معظمنا يقرأ في الروزنامة (التقويم) في فصل الشتاء عن بداية سعد الذابح أو سعد الخبايا أو سعد السعود أو سعد البلع دون معرفة ما هي قصة هذه السعود، وما أصل تسميتها. أجدادنا عرفوا عن قصة هذا السعد (سعد) الذي كان في طريقه للسفر نصحه أبوه أن يتزود بفراء وقليل من الحطب اتقاء لبرد محتمل، فلم يسمع نصيحة أبيه ظانا أن الطقس لن يتغير كثيرا أثناء رحلته، وهو في ذلك الوقت كان دافئا. ولكن ما أن بلغ منتصف الطريق إلى حيث يقصد حتى اكفهرت السماء وتلبدت بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل المطر والثلج بغزارة، ولم يكن أمامه سوى ذبح ناقته وهو كل ما كان يملك، حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارس؛ فكان سعد الذابح. أما من الناحية الفلكية فظاهرة السعود تعود إلى ما يعرف بـ خماسينية الشتاء ومدتها 50 يوما تقسم إلى 4 فترات زمنية متساوية (الذابح، البالع، السعود، الخبايا) فيكون كل سعد مدته 12.5 يوم وهي كالتالي:
سعد الذابح:
وهي فترة الشتاء تبدأ عادة في أول شباط وتنتهي في 13 شباط، أي تبلغ 12.5 يوم.
سعد بلع:
وهي فترة تبدأ عادة في النصف الثاني من يوم 13 شباط وتنتهي في 25 شباط، ويقال أنه مهما أمطرت الدنيا في هذه الفترة فإن الأرض تبتلع المطر بسرعة، وطول هذه الفترة هو أيضا 12.5 يوم.
سعد السعود:
بسعد السعود بتدور المية بالعود، والمية هي الروح والحياة، أي أنه في هذه الفترة يبدأ النسغ يسير في جذوع الشجر وأغصانه؛ وتبدأ هذه الفترة في 26 شباط وتنتهي ظهر يوم 10 آذار، أي 12.5 يوم.
سعد الخبايا:
تبدأ يوم 10 آذار وتنتهي في 22 منه، أي 12.5 يوم، وبذلك تنتهي خماسينية الشتاء، ويبدأ فصل الربيع.