ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الرحلات.. متنفس العائلة لكسر حاجز الروتين الأحد 27 أبريل 2014, 8:20 am | |
| [rtl]الرحلات.. متنفس العائلة لكسر حاجز الروتين[/rtl] [rtl]
[/rtl] [rtl]
عدسة : محمد القرالة غدير سالم - ضجر وملل وروتين مستمر فها هي السلبية تسيطر على جو العائلة العام ، فينظر أحدهم من النافذة ولا يجد سوى العديد من السيارات ذات الزوامير العالية بالإضافة الى وجود العديد من الناس يتنقلون من مكان لآخر ، فيأمل أن يخرج رأسه من النافذة ويصرخ كفى روتينا فقد مللنا العمارات والشقق والزوامير المرتفعة . فيعيد بنظره إلى عائلته المتسمرة بنفس الحالة الساكنة التي لا تبعد بنظرها عن التلفاز ، فيصرخ بصوت مرتفع :» يلا نطلع رحلة «. هنا يبعد الجميع أنظارهم عن التلفاز كما لو جاءت الكلمة المنقذة لحالتهم ، فها قد جاءت الكلمة التي ستكسر حالة الملل والروتين ، فيصيح الجميع :» يلا والله لازمنا تغيير جو «. فيتم الإتفاق السريع على المكان والأمور الواجب تحضيرها وتبدأ عملية التحضير فها قد كسر الروتين وبدأ النشاط والحركة من جميع الإتجاهات ، فمجرد كلمة « رحلة « وما تحمله من معان للترويح عن النفس وتغيير الجو غيرت حال عائلة بأكملها . تجمعت العائلة وأحضرت اللازم للذهاب إلى الطبيعة الجميلة وصعد الجميع إلى المركبات وبدأ السير لرؤية طبيعة بلادنا الجميلة ، ومن هنا يأتي السؤال لما يتغير حال الناس بذكر كلمة الرحلة ؟ ولماذا تقوم الرحلة باشعار الناس بالسعادة والفرح الكبير ؟ وهل تعتبر الرحلة منفذ الناس لكسر الروتين وتجديد الجو العام ؟ كل هذا وغيره سنتعرف عليه من الناس والمختصين وهذا ما رصدناه . التسعيني «أبو خالد» كلمة رحلة وحدها رغم بلوغه التسعين تشعره بالسعادة الكبيرة حيث اعتاد عليها منذ الصغر بسبب طبيعة عمله فقال والإبتسامة على محياه الجميل :» يا بنتي .. طبيعة عملنا منذ الصغر كانت في الطبيعة من خلال الحصاد ، عدا عن موسم قطف الزيتون فهذه الطبيعة الرائعة اعتدنا عليها منذ الصغر ، والآن بدأ أبناؤنا يصطحبوننا معهم إلى الرحل لتغيير الجو ورؤية الطبيعة التي لا تغيب عن بالنا أبداً ، فما استطيع قوله أن طبيعة بلادي الخضراء الجميلة تجعلني أكره المكوث الطويل في المنزل والرغبة بالذهاب إلى الرحل كل يوم لو أستطيع ذلك ،ولا بد من ذهابنا كل جمعة إلى مكان مختلف عن الآخر لنشاهد طبيعة بلادنا الجميلة في كل مكان «. تشاركنا « أم خالد « الحديث بضحكة جميلة جعلتها تقول :» والله يا بنتي أنا بحب الطبيعة اللي خلتني أتعرف على أبو خالد ويحصل النصيب ، ويبتسم الجميع ، ثم تكمل كما قال أبو خالد طبيعة عملنا في الطبيعة هي سر محبتنا لها ، فالذهاب إلى الطبيعة يغير النفسية ويضفي جو المرح على العائلة ويجعلنا دائما مجتمعين وتقوي الروابط بيننا «. فها قد جمعت الطبيعة بين «أم خالد» و» وأبو خالد « واللذين قد شاب شعرهما سوياً وما زالا يحبان الطبيعة الخضراء ولا يستطيعان الإستغناء عنها أبدا ، فما كان شعور العشريني «أحمد» الذي عبر لنا عن سر محبته للرحل فقام بالإجابة بطريقة سريعة كما وأن وراءه رحلة يجب أن يذهب لها بعجلة فقال :» أسكن في مادبا في بيت شبيه بالمزرعة بسبب الطبيعة الجميلة حوله ورغم هذا لا بد من ذهابنا إلى أماكن أخرى في بلدي للإستجمام والراحة ، فنعتبر الذهاب للرحل من أساسيات الحياة لدينا والأسبوع الذي يمر دون الذهاب الى الرحل نشعر بالإختلاف الكبير ، فمن يكره الطبيعة والراحة والتفاؤل الذي تمده لنا والتي تعطينا طاقة نفرح بها كثيراً «. « أبو راشد « بين أن الطعام في الرحلة له نكهة خاصة فقال :» طبعاً من منا لا يحب الطبيعة والذهاب للإستمتاع بها ، ولكن ما أشاهده وأشعر به أن الطعام بالرحل له نكهة خاصة تجعلك لا ترغب بالشبع وإنما الإستمرار بتناوله بشراهة حيث تعتقد كل مرة أنك الآن ابتدأت بالأكل «. توافقه الرأي « أم راشد « فتقول :» نعم حقيقة للطعام نكهة مميزة تختلف عن جميع النكهات لجمالها ، ولا تقتصر الرحلة على الطعام فمشاهدة الأسر حولك كل أسرة تجتمع مع أحبابها وأقاربها هذا المنظر يجعلك تحب الحياة وتتفائل بمحبة الناس لبعضها البعض «. الغريب في حوارنا مع الناس مشاهدة مجموعة من الشباب والفتيات من لا يحبون الذهاب إلى الرحل مطلقاً فما سبب هذا الكره تجيبنا «دينا» 17 عاماً :» لا أحب الرحل مطلقاً فيوم الجمعة خاصة تكثر الرحل فيه وهو اول يوم عطلة في الأسبوع وأرغب في الراحة بعد اسبوع شاق بالمدرسة ، فالإستيقاظ مبكراً شئ مستفز جداً «. يبدأ « محمد» 15 عاماً بالحديث ويقاطع «دينا» فيقول : سأقف عند كلمة دينا مستفز جداً ، نعم فالإستيقاظ باكرأ يحمل كمية من الإستفزاز لا أستطيع تحملها ، عدا اننا لا نذهب إلى أماكن مختلفة وانما نفس الأماكن ونفس الأشخاص فالملل يسيطر على الرحلة كما لو أننا بالمنزل «. وعن رأي المختصين هذا ما رصدناه . المشرفة التربوية الفنية في أكاديمية ساندس الوطنية أمينة حطاب بينت أنواع الرحل فقالت :» هناك أنواع من الرحل الداخلية فهناك رحل يذهب بها الناس الى اي مكان قريب يتواجد به الطبيعة الجميلة والسبب انهم يعيشون في شقق ولكسر الروتين يذهبون إلى أماكن الطبيعة الخضراء الجميلة ، عدا أن الذهاب لمكان قريب يعتبر أقل كلفة من كافة النواحي ، وعلى سبيل المثال سكان مدينة الزرقاء يذهبوا للمدينة الرياضية كثيرا لقلة تكلفة المواصلات وتوفرها «. وأضافت :» اما النوع الآخر من الرحلات الداخلية فهو الذهاب بعيداً عن المنزل لتغيير الطقس والمناخ ، فالأردن يتميز بتنوع المناخ فيه فيذهبون مثلا للبحر الميت لتغيير طبيعة المناخ ولتجديد النشاط ولكسر الروتين ، ويكون اكثر كلفة ولكن بطريقة مقبولة فالإستراحات فيها أسعارها مقبولة ، وهناك رحلات تكون أبعد للعقبة مثلا فيذهبوها للتسوق وبهدف الراحة والإستجمام وبسبب وجود البحر فنحن بالأردن نتفاءل بالبحرعدا عن وجود الأسواق العديدة «. وتابعت حديثها :» ولكن للأسف تجد العديد من الناس يفضلون الذهاب الى شرم الشيخ وطابا مثلا لرخص اسعار فنادقها مقارنة بالاسعار لدينا، فلدينا تتوفر الفنادق لقلة معينة من الناس فتجد الناس تتهافت على الشقق اكثر من الفنادق ، وللأسف لا يوجد لدينا تنظيم للتعرف الى البلدان فنلجأ للرحل الداخلية لتغيير المزاج ولكننا نفتقر للتوعية التاريخية فالأجهزة السياحية تهتم بالسياح اكثر من المواطنين فيجب ان يتعرف المواطن على بلده وباسعار مقبولة، فالسياح الاجانب لهم اهتمام اكبر من المواطنين والمواطن الاردني له اسعار اكبر واقل اهتمام «. أما خبير علم الإجتماع ورئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الأردنية د. مجد الدين خمش فقال : تعتبر الرحل متنفسا للعائلات وارتباطا بطبيعة الوطن ، وتساعد في تغييرالجو ، عدا عن دورها في تجديد نشاط الناس ، وتقوم بعمل نوع من التماسك الأسري عند لقائهم بقضاء وقت سعيد، فنلاحظ ان هناك نسبة كبيرة من سكان عمان يسكنون في عمارات وشقق لا يتوفر فيها مجال للحدائق والطبيعة حولها ، عدا عن اهمية الرحل في التعرف على اماكن جديدة ، وهذا ينشط السياحة الداخلية عدا عن وجود شركات السياحة الداخلية فهي شركات منظمة واسعارها معتدلة «. وبين اختصاصي الطب النفسي (العلاج السلوكي ) الدكتور نايف ارشيدات أهمية الرحلات فقال : «الرحلات الداخلية ميزتها انها لجميع الطبقات غني ومتوسط وفقير ، عدا انها تساهم في تشجيع السياحة الداخلية ، وتكلفتها قليلة ، وتساعد بتغيير نفسية الانسان وتغيير الجو، عدا ان من خلالها ينسى الإنسان مشاكله وفيها نوع من الترفيه الإجتماعي» . فتختلف الآراء ووجهات النظر ما بين مؤيد ومحب لهذه الرحل وبين الرفض الكامل لها ، رغم ذلك تبقى الرحل هي متنفس الجميع وحاجز الأمان الذي يوصلهم إلى بر السعادة وتغيير النفسية .
[/rtl] |
|