أخطاء المصلين في صلاة الجمعة
بسم الله والحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صل الله عليه وسلم وبعد:
فهذه مطوية تشتمل على بعض الأخطاء، والمخالفات التي يقع فيها بعض المسلمين في صلاة الجمعة، اجتهدت في جمعها وترتيبها توعية لأخواني المصلين، وتحذيرا لهم من الوقوع فيها، أسأل الله أن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم صوابا على سنة سيد المرسلين إنه جواد كريم.
1- ترك الاغتسال لصلاة الجمعة وعدم التزين لها
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: ” غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ ” رواه البخاري وغيره .
وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: ” لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى ” رواه البخاري وغيره .
2- التجمل والتزين لصلاة الجمعة ببعض المعاصي
مثل : ( حلق اللحية ، وترك الشارب الطويل ، ولبس الثياب الضيقة التي تحجم العورة أو تظهر بعضها ، ولبس الثياب التي عليها صور ذوات الأرواح ، ولبس الحرير والذهب ، والقلادة وغيرها )[ الأجوبة النافعة للألباني ص116، والسنن والمبتدعات للشقيري ص63 ] .
3- التخلف عن الجمعة لغير عذر .
لقوله عليه الصلاة والسلام : ” لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ ” رواه مسلم وغيره .
4- ترك التبكير للجمعة
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَادَاهُ عُمَرُ : أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ ؟ قَالَ : إِنِّي شُغِلْتُ فَلَمْ أَنْقَلِبْ إِلَى أَهْلِي حَتَّى سَمِعْتُ التَّأْذِينَ فَلَمْ أَزِدْ أَنْ تَوَضَّأْتُ فَقَالَ : وَالْوُضُوءُ أَيْضًا ؟! وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ ” رواه البخاري وغيرهما .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ ” متفق عليه .
5- عدم الحرص على الصفوف الأولى ، والدنو من الإمام .
لحديث : ” مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنْ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا” رواه أبو داود وغيره [ القول المبين لمشهور ص244].
6- تخطي رقاب المصلين .
لحديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ قال : جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ ” رواه أبو داود وغيرهم [ الأجوبة النافعة ص118 ، أحاديث وعظات في فضل التبكير إلى الصلوات ص 37 ، وتحذير المسلمين عن الابتداع والبدع في الدين لأحمد آل بوطامي ص 247-251 ، والقول المبين ص 362، معجم البدع ص119 ].
7- حجز مكان في المسجد ثم الخروج منه لغير عارض .[ أحاديث وعظات ... ص40].
8- ترك تحية المسجد ، أو الإتيان بها بين الخطبتين .
لحديث : ” إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ ” ، ولقوله صل الله عليه وسلم : ” إذا جاء أحدكم يوم الجمعة ، والإمام يخطب ، فليركع ركعتين ، وليتجوز فيهما ” رواه مسلم . [الأجوبة النافعة للألباني ص126 ، أحاديث وعظات في فضل التبكير إلى الصلوات ص39 ، القول المبين ص 376 ، السنن والمبتدعات ص 60 ، معجم البدع لأبي علفة ص 120 ] .
9- صلاة ركعتين على أنهما سنة الجمعة القبلية
وهو مما لا أصل له ، وقد حكم بعض العلماء بأنها بدعة . [ زاد المعاد لابن القيم (1/432) ، والسنن والمبتدعات ص60 ، والدين الخاص للسبكي (4/299) ، والأجوبة النافعة ص118 ، معجم البدع ص 121] .
10- انتظار فراغ المؤذن من الأذان ثم الإتيان بتحية المسجد ، بل الأولى أن يقدم تحية المسجد ؛ ثم يجلس لسماع الخطبة ؛ لأن الاستماع إلى الخطبة واجب، والترديد وراء المؤذن سنة .[ القول المبين ص379 ، أحاديث وعظات في فضل التبكير إلى الصلوات ص123 ] .
11- ترك استقبال الخطيب ( والاستقبال يكون بالجسد كله )
وهذا – وللأسف – أمر منتشر بين المسلمين ، وهو خلاف ما كان عليه الأمر في العصور المفضلة . لحديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله ” . ، وقال الأثرم قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : يكون الإمام متباعدا ، فإذا أردت أن أنحرف إليه ، حولت وجهي عن القبلة . فقال : نعم . تنحرف إليه ، وقال الإمام الترمذي – رحمه الله : ” والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صل الله عليه وسلم وغيرهم ، يستحبون استقبال الإمام إذا خطب “ [ جامع الترمذي (2/136ط. استانبول ) ، الأوسط لابن المنذر (4/74) ، وزاد المعاد ( 1/430) ، والدين الخالص (4/202) ، والسلسة الصحيحة (5/110-رقم2080) ، القول المبين ص361] .
12- التفريق بين اثنين
لحديث سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ المتقدم وفيه : ” ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ” رواه البخاري وغيره . [ القول المبين ص363 ] .
13- تشبيك الأصابع من حين الخروج من البيت للصلاة ، حتى الفراغ منها .
لحديث : أن النبي – صل الله عليه وسلم – دخل الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ فِي وَسَطِ الْمَسْجِدِ مُحْتَبِيًا مُشَبِّكٌ أَصَابِعَهُ بَعْضَهَا فِي بَعْضٍ فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَفْطِنْ الرَّجُلُ لِإِشَارَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَقَالَ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الْمَسْجِدِ فَلَا يُشَبِّكَنَّ فَإِنَّ التَّشْبِيكَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَزَالُ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ ” رواه الإمام أحمد .
وعن أبي هريرة قال : قال أبو القاسم صل الله عليه وسلم : « إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع فلا يقل هكذا : وشبك بين أصابعه » رواه ابن خزيمة وغيره . [فتح الباري ( 1/674) غذاء الألباب للسفاريني (2/319) ، فتاوى اللجنة الدائمة (8/249- فتوى رقم : 8092) ].
14- الكلام أو السلام ، أو تشميت العاطس ، أو زجر الصبيان ، ونحوها .
لقول النبي صل الله عليه وسلم ” إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ ” رواه البخاري وغيره
وقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزهري : ” فَخُرُوجُ الْإِمَامِ يَقْطَعُ الصَّلَاةَ وَكَلَامُهُ يَقْطَعُ الْكَلَامَ ” [ فتاوى اللجنة الدائمة (8/243) ، القول المبين ص353 ، أحاديث وعظات في فضل التبكير إلى الصلوات ص124 ، ومعجم البدع ص 120] .
15- عدم تغيير المكان لمن غلبه النعاس
لحديث : ” إذا نعس أحدكم و هو في المسجد فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره ” . رواه الإمام أحمد في المسند وغيره .
16- قراءة الفاتحة بين الخطبتين . [ فتاوى اللجنة الدائمة (8/255، فتوى رقم : 5611] .
17- قراءة {قل هو الله أحد } ثلاثا بين الخطبتين .[ السنن والمبتدعات 64 ، ومعجم البدع 122 ].
18- القيام للتنقل بين الخطبتين .
19- صلاة ركعتين عند عدم إدراك الجمعة، بل الواجب عليه ان يصلي أربعاً عند عدم إدراك الجمعة أو إدراك الإمام وقد رفع رأسة من الركوع في الركعة الثانية لقوله صل الله عليه وسلم: «من أدرك ركعة من صلاة الجمعة فقد أدرك الصلاة» رواه مسلم وغيره.
20- جمع الجمعة مع العصر عند وجود المشقة كمطر وبرد شديدين ونحوهما. [ الشرح الممتع 573].
21- الدعاء عند جلوس الإمام بين الخطبتين . [ الدين الخالص (4/309) ، الأجوبة النافعة ص 124] .
22- رفع الخطيب يديه في الدعاء
عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ قَالَ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ فَقَالَ قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ . لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ . رواه مسلم .
أما عند الاستسقاء في خطبة الجمعة فالسنة أن يرفع يديه فيه ، لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتْ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعْتِ السُّبُلُ فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا … ” الحديث متفق عليه .[ الباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة ص 263 ، الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي ص247 ، تحذير المسلمين 251 ، الأجوبة النافعة ص129 ، تصحيح الدعاء لأبي زيد ص127 ، معجم البدع ص117].
23- رفع المأمومين أيديهم في الدعاء ، فيما عدا الاستسقاء . [ الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع ص247 ، تحذير المسلمين 251 ، الأجوبة النافعة ص129 ، تصحيح الدعاء ص127] .
24- قراءة الفاتحة والمعوذتين سبعا سبعا بعد صلاة الجمعة . [تحذير المسلمين ص 246 ] .
25- التهليل عشرا بعد صلاة الجمعة ، فالثابت أنها من أذكار الصباح والمساء .
26- تقييد سنة الجمعة بأربع في المسجد أو ركعتين في البيت ، والصواب أنه لو صلى أربعا أو ركعتين في البيت أو في المسجد جاز والأفضل كونهما في البيت لعموم حديث : ” فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ ” رواه البخاري . [ تمام المنة ص341] .
27- صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة .[ السنن والمبتدعات ص60 ، تحذير المسلمين ص 253، الأجوبة النافعة ص132، معجم البدع ص120 ] .
28- العبث بالسبحة والهاتف والمفاتيح ونحوهما
لحديث «من مس الحصى فقد لغى» رواه مسلم ..هذا آخر ما أردت جمعه في هذه المطوية على أن بعض هذه المخالفات فيها خلاف بين أهل العلم ، ولكني اعتمدت الراجح منها ، فإن كان صوابا فبتوفيق من الله ، وإن كان غير ذلك فمني ومن الشيطان.
والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد وعلى آل نبينا محمد