ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: صندوق العروس .. الغائب عن حفلات الافراح الجمعة 29 أغسطس 2014, 6:21 am | |
| [size=32]صندوق العروس .. الغائب عن حفلات الافراح[/size]
الدستور- رنا حداد العشرينية «فاتن ابراهيم»، تزف اليوم الجمعة الى عريسها وسط اجواء احتفالية مميزة يطغى عليها طابع التراث والاصالة. عروس اليوم أكدت لــ «الدستور» ان كلمات أغنية الشاعر الاردني الراحل حبيب الزيودي، والتي غناها الفنان الاردني الشاب يحيى صويص جعلتها تختار ان يسبقها الى بيت الزوجية «صندوق العروس». تقول «منذ قرابة العام وانا استمع الى هذه الاغنية في حفلات الافراح وعبر أثير الاذاعات، ومن هنا وردت الفكرة في خاطري». وتتابع «وبالفعل قمت بتصميم صندوق خشبي لدى قريب لي يعمل في مهنة النجارة، وقمت بزخرفة هذا الصندوق بنحاسيات وقطع منوعة». وتضيف «أمي من العهد الجديد الذي لم يستخدم صندوق العروس، ولكنها نقلت لي عن والدتها موجودات هذا الصندوق، وبالفعل بدأت بوضع أغراضي الخاصة فيه». وتقول «في بداية الاسبوع قمت بدعوة صديقاتي وجمع من الأهل في حفل بسيط طغى عليه طابع اجدادنا في نثر جهاز العروس امام الحضور». وتزيد» تقول حكايات الاجداد ان العروس كانت تشعر بالفرح عندما تلتم حولها الصديقات والقريبات وتفتح امامهن الصندوق». وتستدرك «هذا الشعور وهذه الفرحة حقيقية اذ لمستها في عيون رفيقاتي والحضور عندما تفاحىء الجميع بالصندوق امامهم، مليء باحلامي واغراضي الشخصية». أصل الحكاية نترك صندوق فاتن العروس التي أختارت ارثا اصيلا ليفرح قلبها في يوم زفافها، ونعود لحكاية الصندوق بالاساس وهو شيء من التراث دأبت أمهاتنا وجداتنا على توفره في جهازها عندما تنتقل من بيت ذويها إلى بيت عريسها. ومن وقع كلمات حبيب الزيودي «صندوق العروس يا معبا احلام، بالكحل والحنا وبريش النعام»، نعرف موجودات الصندوق. تقول السبعينية «نجمة عزت» كلما كبر حجم الصندوق وتنوعت موجوداته دل هذا على دلال «العروس» والعز والجاه في بيت ذويها، وعلى ما يبدو فيه اشارة للعريس وذويه، على ضرورة ان تبقى بذات المستوى المعيشي الذي جاءت به». وتضيف «عزت» من نقش الذاكرة ان صندوق العروس كان يزين بالورود والريحان ويوضع بداخله البخور، ويحتوي ايضا على جهاز العروس من ثياب وعباءات وأغطية رأس ومفارش، هذا كله اضافة الى مصاغ العروس الذهبي ومقتنياتها التي عزها بها ذويها قبل ان تغادر منزلهم وديارهم الى دار الزوج وذويه». حقائب بأحجام وألوان وإلى عروس الشمال اربد، حيث لازالت العروس تتباهى بجهازها وتنثره امام قريباتها من عمات وخالات بحسب الخمسينية «زينب محمد» التي تقول «لا وجود لصندوق العروس، اذ حلت مكانه حقائب بأحجام واشكال مختلفة، ولكن الفكرة ما زالت قائمة اذ تدعو العروس ووالدتها القريبات من الاهل وحتى الصديقات لرؤية جهاز العروس، بالتزامن مع احتفال وحلوى للحضور». وتزيد «البعض اختزل هذه العادات، ونالت التغييرات الاجتماعية والاقتصادية من عادات تجهيز العروس وزف حاجياتها لمنزل زوجها، فمثلا أصبح جهاز العروس ذا خصوصية، حتى ان فتيات مقبلات على الزواج يذهبن الى الاسواق بمفردهن لشراء حاجياتهن، بعد ان كانت العادة ان ترافق العروس والدتها او شقيقتها ووالدة العريس وشقيقته مثلا». وبينت من خلال ملاحظاتها ان «فتيات اليوم، لا يروقهن اختيارات أمهاتهن وخالاتهن وجداتهن، كما كان حال «العرائس» قديما، اذ ان فتيات اليوم يفضلن شراء أغراض جهازهن بأنفسهن ولوحدهن». وتضيف «الظروف الاقتصادية رمت بظلالها على هذه الجزئية ايضا في الاعداد للاعراس، فكسوة العروس اي الملابس والثياب التي يعتبر ثمنها جزء من المهر، ويتفق الطرفان على المبلغ المخصص لها قبيل موعد الزفاف، بات البعض يقتصد فيها ويعطي الاولوية مثلا لتجهيز المنزل وتحضيره لبدء الحياة الجديدة». بنات يرفضن جهاز العروس وترفض في المقابل العشرينية «رغد سامح» ان تطلع آخرين على مقتنياتها الشخصية معتبرة الامر، خصوصية لا يجدر مشاركتها مع الناس. وتضيف رغد «الحياة تغيرت، وحتى الاهتمام بالثياب وتجهيز حاجات العروس تغير، فانا شخصيا افضل شراء قطع بسيطة ودفع باقي نقد الملابس واستثمارها في جهات اخرى مثل توفير ثمن جهاز كهربائي يساعدني في اعمالي المنزلية لاحقا». وزادت «لربما ظروف الحياة المعاصرة لا تتماشى مع المثل القائل (اللي ما بيطلع مع العروس.. ما بيلحقها)، لذا تميل الفتيات اليوم الى قاعدة «المهم فالاهم». صندوق العروس معذور اللي جن وبعد.. الكلمات ونبش تراث اصيل حالة يصعب معها تدوين ارث، تعشقه نفوسنا وتحن الى تفاصيله، حب الماضي مسكون فينا، وان كانت الحداثة قد سرقتنا، ويبقى الفخر فينا وحاضر بقوة تفجره كلمات حبيب الزيود: «والبنات يطلن من بين الخيام يا غزلان الحي التموا عَ العروس هاهي يا سميره يا خصيلة عنب .. طلبنا ابوها ما رد الطلب شنشلوا المزيونه تراكي الذهب .. وانثروا الريحان مطرح ما تدوس صندوق العروس معذور اللي جن .. مثل نجوماً بالسما يتوهجن شالن البراقع تا يتفرجن .. من تحت البراقع تتجلى الشموس وبعباة العم و بحنية الخال .. مشيتي عَ الحرير ربيتي عَ الدلال يا غوايش فضه يا رنة خلخال .. لايقلك الخصر يا بنية ملبوس»
. |
|