الألعاب الإلكترونية .. مدرسة بلا معلم!

الألعاب الإلكترونية .. مدرسة بلا معلم!

البعض يعتبرها مضيعة للوقت أوتعبئة الفراغ للأطفال، والبعض الآخر يراها وسيلة تعليمية لتنمية قدراتهم العقلية والفكرية، هذه هي الاختلافات في الآراء حول «الألعاب الإلكترونية» ومدى تأثيرها على المستويات الذهنية لمستخدميها ولاسيما من شريحة الاطفال الأكثر تعلقاً بها، واللافت في الامر أن الجيل الحالي أصبح يستخرج مفردات ومصطلحات إنجليزية من باطن تلك الأجهزة المتطورة ذات التقنية العالية، علاوة على توسيع مداركهم العقلية والرياضية من خلال مهارات الاتصال المتعددة باستخدامهم لبرامج تعليمية وتطبيقات ترفيهية حديثة على أجهزة الإنترنت، وآي باد، وآي فون وغيرها؛ ما يؤكد حجم الثورة المعرفية والتقنية التي انعكست على الأجيال ولاسيما الشرائح العمرية الصغيرة منها، ومدى التأثيرات الإيجابية على المستويات التعليمية والعقلية لهم، ولقد أثبتت الأبحاث أن «المخ البشرى يصل إلى اعلى مقومات النمو عند سن السادسة، ففي أول ست سنوات يستطيع الإنسان أن يتعلم حقائق ومعلومات ويخزّنها في ذاكرته، وعند تقديم المعلومات المناسبة لعقل الطفل من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة «كالإنترنت، والهواتف المتطورة، وآي باد، والألعاب الإلكترونية وغيرها الكثير التي توائم قدراته وعمره، يتحقق نموه بالرغم من التعقيدات الهائلة المرتبطة بعملية تعلّم اللغة فان الطفل يستطيع التمكن من لغة واحدة أو أكثر عند سن الثالثة تقريباً من الناحية السمعية كما ينمي نسبة الذكاء العام».

البحث عن المفردات.

زهير محمود أحد أرباب الاسر قال: إن هناك علاقة وثيقة ما بين هوايات الطفل ورغباته وما بين استخدام وسائل الاتصال الحديثة «كالإنترنت» والهواتف المتطورة علاوة على شغفهم الكبير بالتقنيات الحديثة «الآي باد» و «الآيفون»، مضيفاً أنه كلما كان الطفل صغيراً كلما كانت عملية التعلم سهلة وأكثر تلقائية، فكلما كبر الطفل كلما صعبت عملية تعلم اللهجة الصحيحة أو الحصول على مفردات وكلمات إنشائية؛ ما قد يساعده على تجاوز مرحلة التخوف من لغة جديدة عليه وبل يدفعه لتعلم اللغة الإنجليزية والبحث عن مصطلحات جديدة وبالتالي الاستمتاع باللغة الإنجليزية عبر تلك الوسائل.

توسيع للمدراك العقلية.

وعن اختلاف تعلم اللغة الإنجليزية للاطفال ما بين الماضي والحاضر بينت ربى سليم موظفة قطاع خاص: أنه في الماضي كانت طرق تعليم الإنجليزية بوسائل تعليمية تقليدية «كالملصلقات» وعدادات الحروف الإنجليزية وغيرهما كشكل من اشكال الألعاب التعليمية، مضيفةً ان الثورة المعرفية والتقنية التي يشهدها العالم في الوقت الحالي لعبت دوراً كبيراً في تنشئة جيل يتمتع بمهارات اتصال لاسيما للفئات العمرية الصغيرة، لافتةً إلى ان احد أبنائها أصبح يستخدم مصطلحات انجليزية من خلال الالعاب الإلكترونية المنتشرة على مواقع الإنترنت، مؤكدةً أن تعلم الاطفال لغات مختلفة في مراحل مبكرة يوسع مداركهم العقلية.

رياضة ذهنية.

ولم يخف مراد عبدالكريم رب أسرة، شغفه الكبير بمشاركة ابنه «محمد» 12 عاماً اللعب على جهاز»X-POX»، معتبراً أن تلك الالعاب الإلكترونية هي رياضة ذهنية للاطفال، وتنمية لقدراتهم العقلية، مؤكداً أن تعزز ملكة الاستدلال عند اللاعب وتنمِّي قدرته على التركيز والتفكير العلمي السليم وعلى وضع الاحتمالات والدخول في التحديات والمعادلات، مضيفاً أن التطور التكنولوجي والتقني يدعم الاطفال بمفردات وكلمات اللغة الإنجليزية نتيجة الممارسات حيث أصبح تناول تلك المفردات بين الجيل الحالي أمراً طبيعياً؛ ما ساعد على حفظها وتداولها فيما بينهم، مؤكداً ان تلك الالعاب عبارة عن برامج تعليمية بعكس ما يعتقد الكثير أنها عبارة عن تسلية وترفيه فقط.

تنمية لمهارات الاتصال.

الناشطة في مجال تكنولوجيا المعلومات ومؤسسة برنامج ثقافة الإنترنت المجتمعية، ومديرة مبادرة «كتابي كتابك» المهندسة هناء الرملي، قالت: إن استخدام الأطفال لوسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت بهدف التعلم هو من أهم الأمور التي ينبغي أن ننشئ أطفالنا عليها،مضيفةً أنها لكونها مصدراً غنياً بالمعلومات وهي مصدر للتعلم وتنمية مختلف المهارات والهوايات، ونحن إذ ننشئهم على هذا فنحن نضمن اكتسابهم لأمرين مهمين، أولهما مهارة التعلم الذاتي والتي أصبحت مطلبا رئيسيا يحقق التعلم المستمر مدى الحياة، الأمر الثاني ضمانة توجيههم للاستخدام الإيجابي للإنترنت والتقليل من سلبياتها وهدر الوقت في «الدردشة» والألعاب الإلكترونية فقط؛ ما قد ينعكس سلباً على قدرات الأبناء ولا يعزز تنمية المهارات الاتصالية لديهم.

تطبيقات تعليمية.

وحول تعلم الاطفال اللغة الإنجليزية من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة وخصوصاً ما قد يتوفر فيها من ألعاب مختلفة بينت الرملي: أن أغلب أسرنا العربية لم تصل إلى هذه الدرجة من الوعي بعد في توجيه أطفالها نحو استخدام الانترنت لتعلم اللغات، لازلنا نعاني من الفجوة الكبيرة بين جيل الآباء والأبناء، وهذا لا يعني عدم وجود فئة من الآباء الواعين لأهمية استخدام الإنترنت في التعلم، ولديهم الدراية بالمواقع المتخصصة والقنوات التعليمية على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك،يوتيوب، تويتر»، مضيفةً إلى أن التطبيقات الخاصة ب» «IPAD و «ANDROID» التي تقدم دروسا بقالب جميل، يتمتع بالتفاعلية والتشويق من ألعاب وتطبيقات متنوعة.

غياب الدراسات العلمية.

وعن وجود دراسات علمية تثبت أن تعليم الاطفال اللغة الإنجليزية من خلال وسائل الاتصال الحديثة يساعدهم مبكراً في تهجئة الكلمة بشكلٍ صحيح وبالتالي تنمية مهارات الطفل التعليمية أوضحت الرملي انه على حد اطلاعها لايوجد دراسة علمية بهذا الخصوص، لكن هناك دراسات حول أهمية وجدوى التعلم من خلال اللعب و»الملتيميديا» من موسيقى وأغان ومقاطع فيديو ومسابقات تفاعلية تعزز القدرات اللغوية للأطفال وتنمي قدراتهم ومهاراتهم في التعلم والتفكير، إضافة إلى تعزيز روح التنافس لديهم أثناء التعلم من خلال الالعاب الخاصة عندما يتشاركون بها مع أقرانهم.