ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: وظيفة الرحم كشريك مخلص للمبيضين ..ولكن ! الخميس 26 يونيو 2014, 6:21 pm | |
| [rtl]وظيفة الرحم كشريك مخلص للمبيضين ..ولكن ![/rtl]
[rtl] [/rtl] [rtl]
دكتور كميل موسى فرام أستاذ مشارك/ كلية الطب- الجامعة الأردنية استشاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية
الرحم هو العضو الأنثوي الذي يمثل البيت الدافىء للبدايات الأولى لأيّ منّا حيث هناك تبدأ نبظات القلب ايذانا ببدء أولى خطوات الحياة ببيئة مثالية ربانية، يصعب الوصول لأسرارها لتبقى عصية على العنصر البشري مهما بذل من جهد لحكمة يصعب تفسير معطياتها، درسا يعلمنا حدود العلم والمعرفة ضمن أفق التفكير والاجتهاد، فبطانته تتعرض شهرياً لإعادة البناء بتأثير تبادل دقيق لمؤثرات المعادلة الهرمونية لهدف حصري بوظيفته التي تتمثل بإحتضان كل منا ، رعايته ببيئة يصعب تجهيزها بغير موقعها مهما وصل العلم بدرجات التقدم في الأبحاث بمعامل المختبرات، فالواقع التشريحي يبين عظمة الخالق بهذا العضو الذي يقاس ببضع سنتيمترات بالظروف العادية بوزن لا يزيد عن 50 غراما بعد اكتمال مراحل تطوره ونموه، ليزن حوالي كيلوغراماً بنهاية فترة الحمل بأبعادٍ تصل لأربعين سنتيميتراً، تعود لواقعها بعد انتهاء المهمة التي تؤديها. وجود الرحم محميا، معززاً، متغذياً بشبكة كبيرة من الأوعية الدموية داخل تجويف الحوض يحمل رسالة اطمئنان تبشرنا بمستقبل آمن، ويمثل غديرا لتزويد الرحم لأداء مهمته المثالية بما يحتاج أثناء مراحل الحمل والولادة. عظام الحوض تتحد وتنفرد بمهمة احتضان الرحم وجيرانه وشركائه بمعادلة تشريحية وفسيولوجية، يحكمها نظام هرموني معقد ومنظم بشبكة من السيالات العصبية، فتحلل أركانها بوحدة فورية بأبعاد ترسم الخريطة الجينية لأي منا بعد الاتحاد الفطري بين المادة الوراثية للحيوان المنوي الذكري والبويضة الأنثوية، خطوة أساسية للبقاء. موقع الرحم يحتل الرحم موقعا جغرافيا متوسطا بالحوض الأنثوي، فيحده من الأمام المثانة البولية، والشرج من لخلف ، بينما فلقتي الرباط العريض تمثلان الحدود الجانبية، وهو مكون عضلي بخصائص فريدة بحجم بيضوي معتدل (يعادل شكل حبة الكمثرى المقلوبة) تمنحة ميزة من حيث القدرة على التمدد والانقباض لظروف الوظيفة الزمنية خلال فترات العمر التي تبدأ فعليا بإعلان البلوغ، فيرتبط الرحم بجزئه العلوي بقناتي فالوب اللتان تتصلان وظيفياً بالمبيضين لتسهلان انتقال الحيوان المنوي بحركته السريعة الأمامية لمقابلة البويضة بالشرفة الجانبية للقناة، ثم تسهلان أيضا مرور البويضة المخصبة كمشروع لطفل جديد عندما تنغرس ببطانة الرحم المجهزة بواسطة الفعل الهرموني المناسب، فالواقع الرحمي يمثل حاجز الفصل بين معطيات البيئة الداخلية للجسم ومتغيرات البيئة الخارجية حيث يتصل تشريحيا بقناة المهبل لطرفها العلوي، بوابة تحمي وتعمل ضمن ضوابط صحية وإنجابية، وتساهم بترجمة فقرات السعادة بسكون ليل على أنغام رحبانية بصوت سفيرة الغناء العربي للسماء الفنانة الكبيرة فيروز. يتكون الرحم تشريحيا من ثلاث طبقات، فهناك الطبقة الخارجية الشفافة والمغلفة وتشبه طبقة البطانة لتجويف البطن ومحتوياته، فهي ملتصقة بالرحم لدرجة يصعب فصلها باستثناء المنطقة الأمامية المغلفة لعنق الرحم ذات البُعْد الجراحي أثناء مراسم الولادة أو استئصال الرحم جراحيا لأسباب مقدرة تحت مساق المحافظة على الصحة، بينما تشكل الطبقة الثانية عضلة الرحم وهي الأسمك وتتكون من أرتال عضلية متناسقة تتمدد أثناء فترات الحمل لتجعل من فضاء تجويف الرحم بيئة مناسبة من حيث التضاريس والمواصفات ومناسبة لنمو الجنين طيلة فترة الحمل، فزيادة حجم الغرفة المعيشية لبداياتنا يمنحنا حصانة ضد الاجهاض أو التعرض لمطبات التهديد لتتقلص بعد الولادة برحلة العودة لحجمها الطبيعي خلال ستة أسابيع تعرف طبيا بفترة النفاس، ويمكننا هنا للتوضيح أن نبين أن الرحم بمفهومه يتكون من جزئين أساسين هما غرفة الرحم وعنقه، فبينما يبلغ حجم تجويف الرحم بحدود 8 مليميتر مكعب، بوجود زاوية بسيطة بين الرحم وعنقه تتمتع بوظيفة سحرية بالمحافظة على استمرارية النسل البشري، فطول قناة عنق الرحم تبلغ بالمعدل بحدود 2.5 سم وهي الجزء المتصل وظيفيفا وتشريحيا بالمهبل. الطبقة الثالثة للرحم هي الطبقة الفسيولوجية والوظيفية باعتبارها الطبقة المبطنة لتجويف الرحم وهي عبارة عن حزم عضلية متقاطعة وغنية بشعيرات الدورة الدموية والتغذية العصبية، سماكتها بحدود 1 إلى 6 مليميتر مرتبطة بصورة وثيقة بمستوى الهرمونات المؤثرة حسب الفترة الزمنية للدورة الشهرية، فهي الطبقة الرحمية تحت التأثير المباشر للهرمونات المنتجة من المبيضين والجسم الأصفر، غنية بطبقة من الغدد الافرازية تحسم بدرجة كبيرة وظيفتها بإنغراس الجنين بعد اكتمال مراحل التلقيح والاندماج ثم الانقسام والانتقال عبر قناة فالوب فتتهيء للارتباط أو التصاق الجنين بجدارها برحلة الحمل الممتدة, فتجعل منها عدة طبقات واحدة تنسلخ شهريا بعدم حدوث الحمل وواحدة تباشر بإنتاج خلايا الطبقة الجديدة وتحضيرها لانغراس الجنين القادم. يتغذى الرحم بشكل أساسي بواسطة شريان الرحم وشريان الميضين، فالأول يعتبر أحد الفروع الأساسية للجزء الأمامي لشريان الحوض المغذي المنبثق من الشريان الأبهري، بينما يعتبر الثاني أحد الفروع المباشرة من الشريان الأبهري، ويرافق كلا الشريانين وريده المتخصص بإكمال دورته الوظيفية إضافة لشبكة معقدة من العقد الليمفاوية التي تنظم فلترة السائل اللمفاوي بمنطقة الحوض، وظائف فسيولويجة يصعب العبث بمعطياتها حتى لا تتشكل غيوم صحية وبراكين تهدد الاستقار العمري لو انفجرت.
العلاقة الأزلية والحتمية تمثل العلاقة الأزلية والحتمية بين وظيفة المبيضين والرحم أنموذجا مثالياً بترابط الواقع والمصيريصعب الفصل أو التمييز بدرجة الأهمية لأنهما يؤديان وظيفة متكاملة، فوظيفة الرحم الأساسية تنحصر بإحتضان الجنين لفترة الحمل، ينمو خلالها ويكبر وتتكون أعضائه فتتوفر بأجوائه البيئة المثالية الربانية لضمان المحافظة على النسل البشري، يعتمد بتنظيمه ودقة أدائه على مستوى الهرمونات التي يفرزها المبيض والجسم الأصفر ببدايات الرحلة وقبل أن تتكون الخلاصة التي تتولى وظيفة الربط والتحكم للفترة الممتدة بشهور الحمل الطويلة، هذه المعادلة تحتاج لضبط دقيق ويمنع العبث بمعطياتها بصورة مطلقة، فالخلل يترجم بواحد من الأمراض المؤثرة. أما المبيض، فوظيفته الهرمونية تعتبر وقود العمل للرحم لأن الخلل يترجم بالدرجة الأولى بواحدة من صور النزيف الرحمي، فالأساس انتاج هرمون الاستروجين السحري والذي يعمل على بناء بطانة الرحم بتكوين مثالي لاستقبال الجنين القادم من شرفات قناة فالوب بعد ليلة استمتاع وانسجام، تُرجمت بحدوث الحمل، فالبويضة المنتجة من المبيضين شهريا تمثل النصف المكمل للمادة الجينية القادمة بالحيوان المنوي، تمهيدا للاتحاد وإعلان مشروع فرد قادم للمجتمع والعائلة، مُذكراً أن الهرمونات المنتجة لا تنحصر وظيفتها بتهيئة بطانة الرحم للحمل فقط، بل يتعدى فعلها السحري لترجمة مفاتن الجذب والجمال بالنصف الجميل والذي يفرض الاعجاب والاحترام من المعشر الآخر، وقد يُترجم بأحد معانيه بأنه رصيد أمان لقدرة السيدة على أداء وظائفها الأنثوية بالدرجة الكاملة. تتأثر وظيفة الرحم بصورة مباشرة بوظيفة الغدة النخامية التي تتمثل بإفراز الهرمونات المحفزة وتتأثر أيضاً بوظيفة الغدة الدرقية، بمعادلة يمكننا تلخيص معطياتها بوجود حلقة وظيفية متسلسلة بين وظائف المبيضين والرحم والغدة الدرقية والنخامية، ذات صبغة فسيولوجية مكتملة، فخلل أي من تلك الأعضاء قد يُشخص أو يفرض واقعا لجهد التحليل، بالرغم من ترجمة الشكوك أحيانا تسمى بضرب من ضروب الشط الفكري، فالنزيف الرحمي ومهما كانت صورته أو كميته، إضافة لتأثر الرحم باحتضان ألياف أو نتؤآت يشكلان عناصر الشكوى الأساسية، والتي سنجتهد بتوضيحها بمحطات قادمة بهذه الزاوية الطبية الأسبوعية لأهميتها وشيوعها. الارتباط الوظيفي والفسيولويجي بين الرحم والمبيض قد يلخص بمثالية العلاقة التوافقية بين توأمين سياميّن، ويكفي سلوكا بأن الرحم يبكي دما لفشل الحمل شهريا برسالة عزاء لضياع جهد العمل مع الشريك لأسباب قد تتعدى حدود الاجتهاد فالهدية الربانية التي تبناها فولدنا من أرحام أمهاتنا هي نفسها التي يتبناها اليوم لإسعادنا بأطفال يحرسون بستان الأمل من أرحام زوجاتنا، فلا أجمل من طفل يبتسم على صدر أمه ببراءة تذكرنا بحاجتنا لارتشاف كوب السعادة ترجمة لأحلامنا وللحديث بقية. [/rtl]
|
|