غزة تقول كلمتها.. هنا الفئة المنتصرة

إلى الشجاعية وخزاعة وبيت حانون ورفح، إلى حيث كانت منازلهم التي استحالت ركاماً بفعل العدوان عادوا. لم يبكوا على أطلال حجارة ليست المرة الأولى التي تهدم، لم يستسلموا لآلام خلفها فراق الأحبة. فوق أنقاض منازلهم وقفوا وقالوا كلمتهم: هنا غزة، هنا انتصرنا.




بضع كلمات اختصرت وجعاً وصموداً ونصراً. وجع لموت الضمائر الإنسانية في قلوب كثيرين ممن لم يتحركوا لنصرة غزة في وجه العدوان الإسرائيلي. وصمود شعبي كان ظهيراً للمقاومة في تصديها للاحتلال. ونصر ينطق به الحجر قبل البشر. 

بضع كلمات لفلسطيني عائد إلى خزاعة شرق خان يونس،تلك المنطقة التي شهدت أبشع مجازر العدوان والتي ظل شهداؤها تحت الأنقاض لأيام بعد منع الاحتلال سيارات الإسعاف من الدخول إليها. من فوق هذه الأنقاض قال ما يختلج عقل وقلب كل فلسطيني: 
تعجز الكلمات ويعجز اللسان.. هذا العالم ظالم ومجرم.. نقف ونقول كانت هنا حياة، كان هنا إنسان، كانت هنا أشجار وطيور.. جمعيات حقوق الإنسان والحيوان مجتمعة في العالم لم تردع إسرائيل بل لا تقول لإسرائيل قفِ عند حدك. إسرائيل فوق القانون لا تقم حساباً لأحد.. إذا كان هناك من ضمير حي فهذا كذب. هذا جهل وهذا أصبح من الماضي. لا ضمير حي.. لا عرب، لا مسلمين.
هنا الفئة المنصورة، هنا المقاومة تتكلم، هنا الركام يتكلم، هنا العزة، هنا غزة، هنا النصر، هنا مرغ أنف إسرائيل في التراب، هنا غفعاتي مرغ أنفه، هنا سلاح المظليين دفن، هنا أقوى جيوش المقاومة في شرق خان يونس. قالت إسرائيل أقوى مقاتلين هم مقاتلو لواء خان يونس.
.. هذا الدمار وهذه الحجارة تاريخ يعيد نفسه. هنا خزاعة، هنا التاريخ، سنبني ما هدم حجراً حجراً، سنسكن في خيمة، لا نعطي الدني في ديننا وثوابتنا وفي وطننا. وطننا غال علينا، الهجرة كانت مرة واحدة، رحم الله من كان سبباً بها، لكن لا هجرة ثانية.

هنا الثبات، هنا الصمود، هنا صاروخ الغراد، هنا "إم 75" يضرب عمقهم، هنا الجبناء جندلوا

كاميرا الميادين تتجول مع المقاومين في غزة والمقاومة تؤكد الجهوزية للتصدي لأي عدوان

مع دخول الهدنة يومها الثالث ما زال المقاتلون في غزة يتأهبون لأي عدوان مقبل. روايات المقاتلين خلال المعركة البرية حملت بطولات كثيرة تعكس جبن الاحتلال وصمود المقاومة.



الزميل أحمد غانم جال مع مجموعة من المقاومين في ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في قطاع غزة. 
أحد القادة الميدانيين ويدعى أبو يوسف تحدث عن إحدى المعارك التي اشتبك فيها المجاهدون مع القوات الإسرائيلية الخاصة شرق خان يونس. 
وقال للميادين "منذ بداية العملية البرية كان لنا تمركز في المناطق الحدودية، إحدى المعارك التي خضناها كانت في الغوافير في بلدة القرارة شرق خان يونس، حيث تقدمت الآليات الإسرائيلية في المنطقة ثم تقدمت الوحدات الخاصة التي تمركزت في أحد المباني" مضيفاً "كان هناك رصد من وحدة الاستطلاع التابعة لألوية الناصر صلاح الدين ثم تحركنا لمكان قريب جداً لا يبعد سوى 50 متراً عن المبنى الذي كانوا يتمركزون فيه وجرى التعامل مع هذه الوحدة الخاصة باستهدافها". 
ونقل أبو يوسف عن أحد المجاهدين الذي أجهز على الجنود الصهاينة أنه "رأى بأم عينه 12 جثة ملقاة على الأرض".
مجاهد آخر شارك في المواجهات قال "حين نتوجه إلى العدو الصهيوني نترك وراءنا عائلاتنا وأولادنا لله تعالى ونذهب للقتال" مضيفاً "كنا نخرج من فوق وتحت الأرض ومن أمامه وخلفه ومن كل الاتجاهات". المجاهدون أكدوا أنهم التحموا وجهاً لوجه مع جنود الاحتلال، وكبدوهم خسائر كبيرة.

عزة...جدارة الانتصار