ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: تربية الأطفال ... فنٌ واقتدار الأحد 06 أبريل 2014, 8:43 am | |
| [rtl]تربية الأطفال ... فنٌ واقتدار[/rtl] [rtl] [/rtl][rtl]
أمينة منصور الحطاب - تربية الأطفال فنٌ نتعلمه من الكتب والمجلات وطلب المشورة من الأقارب والأصدقاء والخبراء في هذا المجال ، وجميعنا نبدأ كهواة نتعلم من المحاولة ومن الأخطاء التي نقع بها أثناء ممارسة أدورانا كآباء وآمهات . إن أهم دور لنا في التربية هو حب ورعاية أطفالنا وغرس مشاعر التقدير الذاتي والثقة بالنفس . فإذا ما رّبينا أطفالنا على ذلك نكون قد أتممنا مسؤوليتنا تجاههم على أكمل وجه . وقد أشارت الدراسات إلى أن الشخص العادي يقضي خمسين سنة من عمره محاولاً التغلب على المشاكل التي صادفته في السنوات الخمس الأولى من عمره . ويعتقد « ابراهام ماسلو « أن هناك نوعين أساسيين من الاحتياجات نسعى لإشباعهما، وهذه الاحتياجات تتمثل في حاجتنا لتحقيق أنفسنا كأشخاص وحاجتنا إلى تعويض النواقص التي نشعر بها . فالطفل الذي ينشأ دون الحصول على قدر كاف من الحب سوف يبحث عنه طوال حياته ، بدلاً من السعي جاهداً لتحقيق نفسه . ربما يكون أفضل ما يمكن أن يقدمه الآباء لأطفالهم هو أن يمنحوهم الحب والدعم العاطفي الذي يحتاجونه كي ينعموا بشخصية سوية ، وأن يُهيئوا لهم مناخاً يشعرون فيه بالحب الكامل من الأشخاص المهمين في حياتهم . يرغب الآباء والأمهات في تقديم الأفضل دائماً لأطفالهم لكي يكونوا سعداء وأسوياء فلماذا إذن يشب كثير من الأطفال مفتقرين للحب والحنان ؟ لماذا يحرم بعض الآباء والآمهات أطفالهم بطريقة أو بأخرى من الحب اللازم للنمو الصحي ؟؟؟ أسئلة تحتاج إلى إجابات قد نعزوها في الغالب إلى سببين رئيسين : يتمثل السبب الأول في أن الوالدين لا يحبان أنفسهما . فالأباء والأمهات ذوي التقدير الذاتي المنخفض يجدون صعوبة كبيرة في إعطاء أطفالهم قدر من الحب أكثر من القدر الذي يشعرون به تجاه أنفسهم ، والسبب الثاني لعدم تقديم الآباء والآمهات الحب الكافي لأطفالهم يتمثل في اعتقادهم الخاطئ أن وظيفة الأطفال في هذه الحياة تحقيق توقعاتهم وآمالهم وأحلامهم التي لم يتسنّ لهم تحقيقها عندما كانوا في الأعمار ذاتها. يخطئ كثيرٌ من الآباء والأمهات عندما يعتبرون أطفالهم ملكية شخصية ؛ فهم يشعرون أن أطفالهم يحسنون التصرف فقط عندما يقولون أو يفعلون ما يرغبون به كآباء وأمهات . وإذا اختلف سلوك الطفل عن توقعات الأب أو الأم ، كان رد فعل أي منهما هو النقد . ومن ثم ودون أن يشعرا بذلك يحرمان الطفل من الحب والاستحسان ويدمرا سلامته العاطفية فيشعر بأنه غير محبوب وهذا يعرضه لمشاكل جمة في مراحل حياته اللاحقة. إن كل السلوكيات السلبية وغير الاجتماعية ما هي إلا صرخة استغاثة في محاولة للهرب من الشعور بالذنب والغضب والاستياء . وهذه المشاعر بدأت من النقد السلبي في السنوات الأولى من الحياة.
الحب والقبول غير المشروطين يكمن السر في تنشئة أطفال أسوياء في إغداقهم بسيل غير منقطع من الحب والقبول غير المشروطين . لذلك علينا أن نوضح لأطفالنا أننا نحبهم مهما اقترفوا من أفعال وأننا سنبقى نحبهم دون أي تحفظات . وفي كل مرة نؤدب فيها أحد الأبناء أو نصحح سلوكه علينا أن نقول له أننا نحبه كثيراً لكن تصرفه غير مقبول ومرفوض وعليه أن يتوقف عن التصرف بهذه الطريقة « ثم نوضح له أننا غاضبون من السلوك وليس منه شخصياً ونعانقه بحب وحنان . هناك ثلاث طرق رئيسة نستطيع أن نعبر فيها عن حبنا لأطفالنا بانتظام . أولها من خلال التواصل البصري والنظرات الحانيه التي نرمقهم بها . وثانيها من خلال التواصل الجسدي بالاحتضان والتقبيل . وتؤكد الدراسات أن الأطفال يحتاجون إلى أربعة أحضان يومياً للبقاء على قيد الحياة وثمانية أحضان يومياً من أجل الصحة . واثني عشر حضناً يومياً من أجل النمو . وثالثها : تركيز الانتباه من خلال قضاء أوقات متواصلة مع الأبناء والتحدث معهم والتواصل مع أفكارهم ومشاعرهم ، وإذا لم يخصص الآباء والآمهات جزءاً من وقتهم للجلوس مع أطفالهم والاستماع لهم ، فسوف يلجاون للأقران لقضاء المزيد والمزيد من الأوقات وسيسعون للحصول على الاستحسان والقبول وسيصبح الأقران الموجِه لسلوك الأبناء وسيقل تباعاً تقبلهم لنصائح الآباء حتى نصل لدرجة الرفض التام . نصائح نوردها للآباء والأمهات:
المدح والتشجيع امدح وشجع الأطفال باستمرار على الأمور الإيجابية التي يفعلونها حتى لو كانت صغيرة، وعزز السلوكيات التي ترغب في تكرارها , واعلم أن مدحك لهم يعمل على اكسابهم التقدير الذاتي والثقة بالنفس.
حساسية الشعور إياك واستخدام النقد الهدام مع الأطفال ، لأنه يمزقهم داخلياً ، على الرغم من أن ردود أفعالهم غير مرئية إلا ان أثره في تدمير الشخصية يفوق تأثير كل الحروب .
البيئة الديمقراطية الميزة الأولى للأسر وأساليب التربية التي أفرزت أشخاصاً متفوقين هي الديمقراطية ، التي يتم فيها سماع آراء الأطفال واحترامها وتقديرها وإن لم يكن بالضرورة تنفيذها ، الأمر الذي يزيد من تقدير الطفل لذاته ويزيد من شعوره بالسعادة الشخصية .
التوقعات الايجابية تعد التوقعات الإيجابية ثاني ميزة للآباء والأمهات الذين ينشؤون أشخاصاً متفوقين ، فالأشخاص المتفوقون هم الذين ينشأون في أسر يعرب فيها الأباء باستمرار عن ثقتهم في قدرات أبنائهم وإيمانهم بأنهم سوف يقومون بعمل رائع ويحققون إنجازات رائعة في حياتهم .
\القدوة الحسنة يتعلم الأطفال إلى حد كبير من خلال التقليد في سنواتهم الأولى . إنهم يتعلمون من خلال مشاهدة الآباء والاستماع لهم ومحاكاة كلماتهم وتصرفاتهم لذا علينا أن نكون مثالاً جيداً يحتذى به لأطفالنا ، بل ويجب أن نكون أكثر انتباهاً ووعياً لسلوكاتنا ولتأثيرها عليهم .
الاعتذار عندما تعتذر لطفلك فإنك تزيد حبه واحترامه لك ، كما تزيد احتمال تعاون الطفل معك في المستقبل وتتخلص من الشعور بالذنب والسلبية وعدم الاستحقاق ، وعندما لا تعتذر حين تكون مخطئاً ، فإنك تجعل طفلك غاضباً ومستاء وتقلل من قيمتك في نظره . إن علاقتنا بأطفالنا هي أطول علاقة باقية في الحياه فإذا ما عاملنا اطفالنا بحب وصبر وتفاهم حصدنا المكافآت مدى الحياة. [/rtl] |
|