ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: أدراج عمان .. تشكيلات ملونة تشع بالبهجة الجمعة 30 مايو 2014, 7:17 am | |
|
[rtl]أدراج عمان .. تشكيلات ملونة تشع بالبهجة[/rtl]
[rtl]
[/rtl] ولأن عمان الجبلية تتميز بكثرة أدراجها الصاعدة والنازلة.. فهذه الأدراج ما بين بيوت العاصمة هي الطريق الآخر كالشوارع ودروب الروح التي تأخذنا إلى الراحة والمتعة رغم التعب الظاهري !!!
[rtl] فالأدراج عندنا هي بدايات المشاوير ونهايات السكن في مآوي الهناء التي عشنا فيها ونعيش معها حتى الآن، كأنها أعشاش البلابل والحساسين -منازلنا المعلقة في فضاء المحبة، وهواء عمان الذي يشاركنا خلايا الحياة منذ طفولتنا وأيام الشباب وراحة الكبار والكبيرات آباء عمان وأمهاتها. لم نتعب من التجوال في قاع مدينتا الأليفة عمان ونحن ننظر إلى أدراجها التي ما زالت تحتفظ بداخلها بملامحها وحجارتها بذكريات ملامحنا ونحن نحادثها ونضاحكها ونلعب على كل درجة وبسطة ونصادق أبوابها وسكانها المغرمين بالعلو والسمو في فضاءات اجوائها واكتشاف مناظرها الخلابة لجيرانها من الجبال المقابلة لها.
استراحة وتأمل فاذا انت وقفت على اعلى أي درج أو في منتصفه ونظرت ملتفتاً إلى الوراء فان المشاهد الساحرة سوف تأخذ منك وقتاً مفرحاً بالتأمل إلى تلك البيوت والمباني والاشجار والشوارع والاحياء والادراج الاخرى المقابلة.. وكيف انها دائمة الصمود في بهائها الصباحي والمسائي في ايام الصيف والربيع الزاهي بشمسه الدافئة المشرقة سحراً فنياً وكأنها لوحات من الفن التشكيلي وسمتها ايادي فنانين محترفين احبوا امهم العظيمة عمان التي تعيش في ارواحنا وفي القلوب الندية بالمحبة.
ادراج صديقة عمان بأدراجها الملونة حديثاً اخذت تتبسم اكثر من السابق لسكانها الصاعدين والنازلين عليها ولزوارها وسواحها المندهشين من تركيبة هذه الجبال الشعبية العريقة بتكوينها النادر وبسلاسل ادراجها التي هي اشبه بأماكن الكشف والاكتشاف والحرية والنشاط لملاحظة عشرات المناظر الباتورامية لجماليات بيوت عمان الشرقية والغربية القديمة. والادراج التي صارت صديقة لنا واصبحت جزءاً هاماً في شخصية عمان وشخصياتنا انطبع مشهدها البعدي في عيوننا حتى صرنا نقول اننا نعيش فيما يشبه حدائق بابل المعلقة والمدرجة بالعظمة والابهة والتاريخ الذهبي. عشرات الأدراج في عمان بل المئات التي نعرفها ومنها المنزوية عن الأعين ... أصبحت تشكل حدائق من نوع آخر للقاء الجيران والمعارف في اماسي الصيف.. حيث تجلس النسوة وكبار السن يتسامرون حتى هبوط الظلام الخفيف ومن حولهم يتلاعب الصغار على بسطات الادراج بين شغب محبب وزعل سريع، والكبار يتسلون على مقاعدهم الصغيرة وعلى عتبات البيوت بكؤوس الشاي وفناجين قهوة المساء ذات النكهة الجبلية العمانية وصحتين وعافية. ومنذ سنوات اهتمت امانة عمان بالعديد من ادراج عمان الشهيرة والعريقة بأن أعادت ترميمها وتزيينها للسكان والمارة وللسياح الذين يودون المشي وتسلق الادراج نحو مشاهد البهجة وآثار عمان كجبل القلعة وجبل عمان واللويبدة والحسين والاشرفية والتاج.
افراح على الادراج ومنذ سنوات صار شباب وشابات عمان يولون اهتماما شعبيا وفنيا رائعا لتلك الادراج حيث الاسابيع الفنية من اقامة معارض الرسم وحفلات الموسيقى والرسم على جدران البيوت المحاذية للأدراج، وزراعة الورد في قوارير ضخمة توضع عند بسطات الدرج الواسعة. وفي ظاهرة فنية نفسية مبتكرة وجديدة اخذنا نلاحظ ومنذ سنوات قليلة هي عملية تكوين درجات الدرج نفسه بالعديد من الالوان والزخارف المحببة للبصر والقلب.
شباب الفنون فقد تكونت عدة مجموعات من الشباب واطلقت على نفسها اسماء مثل «مبادرة» و «فنون» وتشكلت مهرجانات مثل «مهرجان ادراج» وفعاليات مثل «لحن وفنان» وجميعها تقوم بدافع شخصي وبعمل تطوعي في ايام العطل الاسبوعية بالمساهمة بتزيين واظهار بهجة وجمال وتشكيلات عمان بأثواب فنية بدهشة لكل من يشاهدها فها انت تصعد او تنزل من ادراج موجودة في جبل عمان او جبل القلعة او جبل اللويبدة لتندهش من هذه المناظر الملونة بالفرح والسعادة التي تجعل الروح تطير حبا لتعانق هذه المدينة وتفاصيل حبها لسكانها والمقيمين فيها.. فهذه الادراج اصبحت مثل الحديقة الغنّاء وكذلك بعض الجسور المعلقة في الشوارع وايضا بعض الاسوار والجدران الاستنادية الواسعة المطلة على بعض الشوارع الرئيسية في العاصمة الباحثة عن الجمال اكثر فأكثر في كل عام ومناسبة. وهذا العمل الابداعي الجديد من شباب عمان وحتى من خارج عمان يقدمون بما هو انتماء حقيقي لأرض الوطن من اضفاء جماليات مبتكرة تزيد من تعلق الناس بهذه الامكنة الاثيرة والمميزة (الادراج) لأن الوطن وفي اي بقعة منه هو بيت لنا وللجميع. ان تزيين بعض ادراج عمان هدفه هو تغيير مزاج الناس نحو الافضل ولرسم ابتسامات الفرح على وجوههم المرهقة من تعب الحياة وربما صعود الادراج!!. وهؤلاء الشباب تدعمهم احيانا بعض الشركات والمؤسسات بالتبرع لهم بعلب الدهان والادوات وبمساعدة امانة عمان الكبرى بتوفير مرافقة لهم وبعض العمال الذين يساعدون بتجهيز و تنظيف الادراج حتى يقوم الشباب والشابات بالرسم والتلوين للادراج بكل سهولة ويسر وابتهاج. ومن المؤسسات والاشخاص من يقوم مشكورا بالتبرع باقامة دربزين معدني طويل لبعض الادراج حتى يستخدمها بعض كبار السن في الصعود والنزول حتى لا يقع على الدرج مثلا.
فوائد صحية ورياضية ومن فوائد الادراج ان سكان الادراج الموجودة منازلهم على جانبيه يتمتعون بصحة جيدة نتيجة لصعودهم وهبوطهم المتكرر للدرج، وهذا يمنحهم قواما ممشوقا وقلبا قويا نابضا بالعافية –عدا كبار السن بالطبع-. وكذلك هناك دراسة علمية اثبتت نتائجها ان صعود الدرج ونزوله هي عملية تدريب بدني غير مكلفة ولا تتطلب اجهزة ولا الذهاب لمراكز اللياقة البدنية. فالادراج هي وسيلة جيدة ومجانية وسهلة للمحافظة على لياقة الجسم وهي اكثر فعالية خلال الحياة اليومية, وهذه العملية ايضا تعمل على تحسين قدرة الجسم على التحمل وتساعد على انقاص الوزن عادة. وتساعد عملية نزول وصعود الدرج على التنفس الجيد وتحافظ على القلب وتمرن عضلات الفخذين والساقين وتساعد على عملية التمثيل الغذائي المريح داخل الجسم وتساعد كذلك في تقليل نسبة ضغط الدم والتخلص من الكولسترول الضار بجسم الانسان الذي يمارس لعبة صعود الادراج في «عمان ام الادراج» الجميلة والساحرة بتشكيلات الوانها ومتعة النظر اليها , فنحن نحب العيش وسط الوان مبهجة وممتعة ومريحة للنفس. [/rtl] اعضاء من مبادرة (بلدك) ترسم على درج مسرح البلد وسط عمان (رويترز) |
|