"اسرائيل" تشرع في تقسيم المسجد الأقصى
8/16/2014 6:13:00 PM
يتهم سكان مدينة القدس المحتلة قوات الاحتلال الإسرائيلي بالبدء في تقسيم المسجد الأقصى بعد أن أصدرت قانونا -خلال عدوانها على غزة- يعتمد على تقسيم زماني ومكاني فرضته إسرائيل بالمسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل.
وينسجم القانون الذي ناقشته لجنة الداخلية التابعة للكنيست قبل أيام، مع توصية وزارة الأديان في مايو/أيار الماضي بإقامة "مفوضية يهودية" موازية لدائرة الأوقاف الإسلامية تعمل على تقنين اقتحامات اليهود لساحات الحرم وإقامة الصلوات والشعائر التلمودية تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.
وأوكلت اللجنة البرلمانية للمفوضية -التي يرأسها نائب الكنيست دافيد تسور- متابعة الخطة التي أعدتها الشرطة لتأمين اقتحامات اليهود للمسجد خلال موسم الأعياد اليهودية التي سيكون أولها عيد "رأس السنة العبرية" الذي يحل في سبتمبر/أيلول المقبل.
منع الآذان والصلاة
ويجيز القانون -الذي صنف كقانون أساسي يحظر إبطاله بموجب أنظمة الطوارئ- إقامة شعائر تلمودية بالحرم ثلاث مرات يوميا، ويمنع دخول الفلسطينيين للصلاة بالأقصى ويحظر رفع الأذان خلال الأعياد اليهودية.
كما ينص على فرض عقوبة الإبعاد عن المسجد وغرامة مالية تصل إلى 15 ألف دولار على كل "من يخل بأنظمة التقسيم ويتصدى لاقتحامات المستوطنين ويعيق الشعائر التلمودية لليهود بالساحات".
وبالتوازي مع صدور القانون، أعلنت جمعيات استيطانية إقامة صندوق لجمع تبرعات من الجاليات اليهودية بجميع أنحاء بالعالم، والترويج للفكرة وتسويقها عالميا من خلال فيلم يجسد عمليات بناء الهيكل المزعوم بعد هدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
وكشف رئيس الدائرة العالمية بمعهد الهيكل الحاخام حاييم ريتشمان النقاب عن تحضير خرائط تفصيلية لمباني الهيكل "بإيعاز" من رئاسة الوزراء، وقال إنها ستقدم للمصادقة عليها من قبل لجان التنظيم والبناء الإسرائيلية.
عدوان
يأتي ذلك وسط اعتداءات واقتحامات متكررة للمسجد من قبل المستوطنين، وتضييق غير مسبوق للمؤسسة الإسرائيلية على المصلين خلال شهر رمضان الماضي ومنعها من هم دون الخمسين من فلسطينيي 48 من دخول الساحات والصلاة بالمسجد.
ووفق إحصائيات مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث" فقد اقتحم أكثر من 8100 مستوطن المسجد منذ مطلع العام الحالي، كما اقتحمه أكثر من ألفي مستوطن خلال شهر رمضان الماضي.
ووصفت المؤسسة عام 2014 بأنه الأسوأ في تاريخ القدس والمقدسات منذ الاحتلال، إذ لم يتمكن أكثر من مائة ألف مسلم من الصلاة بالأقصى، مقارنة بنحو مليون ونصف مليون تمكنوا من الصلاة والاعتكاف العام الماضي.
وحذرت الفعاليات الإسلامية والوطنية بالقدس والداخل الفلسطيني من تصعيد شروع الاحتلال في تقسيم المسجد الأقصى.
مناشدات
من جهته، اتهم رئيس الهيئة الإسلامية العليا خطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري المؤسسة الإسرائيلية بعرقلة عمل الأوقاف الإسلامية، مؤكدا أن التضييق على الأقصى والمصلين يأتي في وقت "ينشغل المجتمع الدولي بما يحدث في غزة".
ولفت صبري -في حديث للجزيرة نت- إلى أن أذرع الاحتلال الدينية والسياسية "تستغل العدوان على الشعب الفلسطيني لتنقض على المسجد الأقصى".
وبدوره، طالب أمين سر اللجنة القُطرية الدائمة لدعم القدس العالمين العربي والإسلامي بتحمل المسؤولية بجدية أكثر تجاه القدس والأقصى.
وأكد حاتم عبد القادر للجزيرة نت أن إسرائيل شرعت خلال العدوان بتقسيم ساحات الحرم زمانيا تمهيدا لتقسيمها مكانيا.
وأوضح أن الممارسات الإسرائيلية تؤكد وجود قرار رسمي بمنع الفلسطينيين من دخول المسجد والصلاة فيه، وتهيئة الأجواء للاقتحامات الجماعية للمستوطنين لفرض أمر واقع مقدمة لبناء الهيكل، لاسيما وأن قوات الاحتلال حولت محيط المسجد لثكنة عسكرية. ودعا إلى التوجه للمحكمة الدولية لمقاضاة الاحتلال على "جرائمه" بالقدس والأقصى.
(وكالات)