ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: بين الحماة ..و «الكنّة» : غيرة وخوف واحترام الإثنين 04 مارس 2013, 1:20 am | |
| بين الحماة ..و «الكنّة» : غيرة وخوف واحترام
ياسين الجيلاني - يرى علماء النفس، أن الغيرة انفعال مؤلم وكريه، ومزيج من انفعالات الحسد والغضب، أو المحبة والكراهية، هذه المحاور الأربعة، هي بمثابة الاتجاهات النفسية، التي تغذي المجال الوجداني عند الإنسان، وما يقوم به من نزعات التحريض أو الرغبة في التملك، وهي دلالة على عدم النضج النفسي وقلة الكفاية العقلية. أما غيرة الحماة من «الكنّة»، فهي صيرورة زمانية أبدية وامتداد للنرجسية «الأنانية» التي تتصف بها المرأة عادةً في كل مكان. هذه الغيرة تلعب دوراً خطراً في حياتها، يطبع بطابعها الكثير من عواطفها الاجتماعية ومواقفها الذاتية، وهي من أهم العوامل التي تعكر صفو الحياة الزوجية للأبناء، تهدد حياتهم العائلية، وقد تتفاوت هذه الغيرة، من حيث المستوى العلمي والثقافي والاقتصادي، واختلاف البيئة في الآراء والمعتقدات. من المفارقة العجيبة، أن تدعي بعض الحموات، أنها لا تعرف الغيرة في حياتها، وأنها ليست من طباعها أو شيمها!، ولكن الواقع النفسي يشير، أن غيرتها تنشأ من موقف ثلاثي: يضم «الزوجة» والمنافسة لها وهي «الأم» والخوف من فقدان موضوع المنافسة وهو «الابن»، مثل هذه الغيرة، تنطوي على عدوان لا شعوري، أو ما تشعر به الأم، بما يهدد حقها في التملك المطلق للمحبوب وهو الابن»!? مثل هذا التحليل النفسي، قد لا يعجب بعض الحموات الغيورات، يعتبرنه تعسفياً وخيالياً، ولا يمت للواقع الاجتماعي الذي يعشن ... ولكن ما العمل، والحال يؤكد ما يذهب إليه علماء النفس، بأن النفس البشرية عند بعض الحموات، أكثر عمقاً من قاع المحيطات المظلمة، وأعقد مسلكاً من الغابات الاستوائية، وأن الأدلة على صحة هذا التحليل النفسي، تقدمها لنا عيادات الطب النفسي وأروقة المحاكم الشرعية، بأن الغيرة: هي من أسباب الشقاق والنزاع بين الزوجين، وأحياناً بعوامل الانحراف النفسي في هذا المجال. ويؤكد علماء النفس أيضاً، أن غيرة بعض الحموات الشديدة، هي تصرفات مرضية شاذة. تحتمى وراء ستار من التبرير الكاذب، إذ كثيراً ما يساعد الأبناء المتزوجون في تدخل أمهاتهم في حياتهم الزوجية، خاصة عندما يلج في ذهن بعض الأبناء، الذين يجهلون معنى البذل والعطاء المتبادل مع الزوجات، إما لضعف الثقة بأنفسهم، أو الشعور بالنقص في شخصياتهم، نتيجة «التعلق الأموي» أو ما يعرف بالتوحد النفسي للأبناء مع الأمهات. في السياق ذاته، هناك من الحموات من يتمتعن بالوعي والفهم والإدراك، ويتجاوزن ميولهن «النرجسية»، فيرفضن التدخل في حياة الأبناء المتزوجين، لقناعة الأم – أن الأبناء الذين كبروا واستقلوا في بيوتهم وتزوجوا عن قناعة في اختيارهم لزوجاتهم، لا يلبثون أن يعودوا إلى حضنها الدافئ، فتتسع دائرة الأسرة بهم، ما يتضاعف سرور الأم بعودتهم وبنعمة الأمومة مع أطفالهم... مثل هذه الحماة كثيراً ما تكون أيضاً ودودة وفائضة بالحب والحنان مع زوجة ابنها، وغالباً ما توثق عرى صداقة حميمة وحارة معها، إذ تعتبرها بمنزلة ابنة جديدة لها في الحياة. لا جدال؛ أن علاقة الأم بزوجات الأبناء، لا تخلو أحياناً من صراع أسري، ومن تناقض عاطفي. إلا أن الأم الواعية – سواء أكانت كبيرة بالسن أم شابة، تدرك معنى الحياة الزوجية وأركانها، فقد تتصرف أحياناً بطريقة لا شعورية مع زوجة ابنها، خاصة عندما تجد نفسها وحيدة وتعاني من الملل والفراغ وسأم الحياة المتقدمة، ولكنها في الوقت ذاته، تدرك أنها تحيا في النهاية من أجل ابنائها وحياة أطفالهم وسعادتهم. وللإنصاف نقول: أن المرأة في حياتها تمر بأدوار ثلاثة هي: فهي من الوجهة البيولوجية أنثى، ومن الناحية الفسيولوجية هي إمرأة تنتمي إلى الجنس البشري، ومن الجانب الاجتماعي هي زوجة وأم... وفي الحالات الثلاث، تظل المرأة هي الإنسان، وليست مركزاً للجاذبية أو النفور فحسب، بل مصدرا روحيا بعيداً عن الغيرة والحسد، أو حياكة الدسائس والفتن، الذي يعانيها معظم الأبناء المتزوجين في أيامنا هذه!?. |
|