وليد ســليمان
فرضاً... لو أن أحداً سألنا في الحلم أو الواقع ما هي عاصمة عمان؟! لقلنا له بمرح وشوق «جبل اللويبدة»!! وذلك لأن قلب عمان الإبداعي هو هذا الحي والجبل العريق- اللويبدة – لما له من مكانة خاصة في قلوب وعيون الباحثين عن السحر والجمال وصفاء الروح والكامنة في ثنايا وتفاصيل هذا الحي العريق بمنازله المتألقه بالخشوع وأشجاره الخضراء وأزهارها المعطرة بالفضة وشوارعه اللطيفة ومؤسساته الكثيرة جداً من الانسانية والروحانية والثقافية والفنية, واستراحاته الخلابة بأنفاس الزمن.
وفي اكتشاف آخر... دلنا التجوال في أطراف ومحيط هذا الجبل المرتفع في فضاء النجوم على متع أخرى هي تلك الإطلالات المدهشة والتي من خلالها نقف ملياً نتفرج وننظر للبعيد لجيران اللويبدة من الجبال الأخرى المحيطة والقريبة وكذلك البعيدة البادية في آفاق من الخيال وأحلام النور والذكريات.
إطلالة الأراضي والمساحة
من أمام المبنى الحجري العريق لدائرة الأراضي والمساحة بجبل اللويبدة نتأمل بصفاء ما يقابلنا من مناطق جزئية لجبل الحسين وجبل القلعة الشهيرة بتاريخها الذي يقدر بآلاف السنين.. ونظل نحلق بأبصارنا نحو هذا المشهد المهيب « قلعة « عمان بسحرها الكامن في أعلى سماء المكان, حيث الأسوار العالية والقبة الفضية اللون ، الجميلة التصميم التي تشبه قبة الصخرة إلى حد ما... وهذا الشارع من تحتها المائل ، والذي لو روى لتحدث عن آلاف الناس والطلاب وذكرياتهم أيام كانوا يدرسون في كلية الحسين ورغدان الثانوية وهم يصعدون أو ينزلون هذا الشارع من وإلى المدرسة وقاع المدينة, وهذه الأدراج التي تبدو مثل الشرايين الحيوية التي ظلت تنبض بدم وأرواح أهل عمان تواكب صغرهم وكبرهم وأفراحهم وأحزانهم ، وكل مسيرات الحياة وزواياها المتنوعة.
هناك في قلعة عمان عاش عشرات الحكام من العمونيين والأمويين الذين بنوا هذا القصر المقبب باللون الفضي الآن.. ولمن لم يزر القلعة حتى الآن!! نقول: لن تذهب نزهتك إليها إلا بالإعجاب لتفاصيل الآثار المليئة هناك ولمتحفها الزاخر بالتاريخ والجمال القديم.
إطلالة دارة الفنون
ومن المدرجات الواسعة بالأشجار والأزهار والجلسات الجميلة في أقسام دارة الفنون بجبل اللويبدة نقف هناك لنستمتع بشدة بهذا المشهد البانورامي الواسع أمامنا من جبال عمان ومناطقها وبعض تفاصيل قاع المدينة أيضاً.. فهناك في الأفق البعيد نشاهد مسجد أبي درويش الشهير بحجارته البيضاء والسوداء.. حيث قبته ومئذنته تعانق فضاء أرواحنا التواقة للخشوع والتسبيح لله العلي العزيز.. من حوله جبل الأشرفيه المعروف بعلوه الشامخ وكنائسه المتعددة، وبيوته وكأنها أُشيدت فوق بعضها البعض لتدهش عين الزائر لعمان لأول مرة مثلاً.
ومن تحت جبل الأشرفية نشاهد بعض تفاصيل قاع المدينة مثل مآذن المسجد الحسيني الكبير.. وأيضاً هناك الجبل الجار للأشرفية وهو جبل الجوفة ومن جانبه كذلك جبل التاج الشامخ في علوه أيضاً حيث الحاووز الشهير هناك.. لتبدو لنا أن هذه الجبال الثلاثة وكأنهم أشقاء يضعون أياديهم فوق أكتاف بعضهم البعض في صحبة تاريخية مستمرة إلى أبد الدهر.
ومن على يمين هذا المشهد في مناظر أقرب من الجبال السابقة نلاحظ بشكل أكثر وضوحاً السفح القديم من جبل عمان المطل على قاع المدينة أي على شارعي الملك فيصل والأمير محمد.. حيث نلاحظ هذا المبنى القرميدي السقف وهو مبنى مسرح البلد والذي كان قديماً داراً للسينما تسمى بسينما الأردن ثم سينما فرساي.. وبالقرب منها كان ومازال مبنى رئيس الوزراء الأسبق توفيق أبو الهدى ومبنى نادي الجزيرة الرياضي.. ومن فوقهما نشاهد تلك المباني الجميلة جداً منها مبنى برية الأردن الزجاجي بطوابقه المتعددة, واستراحاته الخلابة وقصر البلبيسي والمسجد العمري ومدرسة شكري شعشاعة.
إطلالة كنيسة البشارة
وقرب نقابة الفنانين بجبل اللويبدة ومن جانب كنيسة سيدة البشارة, وقبل الوصول لمدرسة ضرار بن الأزور, وهناك مطلة شاسعة حيث الواقف هناك سوف يمكث لفترة من الزمن.. يتأمل وبكل متعة وشوق هذه المشاهد الرائعة, لتلك المباني العريقة والحديثة المقابلة له لسفح آخر من سفوح جبل عمان المعروف بحي الملفوف, ولمنطقة الدوار الثالث في جبل عمان.. حيث ستأسره تلك المباني والبيوت والشوارع ومن أبرزها التي تخطف البصر بشموخها ومن أقدمها نسبياً هذا المبنى الطويل وشبه الدائري الاسطواني وهو مبنى برج عمان .. حيث تحتل طوابقه العديد من المؤسسات والشركات والمطاعم ومن تحته أيضاً.. وليس بعيداً عن هذا البرج والذي كان قديماً في السبعينات أو الثمانينات يعتبر أعلى مبنى في مدينة عمان الحديثة.. وبالقرب منه تبدو كذلك أضخم عمارة في العلو والاتساع وجمال التصميم الهندسي والإنارة الليلية الملونة والمدهشة أيضاً في سماء عمان المسائي الساحر إنه مبنى الرويال الذي يحتوي على الفنادق ودور السينما والمكاتب التجارية والأسواق وغيرها.
كذلك وليس بعيداً عن هذا المبنى ستبدو لناظريك مباني أجمل الفنادق في عمان وهو فندق «حياة عمان» الشهير بإقامته للمعارض العالمية التجارية وكذلك المعارض الفنية التشكيلية للفنانين من كل دول العالم ومن الأردن كذلك.
والدوار الثالث في جبل عمان كان دواراً بحديقته الجميلة من الاشجار والأزهار والمقاعد التي يتنزه فيها أهل عمان القاصدين المناطق الراقية حيث شراء السندويشات اللذيذة من مطعم أبي معتوق, ثم الكسدرة ما بين الدوار الثاني والثالث في مساءات الصيف الرائعة.
الإطلالة قرب مسجد الشريعة
وفي شارع فرعي قرب مسجد الشريعة المعروف في جبل اللويبدة يقف المتفرج عند رأس الشارع الطالع من العبدلي إلى هذه المنطقة لتبهره تلك الأبراج العمرانية المذهلة في علوها وشموخها في آفاق منطقة العبدلي.. حيث منها الدينية مثل مآذن وقباب مسجد الملك الشهيد الملك عبد الله الأول ابن الحسن ومن جانبه تبدو أبراج الأجراس الكنسية لكل من كنائس الأقباط الأرثوذوكس وكنيسة أخرى قريبة جداً منها.. في مشهد جمالي ديني يدل على التآخي والمحبة ما بين الأديان, إذ تتعانق وعن بعد تلك المآذن مع أبراج أجراس الكنائس.. في دلالة روحية رائعة للنفوس العامرة بالإيمان ، لربنا خالق جميع الناس ورب كل الأنبياء عليهم السلام.
ويختلط هذا المنظر الفضائي في سماء العبدلي ببعض الأبراج العمرانية التي بدأت تبرز منذ عدة سنوات في مشروع العبدلي الحديث والذي سيكون من أبهى وأجمل المواقع في عمان حيث المباني الشاهقة والأبراج العالية بالروعة والأبهة ومشاعر السخاء العمراني العالمي كما هي مدن العالم المتقدم.
[rtl]
[/rtl]
العبدلي
جبل الاشرفية وجبل الجوفة
قلعة عمان