ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: في معنى « إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزي به» الأربعاء 16 يوليو 2014, 1:49 pm | |
| [rtl] في معنى « إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزي به»[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl]
د.قذافي الغنانيم الجامعة الأردنية
من المقرر شرعاً ، أن العبادة تنبثق من توحيد الألوهية، التي تتمثل في ترجمة معنى العبودية لله عزوجل على جوارح المكلف، تعظيماً لربه على خلاف هوى النفس، تحقيقاً للإخلاص لوجهه الكريم، امتثالاً لقوله تعالى:» فيعمل عملاً صالحاً»[الكهف:110. وهذه المعاني تتحقق في مظاهر ودلالات عبادة الصوم، التي تقوم على تحقيق مقام العبودية لله عزوجل من خلال إيثار المسلم لرضا ربه على هوى النفس،ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى،رجاء الثواب واجتناب العقاب. ومن المعلوم، أن الصيام سر بين العبد وبين ربه، لذلك يقول الله عزوجل في الحديث الثابت في الصحيحين عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صل الله عليه وسلم:» كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عزوجل إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك»؛ فهذه الرواية تبين أن الصيام مستثنى من مضاعفة؛ فتكون الأعمال جميعها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد ، بل يضاعفه الله عزوجل أضعافاً كثيرة بغير حصر في عدد بعينه؛ لأن الصيام من الصبر، وقد قال الله تعالى:» إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب»[الزمر:10. ومن أرجح الوجوه في تفسير إضافة الله عزوجل الصيام إلى نفسه دون سائر الأعمال كما ذكره صاحب كتاب لطائف المعارف ،أن الصيام هو مجرد ترك حظوظ النفس ، وشهواتها الأصلية التي جبلت على الميل إليها لله عزوجل، وهذا لا يوجد في عبادة أخرى كما هو الأمر في الصيام، ولهذا روي أن من خصال الإيمان الصوم في الصيف ، وقد كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يصوم رمضان في السفر في شدة الحر دون أصحابه كما قال أبو الدرداء :» كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم- في رمضان في سفر وأحدنا يضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله –صل الله عليه وسلم- وعبد الله بن روحة»(رواه البخاري). فإن الصائم يعلم أن له رباً يطلع عليه؛ فأطاع ربه وامتثل أمره، واجتنب نهيه خوفاً من عقابه، ورغبة في ثوابه ؛فشكر الله تعالى له ذلك، واختص لنفسه عمله هذا من بين سائر أعماله، ولهذا قال :» إنه إنما ترك شهوته وطعامه وشربه من أجلي». ومن وجه ثانٍ، أن الصيام سر بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره؛ لأنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله ، وترك لتناول الشهوات التي يُستخفى بتناولها في العادة. فإن من ترك ما تدعوه نفسه إليه لله عزوجل حيث لا يطلع عليه غير من أمره، أو نهاه دل على صحة إيمانه، والله تعالى يحب من عباده أن يعبدوه سراً بينهم وبينه.[/rtl] |
|