انتصرت غزة .. والسَّلام على الثلاثة 

انتصرت غزة .. والسَّلام على الثلاثة 


الثلاثة في مؤتة الأولى زيد وجعفر وأبن رواحة رضي الله عنهم، التي سميت غزوة لعظمتها ولم يكن فيها رسول الله صل الله عليه وسلم لكنها غزوة.. وكانت مع الروم والعربان.


استشهد القادة الثلاثة وأخذ الراية بعدهم خالد بن الوليد سيف الله المسلول فاندحر مائتا ألف امام ثلاثة آلاف مجاهد وكانوا كراراً فِعْلاً فَكَرُّوا بعد نحو ست سنين وفتحوا بلاد الروم وكانت اليرموك.


وفي معركة غزة استشهد القادة الثلاثة محمد أبو شمالة، ورائد العطار، محمد برهوم / في رفح، في معركة أقْسَى من مؤتة على عظمتها وأخطر، وتحدث الضيف بعد استشهادهم يواصل حمل الراية وإن كانت قطعت بيد خالد تسعة أسياف وكَلَّت فرسه، فقد قطعت أطراف الضيف ولا زال يضم الراية بعضديه، ثم هزم الجمع واضطر الصهاينة لجر أذيال الخيبة فسبحان الله الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله.."


الثلاثة ركب أسسوا لفتح بلاد الروم، والثلاثة صدقوا ما عاهدوا الله عليه في مؤتة فارتقوا للجنة، وثلاثة الجبل الذين أغلقت الصخرة غارهم نجاهم الله بصدقهم وثلاثة (رفح) ثلاثة القسام ارتقوا شهداء وفي الكتاب تاب الله على الثلاثة وعلى الثلاثة الذين خلفوا..... وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه كعب، ومرارة، وهلال بن أمية.


والسَّلام على الثلاثة..

صوت لاجئ في ليلة الإنتصار 


نعم هي المقاومة التي استطاعت تغير قواعد اللعبة وهوالشعب العظيم الذي أصر على إعادة ترتيب المعادلة من جديد، فما قبل معركة "العصف المأكول" يختلف إختلافا جذريا عما بعدها، هذا الانتصار التاريخي العظيم الذي حققته المقاومة ومن خلفها الشعب البطل هوبمثابة نقطة تحول في تاريخ القضية الفلسطينية برمتها، ففي هذا الحرب شاهدنا الكيان الصهيوني يحاصر برا وبحرا وجوا وتدك مطاراته ومدنه ومواقعه العسكرية الحساس بوابل من الصواريخ والقذائف، بل ويذهب الأمر إلى أبعد من ذلك حينما تدير المقاومة المعركة وبكل إقتدار من تحت الأرض وتضرب العدوخلف خطوطه الأمامية لتبلور بذلك شكلا جدا ومختلفا لمعادلة توازن الرعب المعهوده .


وفي مثل هذه الأوقات التاريخية أنظر كلاجئ فلسطيني في مخيمات الشتات والصمود لأبناء المخيمات لأجدهم في غاية الفرح والسرور ليلة الإنتصار العظيم، ولسان حالهم يقول أن معركة التحرير الفاصله باتت أقرب وأقرب، وأن العودة إلى الديار أصبحت قاب قوسين أو أدنى .


نعم إن نصر المقاومة هوبمثابة الشاره الواضحة لجموع اللاجئين بأن جهزوا متاعكم واستعدوا فأنتم على موعد مع عودة قريب إلى الوطن الحبيب .


ولكن على اللاجئين أن يدركوا أنهم جزء من هذا المعادلة، وأن معركة التحرير الفاصلة لن تتم إلا بوجودهم ولن أبالغ إن ذهبت إلى أبعد من ذلك وقلت بأن موقع اللاجئين في الخطوط الأمامية لتلك المعركة .


فاليوم بات من الضروري أن ينظر الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته نظرة مختلف إلى قضيته وقضية الأمة برمتها، فكما أسلفت بأن ما قبل معركة " العصف المأكول" يختلف تماما عما بعدها، فعلى أبناء المخيمات أن يأخذوا مواقعهم ويقوموا بدورهم الحقيقي، فلا بد أن نشهد في الأيام القادمة حملات تثقيفية وتوعوية تعيد للمخيمات هويتها الحقيقية تلك الهوية التي تستمد قوتها ومبادئها من ثوابت الحركة الوطنية الفلسطينية فكلنا خلف المشروع الأوحد للتحرير مشروع المقاومة . كما أن العودة حق مقدس لا تراجع عنه وبالتالي فإن أبناء المخيمات في كل مكان يرفضون الوطن البديل رفضا نهائيا قاطعا ويؤكدون مرارا وتكرارا على أن فلسطين هي كل فلسطين من النهر إلى البحر .


لقد استطاعت غزة اليوم بشعبها ومقاومتها الباسلة وبدماء شهدائنا وجرحاها وبثبات وصمود أسراها استطاعت رسم لوحة من المجد والعزة والكرامة للأمة بأسرها لم نشهدها منذ زمن طويل، ذات اللوحة تشير معالمها الدقيقه أن زمن الهزائم قد ولى بلا عودة - بإذن الله - وأن أكذوبة الجيش الذي "لا يقهر" أضحت شيء من الماضي ومحض سراب وأن معركة التحرير الفاصله والفتح العظيم بات على الأبواب .