| ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم السبت 28 يونيو 2014, 8:09 am | |
| ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس المشهور باسم حافظ إبراهيم (ولد في ديروط من محافظة أسيوط 24 فبراير 1872 - 21 يونيو 1932 م) شاعر مصري ذائع الصيت. عاشر أحمد شوقي ولقب بشاعر النيل وبشاعر الشعب.
حياته
ولد حافظ إبراهيم على متن سفينة كانت راسية على النيل أمام ديروط وهي مدينة بمحافظة أسيوط من أب مصري وأم تركية. توفي والداه وهو صغير. وقبل وفاتها، أتت به أمه إلى القاهرة حيث نشأ بها يتيما تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم. ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وهنالك أخذ حافظ يدرس في الكتاتيب. أحس حافظ إبراهيم بضيق خاله به مما أثر في نفسه، فرحل عنه وترك له رسالة كتب فيها:
ثقلت عليك مؤونتي إني أراها واهية
فافرح فإني ذاهب متوجه في داهية
بعد أن خرج حافظ إبراهيم من عند خاله هام على وجهه في طرقات مدنية طنطا حتى انتهى به الأمر إلى مكتب المحام محمد أبو شادي، أحد زعماء ثورة 1919، وهناك اطلع على كتب الأدب وأعجب بالشاعر محمود سامي البارودي. وبعد أن عمل بالمحاماة لفترة من الزمن، التحق حافظ إبراهيم بالمدرسة الحربية في عام 1888 م وتخرج منها في عام 1891 م ضابط برتبة ملازم ثان في الجيش المصري وعين في وزارة الداخلية. وفي عام 1896 م أرسل إلى السودان مع الحملة المصرية إلى أن الحياة لم تطب له هنالك، فثار مع بعض الضباط. نتيجة لذلك، أحيل حافظ على الاستيداع بمرتب ضئيل.
شخصيته
كان حافظ إبراهيم إحدى أعاجيب زمانه، ليس فقط في جزالة شعره بل في قوة ذاكرته التى قاومت السنين ولم يصيبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هى عمر حافظ إبراهيم، فإنها ولا عجب إتسعت لآلاف الآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان بإستطاعته – بشهادة أصدقائه – أن يقرأ كتاب أو ديوان شعر كامل في عده دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان. وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرآن في بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم او طه فيحفظ ما يقوله ويؤديه كما سمعه بالروايه التى سمع القارئ يقرأ بها.
يعتبر شعره سجل الأحداث، إنما يسجلها بدماء قلبه وأجزاء روحه ويصوغ منها أدبا قيما يحث النفوس ويدفعها إلى النهضة، سواء أضحك في شعره أم بكى وأمل أم يئس، فقد كان يتربص كل حادث هام يعرض فيخلق منه موضوعا لشعره ويملؤه بما يجيش في صدره.
مع تلك الهبة الرائعة، فأن حافظ صابه - ومن فترة امتدت من 1911 إلى 1932 – داء اللامباله والكسل وعدم العناية بتنميه مخزونه الفكرى وبالرغم من إنه كان رئيساً للقسم الأدبى بدار الكتب إلا أنه لم يقرأ في هذه الفترة كتاباً واحداً من آلاف الكتب التى تذخر بها دار المعارف، الذى كان الوصول إليها يسير بالنسبه لحافظ، تقول بعض الآراء ان هذه الكتب المترامية الأطراف القت في سأم حافظ الملل، ومنهم من قال بأن نظر حافظ بدا بالذبول خلال فترة رئاسته لدار الكتب وخاف من المصير الذى لحق بالبارودى في أواخر أيامه.
كان حافظ إبراهيم رجل مرح وأبن نكتة وسريع البديهة يملأ المجلس ببشاشته و فكاهاته الطريفة التى لا تخطأ مرماها.
وأيضاً تروى عن حافظ أبراهيم مواقف غريبة مثل تبذيره الشديد للمال فكما قال العقاد ( مرتب سنة في يد حافظ إبراهيم يساوى مرتب شهر ) ومما يروى عن غرائب تبذيره أنه استأجر قطار كامل ليوصله بمفرده إلى حلوان حيث يسكن وذلك بعد مواعيد العمل الرسمية.
مثلما يختلف الشعراء في طريقة توصيل الفكرة أو الموضوع إلى المستمعين أو القراء، كان لحافظ إبراهيم طريقته الخاصة فهو لم يكن يتمتع بقدر كبير من الخيال ولكنه أستعاض عن ذلك بجزالة الجمل وتراكيب الكلمات وحسن الصياغة بالأضافة أن الجميع اتفقوا على انه كان أحسن خلق الله إنشاداً للشعر. ومن أروع المناسبات التى أنشد حافظ بك فيها شعره بكفاءة هى حفلة تكريم أحمد شوقى ومبايعته أميراً للشعر في دار الأوبرا، وأيضاً القصيدة التى أنشدها ونظمها في الذكرى السنوية لرحيل مصطفى كامل التى خلبت الألباب وساعدها على ذلك الأداء المسرحى الذى قام به حافظ للتأثير في بعض الأبيات، ومما يبرهن ذلك ذلك المقال الذى نشرته إحدى الجرائد والذى تناول بكامله فن إنشاد الشعر عند حافظ. ومن الجدير بالذكر أن أحمد شوقى لم يلقى في حياته قصيدة على ملأ من الناس حيث كان الموقف يرهبه فيتلعثم عند الإلقاء.
أقوال عن حافظ إبراهيم
حافظ كما يقول عنه خليل مطران "أشبه بالوعاء يتلقى الوحى من شعور الأمة وأحاسيسها ومؤثراتها في نفسه, فيمتزج ذلك كله بشعوره و إحساسه، فيأتى منه القول المؤثر المتدفق بالشعور الذى يحس كل مواطن أنه صدى لما في نفسه". ويقول عنه أيضاً "حافظ المحفوظ من أفصح أساليب العرب ينسج على منوالها ويتذوق نفائس مفرادتها وإعلاق حلالها." وأيضاً "يقع إليه ديوان فيتصفحه كله وحينما يظفر بجيده يستظهره، وكانت محفوظاته تعد بالألوف وكانت لا تزال ماثلة في ذهنه على كبر السن وطول العهد، بحيث لا يمترى إنسان في ان هذا الرجل كان من أعاجيب الزمان".
وقال عنه العقاد "مفطوراً بطبعه على إيثار الجزالة و الإعجاب بالصياغة والفحولة في العبارة."
كان أحمد شوقى يعتز بصداقه حافظ إبراهيم ويفضله على أصدقائه. و كان حافظ إبراهيم يرافقه في عديد من رحلاته وكان لشوقى أيادى بيضاء على حافظ فساهم في منحه لقب بك و حاول ان يوظفه في جريدة الأهرام ولكن فشلت هذه المحاولة لميول صاحب الأهرام - وكان حينذاك من لبنان - نحو الإنجليز وخشيته من المبعوث البريطانى اللورد كرومر.
وفاته
توفي حافظ إبراهيم سنة 1932 م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد أستدعى أثنان من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به. وبعد مغادرتهما شعر بوطئ المرض فنادى غلامه الذى أسرع لإستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ في النزع الاخير، توفى رحمه الله ودفن في مقابر السيدة نفيسة.
وعندما توفى حافظ كان أحمد شوقى يصطاف في الإسكندرية و بعدما بلّغه سكرتيره – أى سكرتير شوقى - بنبأ وفاة حافظ بعد ثلاث أيام لرغبة سكرتيره في إبعاد الأخبار السيئة عن شوقي ولعلمه بمدى قرب مكانة حافظ منه، شرد شوقي لحظات ثم رفع رأسه وقال أول بيت من مرثيته لحافظ:
قد كنت أوثر أن تقول رثائي يا منصف الموتى من الأحياء
آثاره الادبية
الديوان. البؤساء: ترجمة عن فكتور هوغو. ليالي سطيح في النقد الاجتماعي. في التربية الاولية. ( معرب عن الفرنسية) الموجز في علم الاقتصاد. ( بالإشتراك مع خليل مطران )
أثرتَ بنا مِنَ الشَّوقِ القديمِ
أثرتَ بنا مِنَ الشَّوقِ القديمِ وذِكرَى ذلكَ العيشِ الرَّخيمِ وأيّامٍ كَسَوناها جَمَالاً وأرقَصنا لها فَلَكَ النَّعيمِ مَلأناها بنا حُسناً فكانت بجِيدٍ الدَّهرِ كالعِقِدِ النَّظِيمِ وفِتيانٍ مَساميحٍ عليهم جلابيبٌ منَ الذَّوقِ السَّليمِ لهمْ شيمٌ ألذُّ من الأمانِي وأطربُ منْ معاطاة ِ النَّديمِ كهمِّكَ في الخَلاعَة ِ والتَّصابِي وإنْ كانوا على خُلُقٍ عَظيمِ ودعوتهم إلى أنسٍ فوافَوا موافاة َ الكريمِ إلَى الكريمِ وَجَاءُوا كَالْقَطا وَرَدَتْ نَميراً عَلى ظمَإٍ وهَبُّوا كالنَّسِيمِ وكانَ اللَّيْلُ يمرحُ في شبابٍ ويَلهُو بالمَجَرَّة ِ والنُّجُومِ فواصَلنا كُؤوسَ الرّاحِ حتى بَدَتْ للعينِ أنوارُ الصَّريمِ وأعملنَا بهَا رأيَابنِ هاني فألحِقْنا بأصحابِ الرَّقيمِ وظَبْيٍ مِنْ بنِي مِصْرٍ غَرِيرٍ شَهِيَّ اللَّفظِ ذي خَدٍّ مَشيمِ ولّحْظٍ بابليٍّ ذِي انكسارِ كأنَّ بطرفهِ سيما اليتيمِ سقانَا في مُنادَمَة ٍ حديثاً نَسِينَا عِنْده بِنْتَ الكُرُومِ سَلامُ اللهِ يا عَهدَ التَّصابي عليكَ وفِتيَة ِ العَهدِ القَديمِ أحِنُّ لهم ودُونَهُمُ فَلاة ٌ كأنَّ فَسِيحَها صَدرُ الحَليمِ كأنَ أديمَهَا أحشاءُ صَبٍّ قدْ التهبتْ مِنَ الوجْدِ الأليمِ كَأنَّ سَرَابَها إِذْ لاَحَ فِيها خِداعٌ لاحَ في وجهِ اللَّئيمِ تَضِلُّ بليلهِا لِهْ بٌفتَحْكِي بوادي التِّيهِ أقوامَ الكَليمِ وتَمشي السّافياتُ بها حَيارَى إذا نُقِلَ الههجيرُ عن الجحيمِ فمَن لي أنْ أرى تلك المَغاني ومافيها من الحُسنِ القَديمِ فما حَظُّ ابنِ داوُدٍ كحَظِّي ولاَ أُوتيتُ مِنْ عِلْمِ العليمِ ولا أنا مُطلَقٌ كالفِكرِ أسري فاستَبِقُ الضَّواحِكَ في الغُيُومِ ولكنّي مُقَيَّدَة ٌ رِحَالِي بقَيدِ العُدمِ في وادي الهُمومِ نَزَحتُ عن الدّيارِ أرُوَّمُ رِزقي وأضرِبُ في المهامِة ِ والتُّخُومِ وما غادَرتُ في السُودان قَفراً ولم أصبُغ بتُربَتِه أديمي وهأَنا بين أنيابِ المَنايا وتحت بَراثِنِ الخَطبِ الجَسيمِ ولولاَ سَوْرَة ٌ للمجدِ عِندي قَنِعْتُ بعيشتِي قَنَعَ الظَّليمِ أيابْنَ الأكرَمين أباً وجَدّاً ويا بنَ عُضادَة ِ الدِّنِ القَويمِ أقامَ لدِيننَا أَهلُوكَ رُكْناً له نَسَبٌ إلى رُكنِ الحَطيمِ فما طافَ العُفاة ُ به وعادُوا بغيرِ العسجدية ِ واللطِيمِ أتَيْتُكَ والخُطُوبُ تُزِفُّ رَحلِي ولي حالٌ أرقُّ مِنَ السَّديمِ وقدْ أصْبَحْتُ مِنْ سَعْيِ وكَدحِي على الأرزاقِ كالثَّوبِ الرَّديمِ فلاَ تُخْلقْ-فُدِيتَ-أديمَ وجَهِي ولا تَقطَعْ مُواصَلَة َ الحَميمِ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم السبت 28 يونيو 2014, 8:12 am | |
| أيُّهَا الوَسميُّ زُرْ نبتَ الرُّبَا
أيُّهَا الوَسميُّ زُرْ نبتَ الرُّبَا واسبِق الفَجْرَ إلى رَوْضِ الزَّهَرْ حَيِّهِ وانثرْ على أكمامِه منْ نطافِ الماءِ أشباهَ الدُّرَرْ أَيُّها الزَّهْرُ أَفِقْ مِنْ سِنَة ٍ واصطَبِحْ مِنْ خَمْرَة ٍ لَم تُعْتَصرْ منْ رحيقٍ أمُّه غادية ٌ ساقَهَا تحتَ الدُّجَى روحُ السَّحَرْ وانفحِ الرَّوضَ بنشرٍ طيِّبٍ عَلَّه يُوقِظُ سُكّانَ الشَّجَرْ إنَّ بِي شوقاً إلَى ذِي غُنَّة ٍ يُؤْنِسُ النَّفْسَ وقدْ نامَ السَّمَرْ إيهِ يا طَيْرُ ألاَ مِنْ مُسْعِدٍ إنّني قد شَفَّني طُولُ السَّهَرْ قُمْ وصَفِّقْ واستَحِرْ واسجَعْ ونُحْ واروِ عنْ إسحاقَ مأثورَ الخبرْ ظَهَرَ الفَجْرُ وقد عَوَّدْتَني أنْ تُغَنِّينِي إذَا الفَجْرُ ظَهَرْ غَنِّني كَمْ لكَ عِندي مِنْ يَدٍ سَرَّتِ الأَشْجانَ عَنِّي والفِكَرْ اخْرِق السَّمْعَ سِوَى مِنْ نَبَأٍ خَرَقَ السَّمعَ فأدمَى فوَقَرْ كُلَّ يَوْمٍ نَبْأَة ٌ تَطْرُقُنا بعجيبٍ منْ أعاجيبِ العِبَرْ أممٌ تفنَى وأركانٌ تهِي وعُرُوشٌ تتهاوَى وسُرُرْ وجُيُوشٌ بجيوشٍ تلتقِي كسُيُولٍ دَفَقَتْ في مُنْحَدَرْ ورجالٌ تتبارَى للرَّدَى لا تُبالي غابَ عنها أمْ حَضَرْ منْ رآهَا في وغَاهَا خالهَا صِبْيَة ً خَفَّتْ إلَى لِعبِ الأُكَرْ وحُرُوبٌ طاحِناتٌ كلَّما أُطْفئتْ شَبَّ لَظاها واسْتَعَرْ ضَجَّتِ الأَفْلاكُ مِنْ أَهْوالِها واستعاذَ الشمسُ منهَا والقَمَرْ في الثَّرَى في الجَوِّ في شُمِّ الذُّرَا في عُبابِ البَحْرِ ، في مَجْرَى النَّهَرْ أسرفتْ في الخلقِ حتَّى أوشكوُا أنْ يبيدُوا قبلَ ميعادِ البَشَرْ فاصْمِدوا ثمَّ احمدُوا اللَّه عَلَى نِعْمَة الأَمْن وطِيبِ المُسْتَقَرّ نعمة الأمنِ وما أدراكَ ما نِعمة الأمن إذَا الخطبُ اكفهرْ واشْكُروا سُلْطانَ مِصْرٍ واشكُرُوا صاحبَ الدّولة محمودَ الأَثَرْ نحن في عَيْشٍ تَمَنَّى دُونَه أممٌ في الغربِ أشقاهَا القدَرْ تَتَمَنَّى هَجْعَة ً في غِبْطَة ٍ لمْ تُساوِرْهَا اللَّيالِي بالكَدَرْ إنّ في الأَزْهَرِ قوماً نالَهُمْ مِنْ لَظَى نِيرانِها بَعْض الشَّرَرْ أَصْبَحُوا - لا قَدَّرَ اللهُ لنا- في عناءٍ وشقاءٍ وضجرْ نُزلاءٌ بيننَا إنْ يُرْهَقُوا أوْ يُضامُوا إنّهَا إحدَى الكُبَرْ فأعينُوهُمْ فهُمْ إخْوانُكُمْ مُسَّهُمْ ضُرٌّ ونابَتْهُمْ غيَرْ أَقْرِضُوا اللهَ يُضاعِفْ أَجْرَكُمْ إنّ خَيْرَ الأَجْرِ أَجْرٌ مُدَّخَرْ
أَلْبَسُوكِ الدِّماءَ فَوْقَ الدِّماءِ
أَلْبَسُوكِ الدِّماءَ فَوْقَ الدِّماءِ وأرَوْكِ العِداءَ بعد العِداءِ فلَبِسْتِ النَّجِيعَ منْ عهدِ قابيـ ـلَ وشاهَدتِ مَصرَعَ الأبرياءِ فلكِ العُذرُ إن قَسَوتِ وإن خُنْـ ـتِ وإن كنتِ مَصدراً للشَّقاءِ غَلِطَ العُذْرُ،ما طَغَى جَبَلُ النَّا رِ بإرْسالِ نَفْثَة ٍ في الهَواءِ أحرَجُوا صَدرَ أُمِّهِ فأراهُمْ بعضَ ما أَضْمرَتْ مِنَ الْبُرَحاءِ اسْخَطُوهَا فصابَرَتْهُمْ زَماناً ثمّ أنحَتْ عليهمُ بالجَزاءِ أيّها الناسُ إنْ يكُنْ ذاكَ سُخْطُ الـ أرْضِ ماذا يكونُ سُخْطُ السَّماءِ؟ إنّ في عُلْوِ مَسْرحاً للمقادِيـ ـرِ وفي الأرضِ مَكْمَناً للقَضاءِ فاتّقوا الأَرْضَ والسَّماءَ سَواءً واتّقوا النارَ في الثَّرى والفَضاءِ
أَجادَ مَطْرانُ كعاداته
أَجادَ مَطْرانُ كعاداته وهكذا يُؤْثَرُ عَنْ قُسِّ فإنْ أَقِفْ مِنْ بَعْدِه مُنْشِداً فإنّما مِنْ طِرْسِه طِرْسي رَثَى حَبِيباً وَرَثَى بَعْدَه لذلِكَ المُوفي على الرَّمْسِ كانَا إذا ما ظَهَرا مِنْبَراً حَلاَّ مِنَ السّامِعِ في النَّفْسِ فأَصْبَحَا هذا طَواهُ الرَّدَى وذاكَ نَهْبٌ في يَدِ البُؤْسِ لولا سَلِيمٌ لَم يَقُلْ قائِلٌ ولَمْ يَجُدْ مَنْ جادَ بالأمْسِ للهِ ما أَشْجَعَه إنّـه ذُو مِرَّة ٍ فِينَا وذُو بَأْسِ يَقُومُ في مَشْرُوعِهِ نافِذاً كأنّهعَنْتَرَة ُ العَبْسِي تَلْقاهُ في الجِدِّ كما تَبْتَغِي وتارَة ً تَلْقاهُ في الهَلْسِ سَرْكِيسُ إنْ راقَكَ ما قُلْتُه في مَعْرِضِ الهَزْلِ فَقُلْ مِرْسِيٌ أقْسِمُ باللَّـهِ وآلائِـه بعَرْشِه باللَّوْحِ بالكُرْسِي بالخُنَّسِ الكُنَّسِ في سَبْحِها بالبَدْرِ في مَرْآهُ بالشَّمْسِ بأنّ هذا عَمَلٌ صالحٌ قامُ به هَذا الفَتَى القُدْسِي ذَكَّرَنا والمَرْءُ مِنْ نَفْسِه وعَيْشِه في شاغِلٍ يُنْسِي بالواجِبِ الأَقْدَسِ في حَقِّ مَنْ باعَتْه مِصْرٌ بَيْعَة َ الوَكْسِ هذاأبُوا العَدْلِفمَنْ خالَه حَياً فما خَالَ سِوَى العَكْسِ كانت له في حَلْقِه ثَرْوَة ٌ مِنْ نَبْرَة ٍ تُشْجي ومِنْ جَرْسِ فغالَها الدَّهْرُ كما غَالَه حتّى غَدَا كالطَّلَلِ الدَّرْسِ فاكتَسِبُوا الأَجْرَ ولا تَبْتَغُوا شِراءَه بالثَمَنِ البَخْسِ إنِّي أَرى التَّمْثِيلَ في غَمْرَة ٍ غامِرَة ٍ تَدْعُو إلى اليَأُسِ لَم يَرْمِه في شَرْخِه ما رَمى لو كان مَبْنِياً على أُسٍّ أَكُلَّما خَفَّتْ به صَحْوَة ٌ مِنْ دائِه عُوجِلَ بالنَّكْسِ إنْ تُغْفِلُوا دارِسَ آثارِه عَفَّى عَليْها الدُّهْرُ بالطَّمْسِ أَعْجَزَها النُّطْقُ فجاءَتْ بِنا نَنُوبُ عنْ أَلْسُنِها الخُرْسِ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم السبت 28 يونيو 2014, 8:15 am | |
| أَخشَى مُرَبِّيَتي إذا
أَخشَى مُرَبِّيَتي إذا طَلَعَ النَّهارُ وأفزَعُ وأظلُ بين صواحبِي لعِقابِها أَتَوَقَّعُ لا الدَّمعُ يَشفَعُ لي ولا طُولُ التَّضَرُّعِ يَنْفَعُ وأَخافُ والِدَتي إذا جَنَّ الظَّلامُ وأجزعُ وأبيتُ أرتقِبُ الجزَا ءَ وأعْيُنِي لاَ تَهْجَعُ ما ضَرَّني لو كنتُ أسْـ ـتمعُ الكَلامَ وأخضعُ ما ضَرَّنِي لو صُنْتُ أثْـ ـوابِي فلاَ تتقطَّعُ وحَفِظْتُ أوراقي بمَحْـ ـفَظَتِي فلاَ تَتَوَزَّعُ فأعيشُ آمِنَة ً وأَمـْ ـرَعُ في الهناءِ وأرتعُ
أَخْرِقُ الدُّفَّ لو رَأيْتُ شَكِيبَا
أَخْرِقُ الدُّفَّ لو رَأيْتُ شَكِيبَا و أفُضُّ الأَذْكارَ حتَّى يَغيبَا هو ذِكري وقِبلَتي وإمامي و طبيبِي اذَا دَعَوْتُ الطَّبيبَا لو تَراني وقد تَعَمَّدتَ قَتلي بالتَّنائي رأيتَ شيخاً حَريبَا كانَ لا ينحنِي لغَيرِكَ إِجْلا لاً ولا يَشتَهي سواكَ حَبيبا لا تَعِيبَنَّ يا شكيبُ دبيبِي إنّما الشيخُ مَن يَدِبُّ دَبيبا كم شرِبتَ المُدامَ في حَضرَة ِ الشَّيْـ خِ جِهاراً وكمْ سُقِيتَ الحَليبَا وإذا أدنَفَ الشُّيوخُ غرامٌ كنتُ في حَلبَة ِ الشُّيوخِ نَقيبا عُدْ إلينا فقد أطَلتَ التَّجافي واركبِ البَرْقَ إنْ أَطقْتَ الرُّكُوبَا وإذَا خِفْتَ ما يُخَاف مِن اليَمِّ ـمِّ فَرَشنا لأخمَصَيكَ القُلوبا وَدَعَونا بِساطَ صاحِبِ بِلقِيـ ـسَ فلَبَّى دُعاءَنا مُستَجيبا وأمَرنا الرِّياحَ تَجري بأمرٍ منكَ حتى نَراكَ مِنّا قَريبا
أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـش
أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـ ـشُ ولمْ تُحسِنُوا عليه القيامَا عزت السِّلْعَة ُ الذَّلِيلة ُ حتَّى باتَ مَسْحُ الحِذاءِ خَطْباً جُساما وغَدَا القُوتُ في يَدِ النّاسِ كاليا قُوتِ حتى نَوَى الفَقيرُ الصِّياما يَقْطَع اليومَ طاوِياً وَلَدَيْه دُونَ ريحِ القُتارِ ريحُ الخُزامَى ويخالُ الرَّغيفَ منْ بَعْدِ كَدٍّ صاحَ : مَن لي بأنْ أُصِيبَ الإداما أيّها المُصْلِحُونَ أصْلَحْتُمُ الأرْ ضَ وبِتُّمْ عن النُّفوسِ نيامَا أصْلِحوا أنفُسَا أضرَّ بِهَا الفقْـ رُ وأحْيا بمَوتِها الآثاما ليس في طَوقِها الرَّحيلُ ولا الجِـ ـدُّ ولا أن تُواصلَ الإقْداما تُؤثِرُ الموتَ في رُبَا النِّيلِ جُوعاً وتَرَى العارَ أنْ تَعافَ المُقاما ورِجالُ الشَّآمِ في كُرَة ِ الأرْ ضِ يُبارُونَ في المسيرِ الغَماما رَكِبُوا البَحْرَ ، جَاوَزُوا القُطْبَ ، فاتُوا ويَظُنُّ اللُّحُومَ صَيْداً حَراما يَمْتطُون الخُطُوبَ في طَلَبِ العَيـ ـشِ ويبرونَ للنضالِ السهامَا وبَنُو مِصْرَ في حِمَى النِّيلِ صَرْعَى يَرْقُبونَ القَضاءَ عاماً فَعاما أيهَا النِّيلُ كيفَ نُمسِي عِطاشاً في بلادٍ روِّيتَ فيهَا الأوامَا إنَّ لِينَ الطِّباعِ أورثنَا الذُّ لَّ وأغرَى بِنا الجُناة َ الطَّغاما إنَّ طِيبَ المُناخِ جرَّعلينَا في سَبيلِ الحَياة ِ ذاكَ الزِّحاما أيُّها المُصْلِحُونَ رِفْقاً بقَومٍ قَيَّدَ العَجْزُ شَيْخَهُمْ والغُلاما وأغيثُوا منَ الغَلاءِ نفوساً قد تمنَّتْ مع الغَلاءِ الحِمامَا أَوْشَكَتْ تأكُلُ الهَبِيدَ مِنَ الفَقْـ ـرِ وكادتْ تذُودُ عنه النَّعامَا فأعيدُوا لنَا المُكُوسَ فإنَّا قد رأَيْنا المُكُوسَ أرْخَى زِماما ضاقَ في مصرَ قِسْمُنَا فاعذرُونَا إنْ حَسَدْنَا علَى الجَلاَءِ الشَّآمَا قد شَقِينا - ونحنُ كرَّمنا اللّـ ـهُ بعَصْرٍ يُكَرِّمُ الأنعامَا
أَعِيدُوا مَجْدَنا دُنْيا ودِينَا
أَعِيدُوا مَجْدَنا دُنْيا ودِينَا وذُودُوا عن تُراثِ المُسْلمِنَا فمنْ يَعْنُو لغيرِ اللهِ فينا ونحنُ بَنُو الغُزاة ِ الفاتحِينَا مَلَكْنا الأمرَ فوق الأرضِ دَهْراً وخَلَّدْنَا علَى الأيَّامِ ذِكْرَى أنَّى عُمَرٌ فأنسَى عدلَ كِسْرَى كذلك كانَ عَهدُ الرَّاشِدِينا جَبَيْنا السُّحْبَ في عَهْدِ الرَّشيدِ وباتَ الناسُ في عيشٍ رغيدِ وطَوَّقت العَوارفُ كلَّ جِيدِ وكان شِعارُنا رِفْقاً ولِينا سَلُوا بغدادَ والإسلام دِين أكانَ لها على الدُّنيا قَرينُ رِجالٌ للحوادِثِ لاَ تَلينُ وعِلْمٌ أيَّدَ الفَتْحَ المُبِينا فلسنَا مِنهمُ والشَّرقُ عانَى إذا لمْ نَكْفِه عَنَتَ الزَّمانِ ونَرّفَعُه إلى أعْلَى مَكانِ كما رَفَعُوه أو نَلقَى المَنُونا |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم السبت 28 يونيو 2014, 8:17 am | |
| أوشَكَ الدِّيكُ أن يَصيحَ ونَفسي
أوشَكَ الدِّيكُ أن يَصيحَ ونَفسي بين هَمٍّ وبين ظَنٍّ وحَدسِ يا غلامُ، المُدامَ والكاسَ، والطّا سَ، وهَيِّءْ لَنا مَكاناً كأَمْسِ أطلِقْ الشمسَ من غَياهِبِ هذا الدَّ نِّ وامَلأ من ذلك النُّورِ كأسي وأذنِ الصُّبْحَ أنْ يَلُوحَ لعَيْنِي من سَناها فذاكَ وَقتُ التَّحَسِّي وادْعُ نَدمانَ خَلوتي وائتِناسي وتَعَجَّلْ واسْبِلْ سُتُورَ الدِّمَقْسِ واسقِنا يا غُلامُ حتّى تَرانا لا نُطِيقُ الكَلامَ إلاّ بهَمْسِ خَمرة ً قيلَ إنّهم عصَرُوها من خُدودِ المِلاحِ في يَومِ عُرسِ مُذْ رآها فَتَى العَزِيزِ مَناماً وهو في السِّجْنِ بَيْنَ هَمٍّ ويَأْسِ أعْقَبَتْهُ الخَلاصَ مِنْ بَعْدِ ضيقٍ وحَبَتْهُ السُّعودَ من بَعدِ نَحسِ يا نَديمِي باللهِ قُل لِي لِماذا هَذه الخَنْدَرِيسُ تُدْعَى برِجْسِ؟ هيَ نَفْسٌ زَكيَّة ٌ وأَبُوها غَرسُه في الجِنانِ أكرَمُ غَرسِ هيَ نَفْسٌ تَعَلَّمَتْ حُسْنَ أخْلا قِ المُولحِيِّ في صَفاءٍ وأُنسِ خَصّه اللهُ حيثُ يُصْبِحُ بالإقْـ ـبالِ، والعِزِّ والعُلا، حيثُ يُمسي
حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا
حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا إنْ تَنْشُرُوا العِلْمَ يَنْشُرْ فيكُم العَرَبا هذَا صبيٌّ هائِمٌ تحتَ الظَّلامِ هُيامَ حائرْ ولا حَياة لكمْ إلاّ بجامِعَة ٍ تكونُ أمَّا لطُلاّبِ العُلاَ وأَبَا تَبْنِي الرِّجالَ وتَبنِي كلَّ شاهِقَة ٍ مِنَ المَعاِلي وتَبْنِي العِزَّ والغَلَبا ضَعُوا القُلُوبَ أَساساً لا أقولُ لكمْ ضَعُوا النُّضارَ فإنِّي أَصْغِرُ الذَّهَبا وابْنُوا بأَكْبَادِكُمْ سُوراً لها وَدَعُوا قيلَ العَدُوِّ فإنِّي أَعْرِفُ السَّببَا لا تَقْنَطُوا إنْ قَرَأتُمْ ما يُزَوِّقُه ذاكَ العَمِيدُ ويَرْمِيكُمْ به غَضَبا إنِّي أعُدَُ ضُلُوعَه -لولا عُيونُكِ- حُجّة ٌ لا تُفْحَمُ وراقِبُوا يومَ لا تُغني حَصائِدُه فكلُّ حَيٍّ سيُجْزَى بالّذي اكتَسَبا أبصرتُ هيكلَ عظمهِ تَأْسُو القُلوبَ فإنّ رَأيَكَ أَحْكَمُ بَنَى على الإفْكِ أَبْرَاجاً مُشَيَّدَة ً فابْنُوا على الحَقِّ بُرجاً يَنطَحُ الشُّهُبا وجاوِبُوه بفِعْلٍ لا يُقَوِّضُه قُوْلُ المُفَنِّدِ أنَّى قال أو خَطَبا لا تَهْجَعُوا إنّهمْ لَنْ يَهْجَعُوا أَبداً وطالِبُوهُمْ ولكنْ أجمِلُوا الطَّلَبا يَخُورُ خازِنُكُم في عَدِّها تَعَبا قالوا: حَكَمتَ بما لا تستطيعُ له حَملاً نَكادُ نَرَى ما قُلتَه لَعِبا دارُ الخلافة ِ والمليكُ الأعظمُ ودَعَا لَكَ البَيْتُ الحرامُ فأَمَّنَتْ بَطْحاءُ مَكَّة َ والحَطِيمُ وزَمْزَمُ حُرِ مَنْ وَنَى لاَ شكَّ خاسرْ وَهْمٌ أَغارَ على النُّهَى وأَضَلَّها فَجَرى الغَبِيُّ وأَقْصَرَ المُتَعَلِّمُ
حَيَّا بَكُورُ الحَيا أرباعَ لُبنانِ
حَيَّا بَكُورُ الحَيا أرباعَ لُبنانِ وطالَعَ اليُمنُ مَن بالشَّأمِ حَيّاني أهلَ الشَّآمِ لقد طَوَّقتُمُ عُنُقي بِمنَّة ٍ خرجتْ عن طَوْقِ تبيانِي قُلْ للكريمِ الذي أَسْدَى إليَّ يدَّاً أّنَى نَزَحْتَ فأنتَ النازِحَ الدَاني ما إِنْ تَقَاضَيْتُ نَفْسِي ذِكْرَ عارِفَة ٍ هل يَحدثُ الذِّكرُ إلاّ بَعدَ نِسيانِ ولا عَتَبتُ على خِلٍّ يَضَنُّ بها ما دام يَزْهَدُ في شُكْرِي وعِرفاني أَقَرَّ عَيْنِيَ أنَّي قُمْتُ أنْشِدُكُمْ في مَعهَدٍ بحُلى العِرفانِ مُزدانِ وشاعَ فيَّ سُرورٌ لا يُعادِلُه رَدُّ الشَّبابِ إلى شَعْرِي وجُثمانِي لي مَوطِنٌ في رُبُوعِ النِّيلِ أعظِمُه ولِي هُنا في حِماكُمْ مَوْطنٌ ثانِي إنِّي رأيتُ على أهْرامِها حُلَلاً مِن الجَلالِ أراهَا فَوْقَ لبنانِ لم يَمحُ منها ولا من حُسنِ جِدَّتها على التَّعاقُبِ ما يَمحُو الجَديدانِ حَسِبتُ نَفسي نَزيلاً بينكم فإذا أهلي وصَحبي وأحبابي وجيراني مِنْ كلِّ أَبْلَجَ سامِي الطَّرْفِ مُضطلِعٍ بالخَطْبِ مُبْهَجٍ بالضَّيْفِ جَدْلانِ يَمشي إلى المَجدِ مُختالاً ومُبتَسِماً كأنّه حين يَبدُو عُودُ مُرّانِ سكنتمْ جنة فيحاء ليس بها عَيبٌ سوى أنّها في العالَمِ الفاني إذا تَأمَّلتَ في صُنعِ الإِله بها لَم تَلقَ في وَشْيهِ صُنعاً لإنسانِ في سَهْلِها وأعاليهَا وسَلْسَلِها بُرْءُ العليلِ وسَلْوَى العاشِقِ العانِي وفي تَضَوُّعِ أنفاسِ الرِّياضِ بها رَوْحٌ لكلِّ حَزِينِ القَلْبِ أَسْوانِ اَنَّى تَخَيَّرْتَ مِنْ لبنان مَنْزِلَة ً في كلِّ مَنزِلَة ٍ رَوضٌ وعَينانِ يا لَيتَني كنتُ من دُنيايَ في دَعَة ٍ قَلْبي جَميعٌ وأَمْرِي طَوْع وِجْدَانِي أقضي المَصِيفَ بلُبنانٍ على شَرَفٍ ولا أحُولُ عن المَشتى بحُلوانِ يا وقفة ً في جبالِ الأرزِ أَنْشُدُها بينَ الصنوبرِ والشربينِ والبانِ تَستِهبِطُ الوَحْيَ نَفسي من سَماوَتها ويَنثَني مَلَكاً في الشِّعرِ شَيطاني عَلِّي أُجاوِدُكُم في القَولِ مُقْتَدِياً بشاعِرِ الأرزِ في صُنعٍ وإتْقانِ لاَ بِدْعَ إنْ أخصبتْ فيها قرائحُكُمْ فأعجزتْ وأعادتْ عهدَحسَّانِ طيبُ الهَواءِ وطِيبُ الرَّوضِ قدْ صَقَلاَ لَوحَ الخَيالِ فأغراكُم وأغراني مَن رامَ أن يَشهَدَ الفِردَوسَ ماثِلة ً فليَغشَ أحياءَكُم في شهرِ نَيسانِ تاهتْ بقبرِصلاحِ الدِّيِنِتُرْبَتُهَا وتاهَ أحياؤُها تِيهاً بمَطرانِ يَبْنِي ويَهْدِمُ في الشَّعْرِ القدِيم وفي الشِّعر الحدِيثِ فَنعْمَ الهَادِمُ الباني إذا لَمَحْتُمْ بشِعْري وَمْضَ بَارِقَة ٍ فَبَعْضُ إحْسانِه في القَوْلِ إحْسانِي رَعياً لشاعِرِكُم، رَعياً لكاتِبِكُم جَزاهُما اللهُ عَنِّي ما يَقُولانِ ارَى رِجالاً مِن الدُّنيا الجَدِيدَة ِ في الدُّنيا القَدِيمَة ِ تَبْنِي خَيْرَ بُنْيانِ قد شيَّدواآية ً بالشَّامِ خالِدَة ً شَتَّى المَناهلِ تَروي كلَّ ظَمآنِ لئِن هَدَوْكُم لقد كانت أوائِلُكُم تَهْدِي أَوائلَهُمْ أَزمْانَ أَزْمانِ لا غَرَو إنْ عَمَّروا في الأرضِ وابتَكَروا فيها افَانِينَ إصْلاحٍ وعُمْرانِ فتِلْكَ دُنْياهُمُ في الجَوِّ قد نَزَعَتْ أعِنّة َ الرِّيحِ مِنْ دُنْيا سُلَيْمانِ أَبَتْ أُمَيّة ُ أَنْ تَفْنَي محَامِدُها على المَدى وأبى أبناءُ غَسّانِ فمِن غَطارِفَة ٍ في جِلِّقٍ نُجُبٍ ومِنْ غَطَارِفَة ٍ في أَرْضِحَوْرانِ عافُوا المَذَلَّة َ في الدّنيا فعندهمُ عِزُّ الحياة ِ وعِزُّ المَوْتَ سِيّانِ لا يَصْبِرُونَ على ضَيْمٍ يُحاوِلُه باغٍ مِنَ الإنسِ أو طاغٍ من الجانِ شَقَقْتُ أسْواقَبَيرُوتٍفما أَخَذَتْ عينايَ في ساحِهَا حانوتَ يونانِي فقلتُ في غِبطَة ٍ: للهِ دَرُّهُمُ وَلَّوْا سِراعاً وخَلَّوْا ذلك الواني تَيَمَّمُوا أرضَ كُولُمبٍ فما شَعَرَت منهم بَوطءِ غَريبِ الدارِ حَيرانِ سادُوا وشادُوا وأبلَوا في مَناكِبِها بلاءَ مُضظَلِعٍ بالأمرِ مَعوانِ إنْ ضاقَ ميدانُ سبقٍ منْ عزائمِهِمْ صاحتْ بهمْ فأروهَا الفَ ميدانِ لا يستشيرونَ إِن همّوا سوى همَهم تأبَى المُقامَ على ذّلٍّ وإِذعانِ ولا يُبالونَ إنْ كانت قُبُورُهُمْ ذُرا الشَّوامِخ أو أجوافَ حِيتانِ في الكونِ مورقهمْ في الشامِ مغرسهمْ والغرسُ يزكو نقالاً بينَ بلدانِ إنْ لم يَفُوزا بسلطانٍ يُقِرُّهُمُ ففي المُهاجَرِقد عَزُّوا بسلطانِ أو ضاقتِ الشأمُ عن برهانِ قدرتهَمْ ففي المُهاجَرِ قد جاءُوا ببرهانِ إنّا رأينا كراماً من رجالهمُ كانوا عليهمْ لدينا خير عنوانِ أنّى التقينا التقَى في كلِ مجتمعٍ أهلٌ بأهلٍ وإخوانٌ باخوانِ كمْ في نواحي ربوعِ النّيلِ من طرفٍ لليازجيِّ وصروفٍ وزيدانِ وكم لأحيائِهِم في الصُّحفِ من أثَرٍ له المقطّمُ والأهرامُ رنانِ متى أرى الشّرقَ أدناهُ أبعده عن مَطمَعِ الغَرب فيه غيرَ وَسْنانِ تجري المودّة من أعراقه طلقاً كجرية ِ الماءِ في أثناءِ أفنانِ لافرقَ بين بوذيِّ يعيشُ به ومسلمٍ ويهوديٍ ونصرانِي مابالُ دُنياهُ لمّا فاءَ وارِفُها عليه أدبرتْ من غيرِ إيذانِ عهدُ الرشيدِ ببغدادَ عفا ومَضَى وفي دِمَشق انطوى عهدُ ابنِ مروانِ لاتسلْ بعده عن عهدِ قرطبة ٍ كيف انمحى ْ بين أسيافٍ ونيرانِ فعَلِّموا كلَّ حَيٍّ عندَ مَولِدِه عليكَ للهِ والأوطانِ دينانِ حَتمٌ قَضاؤُهُما حَتمٌ جَزاؤُهُما فآربأ بنفسكَ أن تمنَى بخسرانِ النَّيلُ وهو إلى الأُردُنِّ في شَغَفٍ يُهدي إلى بَرَدى أشواقَ وَلهانِ وفي العِراقِ به وَجدٌ بدِجلَتِه وبالفراتِ وتحنانٌ لسيحانِ إنْ دامَ مانحن فيه من مُدابَرَة ٍ
رأيتُ رأى َ المعرّي حين أرهقَه ما حلّ بالناسِ من بغيٍ وعدوانِ لا تظهرُ الأرضَ من رجسٍ ومن درنٍ حتى يُعاوِدَها نُوحٌ بطُوفانِ ولّى الشبابُ وجازتني فتوتُه وهَدَّمَ السُّقمُ بعدَ السُّقمِ أركاني أسوّفت أم أعدّت حرَّ أكفاني شاهَدتُ مَصرَعَ أترابي فَبَشَّرَني بضجعة ٍ عندها روحي وريحاني كم منْ قريبٍ نأى عنّي فأوجَعَني وكم عَزيزٍ مَضَى قبلي فأبكاني من كانَ يسألُ عن قومي فإنّهمُ
إني مللّتُ وقوفي في كلِ آونة ٍ أبكي وأنظِمُ أحزاناً بأحزانِ إذا تَصَفَّحتَ ديواني لتَقَرأَني وجدتَ شعرَ المراثي نصفَ ديواني أتيتُ مستشفياً والشوقُ يدفعُ بي إلى رُباكُم وعودِي غيرُ فينانِ فأنزِلُوني مَكاناً أستَجِمُّ به ويَنجلي عن فؤادي بَرحُ أحزاني وجنبّوني على شكرٍ موائدكُم بما حَوَتْ من أفاوِيهٍ وألوانِ حسبي وحسبُ النُّهى ما نلتُ من كرمٍ قد كدتُ أنسى به أَهلي وخُلاّني |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم السبت 28 يونيو 2014, 8:17 am | |
| رَمَيْتُ بها على هذا التَّبابِ
رَمَيْتُ بها على هذا التَّبابِ وما أَوْرَدْتُها غيرَ السَّرابِ وما حَمَّلْتُها إلاّ شَقاءً تُقاضِيني به يومَ الحِسابِ جَنَيْتُ عليكِ يا نَفْسي وقَبْلي عليكِ جَنَى أبي فدَعي عِتابي فلَولا أنّهم وأَدُوا بَياني بَلَغتُ بك المُنى وشَفَيْتُ ما بي وما أَعْذَرْتُ حتى كان نَعْلي دَماً ووِسادَتي وَجْهَ التُّرَابِ وحتى صَيَّرتْني الشمسُ عَبْداً صَبِيغاً بَعدَ ما دَبَغَتْ إهابي وحتى قَلَّمَ الإِمْلاقُ ظُفْري وحتى حَطَّمَ المِقْدارُ نابي مَتَى أنا بالِغٌ يا مِصْرُ أَرْضاً أَشُّم بتُرْبِها رِيحَ المَلابِ رأيتُ ابنَ البُخارِ على رُباها يَمُرُّ كأنَّه شَرْخُ الشَّبابِ كأنّ بجَوْفِه أحشاءَ صَبٍّ يُؤَجِّجُ نارَها شَوقُ الإيابِ إذا ما لاحَ ساءَلْنا الدَّياجي أَبَرْقُ الأَرْضِ أمْ بَرْقُ السَّحابِ
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَتاتِ سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة ِ أَعْظُماً يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُ إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة ً مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم السبت 28 يونيو 2014, 8:18 am | |
| سمَا الخطيبانِ في المعالِي
سمَا الخطيبانِ في المعالِي وجازَ شَأْواهُما السَّماكا جالاَ فلمْ يترُكَا مجالاً و اعْتَرَكَا بالنُّى عِراكَا فلَستُ أدري على اختياري منْ منهُمَا جَلَّ أَنْ يُحاكَى فوحْيُ عقْلي يقولُ:هذَا ووَحيُ قلبي يقولُ: ذاكا وَدِدْتُ لوْ كلُّ ذِي غُرورٍ أمسِى لنعليهِمَا شِراكَا
سائِلُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا
سائِلُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا كيف باتَتْ نِساؤُهُمْ والعَذارَى كيف أَمْسَى رَضِيعُهُمْ فَقَدَ الأ مَّ وكيف اصْطَلَى مع القَوْمِ نارَا كيف طاحَ العَجُوزُ تحتَ جِدارٍ يَتَداعى وأسْقُفٍ تَتَجارَى رَبِّ إنّ القَضاءَ أَنْحَى عليهم فاكشف الكَربَ واحجُبِ الأَقْدارَا ومُرِ الَّنارَ أنْ تَكُفَّ أَذاها ومُرِ الغَيْثَ أَنْ يَسِيلَ انْهِمارا أينَ طُوفانُ صاحِبِ الفُلكِ يَروي هذِه النّارَ؟فهي تَشْكُو الأوَارا أَشْعَلَتْ فَحْمَة َ الدَّياجِي فباتَتْ تَملأ الأرضَ والسَّماءَ شَرارا غَشِيَتْهُمْ والنَّحْسُ يَجْرِي يَميناً ورَمَتهُم والبُؤْسُ يَجري يَسارا فأَغارَتْ وأوْجُهُ القَومِ بِيضٌ ثمّ غَارَتْ وقد كَسَتْهُنَّ قارا أَكَلَتْ دُورَهُمْ فلّما استَقَلَّتْ لم تُغادِرْ صِغارَهُم والكِبارا أخرَجَتهُم من الدِّيارِ عُراة ً حَذَرَ الموتِ يطلبونَ الفِرارا يَلْبَسُونَ الظَّلامَ حتَّى إذا ما أقبلَ الصُّبحُ يَلبَسون النَّهارا حُلَّة لا تَقيهِمُ البَردَ والحَـ ـرَّ ولا عنهُمُ ترُدُّ الغُبارا أيها الرَّافِلون في حُلَلِ الوَشْـ ـي يجُرُّونَ للذُّيولِ افْتِخارا إنّ فوقَ العَراءِ قوماً جِياعاً يَتوارَونَ ذِلَّة ً وانكِسارا ايُّهذا السَّجينُ لا يمْنَع السِّجْـ ـنُ كريماً مِن أنْ يُقيلَ العِثارا مُرْ بِأَلْفٍ لهم وإنْ شِئْتَ زِدْها وأجِرْهُم كما أجَرَتَ النَّصارى قد شَهِدْنا بالأمسِ في مِصرَ عُرساً مَلأَ العَينَ والفُؤادَ ابْتِهارا سالَ فيه النُّضارُ حتى حَسِبنا أنّ ذاك الفِناءَ يجري نُضارا باتَ فيه المُنَعَّمونَ بليلٍ أَخْجَلَ الصُّبْحَ حُسْنُه فَتَوارَى يَكْتَسُون السَرورَ طَوْراً وطَوْراً في يَد الكَأسِ يَخْلَعُون الوَقارا وسَمِعْنا في ميت غَمْرٍ صِياحاً مَلأ البَرَّ ضَجّة ً والبِحارا جَلَّ مَن قَسَّمَ الحُظوظ فهذا يَتَغَنَّى وذاكَ يَبكي الدِّيارا رُبَّ لَيْلٍ في الدَّهْرِ قَدْ ضَمَّ نَحْساً وسُعوداً وعُسْرَة ً ويَسارا
سَلِيلَ الطِّينِ كم نِلْنا شَقاءً
سَلِيلَ الطِّينِ كم نِلْنا شَقاءً وكمْ خَطَّتْ أنامِلُنَا ضَريحَا وكمْ أَزْرَتْ بِنَا الأيامُ حتَّى فَدَتْ بالكبشِ إسحاقَ الذَّبيِحَا وباعَتْ يُوسُفاً بَيْعَ المَوالي وأَلْقَتْ في يَدِ القَومِ المَسيحَا ويانُوحاً جَنَيْتَ علَى البرايَا ولمْ تمنحهُمُ الوُدَّ الصَّحيحَا عَلاَمَ حملتهُمْ في الفُلْكِ هَلاَّ تَرَكْتَهُمُ فكُنْتَ لَهُمْ مُرِيحَا أصابَ رِفاقِيَ القِدحَ المُعَلَّى وصادَفَ سَهْمِيَ القِدْحَ المَنِيحا فلوْ ساقَ القضاءُ إليَّ نَفْعاً لقامَ أَخُوهُ مُعترضاً شَحيحا
سَعَيْتُ إلى أنْ كِدْتُ أَنْتَعِلُ الدَّما
سَعَيْتُ إلى أنْ كِدْتُ أَنْتَعِلُ الدَّما وعُدْتُ وما أعقبتُ إلاَّ التَّنَدُّمَا لَحَى اللهُ عَهْدَ القاسِطِين الذي به تَهَدَّمَ منْ بُنياننَا ما تهدَّمَا إذا شِئْتَ أنْ تَلْقَى السَّعَادَة َ بينهمْ فلا تَكُ مِصْريّاً ولا تَكُ مُسْلِما سَلامٌ على الدُّنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ رَأَى في ظَلامِ القَبْرِ أُنْساً ومَغنَما أَضَرَّتْ به الأولَى فهامَ بأختها فإنْ ساءَت الأخرَى فوَيْلاهُ مِنْهُما فهُبِّي رياحَ الموتِ نُكباً وأطفِئي سِراجَ حياتي قبلَ أنْ يتحطَّمَا فما عَصَمتنِي منْ زمانِي فضائلِي ولكنْ رأيتُ الموتَ للحُرِّ أعْصَما فيا قلبُ لاَ تجزعْ إذَا عَضَّكَ الأسَى فإنكَ بعدَ اليومِ لنْ تتألَّمَا ويا عَينُ قد آنَ الجمُودُ لمَدْمَعي فلاَ سَيْلَ دمع تسكبيِن ولاَ دَمَا ويا يَدُ ما كَلَّفْتُكِ البَسْطَ مَرَّة ً لذّي مِنَّة ٍ أولَى الجَميلَ وأنعمَا فللهِ ما أحلاكِ في أنملِ البلَى وإنْ كُنتِ أحلَى في الطُّرُوسِ وأكْرَما ويا قدمِي ما سِرْتِ بي لمَذلَّة ٍ ولمْ ترتقِي إلاَّ إلَى العِزِّ سُلَّمَا فلاَ تُبطئِي سيراً إلَى الموتِ واعلمِي بأنَّ كريمَ القومِ من ماتَ مُكْرمَا ويا نفسُ كمْ جَشَّمُتكِ الصبرَ والرضا وجشَّمتنِي أنْ أَلبَسَ المجدَ مُعلمَا فما اسطعتِ أنْ تستمرئِي مُرَّ طعمَه وما اسطعتُ بين القومِ أنْ أتقدَّمَا فهذَا فِراقٌ بيننَا فَتَجمَّلِي فإنَّ الرَّدَى أحلَى مذاقَا ومطعمَا ويا صدركمْ حَلَّت بذاتكَ ضِيقة ٌ وكم جالَ في أَنْحائِكَ الهَمُّ وارتَمَى فهَلا تَرَى في ضِيقَة ِ القَبْرِ فُسْحَة تُنَفِّسُ عنكَ الكَرْبَ إنْ بِتَّ مُبْرَما ويا قَبْرُ لا تَبْخَلْ بِرَدِّ تَحِيّة ٍ على صاحبٍ أَوْفَى علينا وسَلَّما وهيهاتَ يأتِي الحيُّ للميتِ زائراً فإنِّي رأيتُ الوُدَّ في الحيِّ أسْقِما ويأيُّهَا النَّجمُ الذي طالَ سُهدُه وقد أَخَذَتْ منه السُّرَى أين يَمَّما لَعَلَّكَ لا تَنْسَى عُهودَ مُنادِمٍ تَعَلَّمَ منكَ السُّهدَ والأَينَ كُلَّمَا |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم السبت 28 يونيو 2014, 8:19 am | |
| طالَ الحديثُ عليكُمْ أيُّهَا السَّمَرُ
طالَ الحديثُ عليكُمْ أيُّهَا السَّمَرُ ولاحَ للنَّومِ في أجفانِكُمْ أَثَرُ وذلك اللَّيلُ قد ضاعَتْ رَواحِلُه فليسَ يُرْجَى لهُ منْ بَعْدِهَا سَفَرُ هذي مَضاجِعُكُم يا قَومُ فالتَقِطوا طِيبَ الكَرَى بعيونٍ شابهَا السَّهَرُ هل يُنْكِرُ النَّوْمَ جَفْنٌلو أتيحَ لهُ إلاَّ أنا ونجُومُ اللَّيلِ والقَمَرُ أَبِيتُ أَسْأَلٌ نَفْسِي كيفَ قاطعنِي هذَا الصَّديقُ ومالِي عنهُ مُصْطَبَرُ فما مُطَوَّقَة ٌ قدْ نالهَا شَرَكَ عند الغُروبِ إليه ساقَها القَدَرُ باتتْ تُجاهِدُ هَمَّاً وهي آيِسَة ٌ من النَّجاة ِ وجُنِحُ اللَّيلِ مُعتَكِرُ وباتَ زُغلولُها في وَكرِها فَزِعاً مُرَوَّعاً لرُجوعِ الأمِّ ينتظرُ يُحَفِّزُ الخَوفُ أَحشاهُ وتُزْعِجهُ إذا سَرَتْ نَسمَة ٌ أو وَسَوسَ الشَّجَرُ مِنِّي بأسْوَأَ حالاً حِينَ قاطعنِي هذا الصَّديقُ فهَلاَّ كان يَذَّكِرُ يا بنَ الكِرامِ أتَنسى أنّني رَجُل لِظِلِّ جاهِكَ بعدَ اللهِ مُفتَقِرُ إنِّي فتاكَ فلاَ تقطعْ مواصلتِي هَبني جَنيتُ فقُلْ لي كيفَ أعتَذِرُ
ظَبْى َ الحِمَى باللّهِ ما ضَرَّكَا
ظَبْى َ الحِمَى باللّهِ ما ضَرَّكَا إذا رأينا في الكَرَى طَيفَكا وما الذي تَخشاهُ لو أنّهم قالوا فُلانٌ قد غَدا عَبدَكا قد حَرَّمُوا الرِّقَّ ولكنّهم ما حَرَّمُوا رِقَّ الهَوَى عِنْدَكَا وأصبَحَتْ مِصرُ مُراحاً لهم وأنتَ في الأحشا مُراحٌ لكا ما كان سهلاً أن يَرَوْا نِيلَها لو أنّ في أسيافِنا لَحظَكا
فِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْ
فِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْ جَدِّدُوا باللّهِ عَهْدَ الغائِبِينْ واذكُرُوني عند كاساتِ الطِّلا إنّني كنتُ إمامَ المُدمِنينْ وإذا ما استَنْهَضَتْكُم ليلة ً دَعَوة ُ الخَمرِ فَثُورُوا أجمَعينْ رُبَّ لَيْلٍ قد تَعاهَدْنا عَلَى ما تَعَاهَدْنَا وكُنّا فاعِلِينْ فقَضَيْناهُ ولم نَحفِلْ بما سَطَّرَتْ أيْدِي الكِرامِ الكاتِبِينْ بين أقداحٍ ورَاحٍ عُتِّقَتْ ورَياحينٍ ووِلدانٍ وعِينْ وسُقاة ٍ صَفَّفَتْ أكوابَها بَعْضُها البَلُّورُ والبَعْضُ لُجَيْنْ آنَسَتْ مِنّا عِطاشاً كالقَطا صادَفَتْ وِرداً به ماءٌ مَعينْ فمَشَتْ بالكاسِ والطاسِ لَنا مِشْية َ الأفراحِ للقَلْبِ الحَزِينْ وتَواثَبنا إلى مَشمُولَة ٍ ذاتِ ألوانٍ تَسُرّ الناظِرِينْ عَمَدَ السّاقي لأنْ يَقتُلَها وهيَ بِكرٌ أحصَنَتْ منذُ سِنِينْ ثمَّ لمَّا أنْ رأَى عِفَّتَهَا خافَ فيها الله رَبَّ العالَمينْ وأجَلْنَا الكاسَ فيما بيننَا و علَى الصَّهباءِ بتنَا عاكفينْ وشَفَينا النَّفسَ من كلِّ رَشاً نَطَقَتْ عَيناهُ بالسِّحرِ المُبينْ وطوَى مَجْلِسنَا بعدَ الهَنا وانشراحِ الصَّدْرِ تكبيرُ الأَذِينْ هكذا كُنّا بأيّامِ الصَّفا نَنْهَب اللذّاتِ في الوقتِ الثَّمينْ ليتَ شِعري هل لنا بعدَ النَّوى مِنْ سبيلٍ للقِّا أمْ لاتَ حِينْ
قُلْ للنَّقِيبِ لقد زُرْنَا فَضِيلَتَهُ
قُلْ للنَّقِيبِ لقد زُرْنَا فَضِيلَتَهُ فذَادَنا عنه حُرّاسٌ وحُجّابُ قَدْ كان بَابُكَ مَفْتُوحاً لقاصِدِه واليومَ أُوصدَ دُونَ القاصِدِ البابُ هلاّ ذَكَرتَ بدارِ الكُتبِ صُحبَتَنا إذْ نَحنُ رغمَ صُرُوف الدَّهرِ أحبابُ لو أنّني جِئتُ للبابا لأكرَمَني وكان يُكرِمُني لو جِئتْهُ الباب لا تَخشَ جائِزَة ً قد جِئتُ أطلُبُها إنِّي شَريفٌ وللأشرافِ أحسابُ فاهْنَأ بما نِلْتَ مِنْ فَضْلٍ وإِنْ قُطِعَتْ بَيْني وبَيْنَكَ بَعْدَ اليَومِ أسْبابُ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم السبت 28 يونيو 2014, 8:19 am | |
| قَضَّيْتُ عَهْدَ حداثتِي
قَضَّيْتُ عَهْدَ حداثتِي ما بينَ ذُلٍ واغترابْ لَم يُغنِ عَنّي بَينَ مَشْـ ـرِقِهَا ومغْرِبِهَا اضطرابْ صَفِرَتْ يَدِي فحَوَى لها رأسِي وجَوفِي والوِطابْ وأنا ابنُ عَشْرٍ ليس في طَوقِي مُكافحة ُ الصِّعابْ لمْ يبقَ منْ أهلِي سِوَى ذِكْرٍ تَناساهُ الصِّحابْ أَمْشي يُرَنِّحُني الأَسَى والبؤسُ ترنيحَ الشَّرابْ فلَكَمْ ظَلِلْتُ على طَوَى يومِي وبِتُّ علّى تبابْ والجُوعُ فَرَّاسٌ له ظُفْرٌ يَصُولُ به ونَابْ فكأنّه في مُهجتَي نَصْلٌ تغلغلَ للنِّصابْ
كم مَرَّ بِي فيِكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَذْكُرُه
كم مَرَّ بِي فيِكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَذْكُرُه ومَرَّ بِي فيكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَنْساهُ وَدَّعْتُ فيكِ بَقايا ما عَلِقْتُ به مِنَ الشّباب وما وَدَّعْتُ ذِكْراهُ أَهْفُو إليه على ما أَقْرَحَتْ كَبِدِي مِنَ التَّبارِيحِ أولاَهُ وأُخْراهُ لَبِسْتُهِ ودُمُوعُ العَيْنِ طَيِّعَة ٌ والنفسُ جَيَّاشَة ٌ والقَلْبُ أَوّاهُ فكان عَوْني على وَجْدٍ أُكابِدُه ومُرِّ عَيْشٍ على العِلاّتِ أَلْقاهُ قد أَرْخَصَ الدَّمْعَ يَنْبُوعُ الغَناءِ به وا لَهْفَتِي ونُضُوبُ الشَّيْبِ أَغْلاهُ كم رَوَّحَ الدمعُ عَنْ قَلْبي وكم غَسَلَتْ منه السَّوابِقُ حُزْناً في حناياهُ لَم أَدْرِ ما يَدُه حتى تَرَشَّفَه فَمُ المَشِيبِ على رَغْمِى فأَفْناهُ قالوا تَحرَّرْتَ مِنْ قَيْدِ المِلاحِ فعِشْ حُراً فَفِي الأَسْرِ ذُلٌ كُنتَ تَأباهُ فقُلْتُ يا لَيْتَه دامَتْ صَرامَتُه ما كان أَرْفَقه عندي وأَحْتاهُ بُدِّلْتُ منه بقَيْدٍ لَسْتُ أفْلَتُه وكيف أفْلَتُ قَيْداً صاغَهُ اللهُ أَسْرَى الصَّبابَة ِ أَحْياءٌ وإنْ جَهِدُوا أَمّا المَشِيبُ ففِي الأَمْواتِ أَسْراهُ
لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ
لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ هُنا العُلا وهُناكَ المجدُ والحَسَبُ رُكْنانِ للشَّرْقِ لا زالَتْ رُبُوعُهُما قَلْبُ الهِلالِ عليها خافِقٌ يَجِبُ خِدْرانِ للضّادِ لَم تُهْتَكْ سُتُورُهُما ولا تَحَوَّلَ عن مَغْناهُما الأدَبُ أمُّ اللُّغاتِ غَداة َ الفَخْرِ أَمُّهُما وإنْ سَأَلْتَ عن الآباءِ فالعَرَبُ أَيَرْغَبانِ عن الحُسْنَى وبَيْنَهُما في رائِعاتِ المَعالي ذلك النَّسَبُ ولا يَمُتّانِ بالقُربى وبينَهُما تلكَ القَرابة ُ لَمْ يُقْطَعْ لها سَبَبُ؟ إذا ألَمَّتْ بوادي النِّيلِ نازِلَة ٌ باتَتْ لها راسِياتُ الشّأمِ تَضطَرِبُ وإنْ دَعَا في ثَرَي الأَهْرامِ ذُو أَلَمٍ أَجابَهُ في ذُرَا لُبْنانَ مُنْتَحِبُ لو أَخْلَصَ الِّنيلُ والأرْدُنُّ وُدَّهما تَصافَحَتْ منهما الأمْواهُ والعُشُبُ بالوادِيَيْنِ تَمَشَّى الفَخرُ مِشيَتَه يَحُفُّ ناحيَتَيْه الجُودُ والدَّأَبُ فسالَ هذا سَخاءً دونَه دِيَمٌ وسالَ هذا مَضاءً دونَه القُضُبُ نسيمَ لُبنانَ كم جادَتْكَ عاطِرَة ٌ من الرِّياضِ وكم حَيّاكَ مُنْسَكِبُ في الشَّرقِ والغَربِ أنفاسٌ مُسَعَّرَة ٌ تَهْفُو إليكَ وأكبادٌ بها لَهَبُ لولا طِلابُ العُلا لم يَبتَغُوا بَدَلاً من طِيبِ رَيّاكَ لكنّ العُلا تَعَبُ كم غادَة ٍ برُبُوعِ الشّأمِ باكيَة ٍ على أَليِفٍ لها يَرْمِي به الطَّلَبُ يَمْضِي ولا حِيلَة ٌ إلاّ عَزِيمَتُه ويَنثَني وحُلاهُ المَجدُ والذَّهَبُ يَكُرُّ صَرفُ اللَّيالي عنه مُنقَلِباً وعَزْمُه ليسَ يَدْرِي كيفَ يَنْقَلِبُ بِأَرْضِكُولُمْبَأَبْطالٌ غَطارِفَة ٌ أسْدٌ جِياعٌ إذا ما وُوثِبُوا وَثَبُوا لَم يَحْمِهمْ عَلَمٌ فيها ولا عُدَدٌ سوى مَضاءٍ تَحامَى وِرْدَهُ النُّوَب أسطُولُهُمْ أمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ وجَيْشُهُمْ عَمَلٌ في البَرِّ مُغْتَرِبُ لهم بكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ وفي ذُرَا كُلِّ طَوْدٍ مَسْلَكٌ عَجَبُ لَمْ ثَبْدُ بارِقَة ٌ في أفْقِ مُنْتَجَعٍ إلاّ وكان لها بالشامِ مُرتَقِبُ ما عابَهُم انّهُم في الأرضِ قد نُثِرُوا فالشُّهبُ مَنثُورَة ٌ مُذ كانت الشُّهُبُ ولَمْ يَضِرْهُمْ سُرَاءَ في مَناكِبِها فكلّ حَيِّ له في الكَوْنِ مُضْطَرَبُ رَادُوا المَناهِلَ في الدُّنْيا ولو وَجَدُوا إلى المَجَرَّة ِ رَكباً صاعِداً رَكِبُوا أو قيلَ في الشمسِ للرّاجِينَ مُنْتَجَعَ مَدُّوا لها سَبَباً في الجَوِّ وانتَدَبُوا سَعَوا إلى الكَسْبِ مَحْمُوداً وما فَتِئَتْ أمُّ اللُّغاتِ بذاكَ السَّعْي تَكْتَسِبُ فأينَ كان الشَّآمِيُّونَ كان لها عَيْشٌ جَدِيدٌ وفَضْلٌ ليسَ يَحْتَجِبُ هذي يَدي عن بني مِصرٍ تُصافِحُكُم فصافِحُوها تُصافِحْ نَفسَها العَرَبُ فما الكِنانَة ُ إلاّ الشامُ عاجَ على رُبُوعِها مِنْ بَنِيها سادَة ٌ نُجُبُ لولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم مِنّا ومِنْهُمْ لَمَا لمُنْا ولا عَتَبُوا إِنْ يَكْتُبوا لِيَ ذَنْباً في مَوَدَّتِهمْ فإنّما الفَخْرُ في الذَّنْبِ الذي كَتَبُوا |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم السبت 28 يونيو 2014, 8:20 am | |
| لا تلم كفى إذا السيف نبا
لا تلم كفى إذا السيف نبا صح منى العزم و الدهر أبى رب ساع مبصر فى سعيه أخطأ التوفيق فيما طلبا مرحبا بالخطب يبلونى إذا كانت العلياء فيه السببا عقنى الدهر و لولا أننى أوثر الحسنى عققت الأدبا إيه يا دنيا اعبسى أو فابسمى ما أرى برقك إلا خلبا أنا لولا أن لى من أمتى خاذلاً ما بت أشكو النوبا أمة قد فت فى ساعدها بغضها الأهل و حب الغربا تعشق الألقاب فى غير العلا و تُفدى بالنفوس الرتبا و هى و الأحداث تستهدفها تعشق اللهو و تهوى الطربا لا تبالى لعب القوم بها أم بها صرف الليالى لعبا ليتها تسمع منى قصةً ذات شجو و حديثا عجبا كنت أهوى فى زمانى غادة وهب الله لها ما وهبا ذات وجه مزج الله به صفرة تنسى اليهود الذهبا حملت لى ذات يوم نبأً لا رعاك الله يا ذاك النبا و أتت تخطر و الليل فتى و هلال الأفق فى الأفق حبا ثم قالت لى بثغر باسم نظم الدرّ به و الحببا نبئونى برحيل عاجل لا أرى لى بعده منقلبا و دعانى موطنى أن أغتدى علنى أقضى له ما وجبا نذبح الدب و نفرى جلده أيظن الدب ألا يغلبا قلت و الالام تفرى مهجتى ويك ما تفعل فى الحرب الظبا ما عهدناها لظبى مسرحا يبتغى ملهى به أو ملعبا ليست الحرب نفوسا تشتهى بالتمنى أو عقولا تستبى أحسبت القد من عدتها أم حسبت اللحظ فيها كالشبا فسلينى إننى مارستها و ركبت الهول فيها مركبا و تقحمت الردى فى غارة أسدل النقع عليها هيدبا قطبت ما بين عينيها لنا فرأينا الموت فيها قطبا جال عزرائيل فى أنحائها تحت ذاك النقع يمشى الهيذبى فدعيها للذى يعرفها و الزمى يا ظبية البان الخبا فأجابتنى بصوت راعنى و أرتنى الظبى ليثا أغلبا إن قومى استعذبوا ورد الردى كيف تدعونىَ ألا أشربا أنا يابانية لا أنثنى عن مرادى أو أذوق العطبا أنا إن لم أحسن الرمى و لم تستطع كفاى تقليب الظبا أخدم الجرحى و أقضى حقهم و أواسى فى الوغى من نُكبا هكذا الميكاد قد علمنا أن نرى الأوطان أماً و أبا ملك يكفيك منه أنه أنهض الشرق فهز المغربا و إذا مارسته ألفيته حُوّلا فى كل أمر قلبا كان و التاج صغيرين معاً و جلال الملك فى مهد الصبا فغدا هذا سماء للعلا و غدا ذلك فيها كوكبا بعث الأمة من مرقدها و دعاها للعلا أن تدأبا فسمت للمجد تبغى شأوه و قضت من كل شئ مأربا
لي وَلَدٌ سَمَّيْتُهُ حافِظاً
لي وَلَدٌ سَمَّيْتُهُ حافِظاً تَيَمُّناً بحافِظِ الشَّاعِرِ كحافظِ ابراهيمَ لكنّه أجمَلُ خَلقاً منه في الظَّاهِرِ فلَعنَة ُ اللهِ على حافِظٍ إنْ لم يَكُنْ بالشّاعِرِ الماهِرِ لَعَلَّ أرضَ الشامِ تُزهى به على بلادِ الأدَبِ الزّاهِرِ على بلادِ النِّيلِ تلك التي تاهت باصحابِ الذكَا النادرِ شوقيومطرانَوصبرِي ومنْ سَمَّبتُه في مَطلَعي الباهِرِ يُنسِي اباهُ حِكمة َ الناثرِ شِعرٌ نظمناهُ ولولاَ الذي رُزِقتُه ما مرَّ بالخاطرِ وابدَأْ بهَجْوِ الوالِدِ الآمِرِ فالذَّنبُ ذَنبي وأنا المُعتَدى هلْ يسلمُ الشَّاعرُ منْ شاعرِ
لي كِساءٌ أنعِمْ به من كِساءِ
لي كِساءٌ أنعِمْ به من كِساءِ أنا فيه أتيهُ مثلَ الكِسائي حاكَهُ العِزُّ من خُيوطِ المَعالي وسَقاهُ النَّعيمُ ماءَ الصَّفاءِ وتَبَدّي في صِبْغَة ٍ مِنْ أَدِيم اللَّيْلِ مَصْقولَة ٍ بحُسْنِ الطِّلاءِ خاطَهُ رَبُّه بإبرة ِ يُمنٍ أوجَرُوا سَمَّها خُيوطَ الهَناءِ فكأنِّي- وقد أحاطَ بجِسمي- في لِباسٍ من العُلا والبَهاءِ تُكْبِرُ العَيْنُ رُؤيتَي وتَرانِي في صُفوفِ الوُلاة ِ والأمَراءِ ألِفَ الناسُ- حيث كنتُ- مَكاني أُلفَة َ المُعدِمينَ شَمسَ الشِّتاء يا رِدائِي وأنتَ خَيْرُ رِداءٍ أَرْتَجِيهِ لزِينة ٍ وازدِهاءِ لا أحالَتْ لكَ الحَوادِثُ لَوناً وتعَدتك ناسِجاتَ الجِواءِ غَفَلَتْ عنكَ للبِلى نَظَراتٌ وتَخَطَّتْكَ إبْرَة ُ الرَّفّاءِ صَحِبَتْنِي قَبلَ اصطِحابِكَ دَهْراً بِدْلَة ٌ في تَلَوُّنِ الحِرْباءِ نَسَبُوها لطَيْلَسانِ ابنِ حَرْبٍ نِسبَة ً لَم تَكُنْ بذاتِ افتراءِ كنتُ فيها إذا طَرَقتُ أُناساً أنكَرُوني كطارق مِن وَباءِ كَسَفَ الدهرُ لَونَها واستعارَتْ لَوْنَ وَجْهِ الكَذُوبِ عند اللِّقاءِ يا رِدائِي جَعَلْتَنِي عند قَوْمِي فوقَ ما أَشْتَهِي وفوقَ الرَّجاءِ إنّ قومِي تَرُوقُهُمْ جِدَّة ُ الثَّوْ بِ ولا يَعشَقُون غيرَ الرُّواءِ قيمة ُ المرءِ عندَهُم بين ثوبٍ باهِرٍ لَوْنُه وبينَ حِذاءِ قَعَدَ الفَضْلُ بي وقُمْتَ بِعِزِّي بين صَحبي، جُزيتَ خيرَ الجَزاءِ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم السبت 28 يونيو 2014, 8:21 am | |
| لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا
لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا إلاّ بَقِيّة ُ دَمْعٍ في مآقِينَا كنّا قِلادَة َ جِيدِ الدَّهْرِ فانفَرَطَتْ وفي يَمينِ العُلا كنّا رَياحِينا كانت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخة ً لا تُشْرِقُ الشَّمسُ إلاّ في مَغانينا وكان أَقْصَى مُنَى نَهْرِالمَجَرَّة لو مِن مائِه مُزِجَتْ أَقْداحُ ساقِينا والشُهْب لو أنّها كانت مُسَخرَّة ً لِرَجْمِ من كانَ يَبْدُو مِن أَعادِينا فلَم نَزَلْ وصُرُوفُ الدَّهرِ تَرْمُقُنا شَزْراً وتَخدَعُنا الدّنيا وتُلْهينا حتى غَدَوْنا ولا جاهٌ ولا نَشَبٌ ولا صديقٌ ولا خِلٌّ يُواسِينا
ماذا أَصَبْتَ مِنَ الأَسفارِ والنَّصَبِ
ماذا أَصَبْتَ مِنَ الأَسفارِ والنَّصَبِ وطَيِّكَ العُمْرَ بينَ الوَخدِ والخَبَبِ؟ نَراكَ تُطْلُبُ لا هَوْناً ولا كَثَباً ولا نَرَى لكَ مِنْ مالٍ ولا نَشَبِ يا آلَ عُثمانَ ما هذا الجَفَاءُ لنا ونَحنُ في اللهِ إخوانٌ وفي الكُتُبِ تركتُمُونَا لأقوامٍ تُخالِفُنَا في الدِّينِ والفَضْلِ والأخلاقِ والأَدَبِ
مَرِضْنا فما عادَنا عائِدُ
مَرِضْنا فما عادَنا عائِدُ ولا قِيلَ : أينَ الفَتَى الأَلْمَعي؟ ولا حَنَّ طرْس إلى كاتِبٍ ولا خَفَّ لَفْظٌ على مِسْمَعِ سَكَتْنا فعَزَّ علينا السُّكوت وهانَ الكلامُ على المُدَّعِي فيا دَوْلَة ً آذَنَتْ بالزوال رَجَعْنَا لعَهْدِ الهَوَى فارْجِعي ولا تَحسِبِينا سَلَوْنا النَّسِيب وبين الضُّلُوعِ فؤادٌ يَعي
مَرَّتْ كعُمْرِ الوَرْدِ بَيْنَا أَجْتَلِي
مَرَّتْ كعُمْرِ الوَرْدِ بَيْنَا أَجْتَلِي إصباحَهاإِذْ آذَنَتْ برَواحِ لم أقضِ من حَقِّ المُدامِ ولم أقُمْ في الشّارِبِين بواجِبِ الأقداحِ والزَّهْرُ يَحْتَـثُّ الكُئُوسَ بلَحْظِه ويَشُوبُها بأريجِه الفَيَّاحِ أخشى عَواقِبَها وأغبِطُ شَربَها وأُجيدُ مِدحَتَها مع المُدَّاحِ وأَمِيلُ مِنْ طَرَبٍ اذا ماَلتْ بهِمْ فاعَجبْ لنَشْوَانِ الجَوانِحِ صاحِي أستَغفِرُ اللهَ العَظيمَ فإنّني أَفْسَدْتُ في ذاكَ النَّهارِ صَلاحِي
نَعِمْنَ بنَفْسي وأَشْقَيْنَني
نَعِمْنَ بنَفْسي وأَشْقَيْنَني فيا لَيْتَهُنَّ ويا لَيْتَنِي خِلالٌ نَزَلْنَ بخِصْبِ النُّفُوسِ فرَوَّيْنَهُنَّ وأَظْمَأْنَنِي تَعَوَّدْنَ مِنِّي إباءَ الكَرِيم وصَبْرَ الحَليِم وتيهَ الغَنِي وعَوَّدْتُهُنَّ نِزالَ الخُطوب فما يَنْثَنِينَ وما أَنثَنِي إذا ما لَهَوْتُ بلَيلَ الشّباب أَهَبْنَ بعَزْمِي فَنَبَّهْنَنِي فما زِلْتُ أَمْرَحُ في قِدِّهِنّ ويَمْرَحْنَ مِنِّي برَوْضٍ جَنِي إلى أنْ تَوَلَّى زَمانُ الشَّباب وأَوْشَكَ عُودِيَ أنْ يَنْحَني فيا نَفْسُ إنْ كنتِ لا تُوقِنِين بمَعْقُودِ أمْرِكِ فاسْتَيْقِني فهذي الفَضيلة ُ سِجْنُ النُّفوس وأَنتِ الجَديَرة ُ أَنْ تُسْجَنِي فلا تَسْأليني متى تَنْقَضي لَيالي الإسارِ ؟ ولا تَحْزَني |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم السبت 28 يونيو 2014, 8:22 am | |
| هذا الظَّلامُ أثارَ كامِنَ دائي
هذا الظَّلامُ أثارَ كامِنَ دائي َيْهِما أو بالدِّنانِ فإنّ فيه شِفائي بالكاسِ أو بالطّاسِ أو بآثْنَيْهِما أو بالدِّنانِ فإنّ فيه شِفائي مَشْمُولَة لولا التُّقَى لعَجِبْتُ مِنْ تَحْرِيمِها والذَّنْبُ للقُدَماءِ قَرِبُوا الصَّلاة َ وهُم سُكارى بعدَما نَزَلَ الكِتابُ بحِكْمَة ٍ وجَلاءِ يا زَوْجَة َ ابِن المُزْنِ يا أُخْتَ الهَنا يا ضَرّة َ الأحزانِ في الأحشاءِ يا طِبَّجالِينُوسَ في أَنْواعِه مالي أراكِ كثيرة َ الأعداءِ عَصَرُوكِ مِنْ خَدَّيْ سُهَيْلٍ خُلْسَة ً ثم اختَبَأتِ بمُهجَة ِ الظَّلماءِ فلَبِثتِ فيها قبلَ نُوحٍ حِقبَة ً وتَداوَلَتْكِ أنامِلُ الآناءِ حتَّى أَتاحَ اللهُ أنْ تَتَجَمّلي بيَدِ الكريمِ وراحَة ِ الأُدباءِ يا صاحبي كيفَ النُّزُوعُ عن الطِّلا ولقد بُلِيتُ مِن الهُموِم بِداءِ واللَّيْلُ أَرْشَدَهُ أَبُوهُ لِشَقْوَتِي وكذا البَنُونَ على هَوَى الآباءِ ألَّفتُ بين ابنِ السَّحابِ وبينَها فرأيتُ صَحّة َ ما حَكاهُ الطّائي صَعُبَتْ وراضَ المَزْجُ سيءَ خُلْقِها فتَعَلَّمَتْ مِنْ حُسْنِ خُلْقِ الماءِ
وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي
وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي بالدُّرِّ أو بالجَوهَرِ فقَرَأتُ فيِه رِسالة ً مُزِجَتْ بذَوبِ السُّكرِ أجريْتَ في أّثنائهَا نَهرَ انسِجامِ الكَوثَرِ وفرطْتَ بين سُطورِها مَنْظُومَ تاجِ القَيصرِ وخَبَأْتَ في ألفاظِها مِنْ كلِّ مَعْنى ً مُسْكِرِ فتَرَى المَعاني الفارسيّـ ـة َ في مَغاني الأسطُرِ كالغانياتِ تَقَنَّعَتْ خَوفَ المُريبِ المُجتري مَعنى ً أَلَذُّ مِن الشَّما تَة ِ بالعَدُوِّ المُدْبرِ أَوْ مِنْ عِتابٍ بَيْنَ مَحْ بُوبٍ وحِبٍّ مُعْذِرِ أو فَتْرَة ٍ أضاعَها الْـ ـقامِرُ عند المَيسِرِ أو مَجلسٍ للخَمرِ مَعْـ ـقُودٍ بيومٍ مُمطِرِ تِسعُونَ بيتاً شِدْتَها فوقَ سِنانِ السَّمهَرِي والسَّمْهَرِيُّ قَلَمٌ في كَفِّ لَيْثٍ قَسْوَرِ اَفَتَى القَوافِي كيفَ أَذْ ـتَ فقد أطَلتَ تَحَسُّري أتُرَى أَراكَ امِ الِّلقا ءُ يكونُ يومَ المَحشِرِ ما كان ظَنِّي أنْ تَعيـ ـشَ أيا لَئِيمَ المَكسِرِ ولقد قُذِفْتَ الى الجَحيـ مِ وبئسَ عُقْبَي المُنْكَرِ تاللّه لو أَصْبَحْتَ أَفْـ ـلاطُونَ تلكَ الأعصُرِ وبَرَعْتَجالِينُوسَ أو لُقمَانَ بين الحُضَّرِ ما كنتَ إلاّ تافِهَ الْـ آدابِ عند المَعشَرِ غُفرانَكَ اللهُمَّ إنِّـ ـي مِن ظُلامَتِهِ بَري سَوَّيْتَه كالَكْركَدَنِّ وجاءَنا كالأَخْدَرِي وَجْهٌ ولا وَجْهُ الحُطُو بِ وقامَة ٌ لم تُشبَرِ ومِن العَجائِبِ أنَّ مثـ ـلَ لِسانِه لَمْ يُبْتَرِ كم باتَ يَلتَحِمُ العُرُو ضَ وجاءَ بالأَمْرِ الفَرِي فافعَل به اللهُمَّ كالنَّـ ـمرُوذِ فهو بها حَري وانزِلْ عليه السُّخْطَ إنْ أَمْسَى ولَمْ يَسْتَغْفِرِ فهو الّذي ابتَدعَ الرّبَا وأقامَ رُكنَ الفُجَّرِ وأقامَ دينَ عِبادَة ِ الدِّ ينارِ بَيْنَ الأَظْهُرِ ولقد عَجبتُ لبُخلِه ولكَفِّهِ المستَحجِرِ لا يَصْرفُ السُّحْتُوتَ إلاَّ وهوَ غيرُ مُخَيَّرِ لو أنّ في إمكانِه عيشاً بغيرِ تَضَوُّرِ لاختارَ سَدَّ الفَتحَتَيـ ـنِ وقال: يا جَيبُ احذَرِ
ما لهذا النَّجْم في السَّحَرِ
ما لهذا النَّجْم في السَّحَرِ قد سَها مِنْ شِدّة ِ السَّهَرِ؟ خِلْتُه يا قَوْمُ يُؤْنِسُنِي إنْ جَفاني مُؤْنِسُ السَّحَرِ يا لِقَوْمي إنّني رَجُلٌ أَفْنَت الأَيّامُ مُصْطَبَري أَسْهَرَتْنِي الحادِثاتُ وقد نامَ حتّى هاتِفُ الشَّجَرِ والدُّجَى يَخْطُو على مَهَلٍ خَطْوَ ذي عِزٍّ وذي خَفَرِ فيه شَخْصُ اليَأسِ عانَقَنِي كحَبِيبٍ آبَ مِن سَفَرِ وأَثارَتْ بي فَوادِحُه كامِناتِ الهَمِّ والكَدَرِ وكأنّ اللَّيْلَ أَقْسَمَ لا يَنْقَضي أو يَنْقَضي عُمُري أيُّها الزَّنْجيُّ ما لَكَ لَمْ تَخشَ فينا خالِقَ البَشَرِ؟ لِي حَبيبٌ هاجِرٌ وَلهُ صُورَة ٌ مِن أَبْدعِ الصُّورِ أَتَلاشَى في مَحَبّتِه كتَلاشِي الظِّلِّ في القَمَرِ
يا سَيِّدي وإِمامي
يا سَيِّدي وإِمامي وياأديبَ الزَّمانِ قد عاقنِي سُوءُ حظِّي عنْ حفلة ِ المهرجانِ وكنتُ أوّلَ ساعٍ إلَى رِحابِ ابنِ هاني لكنْ مرضتُ لنحْسِي في يومِ ذاكَ القرانِ وقد كفاني عِقاباً ماكانَ من حِرماني حُرِمتُ رُؤْيَة َ شوقي ولَثمَ تلكَ البَنانِ فاصفحْ فأنتَ خليقٌ بالصَّفحِ عن كلِّ جاني وعِشْ لعرشِ المعانِي و دُمْ لتاجِ البيانِ إنْ فَاتَني أنْ أُوَفِّي بالأّمسِ حقَّ التَّهانِي فاقبلهُ منِّي قضاءً وكُن كَريمَ الجَنانِ واللهُ يَقبَلُ مِنَّا الصَّـ ـصَّلاة َ بعدَ الأوانِ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم السبت 28 يونيو 2014, 8:22 am | |
| يارَئيسَ الشِّعرِ قُل لي
يارَئيسَ الشِّعرِ قُل لي مَا الذّي يَقْضِي الرَّئِيسُ أَنْتَ فيْ الجِيزَة ِ خَافٍ مِثْلَما تَخْفَى الشُّمُوسُ قابعٌ في كِسرِ بَيتٍ قَدْ أَظَلَّتْه الغُرُوسُ زاهِدٌ في كلِّ شَيءٍ مُطرِقٌ ساهٍ عَبُوسُ أين شعرٌ منكَ نَضرٌ فَلَنَا فيه مَسِيسُ وحَدِيثٌ منكَ حُلْوٌ يتَشَهّاه الجُلُوسُ وفُكاهاتٌ عِذابٌ تَتَمَنّاها النُّفُوسُ قد جَفَوتَ الشِّعر حتى حَدَّثَت عنك الطُّرُوسُ وهَجَرْتَ الناسَ حتّى ساءَلُوا أين الأنيسُ
يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها
يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها قصفَ المدافعِ في أفقِ البساتينِ منْ كلِّ قافٍ كأن اللهَ صوَّرها من مارجِ النارِ تصويرَ الشياطينِ قد خصَّه اللهُ بالقافاتِ يعلُكها واختَصَّ سُبحانَه بالكافِ والنُّونِ يَغيبُ عَنّا الحجا حِيناً ويحْضُرُه حيناً فيخلطُ مختلاًّ بموزونِ لا يأمَنُ السامعُ المسكينُ وثْبَتَه مِن كردفان إلى أعلى فِلَسطِينِ بَيْنَا تراه ينادي الناسَ في حَلَبٍ إذا به يَتَحَدَّى القَومَ في الصِّينِ ولم يكن ذاكَ عن طَيشٍ ولا خَبَلٍ لكنّها عَبقَرِيّاتُ الأساطينِ يَبيتُ يَنسُجُ أحلاماً مُذَهَّبَة ً تُغني تفاسيرُها عن ابنِ سِيرِينِ طَوراً وَزيراً مُشاعاً في وِزارَتِه يُصَرِّفُ الأمرَ في كلِّ الدَّواوينِ وتارَة ً زَوجَ عُطبُولٍ خَدَلَّجَة ٍ حسناءَ تملِكُ آلافَ الفدادينِ يُعفَى من المَهرِ إكراماً للحيَتِه وما أظَلَّته من دُنيا ومِن دِينِ |
|
| |
| ديوان الشاعر .... حافظ إبراهيم | |
|