ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75783 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الدور الحيوي للرجل برحلة الحمل والولادة؛ أساسي ومحوري ! الخميس 01 مايو 2014, 7:52 am | |
| [rtl]الدور الحيوي للرجل برحلة الحمل والولادة؛ أساسي ومحوري ![/rtl] [rtl] [/rtl][rtl]
دكتور كميل موسى فرام أستاذ مشارك/ كلية الطب- الجامعة الأردنية استشاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية
للرجل دور مهم وأساسي بفترة الحمل والانجاب يتعدى حدود الاعتقادات التي ورثناها من الزمن العثماني التي تصورها المسلسلات المتواضعة التي تعرض على بعض شاشات التلفاز بفقراتها الركيكة التي تصور درجات الانحلال بدرجة لا تحمل البراءة، ويمكننا القول بمناصفة الأهمية من حيث المعطيات والنتائج عندما عزم الزوجان وشدا الرحال لرحلة ثنائية هي الأجمل والأصعب بالخاتمة التي تبشر بقدوم فرد جديد للعائلة، فهناك اعتقاد سائد أن الدور المساند للرجل يتمثل بإنجازه لفقرته بلقاء الأنس في تلك الليلة التي تمتزج فيها العفوية مع الرغبة أو الصدفة بنتيجة حدوث الحمل، لتبدأ أولى محطات القطار الزوجي بالسير على قضبان العواطف والأمل انتظارا لقدوم ضيف العائلة بخطة المجد التي تبشر بأنه سيكون ذات شأن في المستقبل أو يترجم أحلاما لواقع بل يمثل رابط الأمان العائلي، فالرحلة بقدر ما تحمل من بشائر وإجابات لأسئلة تحذف بوجدان الزمن، فإنها تمثل فترة زمنية مختلفة وبدرجة من الحساسية فتحتاج لجهود مضاعفة للمرور بسلام، فهي عصيبة وخطيرة بنفس الوقت بسبب المضاعفات التي قد تعترض عربتها لتهدد حياة الأم والجنين، حيث البرامج التي تعتني بالأم الحامل ضمن خطة علاجية قد سهلت مرافقها بوسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل الكشف المبكر عن الأمراض المرافقة أو الصامتة فتظهر بفترة الحمل تحت عنوان النتيجة أو السبب. تمثل فترة الحمل بمفهومها الطبي والفسيولوجي ظرفا طبيا دقيقا يحتاج لرعاية غير روتينية بل تنتفي صفة التعامل مع الشكوى والأعراض بالشكل المتداول بسبب ترافقها مع متغيرات كبيرة جداً خصوصا بضوابط البيئة الداخلية للسيدة الحامل، ارتباطا ذات شأن لا يمكن التعامل معه بحسن نية أو امتدادا لسلوكيات قد حان الوقت لدفنها وإعلان وفاتها، وهنا، لا بد من التركيز على معطيات المعادلة الهرمونية التي تتمثل بزيادة طبيعية عن الحدود المتعارف عليها خصوصا هرمونات الحمل الأساسية «البروجيستيرون والأستروجين» إضافة لهرمون الكورتيزون، بمثلث يسبب انقلابا جذريا بشتى السلوكيات يرافقه نتيجة وتأثرا تغير بعناصر المعادن الأساسية التي تحكم التفاعلات البيوكيميائية خصوصا بوجود تغيرات وظيفية بأجهزة الجسم المختلفة، واقع يفرض علينا تسميتها بإنقلاب مرحلي على المألوف ليناسب الظروف الصحية الجديدة التي تسمح بنمو الجنين بظروف مثالية، والاجتهاد بالعبث أو الاهمال بأي من المعطيات سوف يتسبب بكارثة صحية لأركان المعادلة. إحدى نتائج المعادلة الهرمونية حدوث إضطرابات نفسية طبيعية بسبب اختلاف مؤشر الحساسية للسيدة الحامل وهي ليست مرضية أبدا، لتفرض على المعشر المحيط نهجا جديدا لشخصية جديدة، ظروف يجب أن تكون مقدرة من الزوج بالدرجة الأولى بإعتباره الأقرب نتيجة لكل التغيرات المصاحبة للأمر، فعندما بدأت قصص التاريخ فذكرت أن ولادة شكل من أشكال الشهية للمرأة الحامل يمثل بوابة رئيسية للتشخيص، فذلك ليس من فراغ أو محض تأليف بل نتيجة منطقية للواقع الجديد للحمل، محطة مراجعة لجميع مفاصل العلاقة العائلية تهدف بالأساس لاعادة توزيع الأدوار الأدائية خصوصا المتعلقة بالزوجين كوحدة متكاملة ويفضل أن يرافقها شكل من أشكال التغير السلوكي لبقية أفراد العائلة، فحدوث الحمل بحد ذاته مناسبة تستحق الاحتفال فيها بالتهاني مرافقة لتغير بمعطيات البناء العائلي بعد أن اختلفت الظروف الحياتية والشخصية، بينما كانت البساطة والطبيعة هي العامل الأساسي بتوافق الزوجين مشفوعا بالقناعة، لتتبدل الأمور بطلبات خيالية فرضت نفسها على المفكرين بخطوة الزواج، فارتفع سن الزواج وزادت نسبة العازفين عنه، إضافة لتعثرات تمثل إعاقات بوسائل التنفيذ لبناء العائلة النموذجية خصوصا في ظل الظروف الصحية والاقتصادية والعائلية لكلا الطرفين، كلها انتهت بضرورة تحديد عدد أطفال العائلة بالشكل الذي يسمح بتقديم العناية التي يستحقونها. الدور المساند للرجل بالحمل يتعدى حدود الدور المشجع بل يكون شريكا كاملا بهموم الرحلة، فعليه تقدير ظروف زوجتة بوضعها الجديد والتعامل مع الرغبات والتصرفات بروح من الايجابية التي تغلف سلوكيات قد فُرض عليها التغيير لمصلحة العائلة بالدرجة الأولى، فالزوجة الحامل - بل وغير الحامل- تحتاج لمراعاة زوجية تشعرها بالشراكة الحقيقية، مواقف لا يعوضها التعويض المادي أو الصرف المبعثر، فالشعور بتحمل الشراكة لا يمكن تقديره بمبلغ مادي وهو ليس كذلك ولا يمكن الاستعانة فيه لتعويض التفاعل الحقيقي مع الهموم وتقديرها، فربما وردة صباحية أو كلمة تحمل دفء المشاعر يكون وقعها ونتائجها عن صرف مادي بلا حدود، فأحيانا الواقع المادي والكرم غير المحدود بصفات مرحلية لن يعوض كلمة جارحة أو تصرف ذكوري يعيدنا لحقبات الجاهلية بقيادة مركب العائلة، ويقيني أن السعادة توزع مكاسبها بالتساوي بين أفراد العائلة والحال كذلك لأمطار صيف غابر، فصاحبة المنزل تمثل مؤشر بورصة السعادة العائلية بكل أركانها، خصوصا تلك المحطة العائلية التي تمثل الانحياز الكامل لظروف ربة المنزل. المساعدة بالأعمال المنزلية قد يكون شكلا آخر من أشكال الانتماء والمحبة ويبعث برسالة للزوجة حروفها بأثير العطاء والاخلاص ولا تحتاج أبدا لمعجم تفسير أو قيد اجتهاد أعمى يفسره البعض انتقاصا، فذلك لن يقلل من دور الرجولة الذي نمارسه، فصعوبات الحياة بمجملها تحتاج للتكاتف والتعاون لاجتيازها عبر محطات صعبة نحبها ونصنعها بطيب خاطر لأنها تمثل وقود الاستمرارية بعالمنا المجنون، وتبرع الزوج بحمل جزء من هموم الزوجة هو تنفيذ لنصوص الدستور العائلي الذي اساسه التعاضد على العمل بيد واحدة، فنسمات السعادة التي يحملها الجنين القادم للعائلة ستجعل من فراشات العمر ترتشف رحيق الاخلاص والتعاون، وأضيف، أن هناك مصلحة تتعدى الظرف المرحلي الذي سينتهي ويتكرر مرات، بنقشه سببا رئيسيا للمحافظة على روح الجمال والجاذبية بالزوجة الأم، أيقونة تشعرنا ببئر عطاء دائم، لشمعة تنير ظلمات القدر أحياناً. يمثل استخدام الأدوية والعقاقير الطبية للسيطرة على التغيرات السلوكية والفسيولوجية بمحاولة تفسير الواقع الجديد بنسق مرضي، مغامرة للدخول بنفق مظلم غير محدد المساحة والظروف، فالعلاج يمثل حلا حصريا للاختلالات الصحية والتي يمنع الخلط بين أعراضها وتلك الأعراض الناتجة من خلل معادلات التحكم الداخلية، فشعور الشراكة الحقيقية بصعوبات الرحلة يترجم واقعا بمفعول السحر على السيدة الحامل، يصعب تعويضه وتزداد آثاره الخرابية ودماره بالاهمال أو حُسن النية بالتفسير بدون اتخاذ خطوة صحيحة لتحليل مفرداته من باب الاحساس الفعلي وليس مجاملة عابرة سرعان ما تتقطع وصالها بكثبان صحراوية تحجب الرؤية متسببة بشرخ شفافية زجاج العلاقة الزوجية بصعوبة الترميم بعد أن تتقصف الأطراف نتيجة نقص بالحاجة والمخزون العاطفي، خصوصا أن واحدا من محطات الرجل التي ربما يذكرها ويمارسها بفخر تتحدث عن أمجاد القدرة على الإطراء، فكيف سيكون سحرها لو تبرع بفعلها إكراما لزوجته وعائلته عن قناعة يؤمن فيها ويتونس برحيقها! التجرد من الأنانية وحصر الهدف بإرتداء ثوب الأمان والاطمئنان يعتبر هدفا حصريا لمن يعلمون عن قناعة أن شهادة السعادة تبدأ بالعائلة وتنتهي فيها، فهل لنا أن نكون شركاء بكل محطاتها؟ سؤال قد يكون بريئا وجوابه المثالي عطفا على عنوانه بأنه أساسي وتكاملي، مقالة كتبتها هدية لكل زوجين قد تعاهدا بالمحبة مع الاحترام للصديق الدكتور فياض الذي ينتظر ولادة ولي العهد وللحديث بقية. [/rtl] |
|