ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 70042 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 77 الموقع : الاردن
| موضوع: المسلسلات المُدبلجة .. المصيدة الخفيّة لقيّم المجتمع الجمعة 23 مايو 2014, 9:57 pm | |
| في صمت رهيب يخلخل منظومة القيم وتعبث بعقول الأسرة
[size=48] المسلسلات المُدبلجة .. المصيدة الخفيّة لقيّم المجتمع
[/size] حسين مغازيالمسلسلات المدبلجة عواصف تدخل بيوتنا في صمت رهيب تخلخل منظومة القيم وتعبث بعقول الأسرة صغيرها وكبيرها، نتغاضى عنها اعتقادا منا أنها تدخل البهجة والسرور في دواخلنا غير آبهين بما تبثه من سموم في عقل كل فرد.طبقات المجمع نساء وأطفالا كلهم يهدرون الساعات الطوال أمام شاشة التلفاز منبهرين بمظاهر الممثلين والممثلات وهم يلبسون آخر صيحات الموضة من اللباس المغري الموحي بالتحضّر والأناقة تسحرهم رؤية المعالم ذات البناء المعماري الجديد، والمناظر الخلابة لطبيعة مختلفة عن طبيعة بلادهم.المسلسلات المدبلجة ليست مجرد تسلية ومتعة فقط بل هي سلوكات وذهنيات تتسلل إلى عقول أبنائنا وهم في طريق التشكّل، هي أيضا منفذ خطير للكبار من النساء والرجال الذين يعانون فراغا عاطفيا أو ما شابه ذلك، فتسمح لعقولهم بممارسة وتقليد هذه السلوكات في مجتمع يرفع سيفا حادا في وجه كل أنواع الانحلال الخلقي يدفعون بعدها ضريبة باهظة من الضياع تخترق قيم الأسرة وتعبث بمصيرها يكون فيها الأطفال الضحية الأولى.هل هي شكل من أشكال الغزو الثقافي للمجتمعات العربية؟كيف سيكون ملمح الاجيال التي تدمن على متابعتها؟لماذا يتزايد اعداد المتابعين؟ماذا سيستفيد الجماهير من ثقافة المسلسلات المدبلجة؟وهل ما يفيده منها يتناسب مع قيمة الوقت المهدور في المتابعة والتي تمتد أحياناً لأكثر من مئة حلقة؟ما دورها في زيادة نسبة الانعزال والتوحد التي باتت تنتشر وسط الأسرة؟تساؤلات مشروعة في ظل تزايد هذه المسلسلات وفي ظل الإقبال عليها من كل الفئات العمرية للمجتمع "تؤثر على إعداد هائلة من الشباب ذكورا وإناثا وتخلق في نفوسهم ازدواجية بين ما يشاهدونه من جاذبية لهذه المسلسلات وبين ما يعيشونه على أرض واقعهم المرير؟!"في زمن الانفجار المعرفي وتيسر مواقع التواصل والفضائيات التي ملأت الدنيا ضجيجا يبقى المتلقي العادي ضحية تجارة رخيصة تجارة صناعة الافلام، مسلسلات تجني على أصحابها ملايين الدولارات على حساب الوعي العربي وقيم المجتمع اللبنة التي تشد البنيان بعضه ببعض.للأمانة أيضا فالفراغ الفكري الذي تعانيه شرائح مجتمعاتنا جعلنا نستقبل هذه المسلسلات بكل حفاوة مثل ضيف خبيث يرتدي ألبسة براقة نسمح له بالتسلل الى بيوتنا ليبث سمومه بين عقول شبابنا وفتياتنا بلقطات من صور الحب والغرام المحبوكة بعناية فائقة مثل مصيدة خفية تثير غرائزَ وشهوات بالنسبة لمراهق في داخله بركان ثائر وهرمونات مجنونة.هل نستطيع الوقوف أمام هذا الطوفان الجارف المسلح بالمال والعتاد وعلماء النفس والاجتماع الذين سقط ضميرُهم في أوحال الرذيلة ولم يعد يهمّهم إلا المزيد من كسب المال وبشتى الطرق؟ قدرتنا على مجابهة خاسرة بكل تأكيد، والجواب على ذلك هو: إننا نحتاج إلى حملة توعية واسعة بين كل شرائح المجتمع نمد لهم يد المساعدة ونصنع لهم بديلا من المسلسلات الواقعية المخاطبة للعقل والوجدان، ستكون بإذن الله حصنا منيعا في وجه كل التحولات العالمية والتحديات الكبيرة والعواصف المجنونة التي تزحف نحو مجتمعاتنا. |
|