغيرة التي تنغص الحياة الزوجية هي غيرة الام من الزوجة او العكس اي غيرة الزوجة من الام
، فهذه صورة من صور الغيرة التي تقلب الحياة الزوجية الى جحيم بدل ان تكون مودة ورحمة كما ارادها الله عز وجل.
فهناك امثلة كثيرة من الواقع تفيد بأن ام الزوج تغار من زوجة ابنها أو ان الزوجة تغار من ام زوجها
فما هي هذه الغيرة وكيف تكون وما هو علاجها؟
غيرة الام من زوجة ابنها وكما تعلمون هي نابعة من حب الام لابنها الذي ربته وسهرت عليه وكان عندها في كنفها لا يخالفها ابدا في الرأي وفجأة ظهر في حياته امرأة اخرى اصبحت هي كل حياته واصبحت هي التي تحوز على معظم تفكيره وقلبه وقد يكون لا يرفض لها طلب
هذا الامر عند الأمهات اللاتي ينقصهن الوعي والادراك الكافي قد يجعل منهن كارهات لتلك الزوجة ويعملن جاهدات
على تكريه الابن لزوجته بل ويعملن على وضع انفسهن مقارنة مع الزوجة وهذا خطأ كبير
فلا يمكن مقارنة الام مع الزوجة ولا يمكن وضعهما في كفة واحدة فكل منهما لها المعزة الخاصة
فترى الام تبذل قصارى جهدها لكي تحصل على ابنها من زوجته ليعود الى حضنها وقد يكون ذلك ببراءة منها ايضا
اما غيرة الزوجة فتكمن في طبيعة المراة وحبها لتملك الرجل الذي هو شريك حياتها وايضا يكون ذلك دافعه الحب،
الا ان هذه الزوجة المحبة تكون ماضية في اتعاس زوجها بتلك الطريقة
فهي ستبدأ في ابعاده عن اهله وامه خصوصا وتحاول ان تكون هي كل عالمه لتشبع غرورها
الذي يدفعها الى حب التملك للزوج اضافة الى انها ايضا تضع نفسها في مقارنة خاطئة مع امه
التي عليه واجب طاعتها وكسب رضاها ليفوز برضا الله تعالى،
وهنا يبدأ الصراع على ذلك الرجل المسكين لتتحول حياته الى جحيم بدل الراحة والطمأنينة.
اما ماهية علاج هذه الغيرة فيبدو برأيي انه يكون بتعاون بين كل الاطراف اي الزوج والام والزوجة ايضا
فالكل مسئول عن وضع حد لهذه الظاهرة بل واحمل الزوج المسؤولية الكبرى
فهو الذي عليه تقريب وجهات النظر بين امه وزوجته اضافة الى ان الام عليها ان تكون واعية
ان هذه هي سنة الحياة ولا تنسى انها قبل سنوات كانت قد اخذت زوجها من أمه ايضا،
والزوجة عليها ان تدرك ان الجنة تحت اقدام الامهات وان الام مهما حصل هي الام وطاعتها ورضاها من رضا الله
وعليها ان تعي انها في المستقبل ستصبح اما وسيأتي لها ابنها بزوجة له ايضا
فعليها ان تحسن معاملة ام زوجها حتى تحسن زوجة ابنها معاملتها .
فسبحان الله حب الام يختلف عن حب الزوجة