الناس مراتب في مداركهم وعقولهم وتتفاوت شخصياتهم وبعض ضعاف
النفوس – أهل الاستهزاء والغمز واللمز – قد يجدون شخصاً يكون لهم
سُلماً للإضحاك والتندر – والعياذ بالله – وقد نهى الله عز وجل عن ذلك
فقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا
خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا
أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) الحجرات
/11 ، قال ابن كثير في تفسيره : ( المراد من ذلك احتقارهم
واستصغارهم والاستهزاء بهم ، وهذا حرام ، ويعد من صفات المنافقين )
والبعض يستهزأ بالخلقة أو بالمشية أو المركب ويُخشى على
المستهزئ أن يجازيه الله عز وجل بسبب استهزائه قال صل الله عليه
وسلم : ( لا تُظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك ) رواه الترمذي .
(الحديث أورده الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة)
وحذر صل الله عليه وسلم من السخرية والإيذاء ، لأن ذلك طريق
العداوة والبغضاء قال صل الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم لا
يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره ثلاث
مرات – بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم
على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم .