[size=32]قضم الأظافر .. عادة قد تتحول إلـى مــرض![/size]
الدستور - إسراء خليفات
يقضم الكثير من الأطفال أظافرهم، وتعد الظاهرة من أكثر العادات العصبية شيوعا. وغالبا ما تبدأ مشكلة قضم الأظافر فى الطفولة، وعلى الرغم من أنها تصبح أقل انتشارا بعد سن الثامنة عشر، إلا أنها ربما تستمر بعد البلوغ. على الرغم من علم الجميع انها عادة سيئة خصوصا ان اعتاد الطفل عليها حيث تصبح مصدر قلق للاهل وبالذات الامهات. مؤكدين قلقهم بتأثيراتها التي تهدد صحتهم نتيجة ما تحتويه الأظافر من ميكروبات وتتسبب عادة قضم الأظافر في نقل الجراثيم والأمراض إلى أمعاء الطفل.
عادة مستعصية
تؤكد رفيدة هايل خوفها على صحة ابنتها والتي دائما ما تجدها تمسك باظافرها،و تقضم بها. وذلك ان كانت تبكي ام لا ؟ حيث انها اصبحت اثناء اللعب تقوم بذلك الأمر مبينة انها اصبحت مصدر ازعاج لها حيث تقوم بقضمها بشدة حيث تجرح اصابعها وتؤلمها وتبقى طوال اليوم تبكي من الألم .
تقول اميمة فلاح: «كنت اعتقد ان دخول ابني تامر المدرسة سوف يدفعه للاقلاع عن هذه العادة السيئة، والتي سببت له تشوها في اصابع يديه،الا ان ذلك لم يحصل وما زالت هذه العادة متمكنة منه حتى بعد ان بلغ العاشرة من عمره، وللاسف لم أدرك في البداية بأن هذا السلوك سيصبح عادة مستعصية، وانني لن استطيع حلها.
أما زينب عيد تؤيدها الرأي قائلة: «أنني ابلغ من العمر 15 عاما وما زلت اقضم اظافري، حيث لازمتني تلك العادة منذ كنت صغيرة، ورغم محاولات اهلي لاثنائي عنها الا انها بقيت ملازمة لي، وتضيف: لقد سببت لي هذه العادة الكثير من الاحراج امام صديقاتي واقاربي جراء نظرة السخرية والاستهزاء التي تصدر منهم بحقي،حيث انني احاول كثيرا ان اتمالك نفسي من عدم القيام بتلك العادة الا انني ما ألبث حتى اعود لها متسائلة ما الحل لتركها .
ويوضح فراس محمد ان ابنته سلمى لا تعاني اي نوع من التوتر او الضيق او العصبية ومع ذلك فانها تعاني من عادة قضم الاظافر، وهذا ما يزيد من حيرتهم عن اسباب تمكن هذه العادة من ابنتهم، ويقول: مرت فترة بقيت والدتها تراقبها وعند قيامها بذلك تمنعها،حتى وصل الامر بـ(سلمى) ان تراقب والدتها لتختلي بنفسها وتقوم بقضم اظافرها.
منذ الصغر
ويذكر مازن احمد أن اخاه كان يقضم أظافره منذ ان كان صغيرا، وبقى كذلك لغاية الان لم يتخل عن تلك العادة على الرغم من انه تجاوز ال (17 سنة)،ويقول: ان هذه العادة تشوه مظهر اصابع ابني وتؤدي إلى احمرار اطرافها، وتقرحها وتنقل الجراثيم والميكروبات للجسم، ومع ذلك لم يستطع تركها، مشيرا الى انها اثرت كثيرا على تحصيله العلمي بسبب الشرود وقلة التركيز، وتسببت لديه عدم الثقة في النفس، الامر الذي ادى الى انعزاله عن الاخرين، مضيفا انهم اصطحبوه الى الكثير من الاطباء محاولين جعله يتخلى عن تلك العادة الا انها ازدادت، فاصبنا بالاحباط في النهاية وتركناه يفعل ما يحلو له.
اما سمية فواز وهى والدة لطفل يقوم بقضم اظافره، وتعمل في مهنة الطب الا انها تفاجأت عندما وجدت ان ابنها من الاطفال الذين يقومون بقضم اظافرهم عندما يتوتر او يخطئ ويخاف. تقول سمية: انني تفاجأت من الامر لما لدي من معلومات عن تلك العادة تشير الى ان الطفل اذ اعتاد منذ الصغر على قضم اظافره او وضع اصبعه في فمه، فقد يتطور الامر الى حالة مرض نفسي ويستمر في ممارسة تلك العادة حتى يكبر، وكلما طال الامر كلما صعب تركه.
محاولات
وبينت سمية انها قامت بعدة محاولات لجعل ابنها يقلع عن تلك العادة السيئة، ومن هذه الطرق وضع قليل من الفلفل الحار على يديه، و حرمانه من مشاهدة التلفاز، وحرمانه من المصروف اليومي، وبالمقابل زيادة مصروفه اليومي وزيادة وقت مشاهدته للتلفاز، كلما استطاع المباعدة بين اوقات ممارسة عادة قضم الاظافر، وقالت ان النتيجة كانت ايجابية واقلع طفلي عن هذه العادة السيئة.
ويرى نادر علان ان الطريقة المثلى لجعل الطفل يتخلص من هذه العادة هي أن يقدم الآباء المساندة للطفل وأن يشملوه بعطفهم وحنانهم، إذ أن المدح والدعم الإيجابي يمنحان الطفل الشجاعة ويزيدان من فرص النجاح في التخلص من هذه العادة، أما الوسائل العقابية مثل الحرمان من مشاهدة التلفاز أو الحبس في المنزل فتؤدي إلى نتائج عكسية وتتسبب في زيادة التوتر والقلق وبالتالي التمسك بعادة قضم الاظافر.
رأي علم الاجتماع
وعبر الدكتور مجد الدين خمش اختصاص علم الاجتماع في الجامعة الاردنية عن الأسباب التي تدفع بالطفل الى ممارسة عادة قضم الاظافر للتعبير عن قلقهم او خوفهم او للتسلية، وقال يبدأ الامر بعدم إشباع فم الطفل،أو كحالة تعبير عن خوف وردة فعل منه عند تعرض الطفل للضرب، ومن الأسباب ايضا كثرة أوقات الفراغ، وقد تكون تعبيرا عن قلق وتوتر عصبي.
ويبين الدكتور خمش أن علاج قضم الأظافر يبدأ بالوقاية من وضع اصبعه في فمه من خلال إشغال يدي الطفل وإشباعه بالإرضاع من خلال عمليتي الاحتضان والالتصاق بالأم، او وضع قطعة حلوى في فمه، وقال على الأم مراقبة طفلها ورعايته الى جانب التوضيح له بأن هذه عادة سيئة وتسبب الأمراض، وينصح خمش بتوفير الجو النفسي الهادئ للطفل واشغاله بأنشطة تلهيه وتبعده عن القضم، وتعليمه منذ الصغر على تقليم أظافره، وكذلك بالنسبة للفتيات بوضع طلاء الأظافر باستمرار (المناكير). وبين الدكتور خمش أن قضم الأظافر سلوك قد يتحول من عادة الى مرض، ناصحا الأمهات بتوفير الأجواء النفسية المريحة للتغلب على تلك المشكلة
.