محضراً سرياً للقاء جمعه وعباس وتميم في الدوحة... مشعل: شراكة تامّة في السلطة ودولة في حدود الـ67
عباس رداً على مشعل عن توفير رواتب غزة: هذا الموضوع يحتاج إلى قرار وهل أنا شحّاذ؟ (محمود الهمص ـ آي بي ايه)يوم الاثنين الماضي، نشرت «الأخبار» محضراً سرياً لاجتماع تفاوضي عُقد خلال العدوان الأخير على غزة، في مجلس أمير قطر، بين وفدي السلطة الفلسطينية (برئاسة محمود عباس) وحركة حماس (برئاسة خالد مشعل). تنشر «الأخبار» اليوم محضراً سرياً ثانياً، لاجتماع ضمّ الجهات عينها، في جلسة قبل سفر وفد «السلطة» إلى القاهرة، حيث وضع عباس ومشعل أوراقهما على الطاولة «الأميرية» استكمالاً لنقاشات سابقة. جلس «صاحب السمو» تميم بن حمد منظّم لقاء 22 آب. لم يتدخّل إلا قليلاً. كعادتهما، أبو مازن وأبو الوليد، كل يغني على ليلاه، وغزة تحت القصف تدمى. النقاش كان يبحث عن مخرج مشرّف لوقف النار. مشعل كان مشغولاً بالتفاصيل. يسأل ويستفسر، سواء لناحية ترتيبات إعلان وقف النار واليوم الذي يليه، أو لناحية مشروع الحل الذي حمله معه أبو مازن إلى الدوحة. كان رئيس السلطة يحمل رزمة من الاقتراحات تبدأ بآليات إخراج وقف النار والترتيبات في القطاع من بعده، إلى رؤية متفق عليها مع الأميركيين لتسوية شاملة تنهي القضية الفلسطينية: دولة على حدود العام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها مع جدول زمني للتطبيق تحت طائلة حل السلطة الفلسطينية. فكرة لم تكن غريبة عن مشعل، الذي أعلن من دون أي لبس الموافقة على دولة بحدود الـ 67. لكن ردود فعله كانت لافتة في ذاك اليوم: وحدات المقاومة تحقق انتصارات ميدانية أقرّت بها إسرائيل والعالم، وهو يفاوض على إنهاء القضية. وحدات تدافع عن السلاح والأرض، وتخوض معارك أمامية في مناطق العدو، وأبو الوليد يسأل عن الكعكة السياسية والأموال!
إيلي حنا«حضرة صاحب السمو يرحب بالجميع ويطلب من معالي وزير الخارجية البدء بالحديث لاطلاع الحضور على النقاط التي قاموا ببحثها والاتفاق عليها في جلسة مساء أمس الخميس والتي جمعت كلاً من معاليه مع الدكتور صائب (السلطة) والأخ محمد نصر (حماس).
ــــ خالد العطية: لقد كان محور الجلسة ثلاث نقاط أساسية.
الأولى: التحرك بطلب إنهاء الاحتلال والحصول على قرار دولي للاعتراف بدولة فلسطين بحدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وضرورة اقرار سقف زمني لتحقيق ذلك، وطبعاً هذا يتطلب توافق الجميع، ولا يقوم أحد بعرقلة ذلك، وليس المطلوب من حماس أن توقع على شيء، ولكن المطلوب اتفاق داخلي فقط، ويتم دعم من الجميع لتحرك د. صائب وماجد فرج في السعي إلى الحصول على قرار من الرباعية ثم قرار من مجلس الأمن يحدد تاريخاً لانهاء الاحتلال.
الثانية: اعتبار كل ما سبق من الماضي، وفتح صفحة جديدة على أساس وثيقتي الدوحة والقاهرة، والاتفاق على قرار السلم وقرار الحرب.
النقطة الثالثة: نريد قراراً الآن بخصوص هدنة تستمر حتى انتهاء مفاوضات الرباعية ومجلس الأمن، ربما شهراً أو شهرين أو ثلاثة، هدنة إنسانية تستمر طالما الدعم الإنساني مستمر.
ــــ الأمير تميم: ما رأي أبو مازن؟
ــــ محمود عباس: عملية التسوية السياسية أمام مفصل نهائي.
أولاً: في حال كانت هناك موافقة أميركية على ما قلناه، نجلس ونضع Timeline من أجل ترسيم الحدود، وبعد ذلك نبحث بقية القضايا، فإذا اتفقنا على هذا سيكون ذلك جيداً أمام أميركا.
ثانياً: نعود إلى الاتفاقات السابقة بيننا، والمهم جداً أن قرار الحرب والسلم ليس بيد طرف منفرداً.
ثالثاً: وقف اطلاق النار الآن، يجب أن ننهي سفك الدماء، ثم تبدأ الأمور الإنسانية ونتفاوض، فإذا كان هذا هو ما فهمته من نتائج الجلسة أكون موافقاً.
ــــ خالد مشعل: لقد اطلعني الأخ محمد نصر على ما جرت مناقشته.
أولاً: في ما يتعلق بالموضوع السياسي، لا يوجد جديد. هناك مبدأ عام متفق عليه، احنا أصلاً متفقين في وثيقة الاتفاق الوطني عام 2006، اننا مجمعون على مشروع مشترك، بقيام دولة على حدود 1967، وفيها آليات منفصلة، ولكن أي تحرك يجب أن يكون محدد المعالم، واطلاعنا على تفاصيله وطبيعته، وعلى كل جديد لنحدد موقفنا منه، وحماس لن تكون جزءاً من المشكلة بل جزء من الحل.
ثانياً: المصالحة، نحن ملتزمون بكل ما وقعنا عليه من ملفات المصالحة وحكومة الوفاق والبرنامج والأجندة الزمنية، وأقول لأبو مازن ملتزمون بها ولكن نطبقها بكل ملفاتها وعلى أساس الشراكة، وهنا نريد الاتفاق على الآلية، فمثلاً بالنسبة لغزة يجب أن تكون هناك لجنة مشتركة تقوم بمتابعة قضية المعابر، وكذلك لجنة للسياسات الأمنية ليس داخل غزة فقط، بل في الضفة أيضاً، وبروحية الشراكة نحل كل العقد والاشكاليات، الموظفين والاستلام والتسليم والتداخل وغيره، نجلس ونتفاهم، ثم تأتي الحكومة والأخ رامي الحمدالله، وتقوم بدورها في غزة، ويجب تنفيذ كل استحقاقات المصالحة والانتخابات ومنظمة التحرير الفلسطينية ودعوة المجلس التشريعي بعد أشهر.
ثالثاً: الحرب على غزة فرضت علينا، ونحن حريصون على وقفها بأسرع ما يمكن، وليس لدينا اعتراض على أي مسار مصري أو دولي، أي دولة، ما دام ذلك يوصل إلى وقف العدوان، وتلبية مطالبنا، فإننا نرحب به، ولكن: الدعوة لوقف إطلاق النار أولاً وبعدها نبحث المطالب. فإخواننا في غزة يقولون لنا هذا غير مفيد، فقد مارسنا خيار التفاوض سابقاً، الوفد الإسرائيلي انسحب وهم ما زالوا يتفاوضون، اسرائيل مارست التعنت، وكانت تحضّر لاغتيال محمد ضيف، هذه معركة مع عدو عنده غدر.
مشعل: لا يمكن
القضاء على داعش إلا بالحسم في سوريا وعزل التنظيم عن السنّة
اخواننا في غزة لا يريدون تهدئة بل يريدون صفقة متكاملة. نريد وقف اطلاق النار ورفع الحصار وفتح المعابر وعملية اعادة اعمار غزة، هذا اليوم قرار، الرئيس أبو مازن يقدر أن يتحرك مع أوروبا. وأنتم والأخوة في مصر، ولكن إذا قلنا وقف اطلاق نار، كم تعطونا للتفاوض؟ يجب أن نعلم أن هذا المسار محفوف بالمخاطر.
دخلوا أوروبا والأمم المتحدة وأميركا ومن تريدون، ليأتوا بهذه المطالب الأساسية، وتحقيقها ليس عسيراً، أما وقف اطلاق النار مجرد ثم التفاوض؟ وبعدين؟ إذا ما زبطت نرجع للحرب؟ مزاج اخواننا في غزة كان مع التهدئة، لكن بعد مقتل القادة الثلاثة في رفح، تغير هذا المزاج.
ــــ العطية: قرار فرنسا والمانيا (في مجلس الأمن)، الظاهر أنه الجزيرة جابوا جزءاً منه يظهر وكأنه ضغط على إسرائيل، لكن في الواقع هذا القرار هو لصالح إسرائيل 100% والمندوب الألماني قال عليّ ضغط شديد وأريد التخلص من هذا الضغط.
ــــ الأمير: د. صائب تفضل.
ــــ عريقات: لقد تابعنا القرار الألماني، لدينا مشروع قرار عربي قدمه الأردن، مش راح يمشي، لكن قلنا نقدمه لتعطيل مشروع القرار الألماني.
المسألة الأولى: الذهاب لأميركا لأخذ سقف زمني لإقامة الدولة الفلسطينية، هذا يعني أن ندخل مفاوضات قد تستمر سنتين، بالتزام أميركي ودولي، فلا بد من اعطاء الفرصة، من الآن لازم نكون فاهمين بعض، مع أنني أشك في نجاح المسعى مع الأمريكان.
الشق الذي لم يقله الرئيس في حديثه هو: إذا رفضت أميركا تحديد سقف زمني، عندها سندعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها كسلطة احتلال، حسب القرارات الدولية، ونكون دولة تحت الاحتلال، أما مشروع وصاية دولية لغزة وحدها قلنا هذا من المحرمات، لا فصل بين غزة والضفة.
يعني أننا سنقوم بوقف التنسيق الأمني ودعوة سلطة الاحتلال لتحمل مسؤولياتها، ونعود لمعادلة جديدة، ماذا نفعل في منظمة التحرير الفلسطينية؟
المسألة الثانية: حكومة التوافق ليست حكومة ثم أوجد جسماً موازياً لها، حكومة الوفاق يجب أن تكون العنوان، لأنها تسحب الذرائع من إسرائيل والكل اعترف بها.
المسألة الثالثة: التهدئة، فإن أي صانع قرار يكون أمام مسألتين، كلام يحبه الناس ويرضون عنه، وأما الكلام اللي ما بيحبوه الناس لكن لازم يسمعوه، من اليوم الأول قلت اسرائيل سلوكها التفاوضي استفزازي، وهم يريدوننا أن نطلق الصواريخ ليمنعوا الاغاثة واعادة الإعمار، مطلوب توازن لوضع نتنياهو في الزاوية.
ــــ مشعل: كان هناك 12 يوم تهدئة لدخول المساعدات، لماذا لم تدخل بالقدر الكافي؟ ثم ما هو السقف الزمني للتفاوض يا سيد صائب؟
ــــ عريقات: نحن ود. العطية على اتصال مع جون كيري، وهدفنا جعل الولايات المتحدة تطلق حملة اغاثة دولية، ومطلوب من الرئيس إعلان ذلك في خطاب رسمي يدعو فيه إلى تهدئة إنسانية، وإعادة الوفد المفاوض إلى القاهرة، لتحقيق مطالبنا، وهذا أفضل ما تحصلنا عليه أنا ود. خالد من جون كيري.
إسرائيل ذاهبة للحرب، وحسم الحرب يكون بنتائجها السياسية، هم لا يريدون حكومة وفاق وطني، وحربهم على أبو مازن أكثر منكم، لأنه عزل نتنياهو وحشره في الزاوية.
المعادلات هنا عبارة عن صفقة Package، إما دولة فلسطينية أو أن يستلم نتنياهو مسؤولياته، والسؤال هنا هو كم هي نسبة موافقة أميركا على ذلك، لكن بكل الأحوال يجب الاستفادة من التطورات الحاصلة في المنطقة وداعش وغير ذلك، اقرأوا ما بين السطور.
ــــ الأمير: وماذا بين السطور؟
ــــ عريقات: أميركا قالت إن أخطر ظاهرة هي داعش، وبصراحة هم قالوا ذلك نظراً لخطورتها على حليفتهم السعودية.
ــــ مشعل: لا يمكن القضاء على داعش إلا بالحسم في سوريا، وجعل داعش معزولة عن السنة.
ــــ عريقات: أقصد أن أميركا متحوّلة عنّا، وجون كيري سيحضر للمنطقة وسيجلس مع الرئيس أبو مازن، نريد أن نقول له ما قاله د. خالد العطية.
ــــ مشعل: هذه كلها عناوين، ونحن في العناوين نفس الموقف، ولكن نريد الشراكة، قدموا لنا في الموضوع السياسي شيئاً محدداً، نحن متفقون على دولة في حدود 67، ولكن توجد قيادة فلسطينية ونحن لسنا فيها، ما دام دخلنا المصالحة بدنا نطبقها بحذافيرها، الشعارات يجب أن تترجم إلى آليات عمل، عندما ندخل مع بعض بدنا شراكة، مش عناوين. احنا لما نقول نعم نتقيّد بها، نحن مع هذا الموضوع في المبدأ، ولكننا بحاجة أن ندخل معكم في التفاصيل.
ــــ عريقات: شو المطلوب؟
ــــ مشعل: انتو رايحين تحكوا مع الجميع، أبو مازن رئيسنا، ويتحدث باسم الكل، والحكومة واحدة، لكن هذا التحرك انتم طابخينه لوحدكم، اشركونا فيه.
ــــ عريقات: أنا في شهر 12 السنة الماضية في بيتك اطلعتك على ذلك.
ــــ مشعل: مش هيك. هذا مش اشراك.
ــــ عزام الأحمد: بعد حكومة التوافق أرسلنا أبو مازن إلى مصر وذهبنا للمصريين لمناقشة عمل اجتماع الإطار القيادي، لكن رد المصريين ما وافق عليه أبو مازن، ولا أنت وافقت، لكن هذا كان بسبب الخلاف بينكم وبين المصريين، يجب أن نتفق على آلية التنسيق في هذا الموضوع وثم شراكة مع بعض.
ــــ مشعل: إذا بدكم شراكة لازم نقعد مع بعض ونبحث في التفاصيل، لأنه أي تحرك له مقتضيات تفصيلية، لكن الزيارات لا تعني اشتراكنا في مشروع بكل تفاصيله.
لنفرض أن الرئيس قال بدناش عملية عسكرية لمدة معينة، بدنا نبحثها على أساس الشراكة، أنا لن أعطيك Ok على عناوين عامة، أما التفاصيل فهي بحاجة إلى نقاش وشراكة.
ــــ عريقات: إذا الأميركي ما بدو يعطينا سقف زمني، احنا عندنا البديل، نحن نتحدث بمبدأ عام، ولم نصل لمناقشة التفاصيل، وهذا هو بتقديرنا ما يتوجب علينا إقراره اليوم.
ــــ مشعل: افرض أن الأميركان جابوا قرار بصيغة معينة، أنت ترى أنه يلبي وأنا لا أرى أنه يلبي، لأننا لم نكتب التفاصيل، إذا أنت وافقت وأنا لم أوافق.
ــــ عباس: لا يوجد تفاصيل، يوجد كلمتان نقولهما لأميركا، إما الموافقة على دولة في حدود 67 وترسيم الحدود، أو لا، إذا قالوا نعم: كان به، وإذا قالوا لا، عندنا الخطة البديلة، هذا الكلام سنقوله خلال أيام لجون كيري، يا يجيب جواب، يا ما يجيب.
ــــ مشعل: هو سيعطيك عنوان عام أنهم موافقون على 67.
ــــ عباس: راح نطلب بالنص الحرفي دولة على حدود 67 وترسيم الحدود خلال فترة زمنية محددة، وافق أو لا توافق، لا يوجد تفاصيل.
ــــ الأمير: أبو مازن يقول نقطة محددة يا أو يا، لو قالوا موافقين، بعض التفاصيل يجب أن يكون هناك اجماع عليها.
ــــ عباس: نعم المسائل محددة، وشهر لتحديد الحدود إذا وافقوا، إما بدهم حل أو لا حل، وبناء على ذلك نتصرف بالتالي: لا تنسيق أمني ولا علاقات.
ــــ مشعل: هذه عناوين، أعطني مسائل محددة، وأنا أرجع لإخواني، وغداً أعطيك جواباً، ماذا ستطرحون على الولايات المتحدة تحديداً؟
ــــ عريقات: المشروع الوطني يرتكز إلى إقامة دولة فلسطينية في حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، وحل كافة قضايا الوضع النهائي حسب قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، وعلى الولايات المتحدة أن تحدد سقفاً زمنياً لإنهاء الاحتلال، وفي حال الموافقة الأميركية والإسرائيلية تبدأ المفاوضات لترسيم حدود الدولتين على الخرائط.
ــــ مشعل: شو الزمن اللي متوقعينه؟
ــــ عباس: ثلاث سنوات، إنهاء كامل، وبوجود طرف ثالث، الناتو أو الأمم المتحدة لحين الانتهاء.
ــــ عريقات: أما إذا رفضوا سأبلغ كيري بما يلي:
* إسرائيل تتحمل مسؤولياتها كسلطة احتلال.
* المكانة القانونية لنا الآن دولة تحت الاحتلال ومعنى ذلك أن نقول للأميركان نريد الانضمام إلى كافة المعاهدات.
* وقف كافة أشكال التنسيق والتعاون مع إسرائيل.
* تحتفظ دولة فلسطين بعضويتها في مؤسسات الأمم المتحدة.
* تبقى منظمة التحرير ممثلة لكل أبناء الشعب الفلسطيني.
ــــ مشعل: شو يعني نقطة تحميل إسرائيل المسؤولية؟
ــــ عباس: تستلم مسؤولياتها كسلطة احتلال. هذه السلطة كلام فارغ، وعندها أطلب من الأمم المتحدة إزالة الاحتلال وتوفير الحماية الدولية.
ــــ عريقات: كيري قال لي Ok.. Go ahead
ــــ مشعل: يعني هذا الكلام كله مرتب مع كيري وأيضاً موضوع التهدئة؟!
ــــ عباس: لا مش موضوع التهدئة.
ــــ مشعل: هذا يعيدنا للوضع في غزة الآن، اليوم يوجد حكومة واحدة وسلطة واحدة، ومثلما تطلبون التزاماً أميركياً بإنهاء الاحتلال، لماذا لا نقول بدنا نعمل وقف إطلاق نار ونريد التزاماً برفع الحصار عن غزة؟ نريد قراراً أممياً وعربياً برفع الحصار.
ــــ العطية: هذا معلق على شرط فتح المعابر، إذا لم يتم فتح المعابر ينهار وقف إطلاق النار، إحنا نربط وقف اطلاق النار مع فتح المعابر، وإذا لم يتم ذلك، يكونوا هم أخفقوا، والانهيار يكون بسبب الموقف الاسرائيلي.
ــــ عزام الأحمد: آخر نقطة في المفاوضات كانت، المعابر متفق عليها، وقف النار متفق عليه، إدخال المساعدات، وتوسيع منطقة الصيد، أما جدول الأعمال اللي بعد شهر، حطوا نقطة القدرات العسكرية مقابل الميناء والمطار.
ــــ أبو مرزوق: عبارة إنهاء الحصار تمت تجزئتها، إنهار الحصار تعني ميناء ومطاراً ومعابر. قالوا الميناء والمطار قضية لا يمكن، يعني ما في إنهاء حصار بسبب التجزئة.
ــــ عريقات: عندما أقول لإسرائيل بدي ميناء ومطار، كأني أقول أنتم مسؤولون، أنا أريد أن أنزع هذه الذريعة منه، أرجو من أخي ماجد شرح الوضع الأمني، أرجوك اشرح كيف كوهين هدّدنا.
ــــ ماجد فرج: الحديث عن موضوع الانقلاب في جلسة أمس ذهب إلى مكان غير مكانه، حقيقة الأمر أن يورام كوهين جاء برسالة تقول إنّ الرئيس تجاوز ويعمل على تخطي كل شيء. وبالتالي إسرائيل ستأخذ خطوات جدية وقاسية:
أولاً: إن الرئيس شكّل غطاء سياسياً للعدوان على غزة بالدفاع عن حماس، وهذه أول مرة الرئيس يشكل وفداً فيه الجميع، واعتبروا ذلك تجاوزاً للخطوط الحمراء.
ماجد فرج: أبو مازن
كان يتحدث عاتباً وكلامه عن موضوع الانقلاب ذهب إلى مكان آخر
ثانياً: إن الرئيس أخذ تواقيع كل الفصائل للتوجه للمنظمات الدولية ولمحكمة الجنايات الدولية.
ثالثاً: إن هذه الحرب تتطلب من الرئيس أبو مازن أن يعلن فك حكومة التوافق الوطني.
الرئيس قال هذا شعبي وسأدافع عنه، وإن ما بدأ في الضفة ثم غزة هو حرب إبادة على الشعب الفلسطيني وسنذهب إلى محكمة الجنايات الدولية.
قال يورام كما ستحاكمونا سنحاكمكم... قال الرئيس: أنا جاهز أول واحد.
يورام سأل: ماذا بخصوص المصالحة وحكومة الوحدة؟
الرئيس قال: هذه مصلحة فلسطينية لي وسأدافع عنها وأحميها.
هنا انتقل الحديث لزاوية أخرى. موضوع الـــ93 والانقلاب.
الصيغة الحقيقية التي قالها يورام إنهم اعتقلوا شباباً من حماس لديهم أفكار تجهيز خلايا للقيام بعمليات ضد إسرائيل تؤدي إلى رد فعل إسرائيلي يؤدي إلى إنهاء السلطة.
يورام لم يقل إنهم هم سيقومون بعمل انقلاب، هذه هي الرواية الحقيقية.
السيد الرئيس بالأمس كان يتحدث عاتباً، كلامه أمس كان عاتباً، لأنه عندما حاولوا اعتبار حماس حركة إرهابية، هو عمل معكم وحدة وطنية، ولما بدأ العدوان شكل وفداً موحداً وعمل إطاراً سياسياً لذلك، ورغم كل ذلك الرئيس ليس شريكاً لا في قرار حرب ولا في قرار سلم.
لما صدر البيان على وكالة وفا، الرئيس حكى معي وقال البيان مغلوط، وطلب مني إبلاغ الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية بذلك، وطلع الضميري وحكى ان هذا الكلام مدسوس ويهدف إلى ضرب الوحدة الوطنية.
حتى عملية الخليل، الرئيس كانت لديه معطيات ومعلومات أن حماس فعلتها، ولكنه أصر أمام الأميركان والإسرائيليين أنه مش حماس وراء العملية.
المهم الآن لدينا ثلاث نقاط أساسية: في الملف السياسي شركاء في الاستراتيجية، وحكومة توافق ذات أدوات عمل على الأرض، ومسألة وقف العدوان على غزة.
بقيت الأمور عالقة عند نقطة إزالة بند الميناء والمطار مقابل إزالة بند القدرات العسكرية، وبالتأكيد هم سيضعون بنوداً أخرى، أما بقية القضايا صار فيها لحلحة.
ــــ الأمير: دكتور صائب وخالد، إيش الاجراءات اللي تشوفوها الآن؟
ــــ مشعل: دعونا نلخص الأمور...
أولاً: الموضوع السياسي: الصيغة التي طرحها صائب سأدرسها مع اخواني، وغداً أعطيكم جواباً مدروساً عليها.
ثانياً: حكومة الوحدة الوطنية واستلام الأمور: يا أخ خليل أنت في غزة احكي للإخوان الوضع.
ــــ خليل الحية: إحنا اتفقنا على الحكومة وندرك أين ذاهبون، احنا جاهزين للتعاون لتسلّم الحكومة كل مقاليد الأمور، وإحنا نكون رديفاً لها ونعينها.
ــــ مشعل: بمعنى لا سلطة موازية، ولا تعطيل، ولا استئثار كما السابق، لكن ننسق وبالشراكة، ولا مانع أن يأتي رامي الحمدلله وأنت يا أبو مازن.
النقطة الثالثة من الذي سيتابع الأمور بعد الحرب؟ أليست الحكومة؟ ما دام كذلك، فهذه غزة جزء من السلطة وأنت المسؤول الأول. نريد قراراً واضحاً، انتزعوه بأي طريقة، موقف واضح، وقف اطلاق نار ورفع الحصار والاعمار. أنت يا أبو مازن قادر تجيب موقف أممي ومصري، وغزة والضفة وحدة واحدة، هذا ما نريد.
ــــ عريقات: إحنا شايفين أنه السلوك التفاوضي لنتنياهو إبقاء الأوضاع على ما هي عليه وإبقاء النار... خلال أيام سنرى جون كيري. الرئيس سيلقي خطاباً بالاتفاق مع أميركا ومصر وأوروبا يقول فيه: «أدعو إلى تهدئة إنسانية بتاريخ محدد واطلب من الجميع الالتزام بها، واعطاء فرصة للتفاوض في القاهرة لتحقيق مطالبنا».
ــــ مشعل: هذا موقف غير مناسب للرئيس أبو مازن، هو ليس طرفاً ثالث بين طرفين، هو رئيس الشعب الفلسطيني، هو يطالب باعتباره رئيس فلسطين، وأن حكومته ستتابع هذه الأمور.
ــــ عريقات: وإذا قال هذا الكلام؟ هل يجد قبولاً من الفلسطينيين؟
ــــ مشعل: نعم، نحن نصدر استجابة، إذا صار موقف دولي، ودعوة لوقف إطلاق النار والإعمار، وهو يمون على الشعب.
ــــ عريقات: بديش يطلع الرئيس يقول هيك، ويطلع واحد يقول هذا لا يمثّل أحداً.
ــــ مشعل: إذا اتفقنا نحن نلزم كل إخواننا.
ــــ العطية: لذا الصيغة مهمة، يكون تبادل في الصيغة، ولا يمكن يطلع الرئيس يعلن، والأطراف الأخرى غير مطلعة على الصيغة، يجب الاتفاق مسبقاً على الصيغة التي سيقولها.
ــــ عزام الأحمد: أبو مازن ليس وسيطاً، وإنما يطالب، لكن القصة الهامة إنهاء الاحتلال، سيكون حديث مع كيري غداً، هذا يتطلب أن تعطونا رداً ضرورياً.
قضية المصالحة، إحنا متفقين في القاهرة، نجلس ونبحث، وقلتم إنكم ملتزمون. أما مفاوضات القاهرة نحن كوفد موحد غادرنا، إسرائيل انسحبت، نحن لم ننسحب، لقد اعلمنا المصريين، ومطالبنا باقية كما هي، قطعنا شوطاً كبيراً، ولا نأخذ بما انتهينا منه إلا عند الانتهاء من كل شيء، وقضية الاعمار محسومة.
كان هناك جدول أعمال اختلفنا عليه، وكانوا قد وضعوا فيه قضية الميناء على أنها من زاوية معنوية، وهم لم يقروا بذلك، فقررنا أن يضع كل طرف ما يريده، فوضعوا القدرات العسكرية بهدف نسف المفاوضات، وغادرنا القاهرة وأبلغناهم اننا ذاهبون للتشاور، وننتظر دعوة الوسيط لنا بالعودة، لذا يجب أن تبقى الأمور في المرمى الإسرائيلي.
ــــ الأمير: خلي خالد يتابع معكم.
ــــ العطية: موضوع التهدئة أنا أتابعه مع صائب.
ــــ مشعل: إحنا مع استلام الحكومة، غداً تيجي تستلم، لكن قبل ذلك نريد فرمان منك يا أبو مازن للموظفين.
ــــ عباس: هذا الموضوع الآن صعب وضعه على جدول الأعمال.
ــــ مشعل: لكن هذه المسألة تحتاج إجراء منك أنت.
ــــ عباس: هذا الموضوع يحتاج إلى قرار ويحتاج إلى إمكانيات مالية.
ــــ مشعل: يعني هل يبقى الناس بلا رواتب؟
ــــ أبو مازن: وهل أنا شحاد؟
ــــ مشعل: يجب أن تحلوا هذه المسألة عاجلاً، ريّحوا الناس يا أخي.
ــــ أبو مازن: معنديش إمكانيات.
ــــ عزام الأحمد: لما صارت مشكلة الرواتب أنا اقترحت على اسماعيل هنية يتصل بسمو الأمير، أنا قلت له اتصل بسمو الأمير تميم، وأنا سانقل الصورة لأبو مازن، وسمو الأمير استجاب.
ــــ العطية: إحنا حوّلنا لكن البنك العربي رفض يقبل التحويل.
ــــ الأمير: يجب إنهاء كل الإشكاليات، والمهم التواصل وبحث هذه القضايا، أبو مازن مضطر للمغادرة إلى القاهرة، ولا وقت لدينا الآن.
■ التقييم والملاحظات:
ــــ تم الاتفاق على أن يقوم الأخ مشعل ببحث ما يتعلق بالموضوع السياسي مع اخوانه، والرد عليها غداً أو خلال الأيام القادمة.
ــــ تم الاتفاق على التواصل وبحث مسألة ترتيب عمل حكومة الوفاق في غزة بروحية الشراكة.
ــــ لم يتم التوصل إلى حلول لاعتماد موظفي غزة وتأمين رواتبهم، وحسب ما فهمنا فإن عمل الحكومة في غزة مرتبط بهذه المسألة.
ــــ الرئيس عباس يرغب في الحصول على موافقة حماس على تحركه السياسي خلال الاجتماع وليس بعد أيام، ومن خلال حديث د. عريقات والأخ الأحمد يبدو أن هذا التحرك قد تم ترتيبه مسبقاً مع السيد كيري، وهو ينتظر منهم جواب حركة حماس.
ــــ الأخ مشعل كان لديه إصرار على إنهاء أزمة رواتب موظفي غزة بشكل دائم ورسمي.
ــــ اضطر حضرة صاحب السمو التدخل لإنهاء الاجتماع حتى لا تعود أجواء الشد والغضب، وأيضاً لارتباط أبو مازن بترتيبات مسبقة للمغادرة إلى القاهرة.
للاطلاع على نسخة المحضرالمرفقات