ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75822 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: فضول الاطفال.. أذى ام ذكاء؟ < الثلاثاء 19 أغسطس 2014 - 3:45 | |
| [size=32]فضول الاطفال.. أذى ام ذكاء؟[/size]
الدستور - إسراء خليفات مواقف كثيرة عادة ما تقابلنا في حياتنا اليومية، منا من يتصرف معها بحكمة، ويجيب على أسئلة الطفل، ويحاول إشباع فضوله، ومنا من يتصرف بتجهم، ولا يكون لديه سعة الصدر حتى يشبع فضول الطفل، ويجيب على أسئلته التي لا تنتهي، فبمجرد أن يجيب الأب على سؤال الطفل سيبادر الابن بسؤال تلو الآخر دون ملل. ويعد فضول الطفل هو بوابته لاكتشاف ما يدور حوله، ويأخذ الفضول أشكالا مختلفة، فإما أن يأخذ شكل تخريب الأشياء بدافع حب الاستطلاع، وذلك عند الأطفال صغار السن، أو يأخذ شكل طرح الطفل لكثير من الأسئلة على الوالدين، عند الأطفال القادرين على الكلام بهدف الحصول على إجابات لما يحيرهم، الأمر الذي يزعج الوالدين ويجعلهم يصفون الابن بالفضول. تقول سمية هلال :» لدي ثلاثة اطفال واكبرهم في الصف الثاني، وتنشئتهم والمحافظة عليهم من المخاطر صعبة حقا، والاطفال بالاضافة الى انهم يحبون التجريب فهم يقلدون بعضهم بعضا، مبينة ان ابنها وهو صغير دوما يحب ان يلعب في التراب وان يسكب المياه على نفسه، وكونها تسكن في منزل تحيطه حديقة كبيرة، فانهم دوما يلعبون بهذه الحديقة مشيرة الى انها لم تكن تحاول ان تبعده عن اي فضول يحيره فتجعله يجرب موضحة ان التجريب لدى الاطفال مهم لانه ينمي لديه حواسه، وقدراته على الاحساس والتميز بين الاشياء، وتضيف هلال هنالك عدة طرق يجب ان يتبعها الاهل في كونهم يمنحون الطفل فرص التجريب، بشرط الاشراف عليهم، والام يجب ان توفر لاطفالها هذه الفرص بدلا من ان يذهبوا لوحدهم ومن الممكن ايذاء انفسهم . وعي الطفل قليل في هذا الوقت، معظم الامهات ينتهي دوامهن الساعة الرابعة عصرا، لذلك فالاطفال لديهم وقت طويل ليجربوا ما يخطر لهم ان لم يكن هنالك من يقوم بالوصاية عليهم خلال هذه الفترة التي تغيب بها الام و الاب، تقول فاطمة ابراهيم : «اني اعمل كمهندسة معمارية، وزوجي كذلك ونعود للمنزل فيما يقارب الساعة الرابعة واحيانا الخامسة، ودوما كنت انبه الخادمة بان ترعى اطفالي الاربعة، الا ان الخادمة لا ترعى الاطفال وتخاف عليهم مثل الام والاب، ابني الذي يبلغ من العمر سنتين قبل فترة اصيب بحروق بيده، بسبب اقتاربه الدائم من التدفئة، وكنت احذرها دوما من ان تراقبه خاصة لانه اصغرهم، الا انه لا تكترث . وتضيف ابراهيم: الكثير من الاطفال انتهت حياتهم او التحق بهم الكثير من الاذى بسبب هذا التجريب، من الناحية التربوية التجريب مهم للطفل فهو يطور قدراته، ويزيد من ذكائه، الا انه يجب ان يخضع للمراقبة، الكثير من الاطفال تضرروا بسبب اهمال الاهل او من يرعاهم، قدرة الطفل في وعي الخطورة تعد قليلة، ونسمع الكثير من الامهات يحمدن الله بان الطفل لم يتضرر من تجريبه لامر معين . وكما يقول المثل: ليس كل مرة تسلم الجرة ، اي ان الطفل قد يسلم من الاذى في احدى تجاربه بسبب فضوله ، ولكن هنالك تجارب لا تحمد عقباها، تروي خالدة عبدالله : في احدى المرات تركت ابني في المنزل هو وصديقه وكان عمرهما تسع سنوات، وذهبت الى جارتي حتى نجلس بحديقتها المقابلة لمنزلي، وكان منزلي في الطابق الثاني، وبينما نحن جالستان نشرب القهوة، شاهدنا ولدينا يمشيان على سور المنزل، ولو سقطا لماتا بدون شك، وبعد ان سألناهما لماذا فعلتما هكذا؟ قالا لنا ببساطة الاطفال، انهما يريدان تقليد من رأوهما من رياضيين وهم يمارسون رياضة الجمباز، الطفل لا يترك لوحده ابدا . المغريات التي تجذب الطفل يظهر حب الاستطلاع عند الطفل عندما يبلغ من العمر خمسة شهور وتظهر عليه علامات حب الاستطلاع عندما يجد الأطفال أنفسهم أمام أشياء غير مألوفة، ولكنها ليست غريبة عنهم كأن يجد الطفل شيئا مألوفا في محل جديد، أو يفقد شيئا عزيزا اعتاد أن يراه في مكان معروف، تقول سناء انس : إن في المحيط الذي يعيش فيه البالغون كثيرا من المغريات التي تجذب الطفل لاسيما في هذه السن فهو لا يستطيع أن يقاوم ما يجتذبه إلى التناول والفحص وسرعان ما يؤدي إلحاح الآباء على الطفل بالكف عن نشاطه إلى إدمان التقريع، الذي يتأتى عنه التهيج والغضب عند الآباء والتبجح والعصيان الصريح عند الطفل، وهذا لا يعني أن الطفل عدواني أو أنه غير مطيع. رأي العلم وتضيف الدكتورة فاطمة الرقاد اختصاص علم الأجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية ان فضول الأطفال من أنواع النشاط التي يعتبرها الكبار نشاطا هداما، إنما هي عند الطفل بناء وتعميرا حقا فهي تمثل جهدا يبذله للوقوف على قوانين الطبيعة التي تقوم عليها الأشياء التي تعرض له، فالأرجح أن الصغير الذي لا يثير استطلاعه دقات الساعة، أو رنين الجرس الكهربائي، أو الموقد وكل الأجهزة الآلية التي يقع عليها بصره في حياته اليومية الأغلب أن يكون مثل: هذا الطفل مستغلق الذهن غبيا . مشيرة الى ان واقع الأمر أن الأطفال يلجأون إلى هذا السلوك لاشباع حاجات النمو العقلي، التي تدفعهم إلى فحص وتحسس ما حولهم، مما يجعل الطفل يشعر بالدهشة لعقابه على نشاطه. وتقول الرقاد: وينتهي به الأمر منذ نعومة أظفاره إلى الشعور بأنه يعيش في عالم ظالم، يعاقبه على الأعمال التي يستمد منها اللذة وتربطه بالعالم الخارجي الذي يحيط به فيؤدي العقاب إلى حذر الطفل عند ممارسته دوافع ونزعات حب الاستطلاع ولا يمنعه عن سلوك التجريب والفحص، ولكنه يمارس حب الاستطلاع في شيء من الحذر والخوف، مما يؤدي به إلى الرعونة والتستر فيتلف ما يفحصه أو يكسره بأسرع مما قد يحدث لو أنه فحصه أو عبث به وهو ليس خائفا، كما أنه يلجأ إلى الكذب إذا سئل عما عبث به وذلك لخوفه نتيجة عقاب الوالدين أو المعلم
. |
|