هآرتس..الى اللقاء في الجولة القادمة

هآرتس..الى اللقاء في الجولة القادمة
<< الثلاثاء، 19 أغسطس/آب، 2014    
للشاعر قصيدة مغناة يقول فيها "هنا صيف حار، الخريف آت. المطر سيشطف غبار الدبابات.الحقول ستخضر و"الجنوب الاحمر"- بالمعنى الحقيقي للكلمة،جنوب شقائق النعمان، الزهور والاستقرار، ستكون هنا، وستكون هنا لسنوات كثيرة قادمة ". الملحن، وهو رئيس الاركان بيني غانتس، بحذاء المظليين، والبندقية على كتفه، دعا المستوطنين للعودة الى منازلهم في غلاف غزة ووعد بانه في غضون يومين أو ثلاثة ستدمر باقي الانفاق. وفي غضون بضعة أيام اطلقت هذه النغمة كقصيدة تبجح زائف، وكما يقول الانجليز، هذا افضل بكثير من أن يكون حقيقيا.

لم نتمكن بعد من تنفس الصعداء، ومحللون في التلفزيون لم يتمكنوا بعد من الكشف كم عرفنا او كم لم نعرف عن الانفاق الوحشية، وكم سيعيد لنا وقف النار الامن حقا مثلما وعدونا.
الحساسون منا وجدوا صعوبة في أن يتمتعوا بصور الدمار الذي اوقعناه بين السكان المدنيين، بمن فيهم من نساء وأطفال. ولكن الجبهة في مثل هذا النوع من الحرب هي الجبهة الداخلية. فلا يهم قادة حماس الدمار والقتل طالما استمرت في اطلاق مئات والاف القذائف علينا. وكون هذه حرباً على الوعي، فاننا نرى الدمار في الطرف الاخر بشئ من الرضا. نفكر من دواخلنا بانه لو لم تكن في حوزتنا "القبة الحديدية" لبلغ قتلانا المئات. فكروا أي دمار وقتل كان سيحدثه 3400 صاروخ لا تعترض. ماذا كان سيحصل لو لم نكتشف الانفاق؟. وسيكون هناك قدر من العجب اذا لم يكن قادة حماس قد أخطأوا في جرنا لضربهم لمدة سنة؟ او حتى لو مرت سنتان اخريان من الهدوء، كانوا سيمسكوننا في حرب يوم غفران صغيرة، بضربة دموية في عمق جبهتنا الداخلية.
ولما كانت هذه حربا على الوعي، فلسنا نعرف حقا اذا كنا انتصرفنا فيها ام لا. فحقيقة اننا جاهزون لمرة اخرى للوصول الى وقف للنار، لا تعني أنهم انتصروا، أو أننا انتصرنا. فاذا لم تستخدم اسرائيل الحرب لتسوية ما، فانه يمكن القول اننا لم نفعل شيئا غير ان نجتذب الينا النار ومقاطعة العالم المتطور. فهم يرون النساء والاطفال على خرائب بيوتهم كذخر حربي، ويريدون تقديمنا الى المحكمة الدولية.
لو كان بنيامين نتنياهو ومحمود عباس أكثر مرونة وعميقين في الطريق الى اتفاق ما، كان يمكن لسكان غزة ايضا ان يكونوا شركاء، وان يبدأوا بالتمتع بالحياة الطيبة نسبيا لسكان رام الله والمحيط. مع ميناء ومطار، لكنهم لن يحصلوا عليهما أبدا كجائزة على الانفاق و قصف اسرائيل. سخيف مطلب مساومتهم لنا، أن نجزي حماس بميناء ومطار كشرط لوقف الاصابة لاسرائيل.
وبالنسبة لنتنياهو، فانه يشخص التهديدات اكثر مما يشخص الفرص لصناعة السلام، ويلعب دور زعيم الامة، خليط دافيد بن غوريون ومناحم بيغن. يتحدث عن السلام ويصنع الحرب في آن معا. غير أن هذه حكومة مع أفيغدور ليبرمان الذي يطالب بحسم فوري من خلال احتلال غزة، ومجلس وزاري مقلص مع نفتالي بينيت، اسحق اهرنوفتش وجلعاد اردان، الذين يطالبون هم ايضا كسر حماس وزعمائها، الان وفورا. سهل عليهم، وزراء المجلس الوزاري، الضغط على نتنياهو لاحتلال غزة، ولكن من لحظة الانطلاق الى الحرب، ينبغي تحديد ما هي أهدافها السياسية او العسكرية. وهذه لا تبدو في متناول اليد.
في النقطة التي نوجد فيها، الحقائق الاساسية لم تتغير. لم يعدوا لحماس ضربة قاضية لدرجة أن يتطلع زعماؤها فجأة لان يكونوا ملائكة سلام. الانجاز الوحيد لنا حاليا هو كشف ان الرئيس عبدالفتاح السيسي أخرج على ارض الواقع اتفاق السلام مع مصر وهذا جيد لليهود. ببساطة لا شيء انتهى بعد: الى اللقاء في الجولة القادمة.
هآرتس