يـوم «الجـمـعــة».. جَمعة العائلة والأصدقاء

ان ليوم الجمعة رونقا خاصا وجمالا روحيا. ففيه تتلاقى الأسر بعد عناء اسبوع كامل من العمل والدراسة ومواجهة اعباء الحياة. وهو يوم راحة للبدن من التعب وراحة للروح في تقربها من خالقها تعالى وذلك حين يستعد الجميع من الصباح لأداء صلاة الجمعة ثم عودتهم للإلتقاء على سُفرة واحدة تجمع الصغير والكبير في العائلة أو إجتماع الأخوة والأخوات عند والديهم في هذا اليوم.

اليوم الوحيد للتجمع
يقول رأفت خالد :» مع الحياه اليوميه و مشاغلها الكثيره لكل افراد الاسره ، نجد الاب و الام منشغلين في العمل طوال الاسبوع واولادهم في المدارس او الجامعات او حتى في عملهم وعندما يعودون للمنزل أرى حتى موعد طعام الغذاء لا يتناسب مع الجميع للجلوس على سفره واحده لذلك فإن يوم الجمعه هو اليوم الوحيد الذي يجتمع فيه افراد الاسره معا والتوجه الى منزل العائلة الكبير على الرغم من زيادة المشاغل والتهاء الناس وقل التجمع العائلي كما كان في السابق الا انني أحاول قدر الأمكان المحافظة عليه في يوم العطلة الأسبوعية.
يعتبر فؤاد خليل يوم الجمعة هو يوم عطلة وراحة ولمّة الاهل وفرصة لقضاء المناسبات بين الاقارب عند معظم الناس ولكن هناك أناس يتخذونه يوما للنوم ليس كسلا وانما لطبيعة عملهم.
على سبيل المثال العمال والمزارعون يكدحون طول الاسبوع وينتظرون ساعات الراحة كي يقضونها في يوم اجازتهم لإستقبال عمل مرهق جديد.
أما عمار طلال يجد ان يوم الجمعة يوم مبارك وصلة الرحم فيه واجبة لذلك مهما تغيرت الأزمان لم يتغير واجب زيارة الأهل والاقارب حيث ان الاخ يزور اخته. وعن نفسه يقول :» ما زالت علاقات الجيران ببعضنا جيدة وهناك تواصل في يوم الجمعة يوم حيث يكون كله حركة ونشاط عند الجميع وفرصة لتحسين العلاقات بين الاهل
مضيفا إن هناك الكثير من الأطباق اللذيذة التي تحتاج أن يتشارك في إعدادها عدة أشخاص، وتحديدا النساء، مثل لف ورق العنب، والكوسا وغيرها، والمنسف، والمقلوبة، والمسخن، وجميعها مأكولات تحتاج إلى عدد من الأفراد لتناولها لكي يستمتعوا بمذاقها.
ويبين أن زوجته تعد كل يوم جمعة طبقا من تلك الأطباق، ويذهبون والأبناء الى منزل والديه لتناول الغداء مع بقية الأفراد الذين يحضرون كذلك أطباقا مختلفة يتم الاتفاق عليها قبل يوم.
ويرى في مثل هذه اللمة متعة كبيرة، تتيح لجميع الأفراد فرصة الاستماع لأخبارهم وماذا حصل معهم خلال أسبوع مضى، فضلا عن اللحظات الجميلة التي تستمر حتى ساعات متأخرة من المساء، برأيه، لحظات لا تعوض.
كسر الروتين
تشير منار عزيز الى انه مع حلول فصل الصيف، يسعون دائما إلى كسر الروتين ، والعمل على تغيير الأجواء، من خلال تنظيم رحلات عائلية، أو من خلال التجمع في بيت إحدى العائلات في كل يوم جمعة.
موضحة انهم ينتظرون قدوم نهاية الأسبوع، لتذهب مع زوجها وأطفالها إلى بيت أهله او اهلها ، للاطمئنان على والديه وإخوته، ولكي تجتمع العائلة في «لمة» واحدة.
وتضيف أن يوم الجمعة هو يوم مميز في حياتها، فهو اجتماع عائلي لمناقشة أمور الحياة، وتناول الطعام اللذيذ التي تصنعه الوالدة، وهي تشعر أن في هذا اليوم يلتقي الأطفال، فأطفالها يمرحون مع أبناء عمومتهم، وزوجها مع أهله، فيشعر الجميع بالود والحميمية.
في حين يبين صدام محمد أنه اتفق مع ذويه وإخوانه أن يعيدوا ليوم الجمعة في فصل الصيف، نكهته الخاصة، فيكسروا روتين الحياة، ويجتمعوا في منزل العائلة الكبير، ويغيروا الأجواء برفقة الوالدين.
ويقول :»يكون ذلك من خلال الترتيب إلى رحلة يوم الجمعة لأماكن عديدة، أو العمل على انتقال «اللمة» في يوم الجمعة إلى منازل الإخوة أو بيت العائلة».

نكهة خاصة
وتبين زينب سند ان يوم الجمعة يمتاز بنكهة خاصة يستمتع بها أفراد العائلة كافة صغارا وكبارا على الرغم من سرعة وتيرة الحياة، إلا أن معظم الناس يحافظون على قدسية هذا اليوم واللمات العائلية فيه.
موضحة انه تكمن جمالية الأجواء باللمة العائلية، وتعدد الأصناف الغذائية المتنوعة على المائدة من قبل أفراد الأسرة، الذين يتناولونها بمتعة وأريحية وفي طقس اجتماعي حميم.

لا تنكر رناد عادل أن بيت العائلة هو الأصل والملاذ لجميع أفراد الأسرة، ويبقى يوم الجمعة مرتبطا بالتجمع العائلي ،فإن تجمع العائلة في رحلة او منزل او مكان ما طوال يوم الجمعة في مكان جميل ومريح سيغير نفسية الجميع ويحسن من مزاجهم.
وترى أيضا أن قضاء وقت جميل مع العائلة يوم الجمعة يمكن أن يكون في الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلم جديد، فضلا عما يمنحه هذا المشوار من متعة.
ويؤكد خلف علي أن تجمع الأبناء والأحفاد في بيت العائلة، وخصوصا يوم الجمعة، أمر جيد ومفيد فقد أصبح هذا اللقاء عادة بين أفراد الأسرة، وصار هذا اليوم يحسب ضمن مراسم لا يمكن الاستغناء عنها، حيث يمتلئ هذا اللقاء العائلي ببهجة الأطفال، وفرحة الكبار.

رأي العلم
تقول الدكتورة فاطمة الرقاد اختصاص علم اجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية:» إن نسبة كبيرة من الأسر الأردنية تفتقد إلى إمكانية الحصول على الترفيه، بسبب الأعباء والالتزامات المختلفة، وبسبب الضائقة المداية التي كثيرا ما تثقل كاهل العائلات، وتحول دونها ودون تحقيق قسط من الراحة والاستجمام.
وتوضح أن الزيارات العائلية هي الطريقة الوحيدة للترفيه وتقضي فيه الأسر الأردنية معظم وقتها، يوم الراحة وفي أيام «الجمعة». والبعض يعمل على كسر الروتين والتغاضي عن تكاليف الرحلة المرهقة، فيسعى إلى تقاسم المصاريف من أجل التجمع في مكان جميل، لتغيير الأجواء.
ومؤكدة على أهمية الحفاظ على هذه العادة الجميلة، وهي اللمة العائلية في يوم الجمعة، لأنها فرصة للتواصل الاجتماعي، والحفاظ على الود والاحترام، وتعرف الأحفاد على بعضهم بعضا.

» البكـاء يـوم الحصـاد ؟؟ ..
» رئيس عربي ثروته الكتب والسمفونيات والأصدقاء.. حوار مع المنصف المرزوقي
» بيت العائلة..«أحلى لمة» على «قلب واحد»!
» ما هي فائدة العائلة في سن الشيخوخة؟
» طفل العائلة الوحيد.. قلق يلاحق الأبوين!