لقد أدى التطور الطبى والعلمى إلى تحسن المستوى الصحي والمراقبة الطبية للحمل وأساليبه الجديدة إلى تزايد نسبة الحمل بالتوائم. ومع تطورعلم الأجنة أصبحت هذه الظاهرة التي ورثتها الثدييات من الأحياء الأدنى لا تزال تحمل الكثير من الأسرار كما أنها لا تمر دون تأثير على التوائم ذاتها وعلى والديهما أيضاً.
ولعل معرفة الوالدين بقرب قدوم توأم لا يخلو من إثارة شديدة حيث تختلط مشاعر الفخر والفرح بالخوف من الولادة ونتائجها والآثار المادية التي يفرضها القادمان الجديدان على وضع الأسرة .
كما أن هذا الأمر يغدو مثاراً لعدد كبير من التساؤلات:
- حقيقة إرتباط التوأم وعلاقتهما ببعضهما.
- أصول تركيبتهما النفسية خاصة وأن بعض التوائم يتقاسمون المشيمة نفسها لمدة تسعة أشهر مما يوحي بأنهما يولدان وهما يحملان نفس المواصفات الجسدية والعاطفية.
فهل يتوجب العمل على إشعارهما بعد ذلك بإختلافهما أو أن يترك أمر التوأمة ومشاكلها على ما هو عليه؟
هل طبيعة العلاقة المستقبلية ستكون أكبر من مجرد أخوة تقليدية؟
أهم الأسئلة المثارة بهذا الصدد:
هل هذا التوأم من التوائم الحقيقية أم الكاذبة؟
وغالبا ما تكون أمام توأم كاذب لأن نسبة التوائم الحقيقية تظل أدنى بكثير من التوائم الأخرى.
والتوأم الكاذب ثمرة لقاء بويضتين بحيوانين منويين فهناك في هذه الحالة بويضتان مكتملتان لكل منهما قوقعتها وغشاؤها الداخلي ما قد يجعلهما غير متشابهين جسدياً بعد ولادتهما لا بل قد يكونان من جنسين مختلفين.
أما فيما يتعلق بالتوأم الحقيقي Monozygotes فإن أصلهما يبدو أكثر تعقيداً من النوع السابق فهناك حيوان منوي واحد قام بتلقيح بويضة واحدة وفي ثلث مثل هذه الحالات ستتمخض البويضة من غشائين خارجيين Chorions يقوم كل واحد منهما بإيواء جنين من الجنينين.أما في ثلثي الحالات الأخرى فسيكون إزاء غشاء واحد يحتوي على الخلية الأولى التي تنشطر بعد ذلك إلى نصفين. بمعنى أننا سنحصل في هذه الحالة على توأم حقيقي وفي ضمن هذا التصنيف يمكن أن نميز نوعاً من التوائم يشترك جنيناه بنفس الغشاء السلوي Amniotique عن نوع آخر في أجنة التوائم يكون واحد منها مرتبطاً بغشاء سلوي مستقل.
إن مثل هذه المميزات تعتمد في ظهورها على اللحظات المختلفة التي يمر بها انقسام الخلية فيجري هذا الإنقسام باكراً (اليوم 2أو 3 بعد الإخصاب) أما إذاحدث تأخر في الإنقسام (من اليوم 4 إلى 7 بعد الإخصاب) فإن لكلا الجنينين غشاء داخلياً مستقلاً غير أنهما يشتركان بغشاء خارجي يجمعهما معاً.
أما الحالة الأخيرة وهي نادرة الحدوث فتحدث عادة عندما يتأخر الإنقسام لأكثر من المدة المذكورة أعلاه عندها يشترك الجنينان بالغشاءين معاً.
لنلاحظ هنا أن الحوامل اللائي ينتظرن توأم بحاجة دائمة إلى عناية مضاعفة بالمقارنة مع الحوامل الأخريات فلكي تصل حامل التوأم إلى نهاية المطاف بسلام عليها مضاعفة العناية بنفسها وتجنب التعب الذي يسيطر عليها من أبسط مجهود كما أن الأطباء ينصحون بإعطاء إجازة مبكرة عن العمل إضافة إلى تكثيف الإستشارات الطبية خاصة بعد إنتهاء الثلث الثاني من فترة الحمل.
ومن الملاحظ أن الحامل بتوأم تعد أكثر تعرضاً إلى:
- مشاكل إرتفاع ضغط الدم.
- مخاطر الولادة المبكرة التي يزداد معدل حدوثها بنسبة ثمانية أضعاف عما هو الحال في الحمل المعتاد بسبب إتساع حجم الرحم.
- غير أن الولادة غالبا ما تحدث بطريقة طبيعية (60% من الحالات) إلا إذا كان وضع أحد الجنينين لا يساعد على ذلك، الأمر الذي يدفع عادة إلى إجراء عملية قيصرية.