منخصّص في الشؤون الاستراتيجيّة العسكريّة :
إيران وأسرائيل أكبر قوّتين عسكريّتين في المنطقة
( مقارنة بين الترسانيّتين العسكريّتين لكل من إيران وإسرائيل )
لندن - - صرح قائد كبير في الحرس الثوري الايراني الأحد الماضي بأن إيران قد تشن هجوما وقائيا على إسرائيل إذا تأكد لها أنها تعد لمهاجمتها. وقال قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري الايراني العميد امير علي حاجي زادة إن إيران لن تكون البادئة بأي حرب لكنها قد تشن هجوما وقائيا إذا تأكد لها أن الاعداء يجرون الاستعدادات النهائية لمهاجمتها.
كما صرح القائد العام لقوات الحرس الثوري الايراني اللواء محمد علی جعفري بان "الرد الایراني علی أي هجوم صهیوني محتمل سیكون قاسیا بحیث لن یبقی من هذا الكیان شيئا".
في هذه الاثناء صرح مسؤول عسكري ايراني بارز بان اسرائيل لم تعد تشكل تهديدا لبلاده.
اذ قال نائب القائد العام للحرس الثوري الايراني العميد حسين سلامي في مقابلة نشرها الموقع الإلكتروني للحرس الثوري (صباح نيوز): "لقد تخطينا اليوم حدود القلق بشأن تهديدات النظام الصهيوني".
واضاف: "ان لدى ايران قوة ردع كبيرة وان قدراتها الصاروخية يمكنها استهداف وإحداث تدمير كبير لإي قاعدة معادية في المنطقة وعلى اي مسافة بعيدة".
من جانبه لاينفك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلمح بشكل متزايد إلى أن إسرائيل قد تهاجم منشآت إيران النووية وانتقد موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يرى أنه ينبغي منح العقوبات والعمل الدبلوماسي مزيدا من الوقت لمنع إيران من الحصول على القنبلة الذرية.
وطالب امس بوضع "خط أحمر" لبرنامج ايران النووي. اذ قال في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة امس، التي خصصها بالكامل تقريبا لـ"النووي الايراني" على حساب القضية الفلسطينية، ان الجمهورية الاسلامية ستكون على وشك صنع قنبلة نووية في الصيف القادم.
وترى إسرائيل في امتلاك إيران أسلحة نووية تهديدا لوجودها وتهدد منذ فترة طويلة بشن هجوم وقائي عليها وهو ما أثار قلق قوى عالمية تنتهج أسلوب العقوبات والتفاوض.
وردا على خطاب نتانياهو قالت ايران انها "سترد بكل ما يلزم من قوة" على اي هجوم.
وتختلف الولايات المتحدة مع حليفتها اسرائيل في ما يتعلق بكيفية التعامل مع الملف النووي الايراني ولا ترى ان من المناسب حاليا وضع "خطوط حمراء".
وفي كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما بمنع ايران من امتلاك السلاح النووي. في غضون ذلك توقع مسؤول اميركي رفيع استئناف المحادثات "النووية" مع ايران. وقال المسؤول الذي الذي طلب عدم نشر اسمه ان الولايات المتحدة تتوقع ان تستمر المشاورات بين القوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الايراني وان تؤدي في نهاية المطاف الى جولة محادثات اخرى مع طهران.
وفي ظل التهديدات المتبادلة بين ايران واسرائيل اجرت مجلة "فوكوس" الالمانية مقارنة بين الترسانتين العسكريتين لكل من ايران واسرائيل.
يقول هرالد فيدارشاين المتخصص في الشؤون الاستراتيجية العسكرية "ان ايران واسرائيل اكبر قوتين عسكرتين في المنطقة. يبلغ عدد نفوس ايران 78 مليون نسمة، في حال بالكاد يبلغ عدد سكان اسرائيل 8 ملايين. وقد قامت ايران في السنوات الاخيرة بتوسيع وتحديث ترسانتها العسكرية الى حد كبير. ومن امثلة ذلك زيادة قطع الوحدات البحرية التابعة للحرس الثوري وصواريخ شهاب 3 البعيدة المدى".
"في المقابل فان اسرائيل لديها تسليح حديث وتقنيات عالية في مجال القوة الجوية. اسرائيل تخصص ما يعادل 16 مليار دولار لميزانيتها العسكرية سنويا وهي اعلى نسبة في العالم قياسا بعدد سكانها. ولديها جيش قوامه 180 الف جندي تقريبا، بينما لدى ايران جيش يضم مليون جندي وتبلغ ميزانيتها العسكرية 9 مليارات دولار سنويا".
وقارنت المجلة الاسبوعية في تقريرها بين عدد الدبابات والعربات العسكرية لكل من الطرفين موضحة ان اسرائيل وايران تمتلكان 3500 و1600 دبابة على التوالي، بينما تمتلك اسرائيل 6200 مدرعة عسكرية ولدى ايران حوالي 1500.
ووفق التقرير فان اسرائيل لديها 140 منصة اطلاق صواريخ ولدى ايران 200. وتمتلك اسرائيل 900 سلاح مضاد للدروع مقابل 1400 لايران. اما الاسلحة المضادة للطائرات فاسرائيل لديها منها 200 بينما تتفوق عليها ايران بشكل ملحوظ اذ تمتلك 1700 منها.
في مجال السلاح الجوي لدى اسرائيل 460 طائرة حربية ولدى ايران 330. تضم ترسانة اسرائيل الجوية 680 طائرة مروحية بينما تملك ايران حوالي نصف هذا العدد من المروحيات اذ لا يتعدى ما لديها 360.
ويضيف التقرير: "تمتلك ايران خمسة اضعاف ما تمتكله اسرائيل من الزوارق الحربية السريعة، اذ لديهما 200 و40 زورقا على التوالي. اما عدد الغواصات الحربية فايران لها ترسانة تضم 15 غواصة بينما لا يتجاوز عدد غواصات اسرائيل الثلاثة. لدى ايران 7 زوارق لزرع الالغام في حين تفتقر اسرائيل لمثل هذه الزوارق".
"تمتلك اسرائيل 100 صاروخ متوسط وقصير المدى بينما لدى ايران حوالي نصف هذا العدد. ولا توجد هناك معلومات دقيقة عن الصواريخ بعيدة المدى لكل من الطرفين. لكن لدى اسرائيل 200 صاروخ تحمل رؤوساً نووية".
يتابع كاتب التقرير: "نظرا لانه لا يوجد هناك احتمال نشوب حرب برية بين الطرفين، فان سلاح الجو سيكون العامل الحاسم في اي مجابهة عسكرية بينهما"، موضحا ان اسرائيل انفقت في هذا المجال اموالا طائلة طوال السنين. لكنه يؤكد في نفس الوقت انها لن تكون قادرة على تدمير منشآت ايران النووية. ويضيف: "بالطبع ان اسرائيل لديها صواريخ قوية لكن هذه الصواريخ لن يكون لها تأثير فعال الا اذا تم توجيهها باستخدام بالرادار وبدقة عالية وبضربات متتالية في نفس نقطة الاصابة. كما ان اسرائيل لديها مئات المقاتلات من طراز f-15 و f-16 التي بامكانها اختراق الاجواء الايرانية شديدة التحصين".
"اما القوة الجوية الايرانية فهي قديمة ومتآكلة تعود لعقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي منذ عهد الشاه، وهي غير قادرة على مواجهة الطائرات الحربية الاسرائيلية المتطورة".
ومن غير الواضح ما هو وضع الدفاعات الارضية الايرانية. لكن الصواريخ الايرانية ارض – جو يمكنها ان تشكل خطرا على الطائرات الاسرائيلية، بحسب الكاتب.
من ناحية الطاقة البشرية يقول التقرير ان ايران تتفوق على اسرائيل بكثير. "اذ ان قوات الحرس الثوري الايراني ازدادت عددا في السنوات الاخيرة وتم تجهيزها بمعدات واسلحة حديثة. ولدى ايران صواريخ شهاب 3 القادرة على وصول العمق الاسرائيلي".
"كما ان ايران لديها 200 زورق حربي وسفن حربية وصواريخ مضادة للسفن وهي قوة لا يمكن تجاهلها ويمكنها ان تشكل تهديدا في الخليج"
عن " صحيفة القدس "