الإسلام وضع أساس التنمية البشرية الصحيحة
نظمت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين المصرين ندوة أمس الاربعاء 8 ابريل بعنوان " الدين و التنمية البشرية استضافت فيها المفكر الكبير الدكتور إبراهيم الفقى خبير التنمية البشرية العالمي و فضيلة الشيخ شوقي عبد اللطيف نائب وزير الأوقاف المصري و رئيس قطاع الشئون الدينية بوزارة الأوقاف و فضيلة الدكتور محمد البرى رئيس هيئة علماء المسلمين السابق.
و أشار الشيخ شوقي عبد الطيف أن مفهوم التنمية في الغرب هو الزيادة و هو استعمال ذاع صيته في العصر الحديث و اقتصر مفهومه على الجانب الاقتصادي و الهدف من التنمية هو زيادة دخل الفرد بما يتناسب مع النمو السكاني و الذي كان له أثره في الهزة الاقتصادية الأخيرة و زيادة أعباء الفرد و لقد نبه الإسلام في آيات كثيرة عن التنمية البشرية و أثرها على التنمية الاقتصادية
و أشار عبد اللطيف إلى أن التنمية في الإسلام تنطلق من مفهوم خلافة الإنسان في الأرض " و إذا قال ربك للملائكة أنى جاعل في الأرض خليفة " و في آية أخرى " و إلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيرة هو أنشاكم من الأرض و استعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه أنى ربى قريب مجيب "و العمارة هنا تشمل كل ألوان التعمير في الحياة الكونية و من هنا تبين لنا بان مفهوم التنمية في الإسلام لا يقتصر على الجانب الاقتصادي المادي و إنما يشمل الجانب الروحي و الاخلاقى وهو الأعم و الشامل في الحياة و التي ترتكن عليها كل مقومات الكون من تسامح و أخاء ومحبة بين البشر من اجل أعمار الكون حسب تعالم الإسلام و ما أراد الله به من الإنسان في الأرض و الإنسان هو المحور الاساسى في التنمية لأنه لا غنى للقطاعات التنموية الأخرى عنه و قال تعالى "و لقد كرمنا بني ادم " و أن الله يحب المؤمن المحترف و حاجة العالم إلى التنمية الإسلامية لما حدث به من دمار اقتصادي أخير أدى إلى هزة اقتصادية أثرت على كل العالم
و أشار عبد اللطيف إلى أن التنمية في الإسلام فريضة شرعية حيث قال سبحانه و تعالى " وقل اعملوا فسير الله عملكم و رسوله و المؤمنون " و ارتفع بهذه الفريضة إلى مرتبة العبادة للتأكيد على مسئولية الفرد لابد أن الفرد راع فالكل مسئول عن رعيته مع الدعوة إلى الأخذ بالأساليب العلمية حيث قال فئ آيات كثيرة عن التسلح بالعلم من اجل التنمية " و فوق كل ذي علم عليم "
وقال " اقرأ باسم ربك الذي خلق " كما دعا الإسلام إلى ترشيد الاستهلاك و الإنفاق من اجل التنمية حيث قال تعالى " و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا ) و أيضا قال " و لا تجعل يدك مغلولة لي عنقك " و أيضا إلى عدم الترف الزيادة عن متطلبات الحياة الإنسانية و الرفاهية الزائدة
كما دعا الإسلام إلى حماية البيئة الطبيعية التي وهبها الله تعالى لنا حيث قال " ظهر الفساد في البر و الحر بما كسبت ايدى الناس " و أمر الله تعالى بان يكون الإنسان طيب نظيف كريم جواد و من هنا أكد الإسلام أن التنمية هي الحماية الحقيقية للبشرية من كل ما يهددها
و أضاف عبد اللطيف أن الإسلام ركز على نماذج قرآنية للتنمية البشرية في المجال الاخلاقى ومنهم على الأنبياء السابقين و هم صالح عليه السلام حيث قال " و إلى ثمود آخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره هو أنشاكم في الأرض و استعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه أن ربى قريب مجيب " و تبى الله داود " و علمناه صنعة لبوس لكم "
و نبي الله سليمان " و لسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر و اسلنا له عين القطر و من لجن من يعلمون له بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب اليم يعملون له ما نشاء من محاريب و تماثيل جفان كالجوارب وقدور السرب اعملوا آل داود شكرا " و أيضا ذي القرنين " و يسألونك عن ذي القرنين قل ساتلوا عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض و أتيناه من كل شيء سببا فاتبع سببا حتى إذ بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حماة ووجد عندها قوما قلنا ياذى الفقرنين إما أن تعذب و إما أن تتخذ منهم حسنا قال إما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا و إما من امن و عمل صالحات فله جزاء الحسنى و سنقول له من أمرنا يسرا ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل من دونها سترا كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا ثم اتبع سببا ) و أيضا يوسف الصديق " يا صاحبي السجن أرباب متفرقون خيرا أم الله الواجد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها انتم و أباكم ما انزل الله بها من سلطان أن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون "
و قال " و اجعلني على خزائن الأرض أنى حفيظ عليم " و قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ثم ياتى من بعد ذلك سبع شداد )
و أضاف عبد اللطيف إلى هناك أنواع متعددة في الإسلام منها التنمية الروحية و التي أوصى بها الله سبحانه و تعالى خلقة و حرص الرسول صل الله عليه و سلم على نقلها للبشرية حيث قال " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
و قال تعالى " و انك لعلى خلق عظيم ) و أيضا التنمية البدنية حيث ركز الإسلام على اهتمام الإنسان بصحته و الحفاظ عليها و أيضا التنمية الزراعية حيث قال تعالى " و لقد مكناكم في الأرض و جعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون ) وقال أيضا " امن خلق للسموات و الأرض و انزل لكم من السماء ماء فانبتنا لكم به حدائق ذات بهجة "
وقال أيضا " يأيها الذين امنوا كلوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض " و أيضا التنمية المعمارية حيث قال تعالى " يأيها الذين امنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم " و في حديث أيضا " تسعة أعشار الرزق في التجارة " و أيضا التنمية الاجتماعية حيث قال " و تعاونوا على البر و التقوى " و أيضا التنمية الاجتماعية حيث قال تعالى " وتعاونا على البر و التقوى و في حديث " مثل المؤمنون في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد " و" المسلم اخو المسلم " و أيضا في أية أخرى" و الذين تبوأ لدار و الإيمان يحبون من هاجر إليهم " و التنمية السياسية حيث قال و شاروهم في الأمر " فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم " و التنمية العسكرية حيث قال " و أعدو لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم "
و أشار الدكتور محمد البرى إلى أن الإسلام كرم الإنسان " و لقد كرمنا بني ادم " و أشار إلى أن الرسول كان كريما جدا حتى مع الأعداء و الأسرى و استشهد بواقعة فتح مكة حين قذف الله الرعب في الأعداء و فروا هاربين و منهم عدى بن حاتم الطايء و لكن أسرت أخته سكانه و اطعم الرسول و أصحابه الأسرى أحسن الأطعمة وأمنهم من خوفهم و عندما طلبت منه صل الله عليه و سلم إطلاق سراحها لكرم أبواها حاتم الطائي الذي اثني عليه الرسول صل الله عليه و سلم وافق لها و طلبت قافلة لتأمينها للعودة معها فوافق الرسول علي إطلاق سراح من تريد معها
و عندما عادت قصت على أخيها ما فعله الرسول معها ومرافقيها من كرم ومروءة و أخلاق حسنة أسرع على الفور راغبا في تقبيل قدمي رسول الله تهمة الإسلام السياسي!
تعانق الدين والعلم في تاريخنا الإسلامي
الذي رفض و دخل الإسلام دين السماحة و العفة و الكرامة و هي من أهم أهداف التنمية البشرية
و أشار البرى إلى أن التنمية البشرية في الإسلام لها مفهوم اعم و اشمل من التنمية الغربية حيث أنها في الإسلام جامعة لكل متعلقات التنمية للبشر من أخلاق و اقتصاد وزراعة و مال و أعمال و تجارة و غيرها من مناحي الحياة
و أشار البرى الذي عمل إمام و خطيبا للحرم النبوي بمكة المكرمة من عام 1971 و حتى عام 1977 انه السماحة و الأخلاق الحسنة هي أساس التنمية البشرية و أن الكرم الذي يحظى به المسلمين هو التنمية البشرية بكل أنواعها
و أشار البرى إلى أن المحجبات المحذقات هم فاسدات أخلاقيا و أنهم يخلعون الدين من ضمائرهم
و قال الدكتور إبراهيم الفقى أن الإسلام أشار في حديث نبوي شريف " تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب اله و سنتي " و هذا يشير إلى عمومية الإسلام و تمسكه بأسس التنمية بكل أنواعها و التي تحدث توازن في العلوم الإنسانية حيث إعطانا الله سبحانه و تعالى قدرات غير محدودة و هائلة من اجل استخدام الإنسان هذه القدرات و أعمار الكون حيث قال " و لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها و ادعوه خوفا و طمعا أن رحمة الله قريب من المحسنين " و الإسلام هو الدستور في كل زمان و مكان عن طريق استخدام العقل البشرى التي حثنا عليها الإسلام
و اشار الفقى إلي أن مخ الإنسان به 150 مليار خليه عقلية يستخدم منها الإنسان 1.1% فقط حسب أخر الإحصائيات العلمية و هذا يؤكد أن الإنسان يستخدم جزء بسيط جدا مما أعطاه الله له و لابد من شكر الله على نعه الكبيرة على البشرية
و أشار الفقى انه لابد من الاعتماد إلى التنمية البشرية الروحية و الابتعاد عن التفكر الاصطناعي دون الروحاني الرباني و البعد عن م يدمر صحة الإنسان و منها العادة السيئة التدخين و التى تهدر الكثير من الأموال على الشعوب و الأمة الإسلامية و هي العادة السيئة و الحرام شرعا
و حدد الفقى أركان خمسة للتنمية البشرية و هي الركن الروحي و التسامح و العطاء و التفاؤل الصحي و لقد كا فى رسول الله صل الله علية و سلم الأسوة الحسنة
حيث قال تعالى " بقد كان لكم في رسول الله أسوة حسن لما كان يرجو الله " و العلم هو أساس الحياة و لابد من التعلم و متابعة و العلماء و الاقتداء بهم و التنمية البشرية هي أساس الإسلام و الجاهل هو عدو نفسه فقط و المرونة هي من سمات الأشخاص الأقوياء و الذين يتحكمون في احساسيهم لتحقيق الأهداف