«عزومة العنايا».. تقوي الروابط الأسرية وتقرب المشاعر

اربد- الدستور – صهيب التل

يتألق شهر رمضان المبارك بطقوسه  ذات الخصوصية  الدينية والاجتماعية وباتت طقوسه الاجتماعية من عادات وتقاليد مجتمعنا التي تقوي الروابط الأسرية المتمثلة بما بات يعرف بعرفنا الاجتماعي بـ «عزومة العنايا»، وهي «عزومة البنات المتزوجات من العائلة والعمات والخالات والنساء كبيرات السن في العائلة».

التي يقوم بتجهيزها كبير الأسرة الأب أو الأخ الأكبر أو كبير العائلة بغض النظر عن صلة القربة ودرجتها تتم فيها دعوة البنات المتزوجات وأزواجهن وأبنائهن وفي غالب الأحيان العمات والخالات والأعمام والأخوال خاصة كبار السن منهم  لتناول وجبة  الإفطار وقضاء سهرة جميلة معا، يجتمعون معا على مائدة واحدة وأمامهم ما لذ وطاب من طعام وشراب  حضر بحب وحنان من قبل الأم  بمساعدة كناينها أو حماتها .

وتبدأ طقوس عزومة العنايا قبلها بأيام لجهة الاستعداد والاطمنان على ان هذه الدعوة ستكون حديث الأسرة لأسابيع وأشهر قادمة بما فيها من تصافي للنفوس وتجاوز الخلافات ان وجدت.

وفي ساعات ما بعد العصر يبدأ المدعون بالتوافد الى ما يعرف بالبيت الكبير وبعد أن يقوا السلام على بعضهم وبعد ترحيب رب الأسرة بالمدعوين ترحيبا حارا بالصغار والكبار الذكور والإناث على حد سواء وبعد فترة استراحة قصير تبدأ النسوة بتسلل الى المطبخ للمشاركة في ترتيب السفرة التي عادة ما تغص بالألوان وإشكال مختلفة من الأطعمة الشهية خاصة الأطعمة التراثية ويتخلل هذا الطقس الكثير من المزاح والتعليقات والتلميحات التي عادة ما تشي بترتيب زيجات بين أبناء العمومة أو الخؤولة أو التصافي على بقاية ميراث لم تسمح الظروف من تصفيته في السابق.

وقبل انطلاق صوت المؤذن ليعلن موعد الإفطار يكون الجميع قد اخذوا أماكنهم حول المائدة والبعض اتخذ أماكن قريبة منها وما ان ينطلق صوت الموذن حتى يبدأ الداعي بتكرار الترحيب بالمدعوين وتقديم الألوان الطعام لهم بطريقة يحبب لهم الطعام وتبدأ عملية التمنع من قبل بعض المدعوين والمدعوات كنوع من أنواع الدلال الذي يمارس في مثل هذه المناسبات.  وبعد الانتهاء من وجبة الإفطار تنسحب النساء بحجة المشاركة في غسيل الأطباق والأواني لإكمال أحديثهن  التي كانت قد بدأت بالتلميح قبل وجبة الإفطار في حين يبدأ الرجال بتناول القهوة والشاي وغيرها من المشروبات الساخنة والباردة وخاصة المشروبات الرمضانية التمر هندي والعرق سوس ثم تبدأ وجبة تناول الحلوة عادة ما تكون القطايف مادتها الرئيسة بوجود أنواع أخرى من الحلوى زيادة في إكرام المدعوين. ثم ينطلق الرجال وبعض النسوة لأداء صلاتي العشاء والتراويح في المساجد القريبة وبعد الانتهاء من أداء الصلاة يعود الجميع الى المنزل حيث ينطلق الفتية من الأولاد والبنات الى المولات والكوفي شوبات وأماكن التسوق في حين إما ان يبقى البقية في البيت أو ينطلقون الى مكان ترفيهي يمضون به معظم ساعات الليل الذي ما ان يدخل وقت السحور حتى يعود الجميع الى منازلهم فرحين وقد غسلت قلوبهم ونفوسهم واقتربوا أكثر من ذوي قربتهم وفي كثير من الحالات تسفر هذه العزايم عن زيجات عائلية أو البدء  بالترتيب لها بهدوء وتروي أو إنهاء خلاف سابق ويخلد الجميع الى النوم يحلمون بيوم العيد علهم يكررون مثل هذا اللقاء في البيت الكبير

.