فضائح وفظائع بمباركة أميركية
فايز الفايز
أعترفت الأمم المتحدة أن الجيش الإسرائيلي يقتل أربعة أطفال على الأقل في غزة كل يوم ، ورغم ذلك لا يرّف جفن لأي مسؤول أممي أوحكومي غربي أو شرقي ، فالقلوب تحجّرت والإنسانية لا تتحرك وكل ما يتحرك مدفعية نازية وطائرات تطلق صواريخا مدمرة يتحكم بها ضابط إسرائيلي ورفاقه برتبة لا تناسب أخلاقه يجلس في غرفة العمليات ويقرر حماية أبنائه بقتل أبناء العرب بينما يحتسي وزير دفاعه ورئيسهم قهوتهم بنكهة الدم ، فيقتل جيشهم السفاح حتى صباح السبت اليهودي 318 عربيا بينهم 75 طفلا و30 إمرأة ويخلف 2335 جريحا بينهم 400 طفل و300 إمرأة فيما وصل عدد اللاجئين في العراء الى 40 الف مدني .
إسرائيل تحولت الى مملكة شياطين ودعمها عار أخلاقي وقانوني تكلفته عالية في حسابات الدم والأمن القومي العالمي والأمريكي خصوصا ، فإسرائيل تصرّعلى قتل و إبادة المدنيين والأطفال والنساء دون ذنب ، فقط لأنها تثأر من كابوس حماس الذي يقلق نومهم ، فهم يحاصرون الضفة الغربية ويجعلون منها ساحة عمليات للجيش وقوات الشاباك و وحدة المستعربين ، وتصادر أراضي الفلسطينيين وأموالهم ، و تدرب أطفالها على الشوفينية اليهودية وتقنعهم بأنهم طرائد للعرب، وهاهي تعود لتجتاح غزة وترفض النزول من ذلك البرج العاجي الذي تسكنه وهو المبني على جماجم الفلسطينيين ، إنهم غير صادقين في الوصول الى سلام حقيقي وتعايش إنساني كما يدعون
إن العيش بالقرب أو مع مملكة الشيطان في تل أبيب التي تغذيها ينابيع الدم لا تعطي الإنسان ميزة إنسانية إن لم يكن متعنصّرا لعقيدة القتل بلا رأفة، فأنت دوما على خط النار مع عدو يستمتع في قتلك الذي هو أسهل من قتل ذبابة ، أنت في مرمى نيران المجانين ،إنهم قادة «جيش الرّب»الذين استمرأوا القتل عبر التاريخ ، وتدربوا عليه باعصاب باردة وباتوا مثل جرّاح بوليسي يتناول وجبته أثناء تشريح جثة طفل.
الجيش الإسرائيلي بات خط إسناد لإرهاب الدولة عندما لا يفرق بين طفلة صغيرة و دبابة كبيرة ، بين امرأة بريئة ومستشفى ومدرسة أطفال ، وعندما لاتسمح حكومتهم المضطربة للمعتدلين الإسرائيلين أو المعارضين لسياسات نتنياهو أن يعملوا للتغيير ويعلنوا أنهم تعبوا هذه الحياة الزائفة التي تحرسها طائرات إف 16 و دبابات الميركافا المدمرة ، وأنهم ملّوا من أكاذيب و خرافات زعماء الدولة الذين لا يملكون غير القتل أو الحرب حلا لمشاكلهم فيما لا فرق بين من يقتل ، عربي كان أم ناشط حقوقي أجنبي أوصحفي أوروبي فليس لأحد حصانة أو حق ما دام على أرض مملكة صهيون التي يظنون .
نشر الكاتب الإسرائيلي «ناحوم برنياع» نصا تاريخيا لموشيه ديان،رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ألقاه في تأبين الجندي الإسرائيلي»روعي» الذي قتل على يد عربي من غزة عام 1956 يشرح فيه ديان فيه العقلية الإسرائيلية ويدينها مذاك التاريخ حتى اليوم، حيث يقول:
«لا ينبغي لنا أن نوجه الإتهامات»للقتلة» فما لنا نشكو من كراهيتهم الشديدة لنا، لسنوات وهم يجلسون في مخيمات اللاجئين وأمام ناظريهم نحن نستحوذ على الأرض والقرى التي كانوا يعيشون فيها هم وآباؤهم ...ليس من العرب في غزة بل من أنفسنا نطلب دماء «روعي»، فكيف أغمضنا عيوننا عن أن نرى على نحو سليم مصيرنا وهدف جيلنا بكل وحشيته ، جيل استيطان نحن، وبدون قبعة فولاذية ومدفع لا يمكننا أن نغرس شجرة ونبني بيتا « ..إنتهى الإقتباس .
إذا ماذا سيقول ديان اليوم لو كان على قيد حياة الوحشية والإرهاب والإستيطان وقتل الأطفال الذي لا تزال أجيال الجيش الإسرائيلي تتدرب عليه يوميا وتقوم به كلما ضاقت حكومتهم ذرعا بحل مشاكل المهجرين والمحاصرين والجياع والسجناء الفلسطينيين ، ماذا سيقول السيد باراك أوباما لو كانت طفلته تمرح في لحظة فرح على رمال بحر غزة حين انطلق صاروخ «بوب آي أو كروز» ليقتل أربعة أطفال لا ذنب لهم سوى أن العالم أصيب بانعدام الأخلاق الإنسانية وامتلأ قلب الأسد الأمريكي رعبا من نظرات ذئب مملكة الشيطان الذي يسيل لعابه دما .
غزة فضيحة عالمية وجريمة تطارد كذبة السلام العالمي وإعلان حقوق الإنسان وهرطقات إسرائيل والدعم الأمريكي الأعمى لها ..غزة لها الله ، والبيت الأبيض لهم !