خبير عسكري: صواريخ المقاومة غطت 70 % من فلسطين المحتلة
7/11/2014 4:06:00 PM
أكد خبير عسكري فلسطيني أن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ما زالت في مراحلها الأولى، مضيفا أن تهديدات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه بتصعيد الحرب وحديثهم عن بنك أهداف جديد يتمثل في استهداف القادة ليس بنكا جديدا للأهداف، فهم حاولوا منذ اللحظة الأولى للعدوان استهداف قادة المقاومة في غزة ولكنهم لم ينجحوا.
وحذر اللواء العسكري واصف عريقات من أن نتنياهو "سيحاول الخروج من المأزق عبر سفك المزيد من الدماء، بعد أن خسر وتحالفه اليميني زمام المبادرة، وأصبح الآن هناك تكافؤ فرص في اخذ المبادرات والقرارات الميدانية بين المقاومة وجيش الاحتلال، وهذا يعني أن خيارات نتنياهو باتت محدودة" وفق ما يرى.
وقال عريقات في حديث مع "قدس برس" إن "التحالف اليميني يضغط على نتنياهو من أجل تصعيد عدوانه، لكن القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية تعرف حجمها، وأنها لن تستطيع أن تحقق أي من الانجازات الميدانية، ولذلك هي تتردد في التوسع في عدوانها، وأعتقد أن حالة الإرباك الإسرائيلية سينتج عنها مواقف تصعيدية أكثر من خلال استخدام الطائرات والمدفعية والدبابات والبحرية، أما الاجتياح البري فمن المبكر الحديث عنه".
تطور المقاومة
واعتبر عريقات، أن المقاومة الفلسطينية "تمكنت من تطوير أدائها على كافة الأصعدة، فلديها غرفة عمليات مشتركة تضم كل فصائل المقاومة، وهناك تنسيق مشترك بينها، وهذا سيشكل عامل حاسم في قدرة المقاومة على الصمود والتصدي لجيش الاحتلال، كما أن هناك تطور نوعي قي استخدام الأسلحة والمعدات والخطط العسكرية والصواريخ وفي اختيار أهدافها وإصابتها".
وأضاف يقول إن "المقاومة متخندقة في خندق واحد وهذا سر نجاحها، فالشعب الفلسطيني عندما انتفض في منطقة الـ 48 وفي الخليل والقدس والضفة الغربية، انتصرت له غزة، ويجب تجسيد هذه الوحدة في المعركة".
وأكد عريقات، أن المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها استفادت من الحربين السابقتين في عامي 2008 و2012، وعملت على تطوير أدائها وأسلحتها، وكلها تملك اليوم مصانع لتصنيع الأسلحة.
وأوضح أن "بنك الأهداف الفلسطيني ظاهر وموجود، وفي مقابله لا يوجد بنك أهداف إسرائيلي سوى قتل ما يمكن قتله من الشعب الفلسطيني، وبما أن الكل الفلسطيني استهدف، فهذا يجعل من جيش الاحتلال والمستوطنين والكل الإسرائيلي أهداف مشروعة، وهذه هي الرسالة التي حملتها الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية والتي غطت مساحة 70 في المائة من الأراضي التي يسيطر عليها الإسرائيليون، وهذا يعني نقل المعركة إلى أرض العدو، ونجاح المقاومة الفلسطينية في نقل القتال إلى الأراضي التي يتواجد عليها الاحتلال ضربت في الصميم النظرية العسكرية الإسرائيلية".
وقال إن "الشعب الفلسطيني منذ عام 1940 وهو في حرب مستمرة، وهو يتعرض لاعتداءات إسرائيلية في كل لحظة ودقيقة، في المسجد الأقصى وفي الجامعات وفي البيوت، فمسار العمليات ليس في أرض المعركة فقط، والشعب الفلسطيني لم يتوقف عن مقاومة الاحتلال بمختلف أشكال المقاومة، وربما نشهد تصعيدا إسرائيليا في الخليل والقدس أو في أي مكان آخر، فهذا قدر الشعب الفلسطيني الذي خلق لكي يواجه القيادة الإسرائيلية وعدوانها".
عملية "زيكيم"
وأكد الخبير العسكري الفلسطيني أن عملية "زيكيم" العسكرية، ونجاح كوماندوز بحري تابعين لـ "كتائب القسام" التسلل إلى في القاعدة والاشتباك مع قوات الاحتلال، "كانت قرارا شجاعا، أرادت المقاومة من خلالها إرسال رسالة قوية، أن المحاصرين في غزة من مقاومة وشعب، يحاصرون أعداءهم ويهاجموهم في مواقعهم العسكرية".
معتبرا أن "المقاومين الذين نفذوا العملية يعرفون ميزان القوة، ولكن الرسالة التي وجهتها هذه العملية للاحتلال كانت معبرة وأقوى من الحدث".
وأشار إلى أن هذه العملية "تؤكد أن لدى المقاومة الكثير من المفاجآت، وما تم تنفيذه حتى الآن يعطي مصداقية للمقاومة، والأيام القادمة ستكشف المزيد من هذه المفاجآت والحقائق".
توازن الرعب
وحول ادعاءات جيش الاحتلال أن الصاروخ الذي أصاب بلدة الخضيرة شمال فلسطين المحتلة عام 48، من صنع سوري، أكد الخبير العسكري عريقات، أن الصواريخ الفلسطينية سواء كانت صينية أو سورية أو إيرانية فهي صنعت محليا وبشكل بدائي ووصلت أهدفها بدقة وحققت أهدافها، بشكل لا يقل عن الصواريخ التي صنعت في أمريكا وروسيا وغيرها.
وأضاف عريقات، أن هذه الصواريخ "ربما لا تحقق ميزان القوة مع جيش الاحتلال، لكنها مع الإرادة الفلسطينية حققت ميزان الرعب، بينما الجندي الإسرائيلي يبقى جبان لأنه لا يملك مثل هذه الإرادة" وفق وصفه.
وأكد عريقات، أنه في حال قرر جيش الاحتلال القيام بعملية برية، "ستكون خسائره كبيرة، وسيكون جنوده بمثابة صيد ثمين للمقاومة وهذا ما تخشاه إسرائيل، ويشكل رادع للقيادة الإسرائيلية في اتخاذ مثل هذا القرار".
ورأى أنه "لا يوجد أي بوادر لهجوم بري على قطاع غزة، والتهديدات الإسرائيلية هي من باب الحرب النفسية والدعائية، لأن مثل هذا الهجوم يحتاج إلى دفع قوات كبيرة باتجاه غزة، وإعلان جيش الاحتلال عن استدعاء 40 ألف من قواته هي من باب التلاعب بالألفاظ فلا يوجد فعليا إلا 15 ألف جندي على حدود غزة"، مشيرا إلى أن "عملية الخليل استنزفت أكثر من 15 ألف جندي، فكيف إذا أرادت اجتياح غزة، وبالتالي تبقى هذه التهديدات مجرد ضجيج وحملة دعائية، ولكن كل الاحتمالات يجب أن تبقى مفتوحة في ظل وجود قيادة إسرائيلية مأزومة وربما ترتكب حماقات كبيرة".
(قدس برس)