ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: علام ينظرون الإثنين 21 أبريل 2014, 12:47 pm | |
| علام ينظرون
هذا ينظر , وذاك ينظر , وتلك تنظر , وأولئك ينظرون , الكل ينظر , أهلنا في منزلنا ينظرون , لاأعرف لم , ربما يظنوننا نكذب عليهم لذلك ينظرون , ربما يظنوننا خرجنا عن العادات والتقاليد والأعراف والشروط لذلك ينظرون , ربما وربما وربما , أسئلة كثيرة في نظراتهم , وعلام ينظرون .
الجميع ينظر , وفي كل مكان ينظرون , في السوق والمدرسة والعمل والشارع ينظرون , لكن لم نخدع أنفسنا ونخدعهم , نحب نظرات بعضهم أليس كذلك , وتخنقنا نظرات آخرين , حتى أننا نفعل اشياء لكي ينظرون , وحين ينظرون نسأل , علاما ينظرون , هل أنا جميل , أو أنيق أو يظنونني ثري , ويحي , أيظنونني غبي أو سفيه ,
البعض ينظرون إلينا بعقليتهم المحدودة , يظنوننا لصوصا أو مدمنون أو حتى شاذين مثليين نميل إلى أبناء جنسنا , ربما! أقول ربما! بعضهم لديه عذرا حين يظنون , تصرفاتنا وغرابتنا تجعلهم ينظرون ويتعجبون .
- نلبس نظارة سوداء! هل لنحجب ضوء الشمس عنا؟ أم لنخفي نظرات أعيننا؟ أم لنكن غامضين لمن ينظرون إلينا .
- نشعل سيجارة! هل لصداعا اصابنا؟ أم تفاخرا في أنفسنا؟ أم لنصبح طائشين لم ينظرون إلينا .
- نضع سماعة في اذننا! هل لنسمع شيئا يروقنا؟ أم لنمنع أصوات الناس عنا؟ أم لنبين مشاعرنا لمن ينظرون إلينا .
- نرتدي ملابسا فاخرة! هل لأنها عاداتنا؟ أم لنظهر مدى أناقتنا؟ أم لنلفت أنتباه من ينظرون إلينا .
- نجلس متكئين في سيارتنا! هل لقيادة بهدوء نريدها؟ أم لنظهر مدى راحتنا؟ أم لنكون غير مبالين لمن ينظرون إلينا .
لكن ألم نكتفي من النظر ولم يكتفون , لم لاينظرون بداخلهم وإلى ذنوبهم وخطاياهم , لم لاينظرون بعمقا أو طمأنينة أو سكينة أو حتى بصيرة , لماذا لايتأملون ,
أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها , ليتهم ينظرون إلى هذه بقلوبهم يتمعنون ويتفكرون , لكنهم لايريدون أن ينظرون أو يتأملون ,
أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت , وإلى السماء كيف رفعت , وإلى الجبال كيف نصبت , وإلى الأرض كيف سطحت ,
كلها مناظر جميلة وعجيبة , ولكن من ينظر لا أحد , يريدون أن ينظروا إليك أنت , أنت وحدك .
أكتفينا من النظر ونريدهم أن يكتفون , ولكن هل يكتفوا لن يكتفوا , سيظلون ينظرون وينظرون حتى (لما) يموتون , وسيظلون ينظرون وينظرون إليك حتى أصغر عيبا سيظهرون لديك , ولن يكتفون , سيظلون ينظرون وينظرون , ولكن بداخلهم لم ينظرون ولن ينظرون .
|
|