جبل
مـعاذ خـلال الكبر ما كنت حاقدا
ولا غاضبا إن عاب مسراي عائب
فـكم جـبل يغفو على النجم خده
وأذيـالـه لـلـسائمات مـلاعب
نـظرت إلى الدنيا فلم ألف عندها
كـبيرا أداري أو صـغيرا أعاتب
وما هان لي في موقف العز موقف
ولا لان لي في جانب الحق جانب
فيا غربة الأحرار ما أطول السرى
ومـلء غـيابات الدروب غياهب
حسبي
لـك مـا أردت فلن أسائل
كـيف انتهت أعراس بابل
حسبي مررت بخاطر النعمى
هـنـيـهـات قــلائـل
كـم قـلتها لك ما حييت و
وكـم خـتمت بها الرسائل
أنـا مـا حقدت على الشفاه
ولا عـتبت عـلى الأنامل
حنين
لا تـغني فـإن حـشرجة الميت
وجـهش الـنعاة فـي مـسمعيّا
أتـغـنين ذكـريـاتي وكـانت
كـوثرا فـي فـم الـزمان شهيا
يوم أسقى من راحة الوحي خمري
وأصـوغ الـحياة شـعرا نـديا
وأرى تـوبـة الـزمان بـعينيك
فـأنـسى مـا قـد أسـاء إلـيّا
أسـمعيني عـلى أنـين الأماني
مـن عثار الـشباب لحنا شجيا
أوجـوم فـيم الوجوم منى النفس
وفـيم الـذهول يـكسو الـمحيا
أتـرامت عـليك أشـباح ذكرى
تـترك الـحب يـا هلوك حييّا
حـولي ناظريك عني فما أسطيع
أجـلـو ســرا هـناك خـفيا
ويـح نـفسي ما للعواصف تخبو
ويـفت الـخذلان فـي سـاعديّا
أنـا طـفل الحياة يا ضلة الروح
فـعفوا إن جـئت أمـرا فـريا
فـبليني فـقد شـعرت بـروحي
وثـبت وارتـمت عـلى شـفتيّا
لـست أنـت الـتي أضـمك بل
دنـيـا فـتون وعـالما عـلويا
أتـبسمت بـعد صـمت رهيب
كـان يـدوي فـي مسمعيا دويا؟
خـدريني بـنغمة تـقتل الـيأس
وتـهـمي بـالـمسكرات عـليا
حـسنا تـفعلين غـني أعـيدي
اخـفضي الـصوت تـمتميه إليّا
اتـركيني عـلى ذراعـك أغفو
وأذيـبي الأصـداء شـيا فـشيا
رب ضاقت ملاعبي
رب ضـاقت مـلاعبي
فـي الـدروب الـمقيدة
أنــا عـمر مـخضب
وأمـــانٍ مـشـردة
ونـشـيد خـنقت فـي
كـبـريـائي تـنـهده
رب مـا زلـت ضاربا
مــن زمـاني تـمرده
صـغر اليأس لن يرى
بـين عـيني مـقصده
بـسـمـاتي سـخـية
وجـراحـي مـضمدة
رسالتها المترجمة
وتـلاقينا غـريبين هـنا
لـم تكن أنتَ ولا كنتُ أنا
بـدلت منا الليالي وانتهى
عبث الكأس وإغراء الجنى
مـوسم الورد أخذنا عطره
وتـركنا فـيه غصنا لينا
وافـترقنا ونـأى العهد بنا
ونـسينا وتـناستنا المنى
لا تـثر ذكرى هوانا ربما
نـفرت عن مقلتيّ الوسنا
آن لـلنعش الـذي أودعته
كـل أشلاء الصبا ان يدفنا
امض من دربي فما أحسبه
فـي خريف العمر إلا هينا
سر السراب
كم جئت أحمل من جراحات الهـوى
نجوى ، يرددها الضمير ترنُّما
سالتْ مع الأمل الشهي لترتمي
في مسمعيكِ , فما غمزتِ لها فما
فخنقتها في خاطري ! فتساقطتْ
في أدمعي ، فشربتها متلعثما
ورجعتُ أدراجي أصـيدُ من المنى
حلماً ، أنام بأفـقـه مـتوهــما
أخــتاهُ ! قد أزف النوى فتنعمي
بـعــدي فإن الحـب لن يتـكلمـا
لا تحسبيني سالياً ، إن تلمحي
في ناظري ، هذا الذهول المبهما
إن تهتكي سر السرابِ وجدتِهِ
حلم الرمالِ الهاجعاتِ على الظـما!!