[rtl]في الشأن الداخلي.. استميحُكم عذراً[/rtl]
[rtl]في البيوت المحترمة, وهي لا تختلف عن بقية الناس من حيث وجود اشكالات فيها, يحاول أهلها "ألا ينشروا غسيلهم" , ولا يظهروا مشاعرهم للعامة, ويضغطون على جراحهم, ويحتملون لأجل أن لا يشوهوا صورة بنوها على مدار زمن غير قليل, صورة النموذج والقدوة, صورة التفاؤل والصبر والصمود أمام الاعاصير, صور التجمل بالصبر الجميل, والظهور امام الناس بالوجه المشرق, حتى لا يفقد الناس الامل, هذا هو شأن البيوت المحترمة التي يكن لها الناس الاحترام, ويجعلونها لهم قدوة يتأسون بها في كل ما يواجهونه من تقلبات الزمان.[/rtl]
[rtl]صغير هو من يغامر بسمعة بيته, ناقص عقل من لا يلجم شهوة الانتقام, ولا يقاوم سورة الغضب, تافه من يفشي سر أهله على الملأ وقليل أصل من لايحفظ ودّ الايام وصفاء لحظات الوداد.[/rtl]
[rtl]الأم الحقيقية لا تغامر بحياة ابنها, ولو كان ذلك سيحرمها من متعة العيش معه, فحياة الابن مقدسة رغم لوعة الفراق وحرارة الشوق, أنانية هي لو قدمت رغبتها على حياته وبقائه, بل هي شريكة في جريمة اغتياله على قدم المساواة.[/rtl]
[rtl]تعلمنا في مدرسة الاسلام العظيم أن نصاحب بالمعروف من خالفنا الدين من آبائنا وامهاتنا, فكيف لو كان الامر متعلق بخلاف رأي أو بغض سلوك, وتعلمنا في مدرسة هذا الدين أن نصبر على الاذى والقصور الذي يقع فيه الآخرون ونحتمل ذلك دون أن نمس بحقوق الآخرين, وتعلمنا في ديننا أن نحترم كبارنا و لا نتطاول عليهم, خاصة في المحافل العامة, وإن كان لا بد من نصيحة او لوم او عتاب, فطريق ذلك معلوم لا يحتاج الى تفصيل.[/rtl]
[rtl]تعلمنا في مدرسة هذا الدين ان نصفي القلوب, ونتعامل بالاحسان قبل العدل, خاصة مع رفاق دربنا وجند مسيرتنا, هم ليسوا من اهل بدر ولكنهم على طريقهم, وتعلمنا أيضا أن نترك للزمان والأقدار ان تتدخل لمساعدتنا إذا أعيتنا الحيل وطاشت العقول, ولم يعد للصلح مكان ولا للاصلاح قبول.[/rtl]
[rtl]الاستقواء بالظلم هو عين الظلم, واللجوء إلى بطانة السوء, هو غياب للعقل ورقة في الدين وسوء تقدير للعواقب, والاستعانة بمن يبغضك هو من مكر الله بك واستدراجه لك, فوالله ما ركن لظالم أو منافق أحد الا لسوء طويته وفساد نيته, ووالله ما احتمى أحد بعصبيته وجهال قومه ليحقق بهم رفعة ونصرا الا كانت الهزيمة هي الثمرة المرة لجهده, والا كانت الخسارة المحققة لتجارته.[/rtl]
[rtl]الحسابات الخاطئة والتنكب للاخلاق والقيم, وادارة الظهر للمبادئ التي تربينا عليها في مدرسة الاسلام العظيم هي خسارة محضة, لا يعوضها شيء, ويصعب ترقيعها وإصلاحها من بعد, هي كالزجاجة اذا انكسرت يصعب جبرها إلا باعادتها إلى الفرن واحراقها من جديد, وهو ثمن باهظ للاخطاء الكبيرة والقاتلة.[/rtl]
[rtl]لم أقل شيئا, ولم ألم أحدا, ولم أقصد شخصا, وانما تحاملت على نفسي وقرعت مسامع ذاتي, وأظهرت معايبي وأنا اشير اليها في كل حرف وكلمة, فانا كذلك مذنب ضعيف غافل, تستهويني الحياة, واستعجل الثمرات, وتكبر في نفسي الامور وتتضخم حتى تعميني عن حقيقتي والحقيقة التي عشت مدافعا عنها ردحا من عمري, خشيت أن تمضي الايام وينتهي العمر وانا لم أغرف من نهرها ما يملأني زهوا وكبرا ورغبة وشهوة نفس لا ترحم.[/rtl]
[rtl]لسنا أعقل من ابينا ولا اكثر تدينا منه, وهو يستمع الى ابليس يقول له: هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى. ألسنا نأكل من الشجرة المحرمة حين نحاول أن نقنع انفسنا بأننا نريد الخير لأنفسنا وأمتنا بعيدا عن نص الامانة المودع لدينا (لا تقربا), هل نعي تماما ما نفعله ولدينا نص امانة آخر يقول (وعسى أن تكرهوا) (وعسى أن تحبوا).[/rtl]
[rtl]هي الأمانة التي عرضت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان.[/rtl]