ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: اسواق جرش.. شهية الصائم تقبل على كل ما تقع عليه العين السبت 12 يوليو 2014, 1:25 am | |
| اسواق جرش.. شهية الصائم تقبل على كل ما تقع عليه العين
السبت، 12 يوليو / يوليه/تموز، 2014
جرش – الدستور – حسني العتوم تغرق الاسواق بالكثير من الوان الفاكهة والخضار، ويبدو ان هناك سرا وراء هذا التنوع والكم الهائل مما يعرض في الاسواق وبشتى انواع الوسائل لاسيما البسطات منها. في الجولة التي قمنا بها متفحصين حركة الاسواق في جرش خلال ايام شهر رمضان الفضيل ورصدنا الكثير من المواقف والتي تظهر قابلية الصائم واقباله على الشراء بنهم واحيانا المبالغة الكبيرة في الشراء. في سوق مدينة جرش التي تعدّ شريان المحافظة ترحل القرى يوميا اليها صباحا لتعود محملة باصناف عديدة مما عرض في اسواقها مساء، واستوقفتنا بعض الحالات . سيدة تضع حزمًا كبيرة من الاعشاب، كزبرة، بقدونس، جرجير، نعناع ، اجرية العصفورة ، فجل ... وبجانبها دلو ماء كلما اشتدت الحرارة تقوم برش تلك الاعشاب بالماء لتبقى نضرة، بجانبها بكمات تمتد على ارصفة شارع الملك عبدالله معبأة بالبندورة والفلفل الحلو والحار والخيار، يقابل ذلك جمهور عريض لا يتوقف عن الشراء . في منتصف الشارع حيث تتركز بسطات الخضار سيدة اعتادت بيع الملابس الخفيفة كانت صافنة لا تحرك ساكنا، ربما كان الموسم مبكرا للهجوم على تلك الملابس فالوقت ياخذ الناس لما تشتهييه الانفس من مستلزمات صحن «السلطة « ذلك الصحن الذي لا تكاد تخلو منه مائدة افطار . رجل مسن يتكئ على عكازيه يحمل كيسا كبيرا تندلق من على جوانبه الاعشاب يبدو ان شهيته هذا اليوم مغرقة في هذا اللون من الطعام، القينا عليه التحية فرد بمثلها وحين بادرته بالسوال عن وجبته الرئيسة لهذا اليوم قال كما ترى صحن «سلطة « من الاخر ودعاني اليه . تركني الرجل ومضى لكن عيني بقيت تطارده فلم يلبث كثيرا في المسير فلاحظت عليه انه يتوقف مجددا امام تلك العجوز التي وضعت رزم الاعشاب امامها فتناول من كل صنف « ضمة « ودفع لها الحساب ومضى. وعلى الجهة المقابلة مجموعة من الافراد يبدو انهم من اسرة واحدة كان كل واحد منهم يتجه الى بسطة ويشتري منها ، تريثت قليلا وتابعتهم عن بعد وما هي الا لحظات حتى اجتمعوا وكان كلا منهم قد اشترى نفس الشيء ولكن الجدال بينهم كان على السعر. لم ينته المشهد بعد، ففي نهاية الشارع اصطفت مجموعة من البكمات جميعها محملة بالبندورة والخيار والفلفل بانواعه، وصياح الباعة تتفاوت منهم من يبيع خمسة كيلوات البندورة بدينار وحين يسمع جاره بانه خفض السعر يبادر ويقول الستة بدينار.. ليس مهما الكل كان يشتري ويحمل بيديه اكياسا عليه ان يحملها الى اقرب حافلة باص ليعود الى قريته وفي هذه الرحلة يطالعك اطفال وسيدات منقبات وكبار سن الكل منهم يطلب صدقة لله، البعض منهم حدد طلبه بعشرة قروش، واخر لا يقبل الا نصف دينار، و ثالثهم ليس مهما عنده المبلغ المهم ان تدفع له ما تيسر. في هذه الجولة كان النهار انتصف ومالت الشمس عن كبد السماء، تابعت المسير الى الحافلات المتوسطة المتجهة الى القرى كانت الاكياس اضعاف اضعاف عدد الركاب، الممرات مملوءة تحت الكراسي وفي الاحضان ... بقي سؤال يراودني هل انقطعت الاعشاب من الدنيا او ان شهية الصائم تقبل على كل شيء تقع عليه العين؟!! .. ورمضان كريم.
|
|